أوقفوا -جرائم الشرف- البشعة...

الإتحاد

الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 12:02
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

كل فترة وجيزة، نخصص كلمة العدد لظاهرة بشعة تكشف الوجه الدموي لمجتمعنا، هي ظاهرة قتل النساء. ويأتي تخصيصنا كلمة العدد لهذه الظاهرة، ليس من منطلق توعوي تعبوي، لتنبيه مجتمعنا من مخاطر هذه الظاهرة، وانما من منطلق كونها ظاهرة تنخر اسس المجتمع الذي نعيش فيه، وتقوضها، بشكل يومي تقريبا، وتلازم حياتنا، حيث نسمع عن نساء قتلن بحجة ما يسمى "شرف العائلة" أو لأسباب أخرى، بوتيرة عالية.
وأمس، زاد عدد ضحايا ما يسمى بـ"الشرف" ضحية، وهي من الرملة، احدى المدن الاكثر تعدادا لضحايا هذا النوع من الجرائم، وقد زاد من بشاعة الجريمة، أن هذه المرأة قتلت أمام أعين اطفالها الاثنين، أمام منزلها.
علينا التأكيد مجددا أن جرائم قتل النساء، تعبر عن تخلف المجتمع الذي نعيش فيه، وتشير الى مدى بعدنا عن احترام نصف هذا المجتمع، بدعوى أن "شرف" المجتمع مرتبط بنسائه، وأن حماية ما يسمى بـ"الشرف" تستدعي قتل النساء، ومعاقبتهن "شر عقاب".
نود الاشارة إلى أن لا شرف لمجتمع يقتل نساءه، ولا يمكن لهذا المجتمع أن يتطور ويرتقي، طالما بقي فيه أناس يفكرون بهذا النمط.
ايقاف ومنع هذه الجرائم، يتطلب من جميعنا، رجالا ونساء، مجهودات كبيرة، للبدء بعملية توعية واسعة، تطال مدارسنا وبيوتنا ومؤسساتنا كلها، فقضيتنا لا يمكن اختزالها بنوع واحد من القمع الذي تمارسه المؤسسة ضدنا، وانما القمع الذي يمارسه نصف مجتمعنا ضد نصفه الآخر، هو جزء من قضيتنا، ولا يمكن أن نرتقي لنكون في مصاف المجتمعات المتحضرة، الا بعد أن نصل الى القناعة بأن النساء جزء حيوي من هذا المجتمع، ويجب أن تحصلن على حقوقهن.
يجب أن نتوقف عند السبل التي علينا اتباعها من أجل تحقيق المساواة بين الرجال والنساء، ويجب على مؤسساتنا كافة أن تكون جزءا من هذا المجهود، ويكفينا أن نتشدق بالعمل على تحقيق المساواة، أو بالمطالبة بالمساواة القومية، ونحن، في داخلنا، نرفض تحقيق المساواة على نطاق ابسط، المساواة المجتمعية.
علينا، من أجل القضاء على هذه الظاهرة البشعة، أن نعترف أننا نكذب على انفسنا عندما ندعي بأننا مجتمع متساو، دمقراطي. نحن مجتمع قاهر، ظالم، يقمع نصفه الآخر. عندما نعترف بهذه الحقيقة، نكون قد خطونا الخطوة الأولى على طريق تحرير المجتمع.
فإلى العمل.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل