|
نصائح مجانية امام حكومة المالكي
جواد كاظم اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 02:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتتبع للمشهد العراقي منذ|9|4|2003 الى اليوم0 تتشكل لديه صور ومشاهد متنوعة من ابرزها أن مدن العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص عاشتا بشكل أمن ومستقر وعلى مدى عام0 رغم أن الامور حبلى لانعرفها تتمخض عن أن شيء ورغم أن تصوراتنا وأمانينا كانت مصحوبة بالحذر والقلق0 0 خوفا على اجهاض حلمنا الذي طالما انتظرنا بزوغه وتحقيقه بعد سنوات عجاف0
بعد هذا العام00 تغيرت احوال مدن العراق من حال الى حال وبشكل ملفت للنظر00 حيث حصلت اضطرابات عديدة ومتنوعة في المحافظات الجنوبية سببها مليشيات ارادت تحقيق بعض اهداف خاصة بها هي اثبات وجود ولو كان بالقوة هذه كانت من اهم اجند ة هذه المجاميع التي اربكت الوضع في المحافظات الجنوبية رغم ان هذه المحافظات قد اكتوت بنار00 حكومة القرية00 اكثر من غيرها00 ا الا ان الذي ماحصل هو نتاج طبيعي لأي تغير يحصل لأي بلد كان0
لان الذي حصل في البلد من انهيار كامل لمؤسسات الدولة ومن ابرزها المؤوسسات الامنية بل انهيار كامل لدولة وبناء دولة جديدة00 فهذا بالتأكيد يشكل نوع من الفراغ الامني00 ومثل هكذا واقع تبرز خلاله الطفيليات التي تحاول اثبات وجودها طالما المناخات متاحة لبروز مثل هكذا ظواهر وبمرور الايام تولدت قناعات لدى الاوساط الحكومية في هذه المحافظات بأن الذي يجري يصب في خدمة الارهاب والصدامين والتكفيرين بالاضافة الى ان السلطات المحلية اخذت تنمو بشكل سريع لفرض هيمنتها على الشارع الجنوبي ونستطيع ان نقول ان هذا لاسراع والسيطرة مقبول ولابأس به لاسيما في الوقت الراهن0 رغم تحفظاتنا على بعض التصرفات التي تحصل هنا وهناك0
لكن المشجي حقا أن المناطق الغربية من العراق لازالت الى الان ترعى الارهاب والارهابين ولازالت الاعمال الاجرامية تتصاعد بعد ان تدخلت وبشكل سافر دول اقليمية واطراف اخرى بالشأن العراقي واصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات 0 وكذلك لأجهاض المشروع النهضوي الذي يسعى له العراق الجديد وذلك لتحقيق أجندة خاصة بتلك الاطراف 00 لاسيما وانها وجدت لمخططاتها ومؤامراتها المناخات الملائمة في المناطق الغربية لتنفيذ مشاريعها الاجرامية بحق ابناء شعب العراق الجريح0
هذا من جانب 00 ومن جانب اخر ان بعض سكان تلك المناطق اي الغربية وخصوصا المنتفعين من نظام 00 صدام00 اعتقدوا ان العراق الجديد سيقوم بأقصائهم وهو عراق لفئة دون سواها00 أضافة الى العقدة المتأصلة في نفوس البعض بأن الحكم هو وراثة لهم وانه زال بزوال طاغية العراق واعتبروه حق شرعي لهم ولايجوز لغيرهم ان يحكموا العراق حتى وان كان ذلك عبر الوسائل الديمقرطية وعبر صناديق الاقتراع فهذه النزعة هي التي تسيطر علي البعض منهم وعليهم ان يعيدوا ماضاع ولو كان بالسلاح هذه المفاهيم والنظرة التطرفية أججت أوارها ورسخت وجودها في ذهنية ابناء المحافظات التي يطلق عليها00 المثلث السني00 رسخته مجموعة من الفتاوى السلفية الشيطانية اضافة الى بعض الشعارات00 القومجية00 وخير دليل على ذلك هي عمليات التهجير الطائفي التي شهدتها تلك المناطق وعمليات الاغتيال والقتل علي الهوية 0 واخيرها العزاء الذي اقيم في تلك المناطق لصدام حسين وكأن هذه المدن طرف مجتزء من العراق ومن العملية السياسية السائدة اليوم بالعراق00 رغم ان الحكومة هي حكومة وحدة وطنية ورغم ان الحكومة اطلقت مشروعها الوطني00 هو مشروع المصالحة والحوار الوطني التي اطلقتها دولة حكومة المالكي0
لكن كل هذا لاينجلي مادام هناك 00 نار00 وهناك حطب00 ومادام الدولة غائبة تماما عن تلك المحافظات00؟
بعد هذه النظرة المتواضعة للمشهد العراقي ولو كان بشكل مقتضب ومضغوط00 الا انني هنا أريد التركيز على مايجري في العاصمة الحبيبة بغداد0
حيث أن الاعمال العنفية والاجرامية والارهابية تضاعفت بشكل كبير حتى انها استطاعت ان تعيق مسيرة الحكومات المتعاقبة منذ 9|4| 2003 في مجال البناء والاعمار وبناء مؤوسسات الدولة الحديثة التي تسعى لها الحكومة0 هذا المخطط ركز عليه بشكل مدروس ومكثف من قبل الارهابين00 والتكفيرين والصدامين00 ومن قبل جهات دولية داعمة وتقف خلفها لتحقيق بعض اجندتها 0 لان بغداد تمثل قلب العراق النابض للعراق واذا تزعزع الوضع في بغداد هذا ينعكس سلبا على عموم مدن العراق وهذا ماتحقق للمجرمين فعلا مقابل عجز وفشل خطط ومشاريع الحكومات المتعاقبة من السلطه المدنية في عهد 00 السفير 00 بريمر0 الى الحكومة المؤقتة 00 حكومة الدكتور اياد علاوي00 الى حكومة الدكتور الجعفري 00 حتى حكومة المالكي0 فأن الخطط الامنية لم يكن لها اثر ملموس على الارض رغم ا التصريحات الاعلامية الرنانة التي يطالعنا بها مسؤولين امنيين على الفضائيات بخصوص بعض الخطط التي ستحقق كذا وكذا وهي لاتعدوا الا كلام اعلامي فقط0 وهذا أفقد ثقة المواطن بالحكومة00 وخصوصا الخطط التي أعلن عنها في ظل حكومة المالكي والتي ستكون الخطة القادمة هي خطة أمن بغداد ومن اجل كل هذا ولكي استبق اعلان هذه الخطة أضع أمام حكومة المالكي جملة من المقترحات والنصائح عل الحكومة تنظر لها بنظرة جدية لأنقاذ الوطن من هذا المنزلق الخطير وأيقاف سيل الدم الجارف الذي تشهده العاصمة العزيزة بغداد0 ومن باب حرصي على وطني بأعتباري مواطن انتمي الى هذا الوطن اطرح هذه النصائح مع دعواتي للخطة القادمة بالنجاح والله من وراء القصد0
النصائح00
1| تحديد المناطق الساخنة في بغداد00 ثم بعد ذلك يكثف في تلك المناطق التواجد الامني من الجيش والشرطة لغرض متابعة الامن فيها وتعطى المسؤولية لقائد هذه المنطقة او تلك وبشكل مركزي وتحمل الحكومة هذا المسؤول اي خرق امني يحصل في المنطقة التي يتولى المسؤولية فيها بحيث تكون العقوبة شديدة وصارمة من قبل الحكومة0
2| تعزيز الجانب الاستخباراتي لانه عنصر مهم في تتبع عناصر الجريمة والاجرام وجمع المعلومات لانه لايمكن للجيش والشرطة بمفردهما السيطرة على الامن وهذا حاصل في كل دول العالم0 طبعا هذا يتم وفق اليات مدروسة وعلمية لابشكل ارتجالي بحيث تكون عناصر هذا الجهاز مكشوفة ومعروفة للجميع من خلال ابراز السلاح وماشاكل لان هذا لامر يفسد العمل0 ومع الاسف ان الشخصية العراقية تتباهى بذلك0
3| اصدار قرار من الحكومة تعلن فيه تسليم السلاح الموجود لدى المواطن الى السلطة ويحددذلك ضمن فترة زمنية محددة ثم تعلن الحكومة بعد هذه الفترة انها ستقوم بعمليات تفتيش للمناطق السكنية لاسيما الساخنة منها وعندما تجد السلطة السلاح في بيت المواطن سيتعرض ذلك المواطن الى غرامة مالية او حبس كذا فترة زمنية 00 مثلا00 لان الاحصائيات العالمية اثبتت ان هناك اكثر من خمسة ملايين قطعة سلاح منتشرة في العراق وهذا امر خطير مالم تكن الحكومة جادة في تخليص ارض الوطن من هذه النار ا لتي اذا ارتفع لهيبها عندها سيحترق الاخضر واليابس لاسامح الله 0 وعلى الدولة ان تكون هي الجهة الشرعية التي تحمي المواطن وتحمل السلاح عندها يتولد احساس كبير لدى المواطم العراقي ان حكومته جادة في توفير الامن والامان له وهذا يشجع الكثيرين على التعاون المخلص مع السلطة المخلصة0
4| تنشيط عمل رجل المرور والنجدة وضرورة تواجدهم في شوارع العاصمة حتى في اوقات الليل لان ذلك يشكل حالة اطمئنان لدى المواطن ولو بشكل نسبي لان الامور تتشكل حلقة اثر حلقة0
5| توفير الخدمات المناسبة وخصوصا الكهرباء والكهرباء تمثل عامل مهم من عوامل الامان لاسيما في الشوارع والطرق المهمة والمناطق الساخنة والمطلوب توفير التيار الكهربائي ليلا في شوارع بغداد على الاقل0
6| حل قضية الجيش المنحل وملف هيئة اجتثاث البعث من خلال صرف رواتب تقاعدية الى عوائل هؤلاء لان الجوع يدفع الانسان الى فعل اي شيئ وكما قال الامام علي 00 ع00 لو كان الفقر رجل لقتلته00 طالما هناك نزاع وخلاف كبير في الاوساط السياسية لاسيما البرلمانية منها حول هذا الموضوع فعلى حكومة المالكي ان تكون قوية بأصد ار القرارات وتكون لها سطوة تجعلها مهابة من الجميع وتقطع الطريق امام المتخرصين والمغرضين لافشال مشروع العراق النهضوي0
7| اصدار قرار تجمع عليه كل الكتل السياسية بحل المليشيات مهما كان نوعها او انتمائها لان هذا لامر يخلق حالة من الازدواجية بين طرف السلطة وسلاح المليشيات وبالتالي يضعف هذا لامر ثقة المواطن بدور السلطة د ووجودها
8|حل قضية المهجرين داخل الوطن وبأسرع وقت ممكن لان هذه القضية ستخلق شرخا كبيرا في الكيان الاجتماعي العراقي لاسيما وان الاعداد تتزايد وان اغلب العوائل يعيشون واقعا بائسا بسبب غياب الحكومة عنهم ماعدا بعض المنظمات الانسانية والخيرية التي تتفقد احوالهم0
9| الملف الاهم هو ملف الشهداء والسجناء السياسين الذين اكتووا بنار صدام المقبور اكثر من غيرهم وهؤلاء بقوا دون تعويض يذكر لارواتب لاتعويظات لامنح مالية لاقطع سكنية وأن الذي تبثه وسائل الاعلام لا اساس له من الصحة فعلى حكومة المالكي الاسرارع بتشكيل هيئة الشهيد والسجين السياسي00 وتعويض هؤلاء من الشريحة العراقية المتضررة استطيع ان اقول انها متضررة اكثر الان 000 من السابق بسبب الحيف الذي وقع عليهم00 لان لولا دماء الشهداء لما وصل احد الى كرسي الحكم ا ام أن فعلا مايقال الثورة تأكل ابنائها00 هذا الموضوع لو تم حسمه لحسمت معه قضايا كثيرة متعلقة علما بأني قريب من اكثرهم واعرف بحالهم ربما الحكومة مشغولة بهمومها الامنية والهموم الاخرى فأن ذوي الشهداء والسجناء يبحثون عن وظائف لابنائهم فلم يجدوا ولازال الحيف جاثم على صدور الصابرين فعجلوا بحل هذه الملف لان جميع الملفات اعتقد مرتبطه به0
10| استبدال الوزراء الذين لم يقوموا بواجبهم بالشكل الصحيح وهذا الامر يجب ان يكون بيد رئيس الوزراء دون الرجوع الى الكتل السياسيه لان الامر يتعلق بمصلحة بلد وخدمة شعب وليس محاصصات سياسية تنتفع من وراءها فئة من الذين لايفكرون الا بأنفسهم وكثير هي الوزارات التي اشرت ضعفها واخفقت بأداء عملها وهذا ماشخصه الشارع العراقي ولو اجرينا استبيان حول ذلك ربما يستثني الاستبيان وزارتين فقط والحكومه ادرى بشعاب وزاراتها المبجلة0
11| تشكل هيئة متكاملة لكل ماذكرت ويكون ارتباطها مركزيا برئيس الوزراء ويحدد لهذه الهيئة اجتماع اسبوعي لغرض تدارس ما انجز وماتحقق والاخفاقات التي تحصل هنا او هناك لغرض معالجتها0
12| منح محفزات مالية ومعنوية للمسؤولين الذين يقومون بواجبهم بشكل مميز لكي يكون حافز للاخرين وهذا امر هام من وجهة نظري0
هذه نصائحي ومقتراحاتي والله ولي التوفيق0
#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|