أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - النشأة التاريخية للإلحاد الوجودي - فُصِّلَتْ















المزيد.....

النشأة التاريخية للإلحاد الوجودي - فُصِّلَتْ


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بغض النظر عن التراث والتاريخ والأفكار الاعتقادية التي بلورت الإلحاد في المجتمع المكي إلا ان الاعتقاد الكوني بشقيه الديني والوجودي اتفق سياسيا على مجابهة الدعوة القرآنية مصطفا الى جانب التحالف المكي ، معبرا عن رفضه الكامل للإيمان بالله واليوم الأخر، متذرعا عدم استيعاب اللسان العربي ولكن لا يبدو ذلك صحيحا، فعبارات الرفض تعكس مدى استيعابه له ، قال الله ، بشيرا ونذيرا فاعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ، كشف الله ادعاءات الاعتقاد الكوني بخصوص استيعاب اللسان العربي ، لافتا الانتباه الى الكلمتين العربيتين التي استعان بهما الرافضين للإيمان بالله واليوم الأخر مثل أكنة ووقرا ، وقالوا قلوبنا في أكنة ، أكنة شيء مادي يحمي الأشياء الثمينة من الكسر، أو بالأحرى قلوبنا معزولة عن فهم القران ، وفي أذاننا وقرا ، الوقر المادة الصمغية التي تسد القناة السمعية ، ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل يا محمد اننا عاملون ، ظهر الإلحاد كفكر ثقافي في المجتمع المكي نتيجة تطور أنثروبولوجيا الوعي البشري في مجال الفلسفة والفنون فأصبحت المجتمعات أكثر وعيا وانفتاحا ، فإذا ما قارنا الإلحاد في الحقبة الزمنية الثانية قوم عاد مع الإلحاد المكي في القرن السادس الميلادي لوجدنا الأول يتسم بالانغلاقية لعدم قدرة العقل البشري على استيعاب وصايا هود ، بينما واجه التنزيل في القرن السادس الميلادي حوارات مضادة على الساحة الفكرية طرحها منظرو الاعتقاد الكوني بشقيه الديني والوجودي ، منها اللغة أو اللسان وغياب سمعية وبصرية الله ، مع الطلب من محمد تنزيل آيات بأكثر من لغة ، قال الله ، ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ، يلحد يميل عن مقاصد الآيات المصححة للاعتقاد لتبقى أفكاره وتوجهاته السياسية تحتل مكانة ثقافية في المجتمع ، امن يلقى في النار خير أم من يأتي أمنا يوم القيامة ، أمنا تعيني الأمن الأخروي من أهوال يوم القيامة ، اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير

إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{40}

لم يكتفي الاعتقاد الكوني بشقيه الوجودي والديني بالإلحاد بل كذب وكفر بكتاب القران ، مدعيا انه من تأليف محمد كتبه من معاجم أخرى تلقى تعاليمها على يد كهنة وأحبار ورهبان ، أو ربما هو من اختراق الجن للوحي قال الله ، ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، أنهى التنزيل الجدال مع الاعتقاد الكوني بآية حيادية تركت للفرد حرية تحديد مصيره الأخروي، يا محمد ، ما قيل لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ، ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ{42} مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ{43}

لو أجرينا مسح ثقافي لمعتنقي الاعتقاد الكوني بشقيه الوجودي والديني لوجدنا اغلبهم يجدون للسان العربي الى جانب لغة إلام ، لهذا السبب دعاهم التنزيل الى حوار عقائدي للإيمان بالله واليوم الأخر، قال الله ، حم حروف مقطعة لها علاقة بأرشفة السور التي نزلت في مكة بشكل كامل ، والتي أعطت للاعتقاد الكوني منزلة عقائدية في كتاب القران، وبموجبها سيتم محاسبة الرافضين للبعث والنشور أخرويا ، تنزيل من الرحمن الرحيم ، آلية الحساب الأخروي ستعتمد على مدى استيعاب وفهم كتاب القران ، كتاب فصلت آياته قرأنا عربيا لقوم يعلمون ، يعلمون تعني باتوا على علم بالآيات التي أنزلت عليهم ، ومع اقتربنا من نهاية سورة فصلت لم يظهر أي تجاوب من قبل الاعتقاد الكوني مع التنزيل ، الذي أصر على التصدي للآيات القرآنية عبر مناورات فكرية شملت كافة اتجاهات أخرها الطلب من محمد تنزيل آيات بلغات أخرى ، رد التنزيل على طلبهم قائلا ، حتى لو أنزلنا آيات بلغات أخرى لاعترضوا عليها ولقالوا لماذا هو عربي وأعجمي ، قال الله ولو جعلناه قرانا أعجميا بالغات من معاجم غير عربية لاعترضوا عليه ، لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي، قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في أذانهم وقر وهو عليهم عمى ، أولئك ينادون من مكان بعيد

وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ{44}

قلنا ظهر الإلحاد قديما في قوم عاد نتيجة الاعتقاد بإلوهية الشمس وملائكية والكواكب ، كما ظهر في الحضارات القديمة ، بابل وسومر ومملكة سبأ، وظهر أيضا في الحضارة الفرعونية ، فبعد الجدال العقيم الذي دار بين التنزيل والاعتقاد الكوني المكذب لكتاب القران، اطلع الله محمد على تاريخ الإلحاد الوجودي الرافض للرسل والكتب المنزلة ، ليؤكد له ان الرفض ليس وليد الساعة إنما هو رفض تاريخي متواتر، ولقد رفض إسلافهم كتاب موسى من قبل ، قال الله ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه بين مؤيد ومعارض ، ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم ، ولولا كلمة سبقت من ربك ، تعني تأجيل عذابهم الدنيوي الى يوم القيامة ، لقضي على المعارضين بالهلاك ، وإنهم لفي شك منه أي من كتاب موسى مريب ، ترك الله لمعتنقي الاعتقاد الكوني حرية الاختيار بين الكفر والإيمان قائلا ، ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ{45} مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{46}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكون بين الوجودية والدين - فُصِّلَتْ
- النشأة التاريخية للاعتقادات الكونية - فُصِّلَتْ
- دراماتيكية الشيطنة والعلوم الدينية - غافر
- المقدسات والشرك بالله - غافر
- المصير الأخروي للتبعية السياسية - غافر
- اليسار بين الوجودية واليمين الديني - غافر
- الدكتاتورية بين البراغماتية والدين السياسي – غافر
- أيديولوجيا الخطيئة والمقت السياسي - غافر
- ديالكتيكية التوبة والعقاب - غافر
- انثروبولوجيا المجتمعات والحساب الأخروي - الزمر
- كورنولوجيا الرأسمالية والمصير الأخروي - الزمر
- الإسراف الرأسمالي والبعث والنشور - الزمر
- فوبيا الوطأة وشفاعة شركاء الله - الزمر
- راديكالية المتشاكسون على شركاء الله - الزمر
- جيوبوليتيكية المهجر والردة عن الدين - الزمر
- الدين الخالص وخرافة أولياء الله - الزمر
- ميتاترون وخرافة الملأ الأعلى – ص
- الباراسيكولوجيا وخرافة الملأ الأعلى – ص
- التوتاليتارية الرأسمالية الدينية - ص
- التوتاليتارية بين القضاء والزعامة الدينية - ص


المزيد.....




- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - النشأة التاريخية للإلحاد الوجودي - فُصِّلَتْ