أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هوشنك أوسي - سيدة الحرائق الباكية














المزيد.....

سيدة الحرائق الباكية


هوشنك أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 1782 - 2007 / 1 / 1 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


إلى شاعرة الشياطين وشيطانة الشعراء : الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان

إن أتيتِ ، لا تنسي أن توصدي السماءَ خلفك ِ !!!

* * *
حالَ تأتين، يأتي المطرُ معكِ.
حالَ تذهبين، يبقى المطرُ معكِ.
* * *
على هيئةِ حريقٍ أطلسيِّ المزاج، تعالي.
عفِّري شعركِ بعبقِ فحولةِ كبشٍ أمازيغيِّ الظلِّ والرؤى…ادهني النهدينَ بدبسِ خيال الورد…استحمِّي بقلقِ قصيدةٍ أمازيغية توشكُ أن تحترقَ قرباناً لإلهٍ مسَّكِ بأنين وطنٍ تجهلينَه ويجهلكِ…سوِّري معصميكِ بأصفادِ ابتهالاتِ الدراويشِ في حلقاتِ الذكر…اطلي شفتيكِ بطلعِ الرمان…كحِّلي المقلتين بنسائمِ “أزيلال”* المترعةَ بنكهةِ الخرافةِ المقدَّسة…تعرَّي من حرائقكِ وارتدي خرائطيَ الضاريةَ…وتعالي…
مع انتحارِ الليل، تعالي…مع مجيء البحرِ من لوثتهِ الماجنة، من أقوال الأزلِ للأزل، في استباحةِ الدمِ للدم، على مشاجراتِ الريحِ والجبال…مع نكثِ اللهِ لوحدانيتهِ، في نبوءةِ الماء، بأنَّ النارَ ليست النار…مع قهقهةِ حزنٍ آخر…على صهوةِ جرحٍ آخر…تعالي…
تعالي يا طفلتي…تعالي…
تعالي إلى دمي، قبل أن يفترسَكِ الحياءُ المخاتل.
ما أن تكبري ، حزنكِ بمجزرتين ووطن، سأزوِّجُك من جبل جودي*، كي تنجبي كردستاناً للأمازيغ الذين ضلَّهم الوطنُ الغاربُ شرقاً…المُشرقُِ غرباً…!!…
* * *
احذري البحرَ…
لا تغويهِ أكثر بفتنتكِ الضاربةِ في الشفق.
الليلُ الحرامُ مصرٌّ في تأليبِ البحرِ على الليلِ الحلال.
سلي البحرَ…هل أمكنهُ إحصاءُ شعراءِ الكردِ الذين أودى بهم طيشهم الخوَّان، كي يباري استباقي إليكِ…؟!…
هل أمكنهُ تنجيمُ مآلِ قوافلهم التي ابتلعتها صحاري الضاد، حتى ينثرَ بكاءً يضاهي بكائي…؟!…
إن أحالتني جراحي بحراً، فلا تفردي شواطئكِ اللاهبة بعيداً عن موجي…!؟…
احذري الفجر…
ما أن تديري قلقكِ لهُ، سيعضُّ كتفكِ الأيمن، تاركاً الأيسرَ لمخالبِ الجن.
يا ضاريةَ الصوت، وخليلة التراب…
احذري أن تخلبي وعيَ الماءِ بمشيتكِ على حافَّةِ الطعنة.
سنِّي لتضاريسكِ تعاليماً أخرى، يجهلها الطينُ الشبقُ الغَرور.
احذري دهاءَ الفراغ…مخافةَ ابتلاعِ مِحنِ جسدِكِ العابرِ لنكباتِ الروح.
حذِّري جسدَكِ من قطوف الحزنِ الآيل للاندلاع، الخاسفِ للأرض الحلالِ، الحرامُ على البكاءِ فتحُها حكاية.. حكاية.
تداعي…
ليلةً.. ليلة، مع هطولي، من أعالي دميَ الراصدِ عبورَ أسرابِ الجراحِ سماءَ دمكِ.
تداعي، ولا تحذري خِفَّة الموحشِ الواثبِ من صوتي لصوتك.
تداعي…
تدا…عي…
تدا…
عي…
تـ…
دا…
عي…
ي…
إ..
ِ.
* * *
اتركي تدبيرَ شؤونِ غاباتكِ الهاربةِ من فواجعِ الأطلسِ المتحصِّنِ في دماءِ أمازيغه لنُسَّاكِ التراب. وكُفِّي عن ختنِ بتالةِ غاباتكِ بحجرِ الديجور. لا تعصُبي عذريتها بقهقهاتِ الطينِ الكليم. فما عدتُ أختنُ أيائلي، وعولي، حجلي، يعاسيبي، دعاسيقي، يرقاتي، عصافيري…بِقرنِ تيسِ النوائب الهاطلةِ من قبَّعةِ القدرِ نحوي.
ظِلُّكِ شديدُ الملوحة. صوتكِ رغوة السُمَّاق، وجسدكِ فقهُ السُكَّر وخمره.
يمكنكِ استدراج صائغي الكلام وطهاتهِ إلى فخاخكِ. لكن، لن أسمح لكِ أن تقولي لغيري ما قُلتِه لي…؟.
إن فعلتِ سأنهالُ عليكِ بالورد، وأرجمكِ ببيض النحل، وأشكمكِ بعبقِ الريحان وخريرِ الجداول. وألقي بكِ في حلبةِ مساجلاتِ الملائكة كي يفترسكِ الضوء.
* * *
إن فاتحتِ الشرَّ بمكمني، وأوحيتِ لهُ بأنني عاكفٌ على نصبِ مشاجبِ كلامي لمروركِ الأخير بي، سيصعقُ الشرُّ خيالهُ الخيِّرَ بمخلبِ الأباطيلِ المرتادة حاناتِ الحقائق، محرِّضاً نسوةَ الأمازيغ على اغتيالكِ قُبَّةً…قُبَّة، جُرفاً…جرفاً، خليجاً… خليجاً، مضيقاً…مضيقاً، ساحلاً…ساحلاً، رأساً…رأساً، مرفأً…مرفأً….
آثامُكِ الخصبة تغري آثامي، تلهيها عن تسلُّقِ ساريةَِ الخيرِ الكائد.
آثامكِ، سُبحةُ الشياطين، قلائدُ الجنِّ، نياشينُ العفاريت، صلواتُ العصافير، وأحاجي الملائكة.
آثامك، تُحَفُ الآلهة وأقدارها.
آثامُكِ، يا سبحانَ آثامِكِ…!!؟.
لها تنتشي فراسةُ الزاجل، أخيلةُ العواصف، خفرُ كنوزِ صعاليكِ الجنِّ وشعرائهم، وشاياتُ الموتى على الموتى، ظنونُ الحجر، ومكابداتُُ الماء وحيَلُهُ المستوحاةُ من ديدنِ النار.
* * *
عُضِّي على شفةِ الفجر السفلى. جُرِّي ملاءةَ الشفقِ نحو قيعانكِ. احبسي غضبَ زوابع ِ الجحيمِ في حلقِ العويلِ الأبكم، اعصُري النارَ بقبضاتِ الماء، وازأري… ازأريـ……ـي حتى ينشقَّ الفجرُ عن الفجر، وتنفلِقَ الأرضُ عن الأرض، إعلاناً عن إطلاقكِ أيلاً كردياً في فضاءِ المشيئةِ الأمازيغية.
حينئذ، يُمسي الجوديُّ صِهرَ الأطلس، ويغدو الأمازيغُ أخوالَ الكرد …!

ـــــــــــــــــــــــ
* أزيلال : قرية أمازيغية بأعالي جبال الأطلس المتوسط بالمغرب وهي مسقط رأس الشاعرة
* جودي : اسم جبل من جبال كردستان.



#هوشنك_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس حريٌّ بالمسلمين أن يعتذروا من الإسلام ومن النبي -ص-..؟.
- الأيل الناري الشهيد ومدن الثلج الشاهدة - الى الشاعر عبد الست ...


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هوشنك أوسي - سيدة الحرائق الباكية