أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت الموسوي - أذكروا محاسن طغاتكم














المزيد.....

أذكروا محاسن طغاتكم


عصمت الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ذات مرة قدم طالب عربي‮ ‬يدرس التاريخ والعلوم السياسية في‮ ‬جامعة كونكورديا الكندية على اجراء بحث عن دور هتلر الحقيقي‮ ‬في‮ ‬الحرب العالمية الثانية،‮ ‬وهل كان مسؤولا عن كل ما نسب اليه من جرائم،‮ ‬واين تتجسد بعض اوجه براءته؟ البحث بدا مختلفا ومغايرا وباحثا في‮ ‬أعماق وزوايا‮ ‬غير مألوفة وغير معتادة وغير تقليدية،‮ ‬لذا فقد نال عليه درجة عالية،‮ ‬لكن البروفسور الذي‮ ‬منح الطالب هذه الدرجة قال له‮: ‬ان ذلك لا‮ ‬يغير من صورة الطاغية او الطغيان‮ ‬يا بني،‮ ‬ثم اردف مذَكِّرا الطالب بأصله العربي،‮ ‬انتم في‮ ‬العالم العربي‮ ‬ترون الصورة مختلفة عنا،‮ ‬انتم شعوب تمجدون الطغيان وتألهونه،‮ ‬وتبتكرون الذرائع والاسباب لتفضيله على ما عداه من ممارسات ديمقراطية بسبب طول عهودكم بالطغيان والتسلط والحكم الشمولي،‮ ‬فهو بحر لم تجربوا السباحة في‮ ‬غيره‮.‬ ‮ ‬ويبدو ان البروفسور لا‮ ‬يعرف اننا امة تبدأ صباحها بالدعاء المعتاد‮ »‬الله لا‮ ‬يغيِّر علينا‮« ‬وهو شعار‮ ‬يحكم سياساتنا وساستنا،‮ ‬وحتى اذا جرى تغيير من الخارج او الداخل هبت الاصوات مدافعة ومستميتة من اجل ابقاء الحال على ما هو عليه خشية ان‮ ‬يأتي‮ ‬ما هو اسوأ منه،‮ ‬فالتغيير بدعة والتغيير جنون،‮ ‬والطغيان في‮ ‬بلداننا‮ ‬يجب ان لا‮ ‬يستذكر ولا‮ ‬يأتي‮ ‬احد على سيرته من اجل تمكين القادة من بناء دولهم بهدوء ودون شوشرة‮.‬ ‮ ‬ووحدنا دون العالم الذين نتمتع بقادة‮ ‬يقيمون الحكم بالاستبداد والظلم والاستئثار بالسلطة والحكم والثروات ثم‮ ‬يجدون مدافعين عنهم،‮ ‬وكأن شرط النهضة والرقي‮ ‬والرفعة لا‮ ‬يتحقق إلا مع الاستبداد والطغيان والتسلط والدوس على رقاب الناس‮.‬ ‮ ‬عشية إعدام صدام جرى الحديث عن النهضة التي‮ ‬اقامها صدام في‮ ‬العراق وعن السعي‮ ‬لامتلاك التقنية المتطورة،‮ ‬والصناعة النووية،‮ ‬وتأهيل الكوادر البشرية،‮ ‬بيد ان السؤال هو‮.. ‬هل فعل ذلك من اجل العراق ام من اجل اشباع الدوافع الشخصية والذاتية،‮ ‬وارضاء النزعة المستحكمة في‮ ‬البقاء في‮ ‬الحكم الى النهاية ثم توريثه لابنائه بعد ذلك بأي‮ ‬وسيلة كانت؟ ‮ ‬ان القائد في‮ ‬هذه البقعة من الأرض هو الغاية،‮ ‬أما الوطن فليس إلا وسيلة لخدمة نوازع وطموح وشهوة هذا القائد إلى الحكم الأبدي،‮ ‬وفي‮ ‬كل مكان في‮ ‬الدنيا‮ ‬ينتحر المهزوم إلا في‮ ‬بلداننا،‮ ‬يظل‮ ‬يكذب ويخادع الجماهير ويجري‮ ‬من حيلة إلى حيلة،‮ ‬ومن مخبأ إلى مخبأ،‮ ‬ومن حفرة إلى حفرة،‮ ‬يساق إلى المحاكمة ويتعرض إلى المهانة والإذلال أملاً‮ ‬في‮ ‬الخلاص الشخصي‮ ‬واستعادة السلطة ليس إلا‮.. ‬لقد عاش صدام حسين ثلاثة اعوام بعد احتلال العراق على أمل ان‮ ‬يصار إلى تحريره واقتحام اسوار سجنه واعادته إلى الحكم،‮ ‬ولقد كان الانتحار اشرف له من هذه النهاية السيئة‮. ‬ لقد عاش واهماً‮ ‬ومات واهماً‮ ‬واقدم على مغامرات عسكرية مكلفة وباهظة،‮ ‬وكلها بنيت على الوهم،‮ ‬ربما فطن ذلك البرفسور الكندي‮ ‬الآن بعد اعدام صدام كيف ان طالباً‮ ‬عربياً‮ ‬هو وحده الذي‮ ‬انبرى للدفاع عن هتلر ووجده بريئاً‮.. ‬ولو عاش هذا البروفسور وتربى في‮ ‬بيئتنا لخرج بالنتيجة ذاتها،‮ ‬فنحن ارض تربي‮ ‬الطغاة وتمكِّنهم من كراسيهم الأبدية،‮ ‬وتتحسر على رحيلهم وتبكيهم وتبرئهم من كل جرائمهم،‮ ‬وتصنفهم في‮ ‬قائمة الشهداء‮.‬

كاتبة و صحفية بحرينية



#عصمت_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت الموسوي - أذكروا محاسن طغاتكم