العقلية السياسية الإسرائيلية: تحليل علمي سياسي

احمد الجسار
كاتب وباحث
(Ahmed Al-jassar)

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أهمية فهم العقلية السياسية الإسرائيلية:
يُعد فهم العقلية السياسية الإسرائيلية أمرًا بالغ الأهمية لصانعي القرار العرب والدوليين. يسهم هذا الفهم في تطوير استراتيجيات دبلوماسية فعّالة، وتحديد سبل التعامل مع السياسات الإسرائيلية، سواء من خلال الحوار والتفاوض أو من خلال اتخاذ مواقف استراتيجية مدروسة.تُعَدُّ العقلية السياسية الإسرائيلية مزيجًا معقدًا من العوامل التاريخية، الثقافية، والأيديولوجية التي تشكلت على مر العقود. لفهم هذه العقلية، من الضروري تحليل الجذور التاريخية لتأسيس دولة إسرائيل، العقيدة الأمنية، والتوجهات السياسية تجاه المنطقة العربية.

الجذور التاريخية لتأسيس دولة إسرائيل:
تأسست دولة إسرائيل في عام 1948 بعد سلسلة من الأحداث التاريخية التي شكلت هويتها السياسية. من أبرز هذه الأحداث وعد بلفور عام 1917، الذي تعهدت فيه بريطانيا بدعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. كما لعبت الحركة الصهيونية دورًا محوريًا في تجميع اليهود من مختلف أنحاء العالم وتأسيس مؤسسات سياسية واقتصادية في فلسطين.

العقيدة الأمنية الإسرائيلية:
تستند العقيدة الأمنية الإسرائيلية إلى مفهوم "الأمن القومي" الذي يركز على حماية الدولة من التهديدات الإقليمية والدولية. يُعتبر الجيش الإسرائيلي ركيزة أساسية في هذه العقيدة، حيث يُنظر إليه كأداة حاسمة في صنع القرار السياسي. تُعَدُّ استراتيجيات الردع والوقاية جزءًا لا يتجزأ من هذه العقيدة، حيث تهدف إلى منع الأعداء المحتملين من اتخاذ خطوات عدائية ضد إسرائيل.

التوجهات السياسية تجاه المنطقة العربية:
تتسم السياسة الإسرائيلية تجاه الدول العربية بالتقلب والتعقيد. من جهة، سعت إسرائيل إلى تحقيق السلام مع بعض الدول العربية من خلال اتفاقيات مثل كامب ديفيد (1978) مع مصر، واتفاقية وادي عربة (1994) مع الأردن. من جهة أخرى، استمرت السياسات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما أثر سلبًا على فرص الحلول السياسية.

العلاقات الدولية:
تُعَدُّ العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية حجر الزاوية في السياسة الخارجية الإسرائيلية، حيث توفر دعمًا سياسيًا وعسكريًا حاسمًا. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الأوروبية والآسيوية من خلال التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، مما يساهم في تعزيز مكانتها الدولية.

العقلية السياسية الإسرائيلية:
تتميز العقلية السياسية الإسرائيلية بالبراغماتية، حيث تُعطى الأولوية للمصالح الوطنية على المبادئ الأيديولوجية. يُنظر إلى التهديدات كفرص سياسية، حيث يتم استغلال الأزمات لتعزيز المواقف الداخلية والخارجية. يُعتبر الجيش الإسرائيلي جزءًا لا يتجزأ من عملية صنع القرار، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين العسكري والسياسي في إسرائيل.

التحديات الداخلية والخارجية:
تواجه إسرائيل تحديات داخلية تتمثل في الانقسامات السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى العلاقة المعقدة بين اليهود والعرب داخل الدولة. أما التحديات الخارجية، فتشمل مواجهة المقاومة الفلسطينية والتعامل مع تغيرات النظام الدولي، مما يتطلب استراتيجيات مرنة وفعّالة.

نظرة مستقبلية:
في العقود القادمة، من المتوقع أن تستمر إسرائيل في مواجهة تحديات متعددة، بما في ذلك التغيرات الإقليمية والدولية. قد تؤثر هذه التغيرات على علاقات إسرائيل مع الفلسطينيين والدول العربية، مما يتطلب إعادة تقييم مستمرة للسياسات والتوجهات.
فهم العقلية السياسية الإسرائيلية يتطلب تحليلًا دقيقًا لمختلف العوامل المؤثرة، بما في ذلك التاريخ، الثقافة، والأيديولوجيا. يساهم هذا الفهم في تطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع السياسات الإسرائيلية، سواء على الصعيدين الإقليمي أو الدولي.

------------
المصادر:

1.العقلية السياسية الإسرائيلية ومفهوم عدم وجود شريك، مركز مدار.

2.مظاهر العقلية العنصرية في إسرائيل، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

3.سياسة التدمير في العقلية الإسرائيلية.. هدف أم أداة، الميادين.

4.قراءة تحليلية عن العقلية الإسرائيلية، قناة الجزيرة.

5.لماذا يكره الإسرائيليون العرب، قناة الجزيرة.

#احمد_الجسار (هاشتاغ)       Ahmed_Al-jassar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل