أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح جبار - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


صالح جبار

الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأقراص

أيقن ألان إن لا مجال له في إن يحيا على ذات النمط الذي ألفه فقد كان يخشى على حياته .
الكثير من الأمور قد تغيرت ولم يعد احد يرغب في رويته لأنه دائما يذكرهم بالماسي التي مرت بهم ..
إما هو فكان يتلذذ بتلك الصور المرعبة بل انه كان مندفعا لأجل إن ينجزها على أكمل وجه ..
أصبح ألان سجين داره ولم يعد يزوره احد ..

لم يعد احد معه سوى زوجته التي صارت تعامله بخشونة ..
فكر وهو يتطلع في بمرآة غرفة نومه حين كانت النساء يأتين لأجل التوسل به لإنجاز أمورهن المستعصية
أو لدفع ضرر ما ..

كانت أمورا تافهة لأنه بحكم موقعه كان يستطيع إن ينجز الكثير لكنه لم يبال لمشاكلهم العديدة ..
لم يعد يسيطر على احد ألان لقد اختفت مظاهر سلطانه ولا غير هذه الزوجة القميئة التي لم تعد تصغي إليه ..
جال بخاطره وهو يمضي بين غرف الدار التي أصبحت سجنه ..
كيف إن الوقت يسحقه ببطء والملل يتسرب الى زوايا روحه ..
لم يكن هناك ما يملي به الساعات الطوال وهو جالس في غرفة نومه يواجه خزانة الملابس التي تحتوي بدلاته العديدة ..

حاول إن يتذكر متى كانت أخر مرة ارتدى فيها ( بدلته الزيتونية ) ؟
لم تسعفه الذاكرة تألم كثيرا , أحس إن ذاكرته تخونه وانه لن يستطيع بعد ألان تذكر ماضيه الذي يجتره
طوال فترة الخواء التي يعيش فيها ؟!!
وفي الليل لا يؤنسه شيء سوى التلفاز وهذا الجهاز الغريب الذي ينقل له صور الدنيا لكنه ابدا لم يعر برغبة المسامرة في هذه الآلة ..

فالصور التي يراها ألان تختلف عن تلك التي أدمن عليها لأعوام عديدة ..
لم تكن مجرد صور تبث على آلة جامدة ..
أنها بالنسبة له حياة كاملة تتفاعل مع وجدانه المستمر مع هذه المشاهد ..
التي تطل وهو يرى بطله الذي يفتعل الضحكات المتشنجة ..
ومع مرور الوقت كانت تلك الجلسات الطويلة جزءا من تكوين نسيجه ..
فقام بتسجيلها على اقراص مدمجة وحين انتبه نهض نحو خزانة الملابس راح يبحث بلهفة عن اقراصه
المخباة بين طيات الثياب ..
وحين لم يعثر عليها صرخ بغضب :- اين هي .. ؟!
وقفت المراة التي ذبل وجهها من فرط المعاناة .. لتقول له :-
ما الذي تبحث عنه .. ؟!

احتاج الى ان يتنفس بعمق , كاد ان يغمى عليه من فرط غضبه ليسالها :-
اين الاقراص ؟ وقبل ان يكمل اجابت , لقد وضعتها فوق الخزانة .
احتاج الى ان يكلمها بهدوء ..
وحزم تعلمهما جيدا من ماضيه المندثر:
لماذا فعلت ذلك .. ؟؟ ألا تخافين أن يأتي أ حدهم ويعثر عليها .. ماذا سيكون موقفنا ... ألم تفكري أن الامور , ستزداد سوءا .. ثم لم لم تخبريني بهذا الامر ؟؟!!
كان يبدوا أنه يمارس سلطته التي يفتقدها كثيرا , أنها جزء من تكوينه الخاص , الذي حرص لفترة طويلة أن يحافظ عليها ...





نظرت أليه , المرأة القميئة ,بعد أن وضعت كرسيا ,أمام الخزنة لتطل على سطحها , لأجل جلب الاقراص التي خبئت هناك , قائلة وهي تمسك برزمة منها :
هذه أقراصك العزيزة .. ولا داعي لأن تكلمني , بمثل هذا الحذر والخوف .. لقد مضى زمان بطلك اللعين , وأردفت وهي تهبط من الكرسي
لقد تغير كل شيء

أمسك الاقراص بلهفة وكأنه لم يسمع ما قالته زوجته .. وضع القرص الفضي في جهاز التسجيل وأنتظر محدقا في الشاشة الملونة أمامه .. وبعد لحظة ظهر بطله , وقد أحاط به رجال غلاظ .. أحس براحة عميقة , تسري في بدنه وأحتاج , الى أن يشعل لفافة تبغ , وهو يتابع الصور المتحركة أمامه ... ونسى نفسه منغمسا في ملكوته .. كان الوقت يمضي وهو لايزال يقبع مكانه كمومياء ..








صالح جبار محمد
لديه مجموعة قصصية بعنوان صلاة الليل القاص من مواليد بغداد 1954
يرجو مراسلته على البريد الالكتروني E _ [email protected] ,ولديه رواية قصيرة بعنوان سأمضي




#صالح_جبار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح جبار - قصة قصيرة