أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد شهاب عبد زيد - زواج الام .. وسقوط الحضانة بين الشريعة والقانون














المزيد.....

زواج الام .. وسقوط الحضانة بين الشريعة والقانون


احمد شهاب عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 07:52
المحور: حقوق الانسان
    


تُعد الحضانة من أكثر قضايا ما بعد الطلاق تعقيدًا، إذ تتداخل فيها الجوانب الشرعية والقانونية والنفسية، ويُفترض أن يكون الطفل ومصلحته هما محور القرار.

في الفقه الإسلامي، خصوصًا عند مدرسة أهل البيت (ع)، تُمنح الأم أولوية الحضانة في السنوات الأولى، استنادًا إلى روايات نبوية كقول النبي (ص): “أنتِ أحقّ به ما لم تنكحي”. كما ورد عن الإمام الصادق (ع) إذا فُطم الطفل، فالأب أحقّ به من الأم، فإذا مات الأب فالأم أحقّ من العصبة” وهو ما يعكس مرونة فقهية تراعي عمر الطفل وظروف الأبوين.

القانون العراقي تبنّى مقاربة مشابهة في المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية، إذ جعل الحضانة للأم حتى سن العاشرة، مع إمكانية التمديد إذا اقتضت مصلحة الطفل، شرط ألا تتزوج الأم من أجنبي عن المحضون. وقد اقترحت تعديلات قانونية مؤخرًا لتقليص سن الحضانة وسحبها تلقائيًا عن الأم المتزوجة، ما أثار جدلًا واسعًا، باعتبار هذه الخطوات تهدد مصلحة الطفل وتُعزز منطق التسلط الذكوري.

تعديل المادة 57 قد يساهم في حماية الطفل من بيئة غير مستقرة إذا كانت الأم متزوجة من أجنبي، ويشجع على تحمل الأب لمسؤولياته ويوفر وضوحًا في تطبيق القانون، لكنه يحمل سلبيات مثل إسقاط الحضانة تلقائيًا دون النظر إلى مصلحة الطفل الحقيقية، ويعزز التمييز ضد المرأة، وقد يؤدي لفقدان الاستقرار النفسي والاجتماعي للطفل بسبب فقدان الرعاية الأمومية، كما يضعف دور الحضانة كمسؤولية تربوية بسبب تطبيق قانون جامد لا يأخذ الظروف الفردية بعين الاعتبار. الأفضل أن يكون القرار مرنًا ومبنيًا على تقييم مصلحة الطفل الفعلية.

وتُسقط الحضانة – شرعًا وقانونًا – في حالات محددة، أبرزها: الجنون، وفقدان الأهلية، والانحراف الأخلاقي، وسوء السلوك، وتعريض الطفل للإهمال أو الخطر، وزواج الحاضنة من أجنبي إذا ثبت أن ذلك يضر بالمحضون. وهي شروط تهدف نظريًا إلى حماية الطفل، لكنها على أرض الواقع كثيرًا ما تُفسّر بشكل جامد، بعيدًا عن المصلحة الفعلية للطفل.

مواقف المرجعيات الدينية اختلفت في التفاصيل، لكنها اتفقت على أن المعيار الأهم هو مصلحة الطفل. فالسيد السيستاني حدد سن الحضانة بسنتين للولد وسبع سنوات للبنت بعد ذلك ينتقل الاختيار إلى الأب أو جهة الحضانة الأخرى ما لم تُثبت الأم أن بقاء الطفل معها هو الأفضل له وان الزواج تسقط الحضانه مالم يثبت ضرر. بينما رأى الشهيد الصدر أن الحضانة ليست حقًا ثابتًا دائمًا، بل هي مسؤولية مشروطة بمصلحة الطفل ويرى أن الزواج لا يُسقط الحضانة تلقائيًا، بل يجب النظر في وجود ضرر فعلي على الطفل. ويتفق مع رأي الصدر الشيخ اليعقوبي في تقديم الأهمية النفسية والاجتماعية.

الواقع العراقي يعكس تحديات كثيرة: الأمهات قد يفقدن الحضانة تلقائيًا دون أن يكون في الزواج ضرر فعلي، والرؤية تتحول إلى أداة مجهولة. كما أن الأب – في حال نيله الحضانة – قد يوكل الرعاية لزوجة ثانية، مما يضعف البُعد العاطفي، خاصة عند الطفلات.

الخبراء النفسيون يجمعون على أن الأم هي الأنسب في الحضانة المبكرة، والأب ضروري للتوازن التربوي لاحقًا. ومن هنا، لا بد من حلول واقعية، تقوم على بيئة تشاركية بعد الطلاق، وتُبنى على تقارير مهنية دقيقة، وتمنح القاضي سلطة مرنة تراعي الواقع ولا تظلم أحد الطرفين.

فالحضانة ليست صراع نفوذ، بل مسؤولية تربوية وإنسانية، وعلى القانون أن يُعيد ترتيب أولوياته، ليكون الطفل هو الأساس، لا الأبوين







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حماس تطلب -ضمانات أميركية-.. وتعرض نصف الأسرى الأحياء
- إيران.. القضاء يؤيد حكم الإعدام بحق مغني راب شهير بتهمة -الت ...
- رئيس بعثة مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا: 500 ألف لاجئ عادوا ...
- الأمم المتحدة تقلص مساعداتها الإغاثية في الصومال واليمن لأكث ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل أسرى
- الخارجية الأمريكية: روبيو يرحب باتفاق تبادل الأسرى بين روسيا ...
- الداخلية السورية تعلن تصفية 3 من أفراد خلية لتنظيم -داعش- في ...
- -ضع حدا لنتنياهو-.. هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ت ...
- مفوض -الأونروا-: الخطط الجديدة لتوزيع المساعدات هدر للموارد ...
- مركز حقوقي فلسطيني: نساء وأطفال غزة الأكثر تضررا جراء التجوي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد شهاب عبد زيد - زواج الام .. وسقوط الحضانة بين الشريعة والقانون