أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - انطوني شديد - مؤيدو حرب العراق العرب يشعرون بمرارة لنتائجها















المزيد.....

مؤيدو حرب العراق العرب يشعرون بمرارة لنتائجها


انطوني شديد

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 12:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في 9 أبريل 2003 تابع الصحفي اللبناني مايكل يونج على شاشة محطة محلية المشاهد التي شوهدت عبر العالم مثل اسقاط تمثال صدام حسين في ميدان الفردوس، وتردد صداها عبر الشرق الأوسط الذي أصابه الذهول، وحبا في الاستطلاع والفضول انتقل إلى محطة فضائية من سوريا التي كانت تبث فيلما وثائقيا عن مسجد قديم في دمشق، ثم أنتقل إلى محطة مصرية حيث كان جنرال مصري سابق ينفي في ذلك اليوم أن تكون بغداد قد سقطت في أيدي الأمريكيين.
قال يونج:"كانوا مرتاعين لما حدث في بغداد. كانت تلك المشاهد قوية أكثر مما كان متوقعا في تلك اللحظة روعت الأنظمة حقيقة". ثم أضاف بلهجة تقطر مرارة :" المشكلة أن الأمريكيين أخفقوا".
هؤلاء العرب الذين أيدوا الغزو بقيادة الولايات المتحدة لم يكونوا هدفا لحملة دعاية أمريكية، وبسبب مواقفهم التي لم تكن تحظي بتأييد شعبي تدفقت عليهم رسائل الكترونية، بعضها كان يحتوي على تهديد بالموت. وبعد حوالي أربعة أعوام تراجعوا عن موقفهم وفي نفوسهم شعور بالإحباط والنفور بل استنكار يعكس تدني مكانة أمريكا في الشرق الأوسط، ومدي تدهور المنطقة نفسها التي مزقتها النزاعات المتزايدة، وتوترات طائفية تزداد سوءا يوما بعد يوم. وتفور بصراع وهي ترى نجم إيران في صعود. وقال المحلل السياسي الأردني والمدير السابق لمكتب جريدة الحياة في واشنطن سلامة نعمات :"أنها قصة نجاح للقاعدة، وقصة نجاح للأنظمة الاوتوقراطية العربية التي جعلت الديموقراطية تبدو كريهة في نظر شعوبها. وأصبح في امكانهم أن يقولوا لهم :انظروا إلى الديموقراطية التي يريد الأمريكيون جلبها اليكم، الديموقراطية لا تجلب غير المتاعب.. انسوا ما كان الأمريكيون يعدونكم به".
وأضاف من واشنطن الكاتب المصري مجدي خليل وهو من مؤيدي الغزو :"كل شيئ، كل شيء يبدو كالحا".
كان النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني قد ولد نفورا مرا من الولايات المتحدة في نفوس الناس في مصر الحليف الاستراتيجي، والآن مع تزايد الأزمات والحروب في العراق ولبنان وعلى حدود العالم العربي في إيران و الصومال تحركت إدارة بوش لتسليح ما تراهم أنهم حلفاء ،مائة مليون دولار لقوات الأمن الفلسطينية التي تشتبك في قتال ضد الحركة الإسلامية حماس. وربما مئات الملايين للجيش اللبناني الذي تراه الحصن ضد الحركة الشيعية الإسلامية حزب الله، وعبر المنطقة ظهرت التحالفات السياسية الطائفية مصحوبة بتعبيرات انفعالية عن الهوية السنية والشيعية.
ومن الخليج إلى مصر سجل الهدف الذي اقسمت عليه الإدارة الأمريكية بالنهوض بالديموقراطية في منطقة يحكمها الاوتوقراطيين والملوك رجعة كاملة. وفي مؤشر على تحول الأولويات تحاشت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أثناء زيارتها الأخيرة لمصر انتقاد الحكومة المصرية السلطوية المستبدة بدلا من هذا اشادت "بالعلاقات الاستراتيجية الهامة التي تقدرها كثيرا" ورأي بعض النقاد عودة إلى السياسية الأمريكية القديمة: تكوين تحالف مع الدول الرئيسية حتى لو كانت اوتوقراطية ضد إيران وسوريا وجماعات مثل حماس وحزب الله، وما ينطوي عليه هذا في نظر هؤلاء النقاد من صدام كبير في منطقة امتلآت بالصدامات.
وقال غسان تويني المعلق السياسي ورئيس تحرير جريدة النهار في بيروت "ما هو قادم اسوأ مما هو عليه الحال الآن".
وقال شفيق جبرة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت:" إذا كان المستقبل بعد سنتين أو ثلاث سيكون سلبيا وما يحدث بعد الاخفاقات سيكون كارثة، وهي واحدة من أوائل الكوارث الكبري في القرن الحادي والعشرين".
في مارس 2003 رأي العالم العربي الغزو على أنه انتقام أمريكي لهجمات 11 سبتمبر 2001 ولاستيلاء على نفط العراق. وسيطرة لاشك فيها على المنطقة، ووسيلة لحماية إسرائيل، أو كل هذا. ومثل مايكل يونج ومجدي خليل كان شفيق جبره من القلائل الذين رأوا في الغزو فرصة. كان صدام حسين يمثل تيارا ضارا في المنطقة، والقوة وحدها، القوة الأمريكية هي القادرة على الاطاحة به، والبدء في تحول في المنطقة المتجمدة".
وتصور الناس أن لدي الولايات المتحدة خطة فعالة للعراق بعد الحرب، وبعدها مباشرة توقعوا محاولة جديدة وجادة لأنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال معظم الناس يرونه محور التوتر في الشرق الأوسط.
وكان مثل مايكل يونج أشد تفاؤلا يوم سقوط بغداد، ولكن حتى في ذلك اليوم وفي الأسابيع التالية تذكر ما أنتابه من خوف عندما سادت الفوضي وموجة من السلب والنهب العاصمة العراقية ثم سرح الجيش العراقي الذي لم يجد هو غيره تفسيرا له. وقال :" لقد رأينا ذروة القوة والنجاح وخطة الفشل جنبا إلى جنب".
مع ذلك رأي البعض في سقوط حكومة صدام لحظة خلاص. واستشهدوا بالحرب الأهلية في لبنان التي استمرت 15 سنة على أنها مثال مؤمل. فبعد مذابح أزهقت أرواح كثيرة انتهت الحرب. ولكن لا يزال لبنان يعاني المتاعب ولكنه بلد معترف به.
وقال أحمد الربعى: العضو السابق في برلمان الكويت ووزير التعليم الأسبق:"ليس في امكان أحد أن يثبت أن الحال سيكون أفضل إذا لم يقع الغزو، لا أحد يجادل ويقول لو كان صدام لا يزال في السلطة سيكون الحال أفضل".
ويتردد في كثير من الأحيان ما قاله مجدي مع ضحكة مريرة :"الآن ليس هناك غير النزاع والكراهية".
المنظر العام الآن في الشرق الأوسط يختلف اختلافا كبيرا عما كان في 2003، ففي ذلك الوقت كانت بلاد مثل مصر وسوريا تشعر بعدم الامان وهي تواجه حركات الاحتجاج وطلب الإصلاح والضغط الدولي، ففي هذه الأيام يبدو أنها تشعر بالقوة بل والثقة، وإيران تأخذ بسياسة خارجية أكثر حزما في المنطقة من لبنان والأراضي الفلسطينية إلى الخليج.
في أحيان كثيرة يشير مؤيدو الغزو إلى هذه الحكومات وليس أخطاء الولايات المتحدة على انها المسؤولة عن تفكك العراق، فهي التي تخسر أكثر من غيرها لو أدت رؤية الرئيس بوش حتى لو كانت غير عملية، ومتفاءلة أكثر من اللازم إلى منطقة تحاسب فيها الحكومات على ما تفعل.
وقال نعمات:" من أسباب اخفاق العراق الحسابات الأمريكية الخاطئة، ومن الأسباب الأخرى أن الجميع في المنطقة أرادوا الاخفاق للولايات المتحدة، فالجميع قاموا بدور نشط في تقويض المشروع الديموقراطي في العراق".
ولكن أولئك الذين ايدوا الغزو الأمريكي بحماس يضعون أشد اللوم على الولايات المتحدة نفسها. والنقد يكون أشد مرارة عندما يأتي من المعجبين. فلم تكن هناك خطة لفترة ما بعد الحرب. وقوات أقل مما ينبغي، وقام العراقيون بدور صغير جدا في الأيام الأولي، وتعثر الأمريكيون في الوقت الذي تفوقت عليهم إيران وسوريا وغيرها من البلاد في العراق. وأساسا كما يقول البعض أن المسؤولين الأمريكيين لم يكونوا يعرفون الكثير عن البلد الذي ورثوه، تصوروه صفحة بيضاء يطبقون عليه رؤيتهم.
وقال مايكل يونج:" للولايات المتحدة قدرة ملحوظة على إفساد كل شيء ببيروقراطيتها، وأنني أعترف أنه كان ينبغي لي أن أتوقع أن يحدث نفس الشيء في العراق". وأضاف :"كل شيء رمادي، ولم يكتشف الأمريكيون ذلك إلا بعد فوات الأوان".
في استديوهات قناة العربية في دبي جلس عبد الرحمن الراشد في مكتبه الانيق حيث يدير عملية جمع الأخبار لواحدة من أكبر القنوات الاخبارية العربية. وعلى شاشات اجهزة التلفزيون المرصوصة على الحائط أمامه تتراءي مشاهد الاشتباكات الأهلية في الأراضي الفلسطينية. الحالة الحرجة في لبنان والمزيد من المذابح في العراق".
وقال الصحفي السعودي ملوحا بيده مؤكدا ما يقول :" من السئ إلى الأسوء، وهو بالقطع اسوأ ما شهدت".
وذكر كلمة ومشهدا أعتقد أنهما تصوران التجربة الأمريكية في العراق.. الكلمة هي الاحتلال، القرار الأمريكي أن تحكم لأكثر من سنة كما حكمت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، فبدلا من إقامة نوع من حكومة عراقية بعد سقوط صدام حسين. وقال " هذا استعمار، ولا أحد يستخدم هذه الكلمة". والمشهد في الفالوجة في مارس 2004 عندما قتل سكان المدينة الذين امتلئوا غضبا أربعة مقاولين يعملون مع الجيش الأمريكي. ومثلوا بجثثهم، والقوا بجثتين في النهر. وقال عبد الرحمن راشد عن القادة الامريكيين "بسهولة جروا أنفسهم إلى مواجهة مع السكان".
وقال الراشد مفكرا فيما يحدث :"أدركت في تلك اللحظة أنهم وضعوا أنفسهم في نوع من الرمال المتحركة. ومن الصعب عليهم أن يكسبوا الحرب. أدركت في تلك اللحظة انهم يملكون القوة ولكنهم لا يملكون العقل لإدارة الحالة في العراق".
ورفض الكثيرون ممن ايدوا الاطاحة بصدام حسين الاجابة عن السؤال ما إذا كانوا لا زالوا يؤيدون الغزو قال البعض منهم السؤال نفسه مستحيل وغير عادل. ولكن عبد الرحمن الراشد قال انه يرى أحسن سيناريو هو حرب أهلية في الأمكان احتواؤها في العراق. واسوأ سيناريو هو نار هوجاء تشمل المنطقة كلها. وقال في صراحة كاملة: "طبعا أفضل الوضع الذي كان قائما قبل الغزو على التغيير الذي حدث بعد الغزو".
في مقهي على الطراز الحديث في بيروت تحدث مايكل يونج عن المنطقة "حيث خرج مارد الطائفية من القمقم" قال أن السياسة الأمريكية تذكره بالعقود الماضية. التعامل مع الحكام المستبدين من أجل الاستقرار، وترددت كلمات مثل "الكارثة" و "الحرب الأهلية" إلى "الاحباط المر والخيانة" في أرائه . وقال :"لقد تغيرت الأجندة الأمريكية تماما، وحلت محل ما كان مقدرا أن يحدث اجندة مختلفة تماما.. احتواء إيران واحتواء حلفائها". وأضاف :"الحوار الديموقراطي أنتهي اليوم ويؤسفني هذا"
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/01/21/AR2007012101282.html



#انطوني_شديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - انطوني شديد - مؤيدو حرب العراق العرب يشعرون بمرارة لنتائجها