أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد يوسفى - قراءة في مسيرة 24 دجنبر 2006 و آفاقها















المزيد.....

قراءة في مسيرة 24 دجنبر 2006 و آفاقها


محمد يوسفى

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 11:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ بداية القرن الواحد و العشرين، ظهر هجوم أكثر شراسة، للرأسمالية على القوت اليومي للطبقات الشعبية و الفئات المحرومة و المهمشة،لكن درجات المقاومة لهذا الهجوم كانت جزئية و بدون تأطير سياسي.
و نأخذ مثال ( معارك طاطا من اجل الحق في العلاج – مسيرات ميدلت و سيدي ايفني من أجل رفع التهميش – معارك بكارة ضد الرأسمالية العقارية – بن صميم بأزر ضد خوصصة العيون المحلية...).
إلى جانب هذه المعارك انطلق من مدينة / قرية وادي زم على هامش المركز الشذارة الأولى للتنديد بارتفاع الأسعار نتيجة طبيعية لميزانية 2006التي هي تنفيذا لتوصيات صندوق النقد الدولي و البنك العالمي التي تتماشى مع مصالح الرأسمال المحلي. و هكذا تبنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المبادرة و دعت إلى خلق تنسيقيات تكون فيها فروع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أحد المكونات مما أدى إلى خلق 72 تنسيقية كان فيها اليسار الجذري حاضرا بشكل وازن و سعى إلى كشف الخلفيات الحقيقية للزيادات في المواد الغذائية، النقل و خوصصة المرافق العمومية لصالح الشركات العابرة للأوطان ، و التراجع عن مكتسبات الطبقة العاملة ( الحق في الإضراب – التقاعد _ هشاشة سوق الشغل...).
أمام هذا المد النضالي نطرح الأسئلة التالية : هل هذه الدينامية هي إعادة إحياء اليسار الجذري على أسس تنظيمية مختلفة؟ هل لازال لمشروع اليسار الجذري مشروعية سياسية للتصدي و الممانعة أمام المدى البورجوازي الحالي؟ هل المسيرة الوطنية لتنسيقيات مناهضة الأسعار مسيرة أصابت الأهداف المرسومة و حددت الأدوار المرحلية المنوطة باليسار الجذري للخروج من عزلته و خلق موازين قوى جديدة؟.
II ما طبيعة حضور اليسار الجذري على الساحة الاجتماعية
لقد ارتبط اليسار الجذري اسما و ممارسة بالجماهير الشعبية الكادحة و استطاع بإمكانياته البسيطة المساهمة في التصدي - لا يعني التراجع- لمخططات التحالف الطبقي السائد في مستويات قد تظهر ببساطتها و سطحيتها غير مجدية لكنها كانت تسعى دائما لبناء تراكم حقيقي لخلق موازين قوى جديدة.
عاش اليسار الجذري تجربة مريرة أدى فيها الثمن غاليا من أجل بصيص من الحقوق المدنية أفسحت المجال للنضال مرحليا. فقد كان نصيبه من السجون قرون متعددة، من الشهداء بالعشرات، من العذاب ذكريات لا تنسى ... و حضرا عمليا و إعلاميا أدى إلى انكماشه و شل ارتباطه بالطبقات التي كان يسعى إلى جانبها للدفاع عنها. هذا الوضع الذاتي ما كان ليؤثر لولا الظرف الموضوعي ( انهيار جدار برلين سنة 1989– تنامي العولمة الرأسمالية مع التجربة الريكانية و التاتشرية – فشل النموذج الاشتراكي بالإتحاد السوفياتي – انخراط الصين في منظمة التجارة العالمية...).
كل هذه العوامل جعلته يعيش مرحلة تراجع و انكماش كانت نتائجه وخيمة على ذاتية المناضلين: ( تدمر – تراجع في الأدوار – ظهور بعض الأمراض الطفيلية...) غياب بوصلة حقيقية تكون المرجع في زمن الجزر.
لكن مقابل هذا التراجع بدأ المغرب يعيش ابتداء من 1996 "انفراجا" سياسيا نتيجة انخراط المغرب في دينامية العولمة الرأسمالية : 27 و 28 نونبر 1995 توقيع المغرب على اتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوربي، 1995 توقيع على اتفاقيات منظمة التجارة العالمية بمراكش ...
كل هذه الاتفاقيات أجبرت الدولة على تقديم التنازلات لم يكن الهدف منه خلخلة البنية السياسية السائدة و بناء دولة الحق و القانون كما هو متعارف عليه في الدول البرجوازية بل كانت محاولة لطمأننة الرأسمال العالمي و توفير شروط أسلم للاستثمار داخل المغرب حتى تتخلى الدولة عن أدوارها الاجتماعية و الاقتصادية.
و انطلاقا من مواقفه المبدئية اتجاه هذا المد الرأسمالي كان اليسار الجذري ملزما لإعادة هيكلة ذاته للتصدي للمخططات الإمبريالية التي كانت تستهدف الجماهير الشعبية في قوتها و كرامتها.
و بدأت تظهر في الأفق إمكانيات تلحيم الجسم اليساري و تجبير عوده.
و كان من أبرز سمات المرحلة هو انخراط الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( رائد الديمقراطية الاشتراكية) في تجربة التناوب التوافقي. التي كانت إنقاذا بامتياز للبورجوازية المحلية من السكتة القلبية و تمريره لمخططات الرأسمال المعلوم ( خوصصة المؤسسات العمومية – امتيازات للرأسمال العالمي لنهب خيرات البلاد...). صحيح أن مشروع الاشتراكية الديمقراطية قد استنقذ مهامه و كان مجبرا على الانخراط في دوائر النظام السياسي لكن انعكاسات هذا الانخراط
كانت كارثية على فئات واسعة من البورجوازية الصغرى التي علقت آمالا وهمية على التجربة بالإضافة إلى التأثير السلبي على عموم الجماهير الكادحة التي ساندت و آمنت بالتجربة الاشتراكية عموما.
و كان اليسار الجذري عاجزا عن شن حملة تثقيفية حقيقية للتمييز عن رواد الاشتراكية الديمقراطية بالبلاد.
و حتى لا نطيل في هذا الباب سنحاول التركيز على محطات كان لها كبير الأثر لما حققه اليسار الجذري يوم 24 دجنبر 2006 :
- دينامية حركة المعطلين محليا و وطنيا ( بكل فئاتها) ضد العطالة و التي كسرت الخطوط الحمراء التي كانت مفروضة على أشكال النضال الإجتماعي.
- تحول نوعى داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان منذ المؤثمرالسادس الذي أعطى أهمية وعناية خاصة للحقوق الاجتماعية و الاقتصادية إلى جا نب الحقوق المدنية و السياسية.
- في سنة 2004 :عقد تجمع اليسار الديمقراطي تجمعا وسطر برنامجا طموحا كان للشق الاجتماعي و الاقتصادي قسطا كبيرا من الأهمية (رغم اختلاف التقديرات داخل مكوناته ) إلا انه كان مناسبة مهمة للوقوف أمام المهام المنوطة باليسار .
- ظهور منظمة اطاك سنة 2001 منظمة شبيبة وجنينية لكن خلقت النقاش الوطني حول موضوعات كانت بالأمس القريب مغيبة أو متجاوزة وتقنية لذا البعض الآخر .
كل هذا الزخم الهائل هو من أعطى تنسيقات مناهضة ارتفاع الأسعار في أكثر من 70 مدينة وقرية وحققت تلاحم جماهيري على المستوى المحلى وتفاعلت معها الجماهير الشعبية بشكل تلقائي ومبدئي .توجت هذه الدينامية بمسيرة وطنية يوم 24 دجنبر 2006 كانت ناجحة و تفوق كل التوقعات لماذا؟
III نجاح المسيرة الوطنية لمناهضة ارتفاع الأسعار:
إن المتتبع لمسار الحركة الاجتماعية في المغرب سيلاحظ إن جميع التحركات الاجتماعية كانت ذات طبيعة موسمية وانفعالية :ابتداء من 14 دجنبر 1990 إلى اليوم .لكن التنسيقية الوطنية خلقت وعيا جديدا متمثل في :
تراكم محلي ( الأحياء. المدينة. ككل....) أولا. وهكذا فمسيرة 24 دجنبر لا تقاس بعددها بل بمواقفها من جهة وبروح المبادرة التي أصبحت لليسار الجذري للتصدي للمخططات التصفية للتحالف الطبقي السائد ولم يكن أي مناضل ينتظر أكثر مما حضر وشارك في إنجاح هذه المحطة نظرا للمعيقات التالية:
- مسيرة وطنية ذات طبيعة اجتماعية وحول ملف واضح يهم الشأن الداخلي أولا.
- إن المتخيل الجماعي للشعب المغربي يعي جيدا أن النزول للشارع للمطالبة بحقوقه الاجتماعية و الاقتصادية يراد فه القتل، الاعتقال التعذيب ولازالت الذاكرة الجماعية تتذكرإنتفاضات 81-84- 1990.
- تراجع وتخاذل القيادات النقابية عن أدوارها الحقيقية ومساهمتها إلى جانب الدولة في مخططاتها التصفوية ذلك بمصادقتها على ميزانية 2006. ومحاولاتها الفاشلة لوءد مشروع التنسيقيات بخلق حوار مشبوه لترويج الوهم.
- الانتكاسات المتتالية لمنا ضلي اليسار الراديكالي أمام المد الأيديولوجي للرأسمال: سيادة الحلول الحلول الفردية على الحلول الجماعية، تسلق المواقع للظفر ببعض الفتات...
- تراجع اليسار عموما على المستوى الإقليمي لصالح الحركات الإسلامية التي هيمنت على الساحة السياسية بدون مشروع مجتمعي يعطي أهمية للحقوق الاقتصادية والجماعية للجماهير الشعبية وبدون رؤية مقاوومتية للمشروع االلأمبريالي (باستثناء تجربة حزب الله في لبنان).
كل هذه العوامل تؤكد أن مسيرة 24 دجنبر 2006 أعادت الثقة لليسار الجذري في مقوماته وإمكاناته التي يمكن أن تساهم في خلق موازين قوى جديدة في الساحة السياسية على الصعيد الوطني و الإقليمي أيضا.
VI ) آفاق المسيرة الوطنية ليوم 24 دجنبر 2006.
إن المسيرة الوطنية محطة ضمن صيرورة نضالية بهدف التراجع عن الزيادات المتتالية في الأسعار والإجهاز على الخدمات العمومية لصالح رأس المال وبهدف رفع الأجور...) إنها ببساطة مسيرة الكرامة.
لقد تحققت الخطوة الأولى من خلال تلاحم بين المحلي والوطني وكان مناسبة لوضع الأسئلة الحقيقية للمرحلة. هذا النجاح يجب أن يتم استثماره ورأسملته – حتى لتصبح فرصة ضائعة في مسار الألف ميل – بشكل يؤدي إلى دينامية حقيقة توازي بين الحقوق الاجتماعية و السياسية، ولن يتأتى هذا إلا ب:
- يسار جدري تعددي ديمقراطي يبعد ثقافة الالحاقية .
- إعادة تجديد الثقافة التنظيمية لليسار الجذري (شبكة – جبهة…...)
- إعادة الاعتبار للبرنامج النضالي الذي سطره تجمع اليسار الديمقراطي الذي يمكن إن يكون الحد الأدنى المتفق عليه.
- تشبيب اليسار الجذري حتى يمكن من استمرارية الفعل النضالي الماركسي، و لكن بتثقيف حقيقي يحترم تصوراتهم و يؤطرها بعيدا عن الإيجابات الجاهزة التي دمرت مجموعة منهم في مراحل سابقة.
- ضرورة مساندة مشاريع الحركة النسائية الهادفة إلى بناء حركة نسائية تقدمية ومناهضة للعولمة الرأسمالية.
- الاستفادة من تجارب وماراكمه اليسار في أمريكا اللاتينية لتحقيق القفزات الضرورية للخروج من عنق الزجاجة.
إن هذه الاقتراحات ماهي إلا جزء من تصور متكامل يمكن لمكونات اليسار الجذري إن تساهم في إغنائه حتى تتحقق الأهداف العامة التي آمن بها اليسار فكرا وممارسة.



#محمد_يوسفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد يوسفى - قراءة في مسيرة 24 دجنبر 2006 و آفاقها