أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- لن ينتصروا














المزيد.....

الحرب على غزة- لن ينتصروا


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر العلاقة بين اليهود وإلاههم المزعوم بحسب "دافيد هارتمان" في كتابه "العهد الحي" ١٩٨٦, بالغة التعقيد والغرابة. فمن جهة يسود الاحترام والاستقلال الذاتي والغموض والخوف، ومن جهة أخرى نجد المشاعر المتضاربة من الشك والغضب والاستكانة والتنافس والاستهانة وحتى الإنكار الكامل تتخلل هذه العلاقة.

وأن تكون العلاقة بهذا الشكل فهو أمر طبيعي، لأنهم أي اليهود من صنعَ هذا الإله المزعوم، بهدف تنفيذ أهوائهم ومزاعمهم. وإلا فكيف تقدِّم أمة من الأمم دينها على ربها والذي من المفترض أن يكون خالق الدين؟

من المعروف بأن اليهود قاموا بتحريف التوراة التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام باعتراف المؤرخين اليهود أنفسهم، حينما قالوا أن "تدوين التوراة انتهى فعلا بعد ظهور المسيح".

كما يقول "سبينوزا" المولود عام ١٦٧٧ وهو فيلسوف هولندي من أصل يهودي "أن التدخل البشري في التوراة واضح من التفاصيل وأسلوب السرد والسياق والترتيب وضمير المتكلم".

كما أن مخطوطات البحر الميت ودير علّا وغيرها أكدت هذا التحريف.
ولا دليل يعلو على قول الله تعالى "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله" البقرة ٧٩.

ولكن ولكي يتناسب ما كتبته أيديهم فقد تحولوا عن اسم الله إلى اسم "يهوه". فأقبل الحاخامات بعد تحريف التوراة على كتابة التلمود، وجعلوا فيه "يهوه" الذي على زعمهم يحميهم من الله الخالق.

وقد ارتبط اليهود ب "يهوه" بعلاقة مادية تقوم على الرهبة أكثر من المحبة، ثم تقربوا إليه الذبائح والقرابين اتقاء لغضبه، فكان بذلك أقرب إلى آلهة قبائل الجاهلية من "اللات والعزى ومناف" وغيرها.

كما صور كاتبوا التلمود من الحاخامات هذا الإله المزعوم "يهوه" في صورة بشرية حد الاستهانة. فهو عندهم يخلق ثم يتعب ويجلس ويرتاح على كرسيه. وأنزلوه إلى مرتبة الإنسان حتى أنه "يبكي ويندب ويزأر، ندما لأنه سمح بخراب بيته وإحراق الهيكل ونهب أولاده" التلمود ص٧١.

كما أنهم قاموا بتأليه الحاخامات لدرجة أن تعاليمهم لا يمكن نقضها ولا تغييرها بأمر الله.
كما قالوا بأنهم لن يسجدوا له وذلك يرجع إلى الكبر وتقديس الأنا، فالسجود عندهم مهين للإنسان.

فأي إله هذا الذي صنعوه لأنفسهم وحسب أهوائهم؟ وسبحان الله المنزّه عما يقول الظالمون. وسبحان من يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب والإنسان وكل مخلوقات الكون.

وسبحان من جعل السجود لقمع الكبر في الإنسان لأن الكبرياء لله وحده.
وبعد هذا، كيف لقوم مكنوا أعز أعضائهم وهو الوجه من أذلّ الأشياء وهو تراب الأرض، ساجدين، هاتفين*سبحان ربي الأعلى* أن ينهزموا، وينتصر عليهم قوم يدعون أن السجود مذل ومهين للإنسان؟

كيف لمجاهدينا في غزة الذين يتذللون لله آناء الليل وأطراف النهار ثم يحملوا أسلحتهم المتواضعة، أن لا يمكنهم خالقهم من عدوهم وذرات تراب السجود لا تزال عالقة بجباههم الطاهرة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة- سياسية الأمر الواقع
- الحرب على غزة- المفاوضات لعبة تاريخية
- الحرب على غزة- ألواح إيبلا..ما مصيرها؟
- الحرب على غزة- هل تسقط بالتقادم؟
- الحرب على غزة- استفردوا بالأسرى
- الحرب على غزة- الشرق الأوسط..إلى أين؟؟
- الحرب على غزة- ماذا بعد الجولان؟
- الحرب على غزة- بتروها حينما أرعبتهم
- الحرب على غزة- إما غزة وإما غزة
- الحرب على غزة- خيمة وشتاء آخر
- الحرب على غزة- هل ما تزال ورقة رابحة؟
- الحرب على غزة- المدينة التي لن تُهزَم
- الحرب على غزة- احذروا إعلامهم
- الحرب على غزة- من يصنع التاريخ اليوم؟
- الحرب على غزة- اثبتي يا غزة
- الحرب على غزة- هل هي بداية حرب عظمى؟
- الحرب على غزة- -علينا أن نستمر في قتلهم-
- الحرب على غزة- غريبالدي الطوفان
- الحرب على غزة- خطر الأبواب المفتوحة
- الحرب على غزة- -مسيحانية حتى الموت-


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- لن ينتصروا