أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - جمعة اللامي.. الراحل الذي لم يرحل، يكتـب عن الجواهري















المزيد.....

جمعة اللامي.. الراحل الذي لم يرحل، يكتـب عن الجواهري


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 02:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


---------------------------------------------------------------------------------
علمتنا الحياة، ومابرحنا نتعلم منها، بأن المبدعين يرحلون مثلهم مثل البشر كلهم، ولكن ابداعهم، الثري منه، والمميز، يبقى سارياً، نافذا، تتداوله الاجيال، وكم وكم ثمة ما يوثق تلكم الحال ..
والفقيد جمعة اللامي الذي ما فتأت الاوساط الثقافية، ووسائل الاعلام تستمر هذه الايام بالحديث عنه، وبعض سماته، وتجربته الادبية، وعطائه اللامع، بعد ان رحل عن عالمنا، الخميس السابع عشر من نيسان الجاري.. كما تتوالى الذكريات والاحاديث عنه من مجاييله، وعارفيه، ومتابعي منجزه الابداعي قصصا وروايات، وكتابات، فضلا عن دوره الاعلامي، وغير ذلك كثير..
ونزعم باننا من بين تلكم الاوساط التي قرأت واطلعت وتابعت، وقدّرت، عطاءات الفقيد الراحل، - ونكرر: الذي لم يرحل – وتواصلت معه عديدا، ومن ابرزها حين دعوته، واستجابته لكتابةٍ يرتئيها، لتنضم الى اسهامات نحو اربعين شخصية مرموقة من الشعراء والاكاديميين والكتاب والمثقفين، العراقيين، بمناسبة الذكرى السنوية العشرين للجواهري الخالد التي صادفت بتاريخ 2017.7.27 لتنشر اولا في صفحات مخصصة بالمناسبة عند خمس صحف عراقية غراء، ثم ليضمها بعد ذلك اصدار تصدينا له في مركز الجواهري الثقافي، ونشره ووزعه بعد فترة وجيزة من حلول تلك الذكرى ..
واذ نكتب عن تلك الاستجابة الانيقة من المبدع جمعة اللامي، نشير الى جملةٍ علقت في الذهن ونحن نتواصل معه بشأن الامر، اذ قدّرنا حاله الصحية في حينها، اذا ما تعذر ذلك عليه،، فكان جوابه بارز الدلالة "كـنتُ سأعتب عليكم "لـو" انني لم أدعَ للمشاركة".. وفي التالي نص المساهمة الفاخرة التي وقعها بـ " جمعة اللامي - نزيل الخليج العربي ـ 2017 ".. وجاءت بعنوان" شذرات من جواهر الجواهري"..
******
1/ كنّا فتية ثلاثةٌ ، ورابعنا كوكبٌ دريّ، يُوقدُ نوره من الكلمة الأُولى التي زمانها ما قبل التاريخ : ذلك هو الشعر ـ الطبيعة، عندما كانت الدنيا – وقتها – صغيرة ، فاتسعت دوائرها ، وامتدت حافاتها ، إلى النقطة التي لا نقطة قبلها ، لأننا كنا مع الشعر الذي يمشي في اسواق لغة الضاد على قدمين : محمد مهدي الجواهري، فضاء الهوية والمسؤولية والإبداع ..
******
2/ تعرفتُ عليه في المكتبة العامة لمدينة العمارة، بإلتفاتةٍ ناهضة وفريدة من الزمن، عندما خرجنا في مظاهرة طلابية ضخمة لمناصرة مصر في سنة 1957. كان ذلك عندما تعدت مراهقتنا غير المجرّبة، بَعدُ ، السور الأول من أَشواقنا. ومع الهتافات والشعارات الوطنية، قرأت على الرفاق الفتية : سلامُ على مثقلٍ بالحديد! كنا نحن الفتية الثلاثة، نقتفي درب الشهيد "عطا" الماركسي الميساني ، من غير أن نعرف ما هي الماركسية. كنا نحسبها خطابات جمال عبد الناصر. لكننا بمعرفة قصيدة الجواهري تلك ، صار الشهيد "عطا" ، رمزاً للعراق ، وغدت الإشتراكية مرافقة لتصوراتنا الأولى عن العدالة في العراق الحديث.
******
3/ ويوماً بعد يوم ، وسنة بعد أخرى، عندما جابهت صدورنا بغدادُ. ثم حين لم تهدأ أسئلتنا الفكرية والأخلاقية، في المعتقلات والسجون المَدينيّة والصحراوية ، عن الفن والحياة والإنسان والوجود ، استوى الجواهري، الإنسان والشاعر ، المنارة الأعلى ، والأركز ، والأجمل ، بين منارات الشعر العراقي ، الذي رافق الحركة الوطنية العراقية.
*****
4/ كنت أعلن أمام عدد من زملائي الشباب في سجن نقرة السلمان ، بين سنتي 1963 – 1965 ، أن الجواهري هو الأنموذج العراقي ، لـ " المتمرد " الفلسفي . وكان ردّ اغلب الزملاء أن الجواهري لا علاقة له بـ " حامل الصخرة الذي عرف السرَّ الرهيب". كانوا يرون فيه الشاعر الذي يتبع السياسي وكنت أقول : يهمني فعله. لماذا جمع ما بين الجواهري والمعري والمتنبي، في "أَناه" الفريدة؟.
وكنت أجيب نفسي : لأنه شاعر بحق !
والشاعر الحق ، فرديّ بطبعه ، معتزل بسليقته.
ولو كان الجواهري ، يُماثل غيره من أقرانه الشعراء العراقيين والعرب ، الذين استكانوا إلى إطار ثقافي ذي خط واحد في الفكر والعمل، أو الى حزب سياسي تحبسه الأيديولوجيا عن رؤية سعة الحياة وخلود الطبيعة، لكـفَّ عن أن يكون على ما هو عليه في حياته، أو حتى يعد موته : الجواهري سار في حياته بين الناس ، أو في حياته الشعرية ، مثل صاحبه المتنبي ، غريباً كصالح في ثمود ، ولهذا بقيت روحه عصيَّه على التطابق مع جماعته الاجتماعية والسياسية والثقافية ، مثلما بقي أميناً لعزلته ، في أرقٍ يقوده إلى أرق ، ومن نفور إلى نفور ، وهو حال الشاعر الفرد المتفرد.
وهو ينماز على غيره من شعراء العرب الكبار أيضاً ، بميزة أنه ظلَّ شاعراً متفرداً ، منذ شبابه، وحتى إلى ما بعد موته ، فقصائده كلها تشير إلى هذه الاطروحة الفنية – الوجودية.
******
5/ وبعد كل قفزة في التاريخ ، سواء كنا منتصرين أو منكسرين ، كنت أجد في الجواهري ، لاسيما عندما يخاطب البطولات العراقية والإنسانية ، صوراً لشخصيات ، مُهمشة ومقصيّة في أغلبها ، في مقدمتها الشهيد الأسطوري : ميثم التمار. أقول : حتى وهو يتحدث عن علي أو الحسين ، كنت أتصور أنه يقدم إلينا ميثم التمار، بل إنه ، الجواهري، وهو يرثي يوسف سلمان يوسف " فهد" ، أو يعيد تشييد شخصية الشهيد جعفر الجواهري، كان يقدم إلينا شخصية " ميثم التمار"الذي لم يلتفت إليه أحد ، في زمانه ، وحتى في زماننا هذا، مع الأسف الشديد. ميثم التمار، هو ابن النجف الأشرف ، كما الجواهري تماماً. ولعل هذه المدينة الخالدة ، عندما تتنفس هواء الشعر ، وهواء البطولة ، فإنها تتنفسها في اثنين : علي و ميثم!
وهي ، النجف ، ستبقى تتذكر ثلاثة : علي ، ميثم ، والجواهري!
******
6/ الجواهري ، حقاً ، هو إبن الطبيعة، بل ذراعها اليمنى – باستعارة من تشيللر- عندما تتحول الى فن. والطبيعة تتقدم نحو فرد بشريّ بعينه ، ودون سواه ، بينما هو ، هذا الفرد ، يُعدّ نفسه ، بالرياضة الثقافية والروحية ، ليلتقي بها ، عند نقطة سدرة المنتهى ، فيحدث إنفجار الإبداع الكبير. وهكذا كان الجواهري في علاقته مع صورة الإبداع ، وجوهر هذا الإبداع ، في حياته وشعره. في مجلس ضمني الى نجلة فرات، سالته : كيف هو حال والدك ، بعد اي قصيدة ينتهي من كتابتها؟ فقال: كان الوالد، وقتها، كأنّ مسّاً خالطه، وهو يهذي بقوله: حلّت بي الآلهة !
وهكذا ، أَبناء الطبيعة، الشعراءُ..
--------------------------------------- * جمعة اللامي - نزيل الخليج العربي ـ 2017



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى 77 لمؤتمر -السبـاع- في 14 نيسان 1948
- محمود صبري، رائد في الوطنية والفن والفكـر
- -نجفيّات- و-نجفيّون- في ذاكرة حميمة... والجواهري واسطة العقد ...
- -نجفيّــات- و-نجفيّــون- في ذاكرة حميمة... والجواهري واسطـة ...
- رواء الجصاني : -نجفيّــات- و-نجفيّــون- في ذاكرة حميمة ... و ...
- رواء الجصاني: محطات عن الجواهري وحب الحياة.. ومتحفه في بغداد ...
- الجواهري يمجد السيد المسيح، ويتمثل به ..
- رواء الجصاني: الجواهري يشكو غربة الدار.. ومواقف قادرين ومعوز ...
- رواء الجصاني: شخصيات، وشؤون ثقافية عراقية، في تاريخ وذاكرة ب ...
- رواء الجصاني : شخصيات، وشؤون ثقافية عراقية، في تاريخ وذاكرة ...
- رواء الجصاني: شخصيات وشؤون ثقافية عراقية، في تاريخ وذاكـرة ب ...
- رواء الجصاني / الجواهــري... في -المقامــة- الاماراتيـــة
- حدث ذلك قبل نحو 30 عاما // تقليد الجواهري الكبير ارفع وسام س ...
- من جديد عن مـآثر الامام الحسيّـن، في شعر الجواهري، ونثره /// ...
- رواء الجصاني/ اسماء ووقائع عراقيـة، في ذاكـرة بــراغ، 1959 - ...
- هذا ما كتبه الجواهري قبل 37 عاما: - لكي لا نعيّر باننا قومٌ ...
- رواء الجصاني: استذكار الجواهـري، تبـاهٍ بالوطــنِ والشعــرِ، ...
- وقفات عجول حول الذكرى 66 لابرز مناسبة في تاريخ العراق الحديث
- رواء الجصاني: هكــذا، ولهذا .. آمن الجواهري بالامام الحسين / ...
- رواء الجصاني: الزعيم - اللواء: عبد الكريم قاسم، بين غلبة الع ...


المزيد.....




- زيلينسكي يُعلن موقفه بشأن -محادثات إسطنبول- مع روسيا.. ويؤكد ...
- الإدمان: كيف يصبح الانسان مدمنا؟ وهل من علاج؟
- بوتين يتجاهل تحدي كييف له بالحضور شخصيا إلى إسطنبول وترامب ي ...
- شاهد ما قاله ترامب خلال زيارته إلى مسجد الشيخ زايد الكبير في ...
- فيديو يظهر ترامب يتجول داخل مسجد الشيخ زايد في أبوظبي
- زيلينسكي: فريق التفاوض الأوكراني سيصل إسطنبول غدا الجمعة
- ببطارية كبيرة وكاميرات رؤية ليلية.. Ulefone تعلن عن هاتف ممي ...
- ترامب يتوقع الحصول على 4 تريليونات دولار من جولته الخليجية، ...
- لاجئو لبنان بعد 77 عامًا على النكبة: ماذا تعني -العودة- لجيل ...
- مساعد ودبلوماسي وجاسوس.. من اختار بوتين للمفاوضات مع أوكراني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - جمعة اللامي.. الراحل الذي لم يرحل، يكتـب عن الجواهري