أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام درويش - لا لصدام.. نعم للإسلام!















المزيد.....

لا لصدام.. نعم للإسلام!


بسام درويش

الحوار المتمدن-العدد: 543 - 2003 / 7 / 17 - 17:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 

 

www.annaqed.com

بسام درويش، 30 مايو 2003

لا.. لا.. لصدام!..

نعم.. نعم.. للإسلام!..

هكذا تعالى هتاف أنصار محمد باقر الحكيم في العراق وهم يحملون اللافتات التي تندد بالوجود الأمريكي.

خمسة وعشرون عاماً تحت نير حكم صدام حسين، لم تجرؤ خلالها حنجرة من حناجر هؤلاء أو غيرهم على الهتاف، ليس ضدّ صدام فقط، بل ولا حتى لعزّة الإسلام.

خمسة وعشرون عاماً، لم يجرؤ العراقيون خلالها، حتى على الهتاف بحياة صدّام، قبل أن يمرّ نص هتافهم تحت عين الرقيب لدراسته، والتأكّد مما إذا كان باطنه، لا يعني عكس ظاهره!

الآن فقط وجدت الجرأة في نفوس هؤلاء الأشاوس طريقها إلى حناجرهم، فاستطاعوا أن يهتفوا للإسلام وللتنديد بصدّام!..

الآن فقط، وفي ظل الإدارة الأمريكية، استطاع هؤلاء أن يهتفوا بما أرادوا، ولمن أرادوا، حتى لو كان هتافهم ضدّ هذه الإدارة بالذات التي منّت عليهم بهذه الحرية!

أنْ يهتف هؤلاء، "لا لصدام.." فإنه لأمر مفهومٌ، رغم أنّ الهتاف جاء متأخراً تماماً. لكن أن يهتفوا قائلين، "نعم الإسلام.." فهو أمرٌ يستحق التوقّف عنده والتأمل فيه.

من الواضح أن المتظاهرين، لا يقصدون من هتافهم "نعم للإسلام"، بأنهم يطالبون بحقهم بممارسة دينهم وطقوسهم، إذ لا يمكن أن يختلف اثنان على ما يتمتع به المسلمون من حرية في ممارسة شعائرهم في ظل القانون الأمريكي، سواء كان ذلك في العراق أو في أمريكا. إنّ ما قصد به المتظاهرون من ذلك الهتاف هو أنهم يريدون نظام حكم إسلامي.

*********

ما هي مقومات النظام الإسلامي الذي لا تبرح جماعات إسلامية هنا وهناك تطالب به. هل وُجد في تاريخ المسلمين أو العرب نظامُ حكمٍ إسلامي يمكن أن يقدموه لنا كنموذجٍ للنظام الذي يحلمون به؟

الحق يقال إنه لم يقم في تاريخ المسلمين والعرب، ولا حتى في حاضرهم، نظامٌ يمكن أن يتفقوا على اعتباره نظاماً إسلامياً حقيقياً، اللهم إلا نظام واحد ـ سواء اتفقوا أو لم يتفقوا على تصنيفه ـ وهو نظام طالبان. إنه النظام الوحيد الذي ذهب إلى أبعد الحدود في تطبيق تعاليم الإسلام، فاستحق بذلك أن يدعى نظاماً إسلامياً. لقد حرص هذا النظام على تطبيق تعاليم الإسلام إذ أرهب العالم، هدد الحضارة، اعتدى على آثار وتاريخ الأمم الأخرى، جرّد المرأة من حقوقها الإنسانية وأذلّها وأنزلها إلى مرتبة البهائم، أظهر وحشية في كل أحكامه التي أصدرها، أعلن عداءه لكل الفنون، وكان في طريقه يوماً بعد يوم، للعودة بأفغانستان إلى عصر محمد بالذات.

هذا من حيث التطبيق، أما من حيث النتائج، فليس هناك اختلاف كبير بين نظام إسلامي كنظام طالبان وأي نظام آخر في أي دولة إسلامية، لا في الماضي ولا في الحاضر. كل الدول الإسلامية استبدادية قمعية لا احترام فيها لحقوق الإنسان، لأن القاسم المشترك بينها ليس الحاكم المستبدّ، إنما هو الإسلام الذي يستمدّ منه الحاكم استبداده.

لقد أثبت الإسلام فشله كدولة، سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي أو الخارجي. ليس هناك دولة إسلامية تنعم بالاستقرار. ليس هناك دولة إسلامية ينعم في ظلها المسلمون بمختلف طوائفهم بالعدالة. كما وليس هناك دولة إسلامية تحظى باحترام المجتمع العالمي. فإذا ذكر الجهل، أو المرض، أو الفقر، أو الغنى الفاحش المقترن بالفساد، أو الإرهاب، أو التأخر العلمي، أو حقوق الإنسان المسلوبة، ـ حقوق المرأة بشكل خاص ـ أو الاضطهاد الديني والسياسي، أو الفساد الإداري والقضائي أو ما شابه ذلك، فإن أول ما يخطر على الفكر هو العالم الإسلامي.

لا فرق بين نظام صدام ونظام الإسلام. كلاهما يتعارضان مع حقوق وكرامة الإنسان، وكما ذهب نظام صدام إلى غير رجعة، كذلك ستلحق به كل الأنظمة الشبيهة به.       

سواء كان هؤلاء المتظاهرين، قد خرجوا يطالبون بنظام حكمٍ إسلامي شبيه بنظام طالبان، أو إيران، أو حتى السعودية، فإنهم لا شكّ قد خرجوا يسيرون في الاتجاه المعاكس للريح العظيمة التي ستغير معالم الإنسانية، ريح النظام العالمي الجديد.

=====================

حقوق النشر محفوظة للكاتب. لا يسمح بإعادة نشر هذا المقال أو جزء منه إلا بتصريح خطي من الكاتب. بسام درويش www.annaqed.com

 



#بسام_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام درويش - لا لصدام.. نعم للإسلام!