أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأستاذة الدكتورة ألفة خليفي - على خطى الطريق... الإعتراف أصل و إستئناف طرق البُعد و البَعد ...















المزيد.....

على خطى الطريق... الإعتراف أصل و إستئناف طرق البُعد و البَعد ...


الأستاذة الدكتورة ألفة خليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 17:57
المحور: الادب والفن
    


تقديم المقال:
يمثل الفن وسيلة للإبداع والبناء وفق منحى إنساني يتفنن فيه الفنان ضمن فضاءات العرض والأداء وهو ما يكشف عن حضوره في تجليات هذا المعرض الجماعي الذي يحمل عنوان على خطى الطريق الذي ينظمه أساتذة المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد في إطار الملتقى الدولي الذي يحمل عنوان المسار والمصير وذلك خلال يومي 24 و 25 من شهر أفريل لسنة 2025 وقد تعددت وتنوعت فيه المداخلات لتثري النقاش فيها عبر خصوصية فنية وتصميمية ونقدية .
فكان هذا المعرض الجماعي جزء منه ، ومحطة هامة من محطات الإبداع الفني وقد كان تحت إشراف الأستاذة شيماء الزعفوري والأستاذ صالح عامري كتكريم للمدير السابق للمعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد الفنان التشكيلي عمر كريم ، فقد تنوعت الأعمال التشكيلية بين منحوتات ولوحات تشكيلية وخزفيات تساءل الناظر لها عبر تمسرحها في فضاء العرض، فتجلب المتفرج عبر خصوصية تشكيلية يبحث من خلالها المبدع عن ذاته التي تظهر ضمن بعد فضاء اللوحة وكأنها تخترق بذلك الواقع لتفعل فيه عبر الفضاء المفتوح وتتجلى بذلك عملية الفن كرؤية خلاقة و إبتكارية تساهم في تحقيق الأنا ضمن العمل الفني والفكري الذي أثارته وأفرزته تساؤلات حياتية تغوص في اللون والشكل والخط عبر إيحاءات التمازج والتزاوج ضمن التقنيات الفنية المتنوعة التي تدل على الحضور الإبداعي الذي يسبح فى فضاءات اللوحة ،فيكون بذلك الفن خارقاً وملهماً للفنان والمتفرج في ذات الحين.
لقد جمع معرض على خطى الطريق مجموع من الفنانين التشكيلين من نخبة المؤسسة الجامعية والفنية بجهة سيدي بوزيد منهم خاصة " شيماء زعفوري ، زينات التريكي ، أحمد نصري، ألفة خليفي، صالح عامري ، ضحى بسباس ، سارة شفطر ، محمد علي مجدوب،محمود الجراية وصالح بن حميد لتبرز ضمن أعمالهم الألوان والأشكال من خلال التعبير التشكيلي الذي يبث فيه الفنان شكواه وتأملاته بنبرة فنية نابعة من ذهنه فينعكس ذلك على إنتاجه الفني ويتجلى من خلال وضع خيالي يتحرك عبر رؤية جمالية في جل الأعمال على الرغم من إختلاف التقنيات المعتمدة ، فنلاحظ تواصلا بين جل الأعمال وكأنها بذلك تعبر عن سلسلة من الأحداث المتواترة مع بعضها البعض، من خلال ممارسة تشكيلية تجعل من الفن بمثابة تّمرد في العمل الفني الذي يشكل بواسطته و يخلق ذلك الواقع الآخر الذي ينشده الفنان من خلال رحلته التشكيلية، في داخل الواقع نفسه بإعتباره يشكل عالم الفنان بمختلف تقنياته الخيالية التي تحتوي حقيقة أكثر مما يحتويها الواقع ، فتعكس لنا العالم الخيالي بكل بلاغة خطيّة ولونية وتقنية ممكنة، وهي بمثابة قصة يحكيها لنا كل فنان شارك في المعرض الجماعي على خطى الطريق ، ليكون طريق الفن هو المحلق بكل تفاصيله فيخلق لنا هذا العالم الخيالي الذي يحلق في الفضاء المفتوح الذي ينشده الفنان، و مثل هذا المعرض الجماعي فرصة لإستقبال فئات مختلفة من نخبة المجتمع بولاية سيدي بوزيد ليمثل فرصة للتعريف بالجهة، فكان الحضور الجماهيري متنوعا فراوح بين السياسي والثقافي و الإجتماعي مما يدل على التنوع المجتمعي الذي كان حاضرا ومتذوقا للفن في مختلف أشكاله .
ولقد مثلت كل الأعمال التي عرضت بمركز الفنون الدرامية و الركحية بسيدي بوزيد أداة تكشف عن التعبيرات الإبداعية التي تتشكل في عالم الفنون و ما يحمله الإنسان بكل تفاصيل وجوده وواقعه بما في ذلك من تعبيرات يتجلى فيها حلمه و إنتظاراته و إنتمائه وهويته وتماسه الكامل مع الآخر و إندماجه مع البيئة والوجود والحياة بكل ما فيها من رمزيات تحمله وتعبر به عبر عالم التشكيل الفني وما يتميز به من خصوصية تبرز هذه الخصائص من خلال التفاعل القائم بين المواد و الأدوات المستعملة ( ألوان زيتيّة ، حبر،خامات مختلفة ...) والمحمل ( قماش ، خشب ،معدن ...) والتي تؤدّي بدورها إلى علاقات تشكيليّة متنوّعة و مميّزة . حيث أنّ إدراك وتحليل الخامات يُفضي إلى كشف خصوصيّة المادّة التي أعطت للعمل قوّته و نضارته. و ذلك من خلال دراسة وتحليل بنية العمل الفني الذي يمكن الناظر له من فهم العمل الفنّي و إكتشاف خصوصيات البناء التشكيلي التي تساهم في توزيع العناصر التشكيليّة وتوازنها وبالتالي وضوح عمليّة التأليف ووحدة التكوين مهما كانت طريقة توظيف الفنان للمواد وعلى إختلافها وذلك عبر إدراكه وكيفيّة تمثّله وتمثيله.
لقد كان المبدع في هذا المعرض يتخذ الخامات كوسيلة أساسية في تعبيراته و إبتكارته الفنية المميزة، بالعمق الذي يساعده في الوصول للكشف عن الصيغ الجمالية الجديدة عبر أعماله التي تقوم بـ إثارة للعين بأن ترى الأشياء التي لم تتعود على رؤيتها" ، حيث تمثل الفنون التشكيلية ترجمة للمجتمع من خلال تفعيل دور الفنان فيها، و تبليغ رسالة للمتلقي وتوعيته بالنواقص التي لا بد من مزيد التعمق فيها، وإيجاد توازن فني يكون لغة حوار مع الآخرين. فيخدم الفن وظيفة إجتماعية و حياتية، تتصل بما تراكم من رموز لها إنعكاساتها على الوجود بما يحاكيه الخيال الفني عبر رؤى تقوم بخلق وإبتكار تقنيات جديدة في تنفيذ الأعمال الفنية التي تتأثر بالواقع وتأثر فيه في ذات الحين ، فيكون الإبداع والخلق وسيلتها التعبيرية التي إستعملها جل فناني المعرض الجماعي على خطى الطريق و ذلك في دعوة مباشرة لاكتشاف العمل الفني و إخراج الفرد من عزلته نحو رؤية تعبيرية تثير في المتفرج التساؤل عن المفهوم والمقصود للعمل الفني الذي يسعى إلى إبلاغه الفنان عبر حركات لونية ونغمات تشكيلية تدخل في نظام اللغة المرئية والتشكيلية، بإعتبار أن قراءة العمل التشكيلي تبرز الخصوصيات التي تحمل في طياتها رسالة لها أهدافها، وإقامة عالم واع تؤلفه رموز مرئية تكمن في خصوصية تحليلية وفهمه لرؤى بصرية حيث يصبح الفضاء حاملا لأبعاد بصرية متنوعة جمالية فنية تحتكم للمكان و تحلل رموزه عبر خصوصية الفضاء من جهة و قراءة إنشائية العمل من خلال حضور العناصر المؤلفة عبر أشكالها، التي تحمل بين طياتها إيقاع يؤدي دوره في تقرير هذه الوحدة، حيث تكشف عن"تلاعب الفنان بما في موضوعه من عناصر متشابهة وأخرى مخالفة، فإنه قد يستطيع عن هذا الطريق أن يخلع على عمله الفني إيقاعاً خاصاً يكسبه صبغة زمانية حية. وهنا يجيء التكرار، والترديد، والتناظر، والتماثل، فتكون جميعاً بمنزلة ظواهر فنية تساعد على إبراز الإيقاع، وإظهار التنويع، وإيضاح الجدة، وإجلاء عنصر الزمن...وحينما ينفذ عامل الإيقاع إلى صميم المادة فإنها تستحيل عندئذٍ إلى موضوع استطيقي [جمالي] يتمتع بكيفية زمانية" .
بالتالي فإن كل عمل تشكيلي في هذا المعرض الجماعي يجمع بين طياته خصوصيات إيقاعية وتشكيلية تبرز من خلال عالم إبتكاري مبني على العديد من العوامل والانفعالات، فهو عالم تبنيه لحظات الإلهام والانطلاق عبر ما يتوافق مع مفهوم الإبداع التشكيلي ، ويدخل معها في عملية تحاور خارج المعرض مع المتفرجين والناقدين للأعمال، بإعتباره سيساهم في خلق عالم جمالي لبنية الشكل التي ستتحول، عبر المكان و الزمان المتصل بالعرض عبر رؤى تشكيليّة يعتمدها الفنان ويقيمها المتقبل. و بذلك عبرت هذه الأعمال عن ماهية الصورة الخيالية والفنية المقدمة للمتفرج حيث نبصرها كجزء ومكون للعالم الذي نعيشه، فهي صورة تشكيلية ندركها كرؤية مسئولة عن تقبل المتفرج لهذه الأعمال التي من خلالها تم خلق عالم فني برز بنائه وتكوينه إلى تأثيرها على الإبداع الفني ضمن مشاهد تعبيرية، تكشف عن تمازج الفنون البصرية ببُعديها الاستيقي والديناميكي و ما تحمله في داخلها من تحولات بصرية وما تتميز به من خصوصية تشكيلية وفنية .

المراجع :

-Les nouveaux réalistes, EDC.N.D.P, 2 éme édition 1984 .

- إبراهيم، زكريا: مشكلة الفن، دار مصر للطباعة، 1977 .



#الأستاذة_الدكتورة_ألفة_خليفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأستاذة الدكتورة ألفة خليفي - على خطى الطريق... الإعتراف أصل و إستئناف طرق البُعد و البَعد ...