أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - كامل عباس - من أجل يسار لبرالي عربي جديد















المزيد.....


من أجل يسار لبرالي عربي جديد


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 12:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اليسار واليمين مصطلح تاريخي عبّر ويعبر موضوعيا عن انقسام المجتمع عبر التاريخ الى طبقات لها مصالح متعارضة فيما بينها .
أهل اليسار يقولون : ان اليساري في كل مكان وزمان هو مع العقل , مع العلم , مع الفقراء , مع التحرر , مع التقدم , مع التجديد . وضد الظلم والاستغلال , اما اليميني فهو المشدود دائما الى الماضي , الى كل ما هو قديم ومحافظ .
وعلى يد الفلسفة الماركسية تم التركيز على البعد الطبقي , فأصبح مفهوم اليسار يعني الطبقات الاجتماعية التي لها مصلحة بدفع عربة التقدم الاجتماعي الى الأمام , أي الطبقات صانعة فضل القيمة بقوة عملها وإنتاجها , اما اليمين فهو يعني الطبقات التي تملك ولا تعمل , الطبقات الرجعية التي تضع العصي في دواليب عجلة التقدم الاجتماعي لأنه يمر عبر جسدها ومصالحها .
طّور البلاشفة مفهوم اليسار واليمين بما ينسجم مع مصالح الاتحاد السوفياتي السابق ليصبح مركز اليسار هو حركات التحرر المتحالفة معهم , واليمين هو الأمبريالية والصهيونية امريكا والغرب , والمعسكر الاشتراكي مدافع استراتجيي عن الطبقة العاملة وعن الشعوب المضطهَدة سارقي قوت الشعوب الأمبرياليون , ولكن وعلى يد حزبهم العتيد الذي كان المحدد دائما لبوصلة اليمين واليسار في القرن الماضي , تبلبل المفهوم في أذهان اليساريين من حلفائه , فلم يعد الشيوعي خارج بلدهم يعرف أيام البروسترويكا هل غورباتشيف يميني ام يساري ؟ وهل يلتسين محافظ ام مجدد ؟ وهل انقلابيو آب اشتراكيون ام راسماليون ؟
على ارض الواقع خدم كثير من اليساريين أفرادا ومؤسسات وأحزابا , الحركة المعادية لشعاراتهم واستراتيجيتهم , في حين كانت بعض الشخصيات والمؤسسات المصنفة يمينيا أكثر تحررا وخدمة للتقدم منهم .
اليسار العربي بشقيه القومي والشيوعي ما يزال بجسمه الأعظم مع المفهوم السابق - لم يلتقط خيط المتغيرات على صعيد التطور الاجتماعي بعد انهيار النظام العالمي السابق وظهور نظام عالمي جديد - رغم ادعاءه بأن منهجه جدلي تاريخي , وحقائق العصر على الأرض تقول :
- ان النظام الرأسمالي معمم الآن على هذا الكوكب بقانونه الأساسي القائم على الاستغلال وزيادة معدل الربح , أما النظام الاشتراكي الذي ينتفي فيه الاستغلال ويبدأ العمل فيه من كل حسب جهده لينتهي الى كل حسب حاجته مؤجل ( على الأقل في المدى المنظور عندنا )
- وان امريكا والغرب يقودان زمام التطور الاجتماعي شاء من شاء وأبى من أبى ,
- وان خصوصية عصرنا هو الوعي كقابلة للتاريخ بدلا من العنف الثوري .
- وأن ما تعاني منه مجتمعاتنا هو ارث ألف سنة من الاستبداد الشرقي وما راكم من جهل وتخلف وأساطير في أذهان جماهيرنا . اكثر بكثير مما تعانيه من الاستعمار والأمبريالية
(نحن العرب في التاريخ القديم والحديث كانت كوارثنا ونكباتنا من الشرق اكثر من الغرب , هولاكو جاء من الشرق , والعثمانيين الذين جثموا على صدرنا خمسة قرون جاؤوا من الشرق , والخطر الفارسي الذي يتهددنا بحروب داخلية بين الشيعة والسنة ياتينا الان من الشرق , ومع ذلك نتهم الغرب بانه سبب كل مصائبنا !)
والاستبداد نقيضه الحرية , واللبرالية فلسفة الحرية .
سيرد علي كثيرون ومن ضمنهم لبراليون عرب قائلين: . اللبرالية هي مع الحرية بكل شيئ , في السياسة والاقتصاد , ولا وجود ليسار ويمين بها ,علاوة على أن الليبرالية في المنطقة لم تتبلور بعد, وأنت هنا تفرض عليها تقسيما من مخيلتك بين يسار ويمين, والأطراف الموجودة على الأرض راهنا ولفترة هي:
- الانظمة الاستبدادية التي تريد إبقاء الأوضاع كما هي .
- المشروع الخارجي الذي يريد تغييراً يضمن أمن بلدانه ومصالحها,
- المشروع الاصولي الاسلامي "المقاوم" الذي يريد إرجاع الأوضاع قروناً للوراء, مقاومته
الحقيقية هي للحداثة
اما الطرف الرابع الليبرالي- بيساره ويمينه ان شئت- فهو ما يزال على الورق وليس على الأرض مثل المشاريع السابقة فمن العبث تقسيمه قبل ان يولد.
وانا أرد عليهم بدوري قائلا لو اقتصرنا الكلام على الاقتصاد لقلنا فعلا لا يوجد سوى لبرالية واحدة تعمل وفق قوانين السوق الاقتصادية القائمة على زيادة معدل الربح ومراكمة راس المال , ولكن اذا أخذنا العامل السياسي بعين الاعتبار والذي تفوق أهميته في بعض الأحيان اهمية العامل الاقتصادي لقلنا ان هناك ثلاثة أنواع من التيارات اللبرالية
- لبرالية يمينية لاهم لها سوى زيادة معدل الربح والاستغلال وبالتالي زيادة رأسمالها على حساب المجتمع والبيئة أيضا , وتعمل على صياغة المجتمع سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا بما يؤمن لها ذلك . بداهة هذا النوع من اللبرالية لايريد ان يزيد في وعي الطبقات الشعبية ومصلحته في بقائها جاهلة تجدد له الولاء والبيعة كل دورة انتخابية جديدة
- لبرالية يسارية لا تقبل أن نفهم اللبرالية كما كانت ايام نشأتها في القرن التاسع عشر انها حريات سياسية فقط , بل تفهم حقوق الانسان رزمة متكاملة لاينفصل فيها السياسي عن الاقتصادي ’ ولكل انسان الحق في ضمان صحي واجتماعي وتامين فرصة عمل له , وهي بناء على ذلك تطالب بتوسيع الحصة من الأرباح لكي تصرف على تطوير المجتمع من كل جوانبه سواء في قطاع الخدمات او التعليم او زيادة رواتب الموظفين وأجور العمال او التأمين ضد المرض والبطالة والشيخوخة , وهي تعمل أيضا لرفع وعي عامة الناس بحيث تأتي نتيجة الانتخابات معبرة بحق عن وزن كل طبقة او فئة فيه ولا يكون ممثلي الشعب بغالبيتهم يحملون برنامجا للبرلمان يمثل مصالح فئة ضيقة في المجتمع .
- لبرالية انتهازية , تقرأ الفلسفة اللبرالية لتكون تارة مع المنافسة في السوق وتارة مع الاحتكار , ولتفلسف مصلحة المجتمع في بعض الفترات بضرورة اللبرالية في الاقتصاد والديكتاتورية في السياسة .
وهكذا فاللبرالية كسائر الفلسفات والعقائد تحوي في داخلها يساريين ويمينيين ومساحي جوخ انتهازيين همهم تبرير سلوك الحكام , وميزة اللبرالية عن سائر العقائد والفلسفات انها تفسح المجال للصراع من داخلها عبر الديمقراطية والعمل بشكل سلمي لكل طرف فيها بعيدا عن العنف وحل المشاكل في المجتمع عبر السلاح .
...........................................................................................................

إن الوضع العربي الآن في أسوأ وضع لأمة تعد نفسها – خير امة أخرجت للناس – كل الدول العربية بلا استثناء تُحكم من قبل فئات فاسدة ومستبدة ومعزولة عن شعبها ولا هم لديها سوى تامين انتقال الحكم من الآباء الى الأبناء , ولا تأثير يذكر للعرب مجتمعين او فرادى على المسرح الدولي , رغم مؤهلات العرب وموقعهم الجغرافي والتاريخي والاقتصادي المهم في العالم , ودولة واحدة بجوارهم مثل إيران أهم واقوي منه جميعا ! ولا إمكانية لنهضة جديدة لديهم الا من خلال اللبرالية .
- لبرالية تقود الى دول عربية تعددية وتداولية تحكم بالقانون والمؤسسات وليس بالأجهزة الأمنية .
- لبرالية تنتج دولا تسود فيها ديمقراطية مركزها المواطنة بغض النظر عن دين او عرق او طائفة المواطن .
- لبرالية يتم فيها الإفراج عن المجتمع المدني ليأخذ دوره الى جانب الدولة ولا يتعارض معها , على العكس يجب ان يعزز هيبتها ونفوذها في نفوس المواطنين ما دامت تقوم على المواطنة الحقة المفيدة لكل أبناء المجتمع
- لبرالية مع حق الأقليات ( قومية كانت ام عرقية ام اثنية ام طائفية ام
دينية ) حقها في الحفاظ على تراثها وعاداتها وتقاليدها ولغتها . شريطة الا يصل هذا الحق لدرجة الانفصال وتكوين دول مستقلة , وحتى لو كانت تلك الأقليات تملك من مقومات القومية ما يوازي القومية العربية – مثل القومية الكردية – فان أي تشكيل جديد يغير في الحدود الحالية المعترف بها دوليا يؤثر على السلم والتنمية في المنطقة سلبا وليس إيجابا وليس لأكراد هم القومية الوحيدة التي ظلمت في التاريخ ولم تنتج دولتها الخاصة بها .
- لبرالية يكون التنسيق بموجبها بين الدول العربية في جامعة الدول العربية واي هيئة عربية جديدة , يستند الى الديمقراطية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة , المرجعية هنا يجب ان تكون للقوى المحلية حيث دائما – أهل مكة ادرى بشعابها -
- لبرالية يسارية اذا صح التعبير تواجه وتنافس ديمقراطيا لبرالية يمينية تتهيأ لأن تكون البديل وتستند على ديمقراطية الطوائف , والى كل ماهو رجعي ومتخلف حتى يتأمن نفوذها وامتيازاتها القديمة كاملة , وهي مستعدة من اجل ذلك للتحالف حتى مع اسرائيل عدو العرب القومي
قد يجد الكثيرون في طرحي تناقضا . كون هذا المشروع هو مشروع مواجه للمشروع الأمريكي الشرق الأوسطي وسيصطدم بالارادة الأمريكية , وبالتلي انا أروج للشعار اليساري العربي القديم – أولوية النضال ضد الأمبريالية والصهيونية دون ان ادري - ,
مشكلتنا مع هذا العقل الذي لايرى من الألوان سوى الأسود والأبيض و ما يزال أسير تفكير الماضي الموروث من القرن التاسع عشر , الصراع بين الرأسمال والعمل , بين البورجوازية والبروليتاريا ’ في حين اتخذ الصراع في عصرنا وتحديدا في ظل النظام العالمي الجديد شكلا جديدا , بين منتج يريد طرح سلعه في السوق بسعر غال وكلفة رخيصة و مستهلك يريد سلعة رخيصة قادر على شرائها , ومن يستطيع ان يستمر في السوق هو من يقدم الأجود والأرخص ’ هؤلاء يحلمون بعولمة بديلة بقيادة دولة غير امريكا ولكنها ليست الصين بكل تأكيد لأن الصين لاتعمل بوحي أطروحاتهم , بل بوحي السوق ومن داخل مظلة امريكا , والمثال التالي دليل أكيد على عقلية الشيوعيين الصينيين التي تجاوزت عقلية مناهضي العولمة عندنا سواء كانوا اسلاميين او قوميين او شيوعيين , انه مثال معروف في مصر تقدمه - صناعة فوانيس رمضان -
- وفوانيس رمضان المعروفة جيدا في أحياء مصر الشعبية ( التي تعيش مكانيا في قرننا وزمانيا في القرن السابع الميلادي ) , هي قناديل زجاجية مضاءة من الداخل يحملها المسحرون طيلة شهر رمضان , ولها أسواق لصناعتها يعيش عليها آلاف العائلات , ولقد تمكنت الصين من غزو أسواق مصر بقناديل بلاستيكية أصغر وأنعم وأجود وارخص بكثير , نعم كما قال الكاتب المصري ابراهيم العيسوي ,( تمكنت الصين الملحدة من صناعة الأشياء الثقافية الأكثر رسوخا في مصر المسلمة ), وساعدها على ضرب أسواق مصر عصر العولمة والتسويق عبر الأنترنت , وسلعها الرخيصة تغزو أسواقنا رغم كل تدني أجور عمالنا في بلداننا , نقف عاجزين نحن وثقافتنا الاسلامية عن صد هذا الغزو .
يجهل هؤلاء او يتجاهلوا ان مصالح الرأسمال العالمي في منطقتنا تلتقي مع دول تعددية وديمقراطية , نظرا لأن منطقتنا عصب الطاقة . ولأن دولا مستقرة تستمد حكوماتها شرعيتها من مجتمعها ’ تزيد في استثمارات رأس المال ولا تنقصه ,. وان جهلنا وتخلفنا واستبدادنا وما يفرخ من ارهاب , اصبح عبئا على حركة الرأسمال ومحل اتنقاد شديد من كتاب كانوا حتى عهد قريب اكبر داعم له . كتب احدهم تحت عنوان – لعنة النفط – ما يلي
(( لا شيئ أسهم في تأخر البيئة الديمقراطية في أمكنة مثل فنزويلا ونيجيريا والسعودية وايران, أكثر من لعنة النفط , فما دام الملوك والطغاة الذين أداروا هذه الدول النفطية يمكنهم ان يثروا بحفر مصادرهم الطبيعية - كشكل مقابل للتنقيب عن المواهب الطبيعية وطاقات شعوبهم – يستطيعون ان يبقوا في مناصبهم الى الأبد , يمكنهم استخدام مال النفط لاحتكار وسائل السلطة في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية , ولا يكون عليهم أبدا ان يظهروا الشفافية الحقيقية او المشاركة في السلطة, وكل ما عليهم ان يفعلوه هو الاستيلاء على صنبور النفط والتمسك به , لن يكون عليهم أبدا أن يجمعوا الضريبة من شعبهم, وهكذا فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم تُحرف الى أبعد حد , فدون فرض ضريبة لايوجد تمثيل , ولا يكون على الحكام أن يهتموا حقا بالشعب او إيضاح طريقة صرفهم أموالهم , لأنهم لم يجمعوا تلك الأموال بواسطة الضرائب, وهذا هو السبب ان هذه البلدان التي تركز على سحب نفط آبارها تكون مؤسساتها ضعيفة او غير موجودة , اما البلدان التي تركز على السحب من شعوبها , عليها ان تركز على تطوير مؤسسات حقيقية وحقوق ملكية , وحكم قانون , ومحاكم مستقلة وتعليم حديث , وتجارة خارجية , واستثمار اجنبي , وحرية معتقد , وبحث علمي لتحصل على أفضل ما لدى رجالها ونسائها )) (1)
متى يفهم هؤلاء ان مشروعا شرق أوسطيا ينتج دولا وطنية قوية لايؤثر على مصالح امريكا الآن ولا يمكن ان تكون ضده ( في حين ستكون امريكا الشعبية والغرب الشعبي معه ) ولكنها لن تعمل بدلا عن الوطنيين العرب , لكي تنتج لهم ديمقراطية مبنية على المواطنة في حين ترى ان الواقع العربي لايعطي سوى ديمقراطية الطوائف . وامريكا بالنهاية دولة ذات سياسة براغماتية يهمها مصالحها بالدرجة الأولى ولكنها تقبل بمن يفرض نفسه على الأرض بشكل سلمي وتحسب حسابه. دعونا نستعرض سلوك امريكا الجديد مع بعض دولنا العربية علنا نكتشف اين تكمن مصلحتنا
1- ولنبدأ بالعراق : العراق الذي قدم اليه الأمريكان برضى قسم لايستهان به من القوى السياسية العراقية المحسوبة على الحركة الوطنية العراقية . ان حرب امريكا على العراق هي بأحد وجوهها تعبيرا عن إرادة تاريخية ودولية , أصبح نظام صدام حسين الديكتاتوري عبئا عليها ( بالتاكيد لو تمت ترجمة تلك الارادة بدون استعمال القوة وعبر دعم الخارج للداخل العراقي لكي يزاح صدام حسين عن السلطة , لكان أفضل للعراق والعالم , ولكن متى كان التاريخ يمشي وفق منطقنا ورغباتنا وأهوائنا ؟ ) السؤال الذي يطرح نفسه علينا كوطنيين عرب , لو ان القوى الوطنية العراقية اجتمعت على برنامج للمقاومة سلميا وحربيا , مقاومة مشروعة للاحتلال لا تقتل وتذبح وتُفجر السيارات المفخخة في المدارس والمطاعم والشوارع , هل كان بإمكان الأمريكان ان يستمروا الى الآن في العراق ؟
2- تكتمل الصورة في المثال الليبي , ليبيا القذافي الذي استوعب درس العراق وقّدّم لأمريكا كل ماتريده منه خارج بلده فتصالحت معه , اثر ذلك ثارت ثائرة المعارضة الوطنية الليبية على امريكا ولم تقعد حتى الآن ,ونسي هؤلاء ان امريكا دولة براغماتية يهمها مصالحها بالدرجة الأولى ’ ولكن لنسال السؤال التالي , لو ان المعارضة الليبية بدعم عربي تمكنت من ازاحة القذافي واقامت دولة وطنية تعددية , هل ستحاول أمريكا المشاغبة عليها بوصفها "عدوة الشعوب " كما كانت تفعل أيام الحرب الباردة ام انها ستسهل عليها طريقها ؟
3- أما في السعودية , وما أدراك ما السعودية , بلد النفط والكعبة , الذي دخل في تحالف غير مقدس مع أمريكا لدرء الخطر الشيوعي عن المنطقة وأنتج ذلك التحالف ظاهرة المقاومة الأفغانية وبعده ظاهرة الأفغان العرب ومن ثم ظاهرة تنظيم القاعدة الارهابي , هل لأمريكا الآن مصلحة في دعم الوهابية التوحيدية كما دعمتها في الماضي ؟ اوهي تطلب في صلواتها كل يوم من الله تعالى ان يشتت شمل النصارى ومن ناصرهم واليهود ومن هاداهم والشيوعيين ومن شايعهم , وهل هي وراء تلك الطريقة من الصراع بينها وبين ايران على النفوذ في المنطقة الذي يستعمل فيه كل مخلفات ليلنا الاستبدادي الطويل من الجانبين , ايران وبرنامجها الشيعي وكربها وبلاؤها في كربلاء ووعد الشيعة بعودة المهدي المنتظر ليملأ الأرض عدلا بعدان امتلأت جورا , وحتى يتم ذلك عليهم ان يقفوا صفا واحدا وراء ولاية الفقيه في ايران .
ويرد السنة عليهم في السعودية بالطريقة الوهابية المعروفة التي تكفر كل ما عداها , ولقد تنبه الفقهاء السعوديون لخطر النشاط الايراني فردوا عليهم بمشروع يدعو لاستئصال الشيعة من المملكة باعتبارهم أهل بدع وشرك ومن عباد الأضرحة والقبور بدلا من الله تعالى وولاءهم للمجوس وليس للعائلة المالكة ومن لايصدق عليه العودة لكتاب – واقع الرافضة في بلاد التوحيد – للداعية السعودي ناصر بن سليمان العمر الذي أصبح وثيقة تتجول في الأمم المتحدة .
ترجمة مشروع الشيخ ناصر العمر ضد الشيعة الى الإنجليزية
( 27 ديسمبر 2006- واشنطن دي سي)... تمت ترجمة مشروع الشيخ السعودي ناصر العمر الشهير بالنازي، ( واقع الرافضة في بلاد التوحيد) الى اللغة الإنجليزية تمهيدا لتسليمها الى الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات عالمية.
وسيتم تقديم المذكرة ووثائق اخرى مرتبطة الى أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعات مع ممثلي الدول الدائمة في المجلس ورئيس المجلس ممثل دولة قطر، الذي تدعم حكومته النازي عبر عقود تلفزيونية على التلفزيون الحكومي القطري، وعبر قناة الجزيرة التي تملكها العائلة الحاكمة القطرية.
ويدعو المشروع النازي الى تصفية الشيعة من السعودية بشكل نهائي عبر مخطط منظم، يشمل فصلهم من كل الأعمال الحكومية واجبارهم على اعتناق المذهب الحكومي، والاستيلاء على مساجدهم، ومنع كتبهم، واعتقالهم بشكل جماعي.
وتأتي الترجمة ضمن مشروع إعداد الوثائق حول دعاة الإرهاب في دول مجلس التعاون الخليجي ومنهم العمر وسلمان العودة لوضعهم على قائمة الإرهاب العالمية في الأمم المتحدة. )) (2)
وهل هي امريكا وراء هذا الصراع المذهبي بوصفه مؤامرة على الشرق أم هو من صنع أيدينا 4-اما في فلسطين المحتلة فهل امريكا هي المسئولة عن تلك النهاية المأساوية -للذين كانوا قبلة المناضلين في كل انحاء العالم – حركة المقاومة الفلسطينية (فتح) - هؤلاء بمجرد إقامة سلطتهم على أقل من 10 % من الأراضي الفلسطينية مّل الشعب الفلسطيني فسادهم ورشاويهم وتحول الى حركة حماس التي تريد تحرير كامل التراب الفلسطيني بوصفه وقفا اسلاميا لايجوز أن يدنسه اليهود الكفار ! وهل هذا الصراع المرير بين فتح وحماس على بضعة مقاعد وزارية هو مؤامرة من اختراع الأمريكان ؟
انها فرصتنا كتقدميين عرب ان نستفيد من النظام العالمي الجديد الذي جاء نتاجا لحضارة البشرية التي جعلت من الانسان وحقوقه شرعة معترف بها في كل القوانين والأعراف السماوية والأرضية وأصبح لها دستور مكتوب تسهر عليه هيئة الأمم المتحدة , هذا النظام الذي لم يعد يسمح لأمريكا ولا لأي دولة مستقبلية تجاوز ذلك الدستور كما كان الحال في النظام العالمي السابق الذي كان قائما على توازن الرعب بين جبارين .
فرصتنا لنخلق أنفسنا ونجد لنا حضورا عربيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير يكون فاعلا و يرفض مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الجديد القائم على وجود عدو العرب القومي
( اسرائيل ) في مقدمته , ولا يقبل بها كدولة عادية ضمن الشرق الأوسط الجديد قبل ان تنفذ كل قرارات الشرعية الدولية وتعيد الأراضي العربية المحتلة الى أصحابها العرب وفي مقدمتها الجولان والقدس الشريف .
التيار اللبرالي العربي مدعو الآن لكي يبلور نفسه تنظيميا ويعمل من اجل التغيير لاالتفسير نحو مستقبل عربي أكثر أمانا واقل بؤسا جنبا . الى جنب مع كل التيارات الوطنية العربية التي استوعبت دروس هزائمنا وأصبحت مقتنعة بالديمقراطية كطريق لنهضة العرب .
وبرغم من ان سمة العصر الآن هي اللبرالية , فان نشوء هذا التيار اليساري اللبرالي العربي ووقوفه على قدميه يحتاج الى مناضلين عرب حقيقيين مستعدين للتضحية من مالهم ووقتهم وراحة أنفسهم وأنفس عائلاتهم لأن أمامه عوائق كثيرة نذكر منها
1- تاريخ الصراع بين الشرق والغرب الذي اخذ في الماضي صبغة دينية , والنقر على هذا الوتر من قبل الاستبداديين والأصوليين العرب وما راكموا من ثقافة في أذهان الجماهير العربية مفادها ان اللبرالية منتج غربي وثقافة غربية يراد من خلالها استمرار نهب الشعوب العربية بطرق جديدة غير الطرق القديمة التي أصبحت مكشوفة .
2- ثقافة الشرق القائمة على دور الفرد الصمد , الواحد الأحد , التي عبرت عن نفسها في القرن الماضي بشعار القائد الضرورة , قائد المسيرة , المتعارضة مع ثقافة اللبرالية التي تعتبر أن كل انسان قائدا بالضرورة .
3- السياسة الأمريكية في المنطقة والتي تبين أنها لاتفهم واقعنا ومشاكلنا وتريد ان تتصدى لها بغرور وعنجهية قل نظيرها , مما جعلها ترتكب أخطاء عديدة قاتلة أعطى الفرصة للظلاميين المسنودين من كل الدول العربية , ليبينوا بالملموس ان هذه الديمقراطية الغربية لن تجعل أحدا منهم أمنا في بيته وعرضه ورزقه وماله .
برغم كل هذه المعوقات فان أمام هذا التيار فرصة ذهبية لكي يعبر عن نفسه, خصيصا انه قادر اكثر من كل القوى الأخرى لأن ينطلق انطلاقة جديدة شفافة وعلنية ولا أثر فيها لمدرسة المركزية الديمقراطية وخضوع الأقلية للأكثرية ولا لمدرسة المكيافلية – الغاية تبرر الوسيلة والسياسة تتطلب من ممارسيها ان يجيدوا فن المراوغة والمساومة والكذب والنفاق ...الخ -
البداية يجب ان تكون لمثقفين مشهود لهم با الصدق والنزاهة والاستقامة والعلاقة الحسنة داخل أسرهم وفي أماكن تواجد عملهم يستطيعون ان
- يتمثلوا نقد الأديب الكبير( نيكوس كا زانتزاكي ) لليسار السابق في روايته المشهورة – الإخوة الأعداء – ويعملوا باستنتاجه ( ليست الغاية ثمرة ناضجة تتدلى في آخر الطريق نقطفها عندما نصل اليها , ان كل خطوة نخطوها تؤثر في شكل ولون وطعم الثمرة )
- ويعملوا على تكريس ديمقراطية توافقية لا تخضع فيها الأقلية للأكثرية بل يتم التعامل باحترام شديد لآرائها ومصالحها
- وعلى ان ينص دستورهم التنظيمي على عدم التجديد لأي فرد في أي منصب داخل تنظيماتهم لأكثر من دورتين متتاليتين , واذا كان بين هؤلاء افرادا عباقرة بإمكانهم توظيف عبقرياتهم في منصب آخر , وهذا البند أهم بند لقطع دابر البيرقراطية في التنظيمات اليسارية الشرقية .
ان اللبراليين العرب الجدد بحاجة الى خطوة عملية يجب ان تكون في مجال الإعلام لما له من دورفي صياغة الرأي العام العربي الحالي ويجب ان يضعوا جهودهم لإيجاد منبر خاص بهم في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والالكتروني يمهد الطريق لقيام تنظيمات لبرالية جدية في كل ساحة عربية على حدة بشكل شفاف وعلني وقانوني .
آن الأوان لينسق هؤلاء فيما بينهم بدلا من ان يعملوا فرادى وسط تيارات سياسية عربية تعمل على تشويه سمعتهم وقطع الطريق على أي نهوض مستقبلي لهم .
كامل عباس - اللاذقية
........................................................................................
هوامش
1- من كتاب – العالم مستو – تأليف الصحفي الأمريكي – توماس فريدمان – ترجمة حسام خضور . دار الرأي عام 2006 ص 55
2- مقدمة وثيقة منشورة على الأنترنت تحت عنوان - مشروع البندر في السعودية -




#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللبرالية والوضع الراهن في سوريا
- اللبرالية في التاريخ السوري - خالد العظم نموذجٌ
- اللبرالية في التاريخ السوري - الكواكبي رائداً
- اللبرالية والعلمانية
- اللبرالية وعلاقتها بالديمقراطية
- اللبرالية ومسيرة التطور الاجتماعي
- نجيب محفوظ في ذمة التاريخ
- عماد شيحا في روايته الثانية - غبار الطلع -
- شرق أوسط جديد بفوضاه !!
- تعريف برابطة العمل الشيوعي في سوريا
- اليسار السوري والتحرر الجنسي
- الطريقة السورية في تكريم المثقفين عند بلوغهم سن الستين
- الخف الوطني
- إذا كان بيتك من زجاج فلا ترجم بيوت الناس بالحجارة
- متى يصبح مناضلونا موضوعيين تجاه المفكرين الأمريكيين أمثال هن ...
- احتراف ثوري على طريقة ما العمل في مدينة حماه عام 1977
- اليسار السوري وتحرر المرأة
- أين تكمن مصلحتنا ؟
- علاقة الداخل بالخارج الراهن والآفاق
- المرأة في التاريخ السوري


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - كامل عباس - من أجل يسار لبرالي عربي جديد