أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود منير - ماذا بعد -الإرتياح- السوري؟














المزيد.....

ماذا بعد -الإرتياح- السوري؟


محمود منير

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن فهم السياسة الخارجية السورية في الفترة الأخيرة على أنها مدروسة ووفق استراتيجية واضحة فيما يتعلق بالوضع الإقليمي والصراع مع "اسرائيل"؟ وهل تعرف سوريا ماذا عليها العمل بعد شعورها بالإرتياح وانتهاء التهديد الأمريكي؟ وهل من التفات لإصلاح داخلي سوري؟.. هذه الأسئلة وغيرها قابلة للنقاش بعد مضي حوالي 4 سنوات على التصريح الشهير لفاروق الشرع داخل مجلس الأمن "إن غزو العراق هو عملية سطو مسلح"، خاصة بعد انتصار رؤية الشرع على الرؤية "الخدّامية".
أحاول، وباختصار، تقديم صورة ملخصة عن سلوك السياسة السورية ضمن الخطوط الرئيسة التالية: تجاهل سوري لأي نجاح أمريكي في المنطقة بمعزل عن إشراك سوريا - وهو ما يبدو مستبعداً حتى اللحظة- بل وتمارس سوريا إبتزازاً سياسياً في هذا السياق، وهو ما ينطبق أيضاً على الرؤية السورية تجاه الأوروبيين وعلى رأسهم فرنسا بل أن الإبتزاز السوري للفرنسيين يبدو بصورة أكبر.
استناداً للتصور السابق يقوم السوريين بفتح قنوات الإتصال مع جميع الأطراف العراقية سواء التي داخل العملية السياسية أو من هم خارجها في المقاومة، بحثاُ عن دور أكبر يتعدى بالطبع دعمهم الأساسي لحزب البعث العراقي، من خلال تطوير علاقتها مع أطراف عراقية أخرى ليتسنى لها لعب دور أكبر في حال عقد مؤتمر إقليمي موسع للعراق على غرار مؤتمر الطائف.
أما فيما يتعلق بلبنان فيبدو أن السوريين وبحسب نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع لا يريدون حسم الأمور ولو أرادوا ذلك لفعلوه خلال أقل من 24 ساعة –حسب تصريحه- وهذا يعود لمسألة هامة وهي معرفة السوريين أن أي اتفاق لبناني يلزمه طرف آخر وهو السعودية وهذا لن يحصل إلاّ إذا سلمت أمريكا لحلفيتها "السعودية" بالتدخل وهو ما قد تفضي إليه الأمور، ومن جهة أخرى فإن الورقة السورية في لبنان لا تقبل القسمة على اثنين وهو ما يعني قبول حزب الله برؤية سورية خالصة لا إيرانية.
وفيما يتعلق بفلسطين فسوريا مرتاحة على نحو كبير حيث أن حلفائها في الساحة الفلسطينية قد قلبوا الأوضاع لدرجة أن أي صيغة سياسية لترتيب البيت الفلسطيني تعتبر مكسباً كبيراً لسوريا مقارنة بما كانت عليه الأمور أيام الزعيم الراحل ياسر عرفات.
أما استئناف عملية السلام مع اسرائيل فهي لعبة سورية تنسجم مع جميع ما أوردناه سابقاً وهو ما استلزم غزلاً سياسياً من جانب دمشق هدفه إحياء عملية السلام، لكنه قوبل بتجاهل أمريكي وحيرة وارباك داخل "اسرائيل" فالكل يعرف أن سوريا الآن في وضع أفضل لفرض شروطها للسلام بعد الحرب اللبنانية الثانية، كما أن خيار تنظيم فصيل مقاومة داخل الجولان هو خيار وارد بحسب محللين كثر ومنهم محمد هيكل، لذا فإن استئناف المفاوضات يعد مكسباً إذ سيعيد تأهيل سوريا دولياً وفك العزلة عنها وهو ما تحتاجه في هذه اللحظة.
تبقى الإجابة عن إمكانية وجود استراتيجية واضحة للسياسة السورية تحتمل النفي، فسوريا لم تمتلك جديداً ليؤهل نظامها البقاء والإستمرار على ذات السياسة القديمة، وإنما الفوضى في العراق ولبنان وفلسطين من ساعد سوريا، وهو ما يستدعي إطلاق الدعوة من جديد للقيادة السورية للإلتفات إلى إصلاح داخلي حقيقي يضمن ديمقراطية وتعددية ومحاربة للفساد ودعم الإصلاح إدارياً واقتصادياً وسياسياً في آن.
إذاً سوريا لا تملك الآن سوى "الإرتياح" و"إقلاق الآخرين"، وهي مسألة ليست قليلة الأهمية، وخاصة في ظل محاولات عبد الحليم خدام من باريس – الممثل للإتجاه الأمريكي داخل النظام السوري أكثر من 20 سنة- ل"تبديد الارتياح السوري" و "طمأنينة الآخرين"، متحالفاً هنا وهناك، وفي ظل سعي الكثيرين من المتأمركين لوأد الإنتصار اللبناني والتقليل من أهمية سوريا في الإنتصار. ولكن الحقيقة المرّة تتمثل في أن نجاح السياسة السورية يعتمد على ضعف المحيط وهشاشته، وليس بالإعتماد على " الإنسان السوري" وهو الرقم الصعب الذي تجاهلته القيادة السورية منذ الإستقلال.



#محمود_منير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الفلسطيني الأخير


المزيد.....




- فيديو مرعب يُظهر حريقًا مميتًا بمبنى سنترال رمسيس في القاهرة ...
- العثور على وزير روسي ميتًا في سيارته بعيْد إقالته من قبل بوت ...
- ترامب -ينتظر الوقت المناسب- لرفع العقوبات عن إيران، والرئيس ...
- قتيلان في هجوم حوثي على سفينة في البحر الأحمر
- الكرملين ردا على استئناف مد أوكرانيا بالأسلحة: يطيل الحرب
- عامل توصيل يقتحم استوديو الأخبار... و-الإعلام- الكويتية تحقق ...
- ماسك يعلن توفر خدمة -ستارلينك- رسميا في قطر
- سوريا تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي لإخماد حرائق الساحل
- تقنيات بسيطة ضد الفيضانات لم تُستخدم في فيضانات تكساس! ما ال ...
- ترامب يخطر شركاء واشنطن التجاريين بدخول الرسوم الجمركية المر ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود منير - ماذا بعد -الإرتياح- السوري؟