سيكولوجيا المجتمع العراقي

سلام العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 11:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المجتمع العراقي مجتمع مشوه

هذه الحقيقة يشعر بها كل من يعيش في هذا المجتمع

واسباب التشوه هي العزلة والتجهيل والقمع الذي تعرض له منذ العام 1980

ومن مظاهر هذا التشوه عدم تقبل الرأي الاخر ويصل الامر الى حد القتل لمجرد فكرة مختلفة او رأي مغاير.

ويواجه المرء يوميا عشرات الحالات التي يتم فيها التجاوز على حقوقه مثلا تجاوز اصحاب المحلات على الارصفة وتجاوز الباعة على الشوارع وتجاوز اصحاب السيارات على الاماكن غير المخصصة للوقوف



ورغم ان العراق يتميز بكثرة الجوامع والمساجد والحسينيات وكثرة مرتاديها وانتشار ظاهرة الحجاب لدى النساءواطلاق اللحى لدى الرجال كمظاهر للالتزام الديني الا ان انتشار السرقة وعمليات السلب والخطف والقتل والغش والكذب والرشوة والاختلاس والتجاوز على الحق العام بشكل فاحش يمثل تناقضا بين مظاهر الالتزام الديني وبين السلوك المنافي لأبسط قواعد الالتزام الاخلاقي.

وفي هذا المجتمع اصبح من العسير على المرأة ان تسير بمفردها في وضح النهار لأنها ستتعرض الى صنوف من الاهانة والتحرشات من قبل المتدينين حتى وان كانت ترتدي الحجاب اوالعباءة فالمرأة مكانها البيت بنظر هؤلاء الذين تتطابق مفاهيمهم مع مفاهيم القاعدة وطالبان.

ويسيطر على الاجيال الشابة في هذا المجتمع الجهل وسطحية التفكير بشكل كبير، ويشمل ذلك ايضا نطاقا واسعا من طلبة الجامعات والمعاهد الذين يفترض ان يكونوا نواة الوعي والثقافة في المجتمع.ومن يلقي نظرة عل مادة الرسائل التي يبعث بها شباب العراق الى القنوات الفضائية يتضح له مستوى الفكر والسلوك لدى هؤلاء.

وبات المجتمع العراقي يستهجن اطلاق تسميات خارج اطار الرموز الدينية على مواليده الجدد،حتى اصبح المرء مضطرا لاستخدام الاسم الثلاثي للتمييز بين شخص واخر .



ورغم ان عمليات القتل اليومي بكل اشكالها من تفجيرات واغتيالات يجري تأويل اسبابها حسب اهواء المتحدثين فمنهم من يؤكد ان قوات الاحتلال هي المسؤولة عن هذه العمليات بل ان الحديث الشائع وخصوصا في مناطق العاصمة مفاده أن تلك القوات هي التي تنفذ عمليات التفجير والاغتيال ويلقى هذا التفسير صدى طيبا لدى شريحة واسعة من الناس ،ومنهم من يرى ان الارهاب القادم من خلف الحدود هو المسؤول عن ذلك واخرون يلقون باللائمة على دول الجوار،الا ان حقيقة الامر مختلفة تماما،اذ ان هذه العمليات عراقية بمخططيها ومنفذيها،واذا كانت بعض اسباب الايغال في القتل لدى العراقيين سياسية او دينية الا ان المحرك الاساسي فيهاهو العامل الاجتماعي،فالمجتمع المتماسك والمتحضر يستطيع التغلب على كل ما يحاول اعادته الى الوراء من افكار سلفية او غيبية متطرفة او افكار سياسية شوفينية،كما ان عقلية الثأر البدائية لهادور في ذلك.

تخاطب بعض القنوات الفضائية المثقف العراقي بينما لايستسيغ الاخرون هذا الخطاب اذ ان الانسان العراقي البسيط بحاجة الى خطاب اخر وهو لا يتأثر في الوقت الراهن الا بالخطاب الديني عبر الجوامع وخطاب القنوات الدينية.لذا



فأن دراسة المجتمع العراقي والظواهر الشاذة المنتشرة فيه يجب ان تتم من خلال جهد كثيف للمتخصصين في علم الاجتماع والبحث عن وسائل للارتقاء بالمستوى الفكري والحضاري لهذا المجتمع.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات