أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - مهرجو البلاط: أمراء الكراهية ضد الكورد- الجزء الأول














المزيد.....

مهرجو البلاط: أمراء الكراهية ضد الكورد- الجزء الأول


ماهر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكورد، الذين يتفنن بعض “الوطنيين المزيفين” في شتمهم ونعتهم بأقذر الأوصاف، هم نفسهم الذين أنجبوا قادة صنعوا سورية. يوسف العظمة، على سبيل المثال لا الحصر، واجه الفرنسيين، فاستشهد على أبواب ميسلون دفاعاً عن دمشق التي يزعم هؤلاء أنها “ملكهم وحدهم”.الكورد هم أبناء التاريخ والجغرافيا، موجودون قبل أن تُرسم الحدود وقبل أن يتعلم بعض “الوطنيين المزيفين” تهجئة كلمة وطن.

وفي المقابل، ماذا كان يفعل أجداد من يهاجمون الكورد اليوم؟ كانوا يجيدون فن الانحناء لكل قوة غازية، يتنقلون بخفة بين خدمة العثمانيين كخدم مطيعين، ثم يتهافتون على الفرنسيين كالمنكسرين، وأخيراً وجدوا ضالتهم في عقيدة البعث التي تعاملوا معها وكأنها كتاب مقدس، فقط لأنها تمنحهم السلطة ولو على حساب كرامة الوطن، واليوم ركبوا ظهر الثورة ويهاجمون الكورد.

هؤلاء الذين يتطاولون على الكورد اليوم لا يرون في التاريخ سوى ما يناسب خيالهم المريض، متناسين أن الكورد أسّسوا سورية، بينما كان دورهم لا يتعدى تغيير الولاءات بسرعة الضوء، وكل مرة ينطقون نفس الكلمات: “نحن معكم، طالما أنكم الأقوى”.

لكن ما يثير السخرية هو هذا الإصرار من البعض على تصوير الكورد وكأنهم غرباء أو طارئون على سوريا. هؤلاء الذين يتحدثون بصوت عالٍ عن “الوطنية”، يتناسون أن الكورد هم جزء أصيل من الأرض، قبل أن يعرف هؤلاء معنى الوطنية أو حتى الهوية. هذه العقلية التي ترى في سوريا ملكاً خاصاً لجماعة واحدة، لا تعكس سوى أزمة هوية عميقة وشعوراً بالخوف من الآخر المختلف.

على الجانب الآخر، ما هو دور الذين يهاجمون الكورد اليوم؟ ببساطة، يمكن تلخيصه في أنهم كانوا أدوات طيعة في يد القوى الخارجية. في الحقبة العثمانية، كانوا من أبرز المتعاونين مع السلطات الإمبراطورية. وبعد سقوط العثمانيين، هرعوا إلى الفرنسيين، يقدمون ولاءهم على طبق من فضة، وعندما جاء البعث، تحولوا إلى مدافعين شرسين عنه وكأنه عقيدة سماوية.

إن هذا التاريخ الملتبس يفسر جزئياً العداء تجاه الكورد: أولئك الذين يعانون من عقدة الولاء المتقلب يرون في الكورد تهديداً دائماً، لأن الكورد كانوا، ولا يزالون، ثابتين في مطالبهم بحقوقهم وهويتهم، غير قابلين للمساومة أو البيع

اليوم، يتخذ خطاب الكراهية ضد الكورد أشكالاً متعددة، من شتائم عنصرية وأوصاف بذيئة، إلى اتهامات بالخيانة والانفصالية. هذا الخطاب لا يعكس سوى إفلاس فكري عميق، حيث يعجز أصحاب هذا الخطاب عن تقديم رؤية وطنية جامعة، ويلجأون بدلاً من ذلك إلى خلق أعداء وهميين.

لكن المفارقة أن هذا الخطاب لا يغير شيئاً من الواقع. الكورد لا ينتظرون شهادة وطنية من أحد، ولم يحتاجوا يوماً إلى إذن ليعيشوا على أرضهم أو يرفعوا علمهم. إنهم أبناء هذه الأرض، يعيشون كرامتهم دون أن يتوسلوا اعترافاً من أولئك الذين يرون في أنفسهم أوصياء على سوريا

إن الإصرار على تصوير الكورد كغرباء أو طارئين هو دليل واضح على جهل أصحابه بالتاريخ والجغرافيا. الكورد موجودون في هذه الأرض منذ آلاف السنين، قبل أن تُرسم الحدود وقبل أن تُصاغ الهويات الوطنية الحديثة. لقد ساهموا في بناء سوريا وفي تشكيل هويتها السياسية والاجتماعية.

لكن العقلية التي ترى في التنوع تهديداً وفي التعددية خطراً لا تستطيع استيعاب ذلك. هذه العقلية الإقصائية هي السبب الحقيقي وراء الكثير من الأزمات التي تعيشها سوريا اليوم. إن رفض الآخر المختلف، سواء كان قومياً أو دينياً، لم يؤدِّ إلا إلى مزيد من الانقسامات والصراعات

يتبع..



#ماهر_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ ا ...
- الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ ا ...
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الثاني
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(4)- ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(3) ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . ا ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير 
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الأول
- تحرير الأرض أم اغتصابها؟ زيف الشعارات وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - مهرجو البلاط: أمراء الكراهية ضد الكورد- الجزء الأول