أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم العريس - ألف وجه لألف عام - بؤس الفلسفة : ماركس يرد علي برودون ويؤسس الاشتراكية العلمية















المزيد.....

ألف وجه لألف عام - بؤس الفلسفة : ماركس يرد علي برودون ويؤسس الاشتراكية العلمية


إبراهيم العريس

الحوار المتمدن-العدد: 51 - 2002 / 1 / 31 - 09:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الحياة :
(العنوان: ألف وجه لألف عام - بؤس الفلسفة : ماركس يرد علي برودون ويؤسس الاشتراكية العلمية )
(الكاتب: إبراهيم العريس )
(ت.م: 30-01-2002 )
(ت.هـ: 16-11-1422 )
(جهة المصدر: )
(العدد: 14196 )
(الصفحة: 10 )

في معرض حديث هذه الزاوية قبل ايام عن كتاب فلسفة البؤس للمفكر الفوضوي الفرنسي برودون، جرت الإشارة الي المتعة التي احسها كارل ماركس عند وضعه كتابه الذي رد فيه علي فلسفة البؤس وأطلق عليه اسم بؤس الفلسفة . وهو الكتاب الأشهر والأطرف بين اعمال ماركس التي اسست للمادية التاريخية والماركسية، فكانت في خلفية حركة ثورية تاريخية واستثنائية أسفرت عن ولادة النظام الاشتراكي وأممه في القرن العشرين، ومن الصعب التوقف فقط عند طرافة الكتاب، وكذلك من الصعب اعتباره مجرد رد ساخر وصاخب علي برودون، إذ، في ثنايا فصول هذا الكتاب الذي كتبه ماركس، بالفرنسية مباشرة في العام 7481، في باريس، يمكننا ان نعثر علي الجذور الحقيقية والواضحة، لما ستمتلئ به فصول أبرز كتب كارل ماركس التالية، والتي يطلق عليها الماركسي الفرنسي الراحل لوي آلتوسير اسم كتب مرحلة النضج ، بادئاً إياها بـ بؤس الفلسفة نفسه وصولاً الي رأس المال الذي قضي ماركس من دون ان يتمه. وفي هذا المعني يمكن اعتبار بؤس الفلسفة كتاباً ماركسياً بامتياز، طالما انه في آن معاً، وفي بعد ديالكتيكي واضح، يهدم ويبني، يلغي ويبدع، ناسفاً ما يطلق عليه اسم الفكر الاقتصادي البورجوازي ، لمصلحة ما كان يعتبره فكراً ثورياً صحيحاً. من اللافت هنا ان يكون ماركس في هذا الكتاب المؤسس قد وصف بالبورجوازي فكر برودون الذي قام أصلاً، في عرف صاحبه، لمقارعة البورجوازية. وقد تزداد اهمية الأمر إن نحن ادركنا ان ماركس، الذي كان يعتبر مهمته القضاء علي الطبقية نفسها، وليس علي الطبقة البورجوازية في حد ذاتها، قدم بدءاً من بؤس الفلسفة وصولاً الي رأس المال ومروراً بـ بيان الحزب الشيوعي تحليلاً يكاد يكون موضوعياً لعملية التراكم الرأسمالي التي تواكب قيام البورجوازية وازدهارها.
كان عام وبعض العام قد انقضيا منذ قرأ كارل ماركس فلسفة البؤس فور صدوره. وعلي الفور ادرك الفيلسوف الألماني الشاب الذي كان يقيم منفياً في فرنسا عهدذاك، ان برودون إنما وضع كتابه انطلاقاً من النقاشات الحامية التي دارت بينهما قبل ذلك وخلقت نفوراً متبادلاً سيستمر طويلاً. ومن هنا نراه، حين يقرر الرد علي كتاب غريمه يتعمد ان يكون رده بالفرنسية، لغة برودون و فلسفة البؤس . ويقال عادة ان ماركس انجز رده الذي عكس فيه عنوان كتاب برودون، خلال اسابيع قليلة. وهو بنفسه حدد غايته من الكتاب إذ كتب لاحقاً في أحد فصول بيان الحزب الشيوعي في عودة الي فلسفة البؤس : ان ثمة جزءاً من غالطبقةف البورجوازية يسعي الي ايجاد ترياق للمعاناة الاجتماعية، وذلك بهدف تدعيم المجتمع البورجوازي. وضمن اطار هذه الفئة يصطف الاقتصاديون وفاعلو الخير وذوو النزعة الإنسانية، والآخرون الذين يهتمون بمصير الطبقة العاملة، وتنظيم التبرعات الخيرية، وحماية الحيوانات، وتأسيس الجمعيات المهدئة: باختصار كل انواع اصلاحيي ايام الأحد. وفي هذا الإطار تم الوصول الي حد صوغ اشتراكية بورجوازية، وتحويلها الي منظومات متكاملة. ولنذكر علي سبيل المثال، في هذا الإطار، كتاب فلسفة البؤس لبرودون . وبهذا يكون ماركس قد صنف غريمة ذلك التصنيف (مفكر بورجوازي) الذي سيصحبه ويصحب سمعته دائماً. غير ان الأهم بالنسبة الي ماركس، لم يكن طبعاً التوقف عند برودون وأفكاره طويلاً، بل انتهاز المناسبة لوضع اسس نظريته التي سيطورها لاحقاً في كتبه التالية، مؤسساً بها للمادية التاريخية، اي الاشتراكية الثورية التي لم يفته ان يوضح، في الكتاب نفسه انه إنما يجد جذورها في فترة ترد لدي الكاتبة جورج صاند: النضال او الموت. هكذا يتعين طرح المسألة من دون رحمة .
ينقسم بؤس الفلسفة إذاً، الي قسمين يعالج ماركس في اولهما، الصيغة الأولية لمفهومي القيمة النفعية و القيمة التبادلية ، وكذلك يصل الي تطبيق قانون النسبية علي العلاقة بين القيمتين: القيمة المالية وفائض العمل (ويومها لم يكن توصل بعد الي مفهوم قوة العمل الذي سيسيطر علي كتاباته لاحقاً). اما في القسم الثاني من الكتاب، والذي عنونه بـ ميتافيزيقا الاقتصاد السياسي ، فإن ماركس يفتتحه بنقد قاس وعنيف لنظريات برودون. وإذ ينتهي من هذا النقد علي مدي صفحات عدة، ينصرف ماركس إثر ذلك الي معالجة الكثير من المسائل التأسيسية في مجال علم الاقتصاد، مثل تقسيم العمل و المناقشة والاحتكارات و الملكية والريع والإضراب والتحالفات العمالية... الخ.
في الموسوعة الفلسفية التي وصفها عدد من المفكرين السوفيات في اواسط القرن العشرين، يبدي الفكر الماركسي تبجيله لكتاب بؤس الفلسفة واصفاً إياه بأنه يضع الخطوط العريضة للمبادئ الرئيسة للاشتراكية العلمية ، وبعد ان يذكر بأن الكتاب كتب بالفرنسية، يذكر انه اصلاً كان موجهاً ضد برودون الفيلسوف وعالم الاقتصاد الفوضوي البورجوازي الصغير ، حيث وقف ماركس ضد الأسلوب الجدلي لدي برودون، وأظهر ان الأخير لم يرتفع فوق النظرة البورجوازية . وهكذا إذ تشير الموسوعة الي ذلك مصفية حساب برودون في سطور قليلة، تضيف ان ماركس في هذا الكتاب قد اورد تحليلاً علمياً لنمط الإنتاج الرأسمالي، ووضع اسس الاقتصاد السياسي الماركسي، حيث درس بعمق الوضع الاقتصادي والدور التاريخي للبروليتاريا في الصراع الطبقي إذ كتب ماركس: ان الشرط لانعتاق الطبقة العاملة هو القضاء علي كل طبقة. وفي الوقت نفسه ان التطاحن بين البروليتاريا والبورجوازية هو صراع طبقة ضد طبقة، صراع يكون تعبيره الأقصي ثورة كلية. وفي نظام الأشياء حيث لا توجد طبقات وتطاحنات طبقية اخري، تكف الانتفاضات الاجتماعية عن ان تكون ثورات سياسية. وإلي أن يحين ذلك الوقت، وفي عشية كل تغير للمجتمع، تكون الكلمة الأخيرة دائماً للعلم الاجتماعي . وهكذا يتبني ماركس، مواربة، نظرية برودون نفسها، ولكن من دون ان يفوته تصفية حساب برودون بقوله، في لغة طريفة: إن من سوء حظ السيد برودون ان يكون مجهولاً في اوروبا. ففي فرنسا، قد يكون من حقه ان يعتبر اقتصادياً سيئاً، لأنه يمكن ان يعتبر فيلسوفاً ألمانياً. وفي ألمانيا، قد يكون من حقه ان يعتبر فيلسوفاً سيئاً، لأنه يمكن ان يعتبر اقتصادياً فرنسياً قوياً. أما نحن فإننا، بصفتنا ألماناً واقتصاديين في الوقت نفسه، نجد ان من حقنا ان نشجب هذا الخطأ المزدوج . وإذ يقول هذا ينتقد ماركس في طريقه، وعبر تركيزه علي برودون علماء الاقتصادي الذين، مثلهم مثل علماء اللاهوت، يعتبرون افكارهم وحياً منزلاً، فيما يرون ان افكار الآخرين ليست اكثر من اختراعات قام بها البشر . وبالنسبة الي ماركس فإن هؤلاء الاقتصاديين لا يرون في البؤس سوي البؤس، وقد فاتهم ان يروا فيه جانبه الثوري الهدام الذي سيتمكن من القضاء علي المجتمعات القديمة (...) فهم لو يرون هذا سيتبين لهم ان هذا العلم سيكف عن ان يكون علماً نظرياً، لأنه سيصبح علماً ثورياً .
وكارل ماركس (8181 - 3881) الألماني الذي خاض الفلسفة مبكراً، باعتباره منضوياً ضمن تيار اليسار الهيغلي، سرعان ما يوسع دائرة اهتماماته لتشمل الاقتصاد وعلم الاجتماع، مستخدماً الصحافة لنشر افكاره الثورية التي هيمنت علي جزء من القرن التاسع عشر، ثم تحققت انظمة شيوعية طوال معظم عقود القرن العشرين، ماركس هذا يعتبر صاحب فلسفة نقدية، اكثر منه صاحب نظرية لبناء الأنظمة. وهذا ما ينطبق علي معظم كتبه الكبيرة، من مخطوطات الشباب الي رأس المال ذلك الكتاب الذي يري كثيرون انه اسس للاشتراكية، مع انه ليس اكثر من تحليل عميق وواع وفريد من نوعه للرأسمالية والبورجوازية والتراكم وعلاقات الإنتاج ونظريات القيمة وفائض القيمة. وقوة العمل وما شابه. ولقد ارتبط اسم كارل ماركس باسم زميله فردريك انغلز، ووضع الاثنان مؤلفات مشتركة، وعاشا حياة صخب ونشاط ثوري وطوردا من بلد الي بلد، وكان اسلوب كتبهما جذرياً، فرز من حولهما حتي الثوريين، ومن ابرز الكتب الماركسية الي ما ذكرنا الإيديولوجية الألمانية و في نقد فلسفة الحقوق عند هيغل و الصراعات الطبقية في فرنسا و 81 برومير/ لوي بونابرت ... الخ.



#إبراهيم_العريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم العريس - ألف وجه لألف عام - بؤس الفلسفة : ماركس يرد علي برودون ويؤسس الاشتراكية العلمية