أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناشطي مناهضة العولمة في سوريا - المقاومة تفتقد الحواجز















المزيد.....

المقاومة تفتقد الحواجز


ناشطي مناهضة العولمة في سوريا

الحوار المتمدن-العدد: 1797 - 2007 / 1 / 16 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقاومة تفتقد للحواجز
تمتد اليوم جبهة المقاومة للمشاريع الصهيونية والإمبريالية من غزة إلى بغداد مروراً بلبنان. وفي كل محطة من محطات المقاومة هذه يَظهر الاستعصاء المُستَحكِم بهذه المقاومة منذ عقود، والذي يحول بصورة مستديمة دون انطلاقها بلا حدود لإحراز تقدم استراتيجي في المعركة أمام هذين العدوين، إسرائيل، والإمبراطورية العالمية للعولمة بقيادة الولايات المتحدة.
هذا الاستعصاء هو بمثابة رصاصة التحرر الوطني التي ما أن دَخلت إلى بيت النار في بندقية المقاومة حتى سَدَّت عليها كل مفاتيح السلطات منفَذَها إلى السبطانة، وحالت دون انطلاقتها نحو العدو، بعدما عَطَّلَت لحاق كل الرصاصات المحشوة في هذا الخزان المجتمعي الواسع وراء الرصاصة الأولى المستعصية. فكانت البنادق، هنا وهناك، موجَّهة إلى العدو،
وهي فوهات عاجزة. أما إذا نجَحَت حركة التحرر الوطني في فك هذا الاستعصاء لمدة قصيرة في غفوة عن المعوقات
الخارجية والداخلية، فلِتنطلق الرصاصة المستعصية خطأً في وجه الحليف لترديه قتيلاً، أو لتشعل نار التناقض، أو توقد
الحرب الأهلية. ما جعلها بالتالي هدفاً سهلاً لكل الخصوم. ذلك أن السلطات العربية بلا استثناء، ورغم اختلاف التكتيك بين عواصمها، تريد للمقاومة، طالما هي عاجزة عن القضاء عليها
وتحويلها إلى رماد، السيطرة عليها في أحسن الأحوال، لتسييرها وفقاً لمآربها الضيقة والعابرة، خوفاً منها إذا ما هي ما
امتدت واتسعت لتشمل المجتمع العربي فتقضي حينئذ على صولجانها، فإنها تَعمل بكل ما أُوتيت من سلطات، دولية،
وقبلية، عشائرية وعصبية، بل وحتى مافياوية، كي تُبْقى على المقاومة حبيسة التناقض التاريخي الموروث عن عصور الانحطاط والكولونيالية القديمة والحديثة وما بعدها.
لكن هذه المقاومة، إذا ما هي كَسَرت القوالب الطائفية والدينية، من شيعية وسنية، والتي حُشرت فيها، وانطلقت بلا حدود لتشمل كل قوى التحرر الوطني من شيوعيين وقوميين، وحركات مناهضة للعولمة، فإنها ستعيد حينئذ فقط تكوين المجتمع العربي وسلطاته السياسية، لتنتقل من المقاومة المُتَعثِّرة إلى الهجوم الاستراتجي الواسع على كل جبهات العدو.
وليس غريباً بعد ذلك أن الحرب الأهلية، حيث توجد مقاومة مسلحة ضد مشاريع النيوليبرالية والصهيونية، في فلسطين، ولبنان، والعراق، بدأت تنتقل في الآونة الأخيرة من حالة الكمون إلى الظهور. والأدهى من ذلك أنها أيضاً، وعلى نحو شبه مماثل، في حال من الكمون حيث هي تكبو تحت نار سلطات إرهابية في الرياض، وعمان، والقاهرة، وباقي بلاد الشام. فالبوادر الأولية هذه على حرب أهلية، وهي وليدة الطلقة المستعصية التي لم تَنطلق بحرية في وجه إسرائيل والإمبراطورية الأمريكية، تَراها الآن بدل أن تنطلق هي لتَدفن أنصار المشاريع الجديدة لإسرائيل والعالم الرأسمالي، فإنها ستنطلق ضد نفسها أو ضد حلفائها خطأ وطيشاً، كما كانت الحرب الأهلية دَفَنت بالأمس غير البعيد الجمهوريين في أسبانيا. وكانت هذه البوادر انتقلت من الكمون إلى الظهور مع بدء الهجوم الشديد، وهو أكثر شراسة من أي وقت مضى، والذي تقوده الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية على الشرق الأوسط الكبير، من بلاد الأطلس إلى كردستان، لأن النيوليبرالية الجديدة بحاجة إلى كسر كل الحواجز التي تقف أمامها كي ما تجتاح مالياً بلادنا الشاسعة في مسافاتها وخيراتها وتستثمر فيها أموالها المتحررة من قيود التجارة والصناعة حسب نمط الإنتاج في نظام العولمة، بعدما تكون، بفضل الحروب الأهلية وما يليها من ترتيب سياسي، نََصَّبَت على رؤوسنا أشباح حكومات وطنية، ما هي في الحقيقة سوى قوى مالية منعدمة الهوية الوطنية، ومندمجة في حكومة العولمة الواحدة، الفرنسية الأمريكية البريطانية الأوروبية وغيرها من سلطات مالية عالمية، ليس لها أية هوية قومية، وهي تريد أن تَنقل شاحنات وقطارات وأساطيل حربية، جوية وبحرية وفضائية أيضاً، قطرية وإماراتية مثلا، مُحَمَّلة برؤوس الأموال عبر عالم العولمة بدون حواجز، وبحرِّية، وذلك، تارة، بفضل قرارات دولية تَحْمل أرقاماً تُشَرِّع لقمع المقاومة باسم ما يسمى بالقانون الدولي في عهد حكومة العولمة الواحدة، وتارة أخرى بفضل طائرات وأساطيل بحرية وغيرها من أجهزة الدمار التي تدك المنازل على رؤوس الأبرياء في العراق.
ومنذ الآن، فإن نتائج الحرب الأهلية معروفة سلفاً. فالبندقية المستعصية لن تجد فيها فرصة لفك الرصاصة التي لم تنطلق. ولا هي ستنطلق في ظروف الحرب الأهلية، لأن كل البنادق موجِّهة ضدها، وهي بدون حليف غير ذاك الذي يريد لها أن تبقى حبيسة حدود ثقافية إثنية ودينية موروثة، وستجد نفسها وحيدة بدون حليف مجتمعي طالما هي عَزَلَت نفسها في قوالب إثنية، انعزالَ التيار القومي التحرري وانغلاقه على نفسه في قوالب العصبية. ومن الصعوبات التي تواجه هذا الاستعصاء بين صعوبات أكثر منها أهمية، أن موازين القوى السائدة في مثل هذه الأحوال بين قوى التحرر الوطني العربية، قومية وشيوعية، وبين صولجان السلطات الحاكمة في بلاد الشام التي تلتقي رغم كل خلافاتها واختلافاتها حول حظر كل مقاومة من أي نوع كان، حتى لو كانت تقاوِِِِم رافعة الزهور والورود، راجحةٌ لصالح القرارات الدولية إياها، وما وراءها من أساطيل حربية وسلطات حاكمة، وعواصف عاتية من الأموال المتَنَقلة بقوة السلاح.

إذن، ليس من غير العقلاني في ضوء ذلك كله أن الحرب الأهلية، تراها كامنة تارة ظاهرة تارة أخرى، حيث توجد مقاومة بدرجات متفاوتة من القوة ما بين بلد وآخر. وليس من غير العقلاني - علاوة على ذلك، وفي المقام الأول - أن الرصاصة المستعصية في البندقية، والتي عليها تُعَوَّل الآمال لتحرير القدس والعراق وتشييد الديمقراطية وإرساء نمط إنتاج اقتصادي يقضي على الفساد والفقر والجوع ويستجيب لمطالب أصحاب الأجور، ما هي سوى ذاك البرنامج الوطني للتغيير الديمقراطي والتحرر القومي الذي لم ير حتى اليوم طريقه إلى النور، والذي كانت تُعوَّل عليه الآمال لفك الاستعصاء، لكنه بقي هو نفسه في حال من المخاض المُتَعَثِّر، وذلك رغم كل الإرهاصات التي تبدو على السطح، والتي فشلت كلها في كسر الموروث عن الانحطاط والكولونيالية وما بعدها، وتحديد العدو النيوليبرالي بقيادة الصهيونية والامبريالية العالمية، ورسم برنامج مضيء للمستقبل لتنطلق منه أجيال متحررة، حرة، لا تَعرِف القمع الثقافي، بل تَحمل ثقافة تعيش بها الحداثة والعصر الراهن.

إن أول حاجز لحماية المقاومة من العدو والحرب الأهلية على حد سواء، يبدأ بتشييد برنامج وطني للتغيير الديمقراطي والتحرر مؤهل لتعبئة كل قوى التحرر والديمقراطية.
البديل



#ناشطي_مناهضة_العولمة_في_سوريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناشطي مناهضة العولمة في سوريا - المقاومة تفتقد الحواجز