حقوق ألإنسان في المغرب ....المهزلة الكبرى

حسن الصفريوي

الحوار المتمدن-العدد: 1780 - 2006 / 12 / 30 - 12:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

إن المتتبع للشأن الحقوقي بالمغرب سيصاب لا محالة بخيبة أمل كبرى إن لم نقل بصداع في الرأس أ وألم في البطن من جراء التناقضات الكبيرة والمبهرة التي تسود هذا المجال. فحقوق الإنسان في المغرب مبالغ فيها كثيرا ، ففي الوقت الذي نجد فيه الشعب المغربي يتخبط في جميع المشاكل من فقر وجهل وبطالة وهضم لجميع الحقوق ، نجد البعض الآخر لا يهمه سوى التشدق بحقوق الإنسان في المغرب.
فبربكم عن أية حقوق يتحدث هؤلاء ، هل يتحدثون عن:
- حق الممارسة السياسية ؟
- حق العمل ؟
- حق التمدرس ومحاربة الجهل ؟
- حق العيش الكريم ومحاربة الفقر ؟
- أم عن حق السكن؟

عن أية حقوق يتحدث هؤلاء المتبجحون ؟؟؟؟؟؟؟
لقد عانى الشعب المغربي من جميع أنواع الإضطهاد والحرمان من حق الممارسة السياسية , منذ حصوله على الإستقلال .
فالكل يعرف ما حل بالمغرب منذ توالي الحكومات المغربية على تسيير شؤون البلاد ، فالذي تعرض له الشعب المغربي أمر لا يصدق ، فكل ذوي الرأي الحر والكلمة الممانعة شردوا وقتلوا ، وهربوا من البلاد أو تم نفيهم بشكل قسري ، فكانت المحاكمات الصورية والأحكام بالإعدام والسجن المؤبد ، ناهيك عن الإختطافات ومجهولي المصير . فالشعب المغربي قدم الكثير من أبنائه ليبنوا مجد هذا الوطن ، غير أن الذي آلت إليه تضحياتهم ونضالاتهم لم يتحقق بالبث والمطلق . فالشئ الذي ناضلوا وقدموا أرواحهم وأغلى ما لديهم من أجل تحقيقه ذهب هباء تذروه الرياح .
فهل الذي يريده الشعب المغربي هو هيآت حقوقية يمتطيها البعض ليصل إلى ما تصبوا إليه نفسه من تحقيق للجاه والمال ؟؟
هل ما ناضل من أجله ابناء هذا الشعب هو إنشاء جمعيات ومنظمات تفتري على العالم في المحافل الدولية ؟؟؟؟
ليس هذا ما ناضل عليه رفاقنا.. ليس هذا الذي ذهب ضحيته الآلاف من المناضلين الشرفاء في هذا الوطن؟؟فهل حقوق الإنسان هي أن يصل الفقر إلى أبشع المستويات؟؟؟ ، فالفقر حسب الإحصائيات الرسمية لسنة 2005 بلغ 19 في المائة من مجمل الشعب المغربي أي أن أكثر من ستة ملايين نسمة تعيش تحت خط الفقر ، أقول هذه إحصائيات رسمية ، أما غير الرسمية فلا يعلم حقيقتها إلا الله والشعب المغربي الذي يعيش هذه المأساة .
فهل حق الإنسان في السكن هو السكن في أحياء الصفيح أو في الجحور والكهوف؟؟؟ أرجوا منكم أن تزوروا هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=txtrwEY_LU4
ناهيك عن الشوارع المغربية التي اصبحت مأوى للكثير من الشباب وأظن أن النخبة المغربية والتي تكتفي بالتنظير فقط لا تخرج في أنصاف الليالي الباردة والصقيعية ليتفرجوا على جثث المشردين وهي تفترش الارض وتلتحف بالسماء . والله إنه لأمر يدمي القلب أن تجد شابا يرتعش من قر برد الليالي الصقيعية مفترشا سواد الليل في دولة الحق والقانون . عن أية حقوق يتحدث هؤلاء ...؟؟؟؟ يحدث هذا في الوقت الذي نجد فيه كل الحقوقيين في العلب الليلية متأبطين أذرع العذارى أو مفترشين الفراش الوثير وهم يفكرون في محفل الغد التي يجب أن يهيءوا لها ألبسة تميزهم عن باقي الخلق.
كيف نتحدث عن الحقوق و البطالة تنخر كاهل الشعب المغربي . فأين هو حق العمل و العيش الكريم ,أليس من العار أن نجد بلدا كل طاقاته الشابة معطلة عن العمل , فآلاف الدكاترة و المجازين معطلون سلب منهم حق العمل ليعمدوا في نهاية المطاف الى الأعمال الحرة لسد الرمق و الإستمرار في الحياة .
وبالنسبة للوظيفة العمومية ,هل هناك فعلا حق يضمن تساوي الأجور مع حجم الخدمة المقدمة , فأغلب الأعمال الشاقة في المكاتب يقوم بها الموظفون البسطاء ليتقاضوا أجورا هزيلة و مخجلة , في حين تبقى الأجور الخيالية من نصيب أولئك الذين لا يقومون من النوم إلا بعد الزوال للتوقيع فقط . فهل تدرون أن الفرق بين أعلى مرتب و أدنى مرتب في الوظيفة العمومية يصل إلى 73 ضعف . فأين هي حقوق الإنسان و الكرامة في المغرب.
أخيرا أقول أن مسألة حقوق الإنسان في المغرب هي مسألة كرنفالية احتــفالية وهمية فقط , و أن هذه البهرجة التي نلاحظها هي للإستهلاك و الإعلام و لتلميع صورة المغرب أمام الغرب من أجل استلام الصدقات .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات