أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناظم الديراوي - الاحتلال فرَّخ الإرهاب والانعزال















المزيد.....

الاحتلال فرَّخ الإرهاب والانعزال


ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)


الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 07:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل أَن ينهار بنيان النظام العراقي السابق في بداية أبريل عام 2003 كان مروجو و مشعلو التناحر العرقي والطائفي على أرض الرافدين،قد أحكموا قبضتهم على آلية عملهم الجهنمية.إذ تمكنوا وبنجاح من زرع بذور سياسة الشقاق في شرائح الأحزاب والقبائل والشخصيات الدينية،الأقل وعياً بفنون المطبخ السياسي العراقي والقائمين عليه.وما أن حل الظرف الملائم حتى شرَّع خبراء ومسوغو ومنظرو الحرب الطائفية في إطلاق رموزهم وأتباعهم في(كانتونات)المجتمع العراقي،المُثقل والمُثخن بالحروب والحصار وآلام أمراض البطالة،التي عجلوا بظهورها(الكانتونات) ودفعها نحو الصدام،مستغلين بفاعلية و(ديماغوجية مُعقلنة)،سوقت للعامة التي تشكو من قصور في فهم طبيعة وتفاعلات التركيبة السياسية-الطائفية في عراق اليوم،وحنكة موجهيها و إدمانهم على الخداع السياسي،مستغلين الإرث القمعي الطويل لنظام صدام حسين والمُجسد في سياسة القهر الدموي للحركات الشيعية وعصيان الأكراد وتضييق الخناق على الأحزاب اليسارية ورجال المال والثقافة والعلم ورؤساء العشائر وتشريد وتصفية رموزها.
والواقع أَن النُخب السياسية والدينية في دول الجوار لم تكن معزولة عن التورط في صياغة سياسة التصادم الطائفي وتشجيع تطبيقاتها على أرض العراق.إذ رأت فيها منظومة لاهية قادرة على أن تنأى بكتل كبيرة من مكوناتها العرقية والمذهبية-التي لا تتمايز كثيراً عن بوتقة المجتمع العراقي-عن مخاطر التمرد والعصيان المتوقع لنيل حقوقها الأثنية والمذهبية.ولهذا أصرت تلك النُخب على دعم حالة عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي في عراق ما بعد صدام،الذي افلت لتوه من إمساك براثن حكم القبضة الحديدية التي آلمت العراقيين،وركزت(النُخب)على خيار العمليات الإرهابية الموجه ضد أطياف الشعب العراقي الدينية والقومية،لا لدعم حركة المقاومة الوطنية لتحرير العراق من جور الاحتلال!لغرض التلويح بنموذج بشع شاخص أمام الساعين لانتزاع حقوقهم المشروعة المطمورة في صحاري وسهوب وجبال الجوار.والتمسك بنموذج العراق شاهداً مروعاً وخياراً لا بديل له عن حالة الاستقرار الأمني العام التي يتمتعون بها اليوم ولو على مضضٍ..!هذا النهج-الفخ الترويعي المُزين(بالنوايا الحسنة)،الذي وضع ببلاغة ولياقة نال مقصده السياسي في دول الجوار وأفلحت أجهزتها الأمنية والسياسية،ولو لحين،في امتصاص قلاقل الأوساط الناقمة،التي كادت أن تقترن بعصيان مدني لينتهي إلى انتفاضة مُسلحة.إذ أَن ممهدات ومُبررات إعلان العصيان واضحة للعيان..
والمُدرك أن مسار الحرب الطائفية قلما تفرز طرفاً مُنتصراً،ودائماً يبدو الخاسر الأكبر فيها هو الشعب المُتحارب-المخدوع وإرثه الإتنو- ثقافي،كما أَن الحرب لا ترحم الاقتصاد والعمران.،وأيضاً تُعاظم التدخلات الخارجية،وحصراً في البلدان المتعددة القوميات والأديان بذرائع الحماية والرعاية- منذ تشريع نظام الامتيازات الأجنبية في السلطنة العثمانية منتصف القرن السادس عشر- وهذا ما كنا شهود عيان عليه في لبنان(منتصف سبعينات-نهاية ثمانينات القرن الماضي)،ومازالت(فيروسات)الحرب الأهلية نشطة على الأراضي اللبنانية..!ويبدو أن أصحاب معامل تفريخها قادرون،اليوم،على توسيع دائرة انتشارها في بقاع أوسع إن هي في دول الجوار أو أبعد منها..فعلاوةً على سياسة النهب والاستحواذ التي يسلكها ممولو ومسوقو(فيروس)الحرب الأهلية تبدو سياسة إشعال والهاء العدو بمعارك جانبية(وهذا ما عُرفَ به الكيان الصهيوني منذُ حرب السويس،وكلما تعمقت أزمته وزادت الضغوط الخارجية عليه)ليست معزولة عن السياسة الأولى إن لم تكن عماد بنيانها.إذ أن بلداً مثل العراق غير عاجز عن تمويل حرباً أهليةً طويلةَ المدى.فالأموال والثروات متوفرة وكثافة السكان وكثرة السلاح وشيوع الجهل بأحقية هذا المذهب أو ذاك أو هذه القومية أو تلك في إدارة أحوال البلاد.،وتعارض سياسات دول الجوار وتداخل مصالحها الدنيو- دينية على أرض الرافدين،يخلق تربة خصبة لمد الحرب إلى سنوات أطول إلى أن تتمكن تلك الجهات المتحاربة بدماء وثروات ومصير العراقيين من التوصل إلى خطاب يرضي النُخب السياسية-المذهبية المتطرفة الحاكمة في دول الجوار..و لربما شكل الإرث التاريخي-الديني والموقع الجغرا- سياسي للعراق فضاءً عازلاً بين تلك الدول التي يجمعها الإسلام وتفرقها المذاهب..!وجعله(العراق)معتركاً أساسياً في الصراع للسيطرة عليه والإفادة من ثرواته.ما يدفع الأطراف المُتخاصمة لاستنفار قواها،في الوقت المناسب،للتوصل إلى وصفة وربما مُعادلة لابد أن تكون في نهاية المطاف وسطية..فالتركيبة العراقية الأتنو-دينية والقبلية لا تقبل(سلمياً)هيمنة طرف دون سواه على أحوال البلاد ،وإن بدت مُسندة شرعاً.خصوصاً وأن التدخلات الخارجية في الشأن العراقي غدت عظيمة،وبات الحديث عن استقلالية الأطراف العراقية في تقرير مصير بلادها،في ظل موازين القوى المحلية والمحيطة،ترفاً سياسيا وفخراً مطعوناً بأصالته..فسياسة الفوضى والشقاق نخرت هيكل المجتمع العراقي وأضحى نهج التقوقع والانعزال الطائفي والعرقي جدار الإنقاذ والحفاظ على حياة هذه الجماعة-الطائفة أو تلك التي لم تعد تشعر بأدنى عناء أو نكوص أو حتى حياء!عند اللجوء إلى جهات في دول الجوار أو سواها لتكون أحد أتباعها أو امتدادها الطائفي أو السياسي- الأمني..
هذه المنظومة الطائفية-السياسية المُعقدة وغير العادلة التي ألحقت ضرراً فادحاً بالشخصية العراقية ومشروعها الحضاري،أرغمت قطاعات واسعة من المجتمع العراقي على التعايش في إطارها.كما أنها خلخلت- وعن سابق قصد-أركان وحدة الشعب العراقي وهزت بعنف بنيان التآخي الديني والقومي للمجتمع وشككت بكل ما هو وطني جامع عروة العراقيين،وأطلقت العنان للتطرف والإرهاب والجهل والانعزال الديني والقومي..ولربما نحتاج إلى وقت طويل لإعادة بناء هياكل ما هده إرهاب وقمع الاحتلال الأمريكي البشع وأدواته المحلية والعربية الضالعة،دون رأفة،في سفك دماء العراقيين الأبرياء،والموغلة في عداءها لكل ما يعزز روح التآخي الوطني والديني بين أبناء الشعب العراقي من زاخو إلى الفاو...



#ناظم_الديراوي (هاشتاغ)       Nazim_Al-Deirawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناظم الديراوي - الاحتلال فرَّخ الإرهاب والانعزال