أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحمداني - الصدريون .. درعٌ منظمة بدر















المزيد.....

الصدريون .. درعٌ منظمة بدر


علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أن اللعب على الحبال وأسلوب المراوغة هو الطبع الكامن في أعماق ساسة العراق اليوم .. وحيث أن الطبع كما يقال يغلب التطبع ، لذا فقط سقط قناع التطبع الذي حاولوا إرتدائه لكي يضفوا على شخصياتهم صفة السياسيين الذين يتمتعون بالحنكة والمرونة والدبلوماسية في إدارة الدولة ، وعاد الطبع الى حقيقته وطبيعته ومعه بدأت الأقنعة تتساقط ومفردات القرارات السياسية تخرج من نطاق السيطرة ، وأن الدور الذي عهد اليهم والفرصة التي أتيحت لهم يكادان اليوم يوضعان على الرف بإنتظار العد التنازلي والذي إبتدأ عد مشابه له قبل بضع سنين ووصل الى الصفر يوم التاسع من نيسان 2003 . يومها ومع سخونة الأحداث وتسارعها والقفز من هذه الحكومة الى تلك تحت غطاء الإنتخابات ، يومها كتبت لأقول أن الوجوه التي ترونها الآن على الساحة ماهي إلا أدوات وقتية كتلك التي تستخدم مرة واحدة كالأوعية الكارتونية ثم ترمى في القمامة . لقد إعترض البعض على قسوة التعبير معتبرا أن حكومة الجعفري ومن ثم المالكي هما حكومتان منتخبتان بإرادة الشعب أو أغلبيته ويمثلان صوت هذا الشعب ..! ، وأن زمن التغيير بالقوة والإنقلابات العسكرية قد ولى الى غير رجعة ..!. لم أعارض ذلك كليا وبشدة بل حاولت أن أفترض أن البدايات تكون صعبة دائما ، وأن الزمن كفيل بإكتساب الخبرة السياسية ، ودعونا لنرى أداء الحكومة المنتخبة وعدالة سياستها مع الشعب الذي تدير شؤونه ككل ، وهو كما هو معروف شعب متعدد الأطياف العرقية والمذهبية والدينية ، ويفترض أن تجمعه الحكومة المنتخبة ( ديمقراطيا ) تحت مظلتها من أجل هدف جليل وعظيم إسمه الوطن أو العراق .

الذي حدث على مدى فترة الحكومتين المنتخبتين هو العكس تماما ، فقد غلب الطبع للتطبع مرة ثانية وجعل من هاتين الحكومتين بؤرتي طائفية وعرقية مقيته . وياليت أن الأمر قد توقف عند ذلك ، بل إنتقل الى مرحلة أخذ الثأر ممن حكموا ( لقرون ) ومن ( قتلة الحسين ) الذين أطال الله في أعمارهم حتى بلغت 1400 سنة ...! ، فأصبح دمهم مباحا ، وأصبحوا على حين غرة أقلية تستحق السحق وبفتاوى شرعية أخذت تحلل ماحرم الله ، وتهدر دم ليس فقط من يحمل السلاح بوجه الحكومة وهو أمر يمكن فهمه وتبريره ، ولكن إمتد ليشمل من يحمل القلم أو من يحاول أن يوصل صوته من على منبر أو من على صفحات جريدة أو من قناة تلفزيونية فضائيه .. ( وكأنك ياابو زيت ماغزيت ...! ) الديكتاتورية نفس الديكتاتورية ، وكم الأفواه وبرصاصة إذا إقتضى الأمر ، عاد على المسرح السياسي ولكن بعمامة وعباءة هذه المرة ...!
المحتل الأمريكي الذي يقف على تراب العراق لم يكترث من قريب ولا من بعيد بإعمال الإبادة الجماعية لأبناء شعب العراق ، والتي تتم على يد مجرمي تنظيمات غير قانونية وغير شرعية ويفترض أنهم عراقيون ، سواء كانت الإبادة والتصفية الجسدية من الشيعي للسني أو من السني للشيعي ..! . كما يفترض أيضا أن هذه القوات المحتلة تعمل حسب قرار مجلس الأمن وتحت مظلة الأمم المتحدة ، وأن من صلب واجباتها حماية المدنيين العزل .. وهو مالم يتحقق تماما كما لم يتحقق من قبل الحكومات المحتلة للعراق أية خطوة بإتجاه إعادة الخدمات الأساسية أو جزء بسيط منها للمواطن لكي يجعلونه يتذكر على الأقل أنه يعيش في القرن الحادي والعشرين وأن هناك شيئ إسمه القوة الكهربائيه ، والماء الصالح للشرب ، والدواء للعلاج عند الحاجة ، وإقناع لصوص النفط في الحكومة أن يتركوا قليلا من غنائمهم على شكل قناني الغاز السائل والكازولين لإستخدامه في منازل المواطنين المظلومين للوقود والطبخ والتدفئة ...!
المحتل هذا ليس من الغباء لكي يهمل كل ذلك ، لكنّ الخطة المرسومة تقتضي حدوث التدهور الإجتماعي والإقتصادي والخدمي جنبا الى جنب مع التدهور الأمني لكي يصل الوضع الى نقطة اللاعودة ، حينها يبدأ العد التنازلي تماما كما يحدث عند إطلاق الأمريكان لمركبات الفضاء من منصاتها في كيب كيندي ... والآن لاأشك مطلقا أن هذا العد قد بدأ منذ نوفمبر الماضي إستنادا الى المعطيات التالية :

ــ زيارة المالكي الفاشلة لعمان ولقائه لبوش ، وكذلك الحال للقاء بوش للحكيم والهاشمي في واشنطن

ــ زيارات وزير الدفاع الأمريكي الجديد روبرت غيتس خليفة سيئ الذكر رامسفيلد للمنطقة والعراق، ثم قيامه بزيارة البصرة من الكويت حتى بدون إشعار مسبق لحكومة المالكي .

ــ جولة كوندليزارايس المكوكية في دول الجوار العراقي العربية .

ــ زيارة هيلاري كلينتون التي تزمع بترشيح نفسها لإنتخابات الرئاسة الأمريكيه في العام القادم مع أعضاء بارزين من حزبها الديمقراطي الى بغداد ، وإطلاق تصريحها بعد عودتها الى واشنطن الذي إبتلعه المالكي المسكين على مضض ، وقالت فيه ( إن المالكي أضعف من أن يتمكن من القيام بأي تغيير إيجابي في العراق ...) . هذا التصريح كان أول ضوء أخضر بإتجاه خطة بوش الجديدة والتي بلور إستراتيجيتها في خطابه أمام الكونغرس يوم 23/1 بالقول :

ــ ( إننا لسنا وحدنا بل معنا الحلفاء العرب المعتدلين . ) ( المتطرفين الشيعة والسنة في العراق وجهان لتهديد إستبدادي واحد ) ( الولايات المتحدة لاتملك حق الفشل في العراق لأنكم تدركون العواقب الوخيمة والواسعة لذلك ) ( إذا تراجعت القوات الأمريكية قبل إحلال الأمن في بغداد فسيكتسح المتطرفون الحكومة من كل جانب وستحدث معركة بين المتطرفين الشيعة المدعومين من إيران والمتطرفين السنة المدعومين من القاعدة ومؤيدي النظام السابق ، والعدوى يمكن أن تنتقل الى كل أنحاء البلاد وستغرق المنطقة بأسرها في هذا النزاع ) .



لقد بدا تحرك أمريكي ضد مجرمي ميليشيات المهدي الصدرية بحملات إعتقال ومداهمات ، يبدو أنها لم توقفها أو تحد منها مراوغات المالكي بحماية الصدر وجماعته أصحاب الفضل عليه بأصواتهم في وصوله الى كرسي رئاسة الوزراء ، بما في ذلك إقناعهم بالعودة عن مقاطعة البرلمان لغرض توفير حماية دستورية لهم ، ولكن يبدو أن الوقت قد تأخر على ذلك ...!



وحيث أن هنالك في الظل منافسة غير منظورة بين الحكيم والصدر وخلافات قديمة ربما أحد أهم أسبابها هو إقتسام الغنائم . ومحاولة الحكيم التفرد بالهيمنة الدينية ومركز القوة بين شيعة العراق حتى أنه مما يقال محاولته تنصيب أكرم الحكيم مرجعا أعلى حين يحين الوقت . وحيث أن الحكيم يدين روحا وجسدا وفكرا وعقيدة لإيران ، فإنه حاول إستغلال غباء التحرك الصدري واستثماره لصالح ميليشيته بدر ، ومن ذلك تعهده أمام بوش بالعمل على القضاء على الميليشيات المسلحة وهو يقصد طبعا ميليشيا الصدر ، ثم قام بتوريط جماعة الصدر بعرض فلم إعدام صدام الذي تم على يد أحد المقربين منه وبمباركة أمريكية تريد هي الأخرى إستثمارها لصالحها .. لكل ذلك نرى تسارع الخطوات بإتجاه القضاء على الصدريين من دون حول أو قوة من رئيس الوزراء ...!



لقد إستخدم الحكيم تكتيكا نجح فيه لحد الآن رغم أنه لم يعد خافيا على الأمريكان أو المتابعين للشأن العراقي ، ذلك هو بناء منظمته الميليشياوية بدر على حساب إضطراب الوضع الأمني الذي ألقت دعاياته الخفية تبعاته على ميليشيا الصدر وتحميله مسؤولية كل مايحدث ، على الرغم من أن جيش المهدي الصدراوي غارق حتى أذنيه بالدم العراقي وليس منتسبيه بمنأى عن التهم ولا يستحقون النجاة مما ينتظرهم من تصفيات ..!



يعتمد التنسيق الطباطبائي على شخصية وزير الداخلية السابق والمالية الحالي بيان صولاغي وعلى رئيس منظمة بدر هادي العامري ، وذلك بالعمل المنظم ولفترة طويلة في إدخال الميليشيات الى أجهزة الشرطة والأمن .

إن ميليشيا بدر تقوم بالضبط بما تقوم به ميليشيا المهدي من خطف وقتل على الهوية وتهجير وبزي الشرطة وسياراتهم الرسمية ، وهذا السبب الرئيسي والوحيد في إصرار الحكيم على حصة وزارة الداخلية عند تشكيل حكومة المالكي مما عطل ذلك التشكيل لأشهر ..

مايتم من عمليات تهجير في قواطع بغداد والعراق لايخرج عن دهاء الحكيم ومراوغته التي ربما ورثها عن الفرس ، ويجب ألا ننسى تصريحاته حول تقسيم العراق والإقليم الجنوبي ، وأن ( إخواننا) السنة سيكونون الخاسر ألأكبر في أي مواجهة مع الشيعة ، والطلب بتعويض ايران في حربها مع العراق ...

إن سكوته الآن لاينفي إحاكة المؤامرات في الدهاليز المظلمة مع الإيرانيين . إنه يحمل درع يتلقى الضربات عنه إسمه الدرع الصدري .. ولاندري ماستكون خطوته التاليه بعد أن يسقط هذا الدرع من يده ، وهو ساقط لامحالة بعد أن بدأت الرياح الأمريكية تجري بما لاتشتهي السفن الصفوية ...!



#علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحمداني - الصدريون .. درعٌ منظمة بدر