أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحيم لمحمدي - منظمات شبابية ، بأي نفس؟















المزيد.....

منظمات شبابية ، بأي نفس؟


عبد الرحيم لمحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن البحث عن الأشياء الضائعة تعوقه الرتابة في العادات
وعمل الأشياء، ولذلك يذهب بحث الإنسان عنها هباء "
غابرييل غارسيا ماركيز
( مائة عام من العزلة)

أزمة المصداقية

تعتبر الشبيبة كفئة عمرية انتقالية داخل المجتمع أكثر اصطداما بالضربات الاجتماعية لأنها توجد في صلب أزمته. فعبر كل المؤسسات ( أسرة، مدرسة، معمل، إعلام، ...) الموكول إليها مهمة تنميط واحتواء الشباب وإعدادها على المقاس ، تعاني الشبيبة من ثقل التقاليد الموروثة و المحافظة التي تعزز الحرمان و الكبت و قمع اللذة. إضافة إلى البطالة و التهميش...الخ.
إن التنظيم الاجتماعي الذي يفرض حياة الشقاوة على ملايين الشباب ويعطي قيمة أساسية لوزن المال ولاقتصاد السوق يتناقض كليا مع المستوى الذي بلغته القوى المنتجة، بما تسمح به من نمو للوقت الحر وتنمية العمل الإبداعي الإنساني.
لا يمكن أن ندافع عن نظرة منسجمة لمجتمع بديل دون المقاومة الصارمة للأنانية و البحث عن الأرباح الفردية نظرا لما لها من عواقب على المجتمع. يجب إعطاء الأولوية للتضامن و التربية على القيم البديلة. لكن أغلب أشكال التأطير السائدة وسط الشباب ، إما أنها تعيد إنتاج نفس العلاقات السائدة، أو تنهل من تجارب مفلسة فاقدة للمصداقية في أعين الشباب.
إن ردة فعل شبيبية جذرية تبقى دائما واردة، خصوصا مع ارتفاع حدة الهجوم النيوليبرالي و المحافظ الذي ليس سوى التعبير الإيديولوجي عن الهجوم الاقتصادي و الاجتماعي. لكن هذه المرة وفق دينامية و إستراتيجية جديدة ستشحذ وتنجلي معالمها في أفران الممارسة اليومية. انه يمكن فعل أي شيء بالحراب إلا الجلوس عليها.

سمات الاضطهاد الشبيبي*

سيكون من العبث التقدم بفعالية في عمل وسط الشبيبة دون التوقف على السمات الأساسية التي تميز طابع الاضطهاد الذي ترزح تحت وطأته :

1- يسلم الشاب المضطهد غير الواعي بواقع البؤس و الحرمان الذي يعيش فيه ، ويرجعه إلى قوى غيبية يتعذر تغييرها.
2 – يرى الشاب المضطهد صورته المثلى في التشبه باللذين في القمة، ويتوهم أنها الطريقة المثلى لتحقيق إنسانيته. ولذلك يحتقر نفسه و زملائه المضطهدين.
3 – يستبطن الشاب المضطهَد ( بفتح الهاء) وغير القادر، رأيَ مضطهِديه ( بكسر الهاء). و يعتبر نفسه إنسانا غير منتج وغير قادر على الإبداع والمعرفة. ويفقد بذلك القدرة على الثقة في نفسه وفي قدراته. وتبقى صورة المضطهِد ( بكسر الهاء) وحدها هي صورة الإنسان القادر على المعرفة و الفعل.
4 – يخاف الشاب المضطهَد من فعل الحرية أو الانخراط من أجل تحقيقها. وهو بذلك يمارس قمعا ذاتيا على نفسه ويكبت مبادراته من أجل التغيير لأن صورة المضطهِد ( بكسر الهاء) ملازمة له في سره.
5 - إن حاول الشاب المضطهَد التمرد : قد يكون تمرده أعمى ( منطلقا من الكراهية لا من الإدراك والفهم ) يغذيه التمسك الأعمى و المغلق بتقاليد ونصوص غير قابلة للنقاش . هكذا تتخذ ردة فعله وجهة غير حقيقية.
تتولى مختلف المؤسسات ملاحقة الشبيبة و هزيمتها بكل الوسائل . فالطبقة المستفيدة من واقع البؤس لا تريد أن تكون حساسية الشباب مشحوذة. إنهم لا يريدون أن تكون شبيبة متسائلة مبدعة و خلاقة لأنها تتعارض مع بقائها. يريدونها مخصية من كل مظاهر الحياة، ممسوخة الروح والجمال. وهي بذلك تخلق الرغبة في الموت لا الرغبة في الحياة، عبر تحويل الشبيبة إلى أشياء.

من يملأ الفراغ ؟

إن التمرد الشبيبي يخشى الفراغ، لهذا يجب الحيلولة دون سقوطه ضحية اليأس والإحباط . بل من استغلاله كقاعدة اجتماعية لهجمات اليمين المتطرف المعادي للإنسان والحياة.إن ذلك لن يؤدي إلا إلى صرف الشبيبة عن سبل تحررها الحقيقي.
تقع مهمة إعادة المصداقية في وعي وإحساس ملايين الشباب على عاتق المنظمات الذاتية للشباب بروح وتقاليد جديدة محورها الإنسان وهدفها بناء مجتمع تنتفي فيه كل أشكال الاستغلال و الاضطهاد والاستيلاب. فأول مهمة على الشباب المقموع فعلها هو استرداد حقه في قول كلمته . وإبادة كل التصورات الكاذبة عن العالم، عبر تملك نظرة منسقة ومنسجمة للعالم من أجل الفعل في الواقع.
إن هكذا مهمة تستوجب الانطلاق من الاهتمامات و الحاجيات الأساسية التي تشغل بال الشباب بشكل لا يعترف بالأحكام المسبقة المحددة سلفا. إنما سيكون اشتغال وفق سيرورة تضرب جذورها في الحاضر وتتجه نحو المستقبل بثورية وأمل. هكذا سيطلق العنان لإبداعات ومبادرات الشباب لكي تصل إلى الأهداف الممكن تحقيقها من طرف الشباب و ليس بالنيابة عنهم.
لا ينبغي فرض أي شيء على الحركة الشبابية : ضد أي إسقاط دوغمائي وضيق لأي هدف على الحركة الشبابية الواقعية، يجب العمل في كل الميادين دون الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة ولا الأجوبة النهائية. فكل الإشكالات تستوجب حلا. وهكذا حين تعي الشبيبة أهدافها تتلاشى رؤيتها السابقة وتحل محلها رؤية واقعية للعالم تتضمن قابليته للتطور و التثوير.وحده التعبير الواعي للشبيبة عن طموحاتها ينمي العناصر المشكلة للمجتمع الجديد.
إذن من الحيوي أن تعمل هذه المنظمات على تأطير الشبيبة المقموعة و المهمشة من دائرة الحياة بتسهيل تنظيمها الذاتي وبناء وسائل دفاعها وتشجيعها على اكتساب الكرامة والأمل. فهي لا تعني شيئا بدون ذلك.
إن بناء مجتمع بديل ينتفي فيه الاستغلال و الاستيلاب هو مختبر كبير من التجارب الجديدة. ينبغي استخلاص الدروس من ممارسة الشبيبة نفسها. وقبل كل شيء ينبغي الانفتاح والحوار وإرساء قيم الحب و التواضع داخل منظماتها. فهي ضرورية لإنماء الثقة في ملكات الآخرين وقدرتهم على الإبداع.
إن أي مشروع جديد لا يمكنه أن يُطرح على جدول الأعمال وتزداد مصداقيته إلا إذا كان مستعدا للتماهي التام مع النضال ضد كل الأخطار المحدقة بالبشرية ( اجتماعية ، بيئية....). فالشباب في حاجة إلى تربية في اتجاه الهدف العام، بشكل يدمج تجاربهم و أشكال وعيهم الجديدة، بروح تحررية في جميع ميادين الحياة.
يجب رفض كل ممارسة للوصاية الأبوية ، فتغيير العالم لن يكون من صنع قادة معصومين من الخطأ
أو أي خبير كيفما كان . انه ليس من الأخلاقي ولا من العملي إسعاد الناس ضدا على قناعاتهم.
إذا كانت ممارستنا تستجيب مع هذه الضرورات فان المصداقية ستعود بقوة هائلة وشرعية معنوية لا تقهر .

------------------------------------------------------------------------------------------------
* راجع كتاب " تعليم المقهورين" لباولو فرايري.




#عبد_الرحيم_لمحمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحيم لمحمدي - منظمات شبابية ، بأي نفس؟