أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناصرعمران الموسوي - التعا يش السلمي بين الطوائف في العراق 00البحث عن المشترك 00اواكتشاف الوطن















المزيد.....

التعا يش السلمي بين الطوائف في العراق 00البحث عن المشترك 00اواكتشاف الوطن


ناصرعمران الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نتفق على ان الفرد منظومة جمعية خازنة لرؤى اجتماعية وثقافية وعقائدية ومناطقية وقومية ، وكل هذه المنظومات والرؤى تتفاعل لتصوغ (شخصانية) الفرد ، بل من خلالها يتجدد انتماؤه ، وتبرز عناوينه ، فالاسم ، والاسرة ، والبيئة ، والمعتقد ، والقومية ، والبلد ، كلها علامات دلالية ترسم هيكلانيته وتجعله علامة متميزة عن اقرانه الذين هم بالضرورة يمتلكون مثل هكذا دلالات وعناوين ، وتختلف هذه الدلالات والعناوين لتبرز بمجموعها كهويات تعبر عن الفرد ،
فالاسم عنوان التخاطب وعنفوان الماهية البشرية يقف وراءه اسم آخر بشكل طولي ليدل على شجرة الانتساب ثم تأتي المدينة لتعطي انطباعا كون الفرد من مواليد المدينة او المنطقة او القرية او الحي ، ثم المعتقد ليضعه في خانة احدى الطرق الموصلة الى ذات العلائقية بين الفرد وربه التي اصطلح على تسميتها ( الاديان ) اما الضابط القومي وغيرها من الضوابط فهي عناوين ودلالات تشير الى الفرد وهي هويات صغيرة احس الفرد بضررة ذوبانها لحظة الخضوع الى حكم القانون المنظم للعلاقات بين الافراد لتنتج هوية مهمة وخطرة الا وهي هوية (المواطنة ) وتعني الانتماء الى الوطن المحدد بجغرافية وتاريخ معينين والاشتراك بالاسباب والعوامل الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية المشيرة الى كينونة وجود الفرد على ذات المساحة الجغرافية المشتركة ، وحين يكون التنوع بين الدلالات والعلامات المميزة لوجود الفرد داخل الكيان المشترك المسمى ( الوطن ) تبرز ثنائيتان مهمتان تستندان الى منابع التغذية بحسب التكوين الفردي والاجتماعي والمناطقي والعقائدي والاثني والقومي وهما ثنائية التعايش السلمي والمشاركة وثنائية الاستبداد والهيمنة ، وما يحسب لثنائية التعايش السلمي والمشاركة بين افراد الوطن الواحد هو التركيبة البايولوجية والنفسية للفرد باعتباره كائناً اجتماعياً ، فالفرد كما يقال ( يولد بمفرده ويموت بمفرده لكنه يعيش وسط المجموع ) والمجموع متنوع وهو ثمرة اسر متعددة فلا يمكن لاسرة بمفردها ان تكون مجتمعاً احادي النوع او الانحدار وان استطاعت فهو مجتمع بعيد عن التنوع والاغناء ويدخل ضمن المجتمعات الواهنة والهشة والتنوع هو اغناء وتعزيز لصفة الوجودية البشرية على سطح المعمورة ، يقول الله في محكم كتابه الكريم ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..... ) ان هذا يدل على صفة التعارف والتنوع وهما صفتان ضمن منظومة التعايش السلمي والمشاركة لديمومة المجتمع . والمجتمع العراقي واحد من اعقد المجتمعات البشرية ، فهو نتاج موقع ستراتيجي بحسب جغرافية منحته ان يكون متنوعا منذ الازل وماسكا بعصب الحياة فرافداه اشرا لوجود مجتمعات حضارية موغلة في القدم وهذه المجتمعات وضعت لبنات اساسية لعملية التحضر والمدنية فالكتابة والتشريع كانا اهم انجازات وادي الرافدين يضاف اليهما الزراعة والصناعة وبذلك يكون الاثراء الطبيعي والبشري متحصلا لتتبوأ مجتمعات وادي الرافدين مركز القيادة والسلطة ، فرسمت ملامح السيطرة والادارة التي يصطلح عليها اليوم ( بالنظام الاداري للدولة ) ، وكل ذلك جعل من بلاد وادي الرافدين ان تكون مسرحا لحروب كثيرة فزارها اقوام وغزاة متعددون وشهدت ارضها امبراطوريات سادت ثم بادت وبين نصر هنا وهزيمة هناك تشكلت مجتمعات متنوعة ديدنها التغيير ، حتى ان بعض الباحثين يصر على ان العراق عبارة عن ( جبهة) مفتوحة عبر كل العصور وبالفعل فحتى هذه اللحظة مايزال العراق يدفع ثمن حسابات خصوم متنافسين على ارضه وليس له فيها الا التضحيات ، ان الولادات المجتمعية ضمن اطار التقاتل والاستحواذ والسيطرة اوجدت مجتمعات ذات صفات ولاعئق متنوعة مرتبطة بعضها بتنشئة الفرد مناطقيا وعقائديا وقوميا اضافة الى نتائج الحروب التي كان اثرها واضحا في كينونة تكوين المجتمع ، حتى ان الفرد في بلاد الرافدين ونتيجة لحمى الضغوط المهمة نشأت على ارضه اولى الافكار الفلسفية التي تدور حول الحياة والموت (فملحمة كلكامش) واحدة من اهم انجازات التنوع الفلسفي الفردي العراقي ، لقد كان المجتمع العراقي منظما افتراضيا على اساس الضرورات التي فرضتها طبيعة التعايش المجتمعي بين افراده فكانت السلالات الحاكمة السومرية والاكدية والاشورية والبابلية مطعمة بلون التنوع المهول لعملية التطوير المجتمعي وبعد التخلي عن كل تلك السلطويات الحاكمة اصبح العراق نقطة مفصلية مهمة ضمن اقتراب القوى الكبرى كالامبراطوريات الرومانية والفارسية في العصور السابقة وبين الدولة العثمانية والدولة الفارسية في العصور اللاحقة ، وكلما كانت الغلبة لاحد هذه الامبراطوريات او الدويلات وسمت المجتمع العراقي بالكيفية التي تتلاءم وطبائع المنتصر استعماريا فأضحى بين هزيمة وانتصار يتنوع المجتمع حتى اصبح الفرد العراقي يعيش حالة ( ازدواجية فردية ) اشار اليها الدكتور علي الوردي في كتابه ( طبيعة المجتمع العراقي ) وهذه الازدواجية موسمة ( بدوغمائية ) وهي فن التعامل مع المتضادين او المتناقضين لخلق كينونة خاصة من خلال سياسة هذا النهج وهي اشبه باطار متنوع يتلاءم مع الظرف والمرحلة وليست الازدواجية المرضية النفسية ، ان ظهور مثل هكذا طبائع اجتماعية ونفسية فردية ادت الى وجود تعامل متنوع بالتالي سينعكس على وجود مجتمع فعال وحيوي حين تكون ادارة التحكم أي القيادة تسير باتجاه بناء المجتمع ، وسيكون عصيا على الانجرار وراء التشتت والاحتراب والتداعي ، وقديما قال احد المفكرين الاستعماريين بنظرة الى المجتمع العراقي ( ان مقتل المجتمع العراقي اشبه بمقتل عطيل ) وعطيل بطل مسرحية مؤلفها الروائي الانكليزي( شكسبير) ومقتله كان بالضرب على الكعب ، وهي اشارة لم تغب عن ذهن الاستعمار البريطاني ابان ثورة العشرين والتداعيات التي حصلت بقيام الدولة العراقية عام 1921 ، فقد نصبت بريطانيا لحكم العراق الملك فيصل بن الحسين والذي لم يكن عراقيا ثم اعتمدت في بناء دولة واهنة على مجموعة من المنتفعين اصحاب رؤوس الاموال ورجال الدين والطبقة البرجوازية التي لم تكن على تماس مع معاناة المواطن وليس ادل من ذلك من مقولة الملك فيصل ( ان العراق عبارة عن شعوب متعددة خالية تماما من فكرة الروح الوطنية ) ان هذه المقولة منسجمة تماما مع الاطروحة البريطانية التي ارست بعد ذلك آليات حكم العراق خارج اطار القوى العسكرية فقد وقف الملك امام مجلس النواب بعد ان طلب منهم الموافقة على المعاهدة بين العراق وبريطانيا قائلا لهم وحاثا على المصادقة ( لاتجعلوا الملك فيصل بين السماء والارض ) ان وجود ملك غير عراقي على سدة الحكم اعطى مسوغا مازال العراق حتى هذه اللحظة يعيش حالة التدخل العربي السافر في الشأن العراقي وهو على امتداد التاريخ تدخل استغلالي لم يكن في مصلحة الفرد العراقي كما ان تركيز بريطانيا على اعطاء رئاسة الوزراء للنقيب في تلك الفترة وماتلاها من وزارات عبد المحسن السعدون الذي ارسى دعائم استبداد طائفة معينة مستندا الى ارث الخلافة الاسلامية العثمانية التي شكلت تغييرا مجتمعيا لصالحها في نزاعها مع لدولة الفارسية ان حالة تمازج رهيبة زرعتها الاستراتيجية البريطانية في الجسد العراقي ادى الى ان تكون القيادة والسيطرة حكرا على فئة معينة وطائفة معينة وحين قامت ثورة 1958 لم تهدأ الحكومة المصرية حتى قادت انقلاب 1963 الاسود الذي ضرب منجزات ثورة 1958 ولعل اهمها قانون الاصلاح الزراعي وقوانين اخرى كانت من مصلحة الفرد العراقي وقد استأثر التدخل المصري في الشأن العراقي عبر القومين حتى وصول حزب البعث الى السلطة وانجابه لصدام حسين الغني عن التعريف فقد صار واضحا حروبه الكثيرة بالوكالة عن اجندات عربية او دولية دفع ثمنها الشعب العراقي ، ان ركيزة مهمة من ركائز التعايش السلمي والمشاركة هي الانحياز الى الفرد بعيد عن طائفته او قوميته او مناطقيته وذلك يتم عبر ثقافة جديدة تكتسح ثقافات العنف والتمييز والتمايز التي كثيرا ماركزتها الحكومات السابقة واعتماد الديمقراطية ليس كمبدأ فقط وانما كنظام حكم يتفرع منه التداول السلمي للسلطة ، احترام الحريات العامة ، الفصل بين السلطات ، استقلال القضاء ، حرية المرأة ، بناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية وان يكون العراق هو من تتجه اليه الانظار باعتباره المشترك المهم والرئيسي في ديمومة التعايش المجتمعي ، ان حرق المراحل السابقة لايتم بأن نمنحها ظهرانيتنا وانما ان نستحضرها لتعترف من خلالها بخطوات الخطأ التي جرت العراق الى ماهو فيه الان ولعل مشروع المصالحة الوطنية هو نواة مهمة لطرح كل الاوراق على طاولة الحوار وهذا سينعكس تماما على تماسك المجتمع وتحقيق مايصبو اليه من ترجمة حقيقية للمواطنة وايمان كلي وراسخ بالانسان وحقوقه.



#ناصرعمران_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون والحرية جدلية العلاقة وسمو الهدف
- جريمةالابادة الجماعية
- العراق واليبرالية طروحات الراهن وافق التجربة
- المثقف العراقي وتحديات المرحلة الراهنة
- حقوق المراة في العراق والتعديلات الدستورية
- تحليل الظاهرة الدينية دولة الدين ودين الدولة
- الثقافة العراقيةالذاكرةالنازفةوالراهن الملتبس


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناصرعمران الموسوي - التعا يش السلمي بين الطوائف في العراق 00البحث عن المشترك 00اواكتشاف الوطن