أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل القيمّ - وسائل الإعلام الجماهيري من التلقائية الى المظلة التكنلوجية















المزيد.....

وسائل الإعلام الجماهيري من التلقائية الى المظلة التكنلوجية


كامل القيمّ

الحوار المتمدن-العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31 - 11:20
المحور: الصحافة والاعلام
    




ليس جديدا القول ان الاتصال (Communication) عملية دينامية للحياة الاجتماعية رافقت تطور المجتمعات البشرية وذلك منذ ان ظهرت الحاجة لاتصال شخصين، ويندمج الإنسان في هذه العملية منذ ميلاده وحتى وفاته ويعرف الاتصال على انه (العملية الاجتماعية التي يتم بمقتضاها تبادل المعلومات والآراء والأفكار في رموز دالة بين الأفراد او الجماعات داخل المجتمع وبين الثقافات المختلفة لتحقيق أهداف معينة).
فيما أورده تشارلزكولي (charles coley) على انه (ميكانزم أمكن من خلاله للعلاقات البشرية ان تقوم وتتطور، وامكن من خلاله لرموز العقل الإنساني ان تترابط بواسطة نشر هذه الرموز عبر المكان واستمرارها عبر الزمان).
ويتفاعل الكائن البشري اليوم مع وسائل الاتصال المختلفة تفاعلا يشمل مختلف نواحي حياته على مستوى فردي او جماعي بحيث ان وسائل الاتصال تشكل احد اهم مكونات الاتجاهات والقيم، وليس ادل على تعاظم تأثيرها من ذلك الفيض من الدعايات والمعلومات والبرامج التي تمطرنا بها وسائل الإعلام كل يوم بحيث اصبح الفضاء ساحة حديثة للصراع والهيمنة، والدور الأخطر في ذلك يتمثل بالفورية والشمولية المتناهية التي تنتقل عبرها مختلف الأحداث والمعطيات والثقافات دون مانع او وازع قانوني او أخلاقي أو تقني.
والعلاقة بين تكنولوجيا الإعلام والثقافة والعولمة علاقة وطيدة ، فوسائل الإعلام والاتصال هي الناقل الرئيس للثقافة ، وهي أدوات معرفية تساعد على دعم المواقف او التأثير عليها وتنميط السلوكيات وتعزيزها ونشرها . والدول الغربية المسيطرة على تكنولوجيا الإعلام والمعلومات لاتّصدر الينا المعلومات المسموعة منها والمرئية والمقروءة سعيا وراء المكاسب
( المباشرة ) حسب ، إنما القصد أيضا التأثير ( effect ) في الأفكار و وتخريب العقول ومحاولة اقتلاع القيم والتقاليد والعادات من جذورها واستبدالها بقيم أخرى غريبة ، والدول النامية معرضة للغزو الثقافي وتدفقت المعلومات المسيسة عليها).
وشهد عقد الثمانينات تطوراً وانتشاراً واسعاً في وسائل الإعلام ، نتيجة التطورات التكنولوجية التي أحدثتها ثورة المعلوماتية ( informatiqua revolution ) ، وهذا الانتشار الهائل قد زاد الفرد ( الكوني ) من نشاط التعرض لمختلف المعلومات والأفكار بحيث غرقه في حزم من المعلومات لا يستطيع اللحاق في تفسيرها وتمثيلها على وفق توازنه المعرفي إذ ( يتمتع الإنسان المعاصر اليوم بفرص اكثر مما كانت متاحة له قبل ( 20 او 50 او 100 ) عام ، وقد ارتفعت معدلات معرفة القراءة والكتابة بين البالغين من 48% في عام 1970 الى 72% عام 1997 ).
وقد ساعدت هذه التقنيات الحديثة وتجلياتها الى شيوع تسخير الفضاء إلكترونيا ، وبالتالي الى تعميق الظاهرة التلفازية التي تجتاح العالم ، فالمشكلة لا تعتمد على نيات القائمين بالاتصال ، حكومات ، شركات ، أفراد فقط ، انما تعدى الامر بالحاجة او الشعور بالحاجة الى التعرض الكيفي والمتواصل لقنوات متعددة الخدمات ، وان

متطلبات السياسة الدولية ومتغيراتها الأيدلوجية والاقتصادية ولد حتمية الوقوف على ( ظاهرة التلفاز وآثاره ) التي بدت ( حقنه جماهيرية او مثيرات بيئية جديدة دون سابق إنذار او توقع ) .
حيث لم يصل المجتمع الدولي توافقاً مع الشاشة الصغيرة على مدى العقود الماضية مثلما يحدثه الآن من تفاعل ( interaction ) وتعرض ( exposure ) ويعد التلفاز الأمريكي – كمثال مهم – للنموذج الغربي – ويعد اكثر فروع الاقتصاد الرأسمالي ربحاً من حيث تحقيق الربح حيث يحقق الإعلان وحده ( 4 ) مليارات من الدولارات سنوياً ويعد الأكثر فعالية في الحياة الاجتماعية الأمريكية ) كما يرى ذلك الرئيس الأسبق جيرالد فورد ، وهو الأداة التي يتم من خلالها – عملية إقناع الشعب الأمريكي – كما ان الشاشة التلفازية أصبحت المصدر الرئيس لعرض الصورة الأمريكية الى هوليود ، وبشكل عام فان 75% من الواردات العالمية من البرامج التلفازية من الولايات المتحدة التي لا تستورد أية أفلام ومسلسلات 2% من المواد التعليمية)
ولعل من المفيد ان نعرج على تداعيات التطور التقاني للمعلومات والإعلام واندماجها كاداة واحدة شبه مكتملة، هذه قد وضعت لاطروحات العولمة في متناول يد الشركات والسياسيين والحكومات، ذلك ان دخول المعلوماتية (informatiqua) قطاع الاتصال ادخل عليه انقلابا تكنولوجيا كبيرا أصبحت من جرائه الحدود الفاصلة بين مختلف الأنظمة والأجهزة باهتة جدا او لربما مطموسة تماما بعض الأحيان (وان تكاثر أجهزة الاتصال الحديثة مع انتشارها اصبح يندرج ضمن منطق اقتصادي لا يعترف في اغلب الأحيان بالمقاييس الاجتماعية التي تخضع لها مستعملوا تلك التقنيات ولا بكيفية نمو المجتمعات التي يعيشون بها).
ومن خلال التحسينات التقنية لبنى الاتصال وشيوع استعمال الفضاء والحاسب واقترانهما انتقلت الوسائل الجماهيرية الى نمط وهوية جديدة، أظهرت تسخيرها الواضح للحرب القادمة (حرب المعلوماتية information war) او حرب الثقافات عبر الفضاء، وهذا بدوره قد أضاف متغيرات جديدة في صناعة الرسائل الجماهيرية تداخلت فيها كثافة واتساع الوظائف والأهداف سياسيا واقتصاديا وحضاريا.)
وبذلك أصبحت المظلة الاتصالية او المراهنة على تكنولوجيا الاتصال بمثابة الخيار الإستراتيجي للبلدان المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في ظل العولمة، اذ تبلغ نسبة نمو الصناعات الاتصالية فيها (8%) سنويا وقد اعتمدت الحكومة الأمريكية فعلا على الخيار الاتصالي من خلال تبنيها منذ سنة 1993 على قطاع لتعزيز القدرات الاتصالية من خلال برنامج سمي (الطرق السيارة للاتصال) اعتمادا على تطور شبكات معلوماتية عالمية تعتمد الإنترنت والهاتف والأقمار الصناعية والكومبيوتر لإقامة آلية متكاملة لانتشار النماذج الثقافية والمعلومات.
وهذه الانتقالة الجديدة قد أوجدت المؤشرات الآتية:
1- تعمقت الهوة بين الدول الكبرى والنامية من خلال خلق سوق ثقافي واتصالي دائم ومتعدد عمق التبعية او الاعتمادية على الآخر، النامي باتجاه المتقدم.
2- إعاقة الاتصال الحقيقي بين الناس (فكل الناس يتخاطبون مع بعضهم البعض ولكن لا احد يلتقي بالآخر).
3- الاندماج الذي حصل في الوظائف، السياسية، الثقافية، التربوية،…الخ، تحت مدخل الترفيه لجذب آلية ونمط تعرض اكثر واشد.
4- هذا الوضع يعزز حرمان دولا وشعوبا كثيرة من المشاركة والإفادة من هذه التكنولوجيا، اذ ستزيد الفوارق الثقافية والعلمية (فجوة المعرفة) بين الطبقات الفقيرة والقروية والمنعزلة عمن يستعملون ويملكون سبل الاتصال.
5- انشغال مؤسسات الاتصال في الدول النامية في تبني الوافد من الرسائل وإرضاء أذواق المشاهدين من خارج حدودها الوطنية على حساب خططها وبرامجها المحلية مما ولد ابتعادا عن توظيف الموروثات الشعبية وانحسار الأعمال الدرامية.
د.كامل القيّم / جامعة بابل / العراق



#كامل_القيمّ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل القيمّ - وسائل الإعلام الجماهيري من التلقائية الى المظلة التكنلوجية