أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سحر حاتم - الإسلاميون يغرقون سفينتنا














المزيد.....

الإسلاميون يغرقون سفينتنا


سحر حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن ما يحدث اليوم في عالمنا الإسلامي هو نتاج طبيعي للتغيير الذي حدث في ذهنية الكثيرين منا خلال العقود الثلاثة الماضية. كنا في الستينات من القرن الماضي وحتى اوائل السبعينات ونحن طلاب صغار نعرف ان مسئولية رجل الدين هي تثقيف وتنوير الناس في امور دينهم، والرد على اسئلتهم واستفساراتهم فيما خفي عليهم من امور الدين، وكان يفعل ذلك في اماكن الوعظ المعروفة كالمساجد والزوايا او في اماكن الدراسة الرسمية كالمعاهد والجامعات. كان يقوم بهذه المهام رجال الدين الذين تشربوا علوم الدين السمح الصحيح. كان رجل الدين لا يتدخل في امور الناس المعاشية والحياتية إلا عندما يـُطلب منه ذلك (في مجال تخصصه ) وعند الطلب كان يقدم مشورته بكل سماحة ورحابة ومسئولية،لذلك كان له احترامه وتوقيره بين الناس. ايضا كان المعلم في جميع مراحل التعليم يؤدي دوره بكل المسئولية لذا كان محط احترام الجميع.

كان المجتمع، وعلى الرغم من تخلفه، يسير بخطوات اكيدة تجاه التطور حيث كان الجميع يعترف بان ركب الحضارة قد سبقنا وعلينا فعل الكثير للحاق به.

باختصار كان الكل يؤدي دورره المناط به حسب ما هو متوفر من امكانيات والكل كان يسعى(افرادا وجماعات) لتطوير هذه الإمكانيات. كان هناك مجتمعا مدنيا ينمو ويتطور يوما بعد يوم.
ايضا تعلمنا ان الكثير من التطور الذي حدث ويحدث في العالم قاده ويقوده العلماء، الذين غالبهم في الغرب ( لم تكن لنا عقدة تجاه الغرب في ذلك الوقت ). ايضا كنا نعرف ان هذا التطور والتقدم لم يحدث في اوروبا إلا بعد إقصاء رجل الدين من السيطرة على الحياة العامة وتحرير عقل رجل العلم لكي ينتج. لذلك كنا نفخر باننا ليس عندنا كنيسة (المقصود طبعا ليس عندنا رجل دين مـُسيطر )،وبالتالي ليس هناك ما يعوق التطور. كان التعاون مع الغرب وبقية العالم، حسب توفر الامكانيات يسير بخطئ حثيثة للعلم والتعلم واكتساب الخبرات. كانت الحياة تسير بشكل طبيعي ـ وان ببطء ـ من السيئ الى الأحسن الى ماهو احسن منه. كان هدف الجميع خدمة الحياة بما فيها الدين الذي كان يخدمه رجالاته المتخصصون. لم يكن لنا اعداء ولم تكن هناك أصلا أجندة عدائية.

اعتقد ان ما ذكرته كان ينطبق على الكثير من دولنا العربية ان لم تكن كلها، ذلك على الرغم من الشوكة الازلية، وهي إسرائيل، وما كانت تسببه من منقصات وانتكاسات،وما كان يحدث بسببها من تعطيلات وتجميدات لمفاصل الحياة المختلفة هنا وهناك، وعلى الرغم مما أُرتـُكب بسببها من حماقات، كان اكبرها واشدها ضررا هو تقسيم عالمنا العربي الى قسمين : تقدمي ورجعي. دارت الايام لتثبت عكس ماكان يقال، اذ ان معظم الدول التي وسمت تقدمية،ان لم يكن كلها، قد قادت شعوبها الى الفقر والبؤس بتلك السياسات الغوغائية التهريجية التي انتهجتها، بينما عملت تلك الموسومة رجعية لرفعة وتطور شعوبها بحكمة وصمت وبلا ضجيج.

بدأ الاختلال في كل تلك المنظومة منذ بداية السبعينات، عندما بدأ سرطان ينهش في جسد الامة وهو الاسلام السياسي (الاخوان المسلمون، وما تفرع منهم،وما انبثق عنهم من جماعات). هؤلاء الذين سمح لهم السادات بالعودة الى الحياة قي مصر بعد ان كانوا قد سكتو ا ردحا من الزمان. كان المقصود من عودتهم هو الوقوف ضد ماكان يسمى بالمد الناصري او الاشتراكي. عادوا باسم الدين شكلا وباجندنهم الخاصة بالسيطرة علي مقدرات الامة موضوعا. فـُتح المجال لهم واسعا ليتمددوا وينتشروا، وبمرور الايام بدأ نفوذهم ينمو ويتطور بين الناس ويعبر الحدود زاعمين بانهم يسعون لاصلاح دين الامة وحمايتها بعد ان زعموا لها أعداء ومخاطر وهمية ليست موجودة إلا في ادمغتهم وهذا هو العزف الذي لا يزالون يعزفونه حتى الان. استغلوا قدسية المساجد فجعلوها منابر لأجندتهم، واستغلوا المدارس لنشر سمومهم، بل واستغلونا جميعا لتكديس الاموال بجمعياتهم ومنظماتهم الهلامية المغرضة، وصاروا ينسجون لنا مخاوف وهمية، وعداوات هلامية، جعلتنا في حالة رعب من التفاعل مع العالم حولنا، والانكفاء على اجندتهم التي تعادي كل ما انتجه العقل البشري على مدى القرون، و تلك الأجندة التي يتدثرون بها ويغلفونها بالدين الحنيف حسب فهمهم المغلوط وتفسيراتهم الشاذة لم تعد تنطلي على احد في هذا العصر الذي أصبح العالم فيه مفتوحاً على بعضه، لذا لم يكن أمامهم غير العنف لفرض تلك الأجندة وهاهم يمارسونه قولاُ وفعلاُ وعلى امتداد العالم، وقد بدؤوه باغتيال السادات الذي أخرجهم من قوقعتهم وهيأ لهم سبل الانتشار والتمدد، ثم انتشروا في العالم تخريباً وتدميراً، حتى شوهوا ديننا السمح، وشوهوا اسم المسلم في جميع بقاع الأرض وجعلوه رمزاً للعنف والإرهاب والتطرف ومعاداة الحياة وكانت النتيجة هي مانعيشه الان من هذا الوضع المزري المتدني الذي جعلنا أضحوكة العالم على ما يفعلونه الآن في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال، وحتي في إيران. و كل هؤلاء يحركهم فهمهم الديني المتشدد الخاطئ، والذي يحاولون من خلاله القفز على السلطة والحفاظ على مكتسباتهم.

وان كان هؤلاء عبارة عن منظومة واحدة جمعها استغلال الدين للوصول غالى الأهداف، فان الغريب هو ان يتبعهم في ذلك ما كان يعرف باليسار العربي من ناصريين وقوميين وبعثيين، ويركبون نفس موجتهم المتشنجة المدمرة. والأغرب من ذلك هو السكوت على كل هؤلاء حتى سيطروا على الإعلام في معظم بقاع العالم العربي والإسلامي، وصاروا هم الذين يحددون أهداف وأعداء الأمة، فهل من وقفة جادة ضد هم آم سنترك لهم السفينة لإغراقها؟؟
د. سحر محمد حاتم



#سحر_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سحر حاتم - الإسلاميون يغرقون سفينتنا