أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف حسن منصور - نظرية الارتكاس الثقافي















المزيد.....



نظرية الارتكاس الثقافي


أشرف حسن منصور
أستاذ الفلسفة بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية


الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة:
إذا كانت إحدى أساسيات ممارسة العلم البحث عن الإطار النظري الذي نستطيع أن نفهم من خلاله الواقع، فأين نبحث عن مثل هذا الإطار النظري القادر على إفهامنا طبيعة واقعنا الاجتماعي والثقافي؟ يمكننا أن نصاب باليأس في مثل هذا البحث نتيجة التشعب المتزايد لتخصصات العلوم الاجتماعية، فهذا التشعب يأتي عادة على حساب الرؤية الشاملة والفهم العميق. يجب علينا إذن أن نتجاوز النظرة الضيقة لفروع العلم الاجتماعي التي لا توصلنا إلا إلى معلومات وقتية. وللعثور على الإطار النظري المناسب لفهم أوضاعنا المعاصرة يجب علينا أولاً تحديد الملامح العامة لهذه الأوضاع، وهي تتلخص في إخفاق المشروعات والأيديولوجيات الاشتراكية والفشل في تحقيق الديموقراطية وصعود السلفية. لكن يجب أن ننتبه هنا إلى أن هذا الإخفاق والفشل جاء بعد عصر شهد فكراً تقدمياً مستنيراً، فما حدث هو بمعنى دقيق إرتكاس، والإطار النظري الذي نبحث عنه يجب أن يفسر لنا أسباب هذا الإرتكاس، أي يجب أن يكون نظرية في الإرتكاس الثقافي.
لكن أين نبحث عن تراث فكري يستطيع توجيهنا في صياغتنا لمثل هذه النظرية؟ إذا اطلعنا على تراث علم الاجتماع الغربي وجدناه مهتماً بالتطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للغرب وحسب، حاملاً نفس نظرة عصر التنوير للتاريخ الغربي باعتباره مسيرة مستمرة نحو التقدم. لن يفيدنا هذا التراث إذن في هدفنا، فهو ينظر للغرب أولاً، وينظر للتقدم الغربي ثانياً، في حين أننا نبغي التنظير للشرق أولاً وللتخلف الشرقي ثانياً.
الحقيقة أن هناك تنظيراً مضاداً لهذا التنظير الاجتماعي الغربي، نجده في الأدبيات الماركسية وفي نظرية التبعية وخاصة في كتابات أبرز أعلامها وهو سمير أمين. لكن تواجهنا مع سمير أمين مشكلات أخرى وهي أن نظريته لم تركز على الأدبيات الماركسية في بحثها عن أسباب تخلف العالم العربي واعتبرت تفسيرها الخاص لهذا التخلف مراجعة وتعديلاً للماركسية، وسوف نوضح في هذا المقال كيف أن الأدبيات الماركسية لا غنى عنها في تفسير حالة التخلف العربي، وذلك لأسباب عديدة، أهمها أن هذه الحالة توازي حالة ألمانيا عبر تاريخها، وحتى منتصف القرن التاسع عشر. فقد كانت ألمانيا تعاني من حالة تأخر أو إرتكاس اقتصادي وسياسي وثقافي شبيه بالحالة العربية. ولأن بالماركسية بعض الأفكار الهامة حول حالة التأخر الألماني، فسوف يحاول هذا المقال إثبات انطباقها كذلك على حالة التخلف العربي. كما يوضح المقال أن في الأدبيات الماركسية نظرية في التأخر "أو الإرتكاس الثقافي مطبقة على ألمانيا، وأنها أفضل نظرية توجهنا في فهم حالة التأخر العربي.
المركز والأطراف في فكر ماركس:
تنبأ ماركس بأن الثورة الاشتراكية سوف تحدث في المراكز الرأسمالية المتقدمة، وخاصة في إنجلترا ، لأن التناقضات الرأسمالية بها على أشدها. ويأتي سمير أمين بأطروحة أخرى مخالفة، مطوراً لينين، يقول فيها أن الثورة الاشتراكية ليست ممكنة إلا في أطراف النظام الرأسمالي لأنها هي الحلقة الأضعف التي يمكن أن يكسر عندها النظام، إذ لن تقابل الثورة الاشتراكية بمقاومة شديدة، وبثورة مضادة عنيفة وبورجوازية ناضجة(1)، وهذا هو ما حدث بالفعل في روسيا والعالم الثالث. ويرجع سمير أمين بنظريته إلى الوراء ويذهب إلى أن الرأسمالية نفسها لم تظهر إلا في أوروبا التي كانت الحلقة الأضعف في أسلوب الإنتاج الأسيوي، ولم تظهر في أي من بلدان الشرق التي كانت المراكز القوية لهذا الأسلوب(2).
والحقيقة أن أطروحة المركز والأطراف ليست بغريبة على ماركس، فهو نفسه قد قال شيئاً شبيهاً بذلك وتوقع حدوث ثورة اشتراكية في أطراف النظام، وهي ألمانيا في عصره. تنتشر أفكار ماركس حول ألمانيا عبر جميع مؤلفاته ابتداء من مخطوطات فترة الشباب مثل "مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيجل" ومروراً "ببؤس الفلسفة" و"الأيديولوجيا الألمانية" وحتى "رأس المال". وفي كل هذه المؤلفات يتناول ماركس ألمانيا باعتبارها مجتمعاً لم يلحق بعد بالتقدم الرأسمالي المتحقق في إنجلترا وفرنسا، وأنها سوف تواجه حتماً التناقضات التي يواجهها المجتمع الإنجليزي والفرنسي. وتتضمن تحليلات ماركس توقعاً بأن الثورة التي ستحدث في ألمانيا سوف تكون ثورة اشتراكية لا بورجوازية. فألمانيا قد فاتتها الثورة البورجوازية ولن تكون ثورتها إلا اشتراكية. ويحلل ماركس الأوضاع المتناقضة للرأسمالية في إنجلترا وفرنسا وعينه على ألمانيا متمنياً أن تكون الثورة الألمانية ثورة اشتراكية مثلما كانت الثورة الإنجليزية والفرنسية بورجوازية.
نظر ماركس إلى ألمانيا على أنها مجتمع طرفي يقع في هامش المراكز الرأسمالية المتطورة في إنجلترا وفرنسا، وعندما كان يحلل أوضاع الرأسمالية في إنجلترا كانت عينه على ألمانيا. ويقول ماركس في كتابه "رأس المال": "إذ هز القارئ الألماني كتفيه ساخراً من حالة العمال الإنجليز.. قائلاً أن الأشياء في ألمانيا ليست على ذلك المقدار من التدهور، فسأجدني مضطراً أن أصيح به: الأمر يخصك في هذه القضية"(3)..إن البلد الأكثر تطوراً من الوجهة الصناعية إنما يبين فقط للبلدان الأقل تطوراً صورة مستقبلها الخاص".
والمشكلة التي تواجه ألمانيا مزدوجة، فهي لا تعاني من تطور الإنتاج الرأسمالي وحسب، بل من تأخر هذا التطور في نفس الوقت، أي من بقايا الإقطاع والأعباء الأرستقراطية الموروثة، وسلسلة طويلة من الأمراض الوراثية" الناشئة عن التفسخ المتصل لأساليب الإنتاج المتخلفة". والحقيقة أن الثورة الاشتراكية هي حل ماركس لتناقضات أسلوب الإنتاج الرأسمالي في المناطق المتقدمة والمناطق المتخلفة على السواء، أي في المركز والأطراف معاً. ما أشبه وضع ألمانيا الذي يشخصه ماركس هنا بوضع العالم العربي، فهو أيضاً يعاني من تناقضات الرأسمالية ونقص نموها في نفس الوقت، وكذلك من مخلفات الإقطاع.
وتكاد الماركسية أن تحتوي على دراسة مقارنة بين أوضاع المجتمعين الإنجليزي والفرنسي من جهة المجتمع الألماني من جهة أخرى. يقول ماركس "بينا الإنتاج الرأسمالي يبلغ النضوج في ألمانيا، كانت النضالات الطبقية قد سبقت فبينت بصخب، في إنجلترا وفرنسا، صفته التضادية (التناقضية)(4). حالة ألمانيا إذن هي حالة مجتمع يعاني من سلبيات الرأسمالية حتى قبل أن تكمل الرأسمالية نضوجها فيه، وهي ذاتها حالة العالم العربي. ونظراً لتأخر ألمانيا لم يكتمل بها نمو طبقة بورجوازية قوية تستطيع القيام بثورة تخلص المجتمع من بقايا الإقطاع والأرستقراطية كما حدث في إنجلترا وفرنسا. لكن ما الحل في نظر ماركس؟ الحل في ثورة اشتراكية تختصر الطريق وتحقق إنجازات الثورة البورجوازية والاشتراكية في نفس الوقت. ويتشابه هذا الوضع مع وضع العالم العربي، فمع عدم وجود طبقة بورجوازية عربية، أصبحت مهمة إنجاز ثورتها ملقاة على عاتق الاشتراكيين العرب، كما كانت هناك مهمة أخرى أمامها. فالبورجوازية الغربية قد أنشأت المؤسسات الديموقراطية ووحدت السوق الوطني، ومع عدم وجود مؤسسات ديموقراطية أو سوق وطني في ألمانيا والعالم العربي، أصبحت مهمة الاشتراكية تحقيق الديموقراطية والعدالة الاقتصادية في نفس الوقت. وكان ذلك مستحيلاً، إذ لم تنجح في ذلك، وفي الحالتين، إلا الدولة الشمولية ذات الأساس العسكري، أي دولة بسمارك ودولة عبد الناصر.
ويستند نقد ماركس للاقتصاد السياسي على الوضع العاثر لألمانيا وعلى عدم مناسبة الاقتصاد السياسي الإنجليزي لها. فهو يوضح في مقدمة "رأس المال" كيف أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لألمانيا هي التي تمهد لنقد الاقتصاد السياسي. يقول ماركس: "أن المجرى الخاص بالمجتمع الألماني كان يستبعد كل عمل مبتكر للاقتصاد السياسي البورجوازي لكنه لم يمنع نقد هذا الاقتصاد(5). فحالة التأخر الألمانية جعلت الاقتصاد البورجوازي غير مناسب في فهم التشكيلة الاقتصادية الألمانية، وفي مقابل ذلك جعلت نقد هذا الاقتصاد ممكناً. الحالة الهامشية والمتأخرة لألمانيا هي التي مكنت ماركس من نقد الاقتصاد السياسي الإنجليزي.
الأيديولوجيا في ضوء نظرية الإرتكاس الثقافي:
من بين المعاني العديدة للأيديولوجيا في فكر ماركس نستطيع استخلاص معنى آخر لها في ضوء نظرية الإرتكاس الثقافي. ففي "الأيديولوجيا الألمانية" يعالج ماركس وإنجلز الأيديولوجيا باعتبارها تشوهاً فكرياً ناتجاً عن عدم نضج أو اكتمال شروط وجود فكر معين. فماركس وإنجلز ينقدان ليبرالية المفكرين الألمان المعاصرين لهما وذلك لأنهم يفكرون في مجتمعهم بالطريقة الليبرالية وينظرون إليه بالنظرة الليبرالية على الرغم من أن الليبرالية ليس لها أساس اجتماعي في المجتمع الألماني. الليبرالية إذن بالنظر إلى حالة ألمانيا عبارة عن وعي زائف وتشوه فكري. وما يجعلها كذلك أن البورجوازية الألمانية تختلف في بناءها وتطورها عن البورجوازية الإنجليزية والفرنسية. نشأت هذه البورجوازية متحالفة مع القوى القديمة من أرستقراطية وكنسية وعسكرية- ولم تستطع أن تفك ارتباطها بهذه القوى ولم تنجح في السيطرة على الدولة وصياغة المؤسسات السياسية وفق المعايير الديموقراطية، وبالتالي فالليبرالية ليست هي النظرية السياسية المناسبة للوضع الألماني. (6)
كما تعني الأيديولوجيا في كتاب ماركس وإنجلز "الأيديولوجيا الألمانية" استعارة شكل فكري جاهز وناضج من وضع اجتماعي وتاريخي معين وتطبيقه على وضع اجتماعي وتاريخي مختلف، وقد فعل الليبراليون الألمان ذلك، إذ استعاروا الليبرالية الإنجليزية والفرنسية واستخدموها في التفكير في مجتمعهم الذي يختلف في بنائه وتطوره. وهنا يصاب وعيهم بالزيف وإنتاجهم الفكري بالتشوه. فالتأخر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لألمانيا ينتج تأخراً أو إرتكاساً ثقافياً يظهر في صورة وعي زائف أو أيديولوجيات مشوهة للواقع.
ونتيجة لحالة التأخر الألماني حدثت حالة من عدم التناسب بين فكر الأيديولوجيين الألمان وأوضاعهم الطبقية. ولأنهم لم يستطيعوا تحقيق المجتمع البورجوازي في الواقع، فهم يحققونه في الفكر. وهنا جاءت الفلسفة الألمانية لتعبر عن مبادئ الثورة الفرنسية وروح المجتمع المدني البورجوازي في صورة مذاهب مثالية متعددة. واستبدل الألمان مبدأ الحرية في مجال النظرية والفلسفة بالحرية الفعلية. ويبرز لدى ماركس هنا معنى جديد للأيديولوجيا، فهي الاستطالة النظرية لواقع مترد. فعندما لا يتمكن البشر من تحقيق مبادئهم في الواقع، يحققونها في الفكر. وهذا ما جعل أول تعامل نقدي لماركس مع فلسفة هيجل في الدولة، لأنها هي التعبير الفلسفي عما لم يستطع الألمان تحقيقه في الواقع، وهي أكثر الأشياء تقدماً في ألمانيا. فنظراً لعدم تمكن الألمان من اللحاق بالأمم المتقدمة اقتصادياً وسياسياً، حاولوا اللحاق بها والتفوق عليها نظرياً وفلسفياً، وبذلك أصبحت فلسفة هيجل هي أكثر الأشياء تقدماً في ألمانيا. (7)
ولأن الوضع الألماني متخلف ومترد ينسحب النقد إلى تناول التعبير النظري أو الاستطالة الفلسفية له وهي فلسفة هيجل في الدولة. يقول ماركس في مخطوطة "مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيجل" بمجرد ما أن يخضع الواقع السياسي الاجتماعي الحديث للنقد، وبمجرد ما أن يرتفع هذا النقد إلى مستوى المشاكل الإنسانية الحقه، حتى يجد هذا النقد نفسه خارج الوضع القائم الألماني.. الناس في ألمانيا بدأوا فيما انتهى منه الناس في إنجلترا وفرنسا.(8) فتناول الأوضاع الألمانية في أربعينيات القرن التاسع عشر مثلاً يكشف عن أن هذه الأوضاع لم تصل بعد إلى وضع فرنسا سنة 1789، أي قبيل الثورة. ولأن الألمان معاصرون للحاضر فلسفياً لا تاريخياً، فإن نقد الحاضر لن يتمكن من أن يكون نقداً اجتماعياً سياسياً في ألمانيا، بل يجب أن يظل نقداً فلسفياً". "فالفلسفة الألمانية هي الاستطالة النظرية للتاريخ الألماني.. وما يعد قطيعة عملية مع الأوضاع السياسية الحديثة في الأمم المتقدمة هو في ألمانيا، حيث أن هذه الأوضاع ليست موجودة بعد، قطيعة نقدية مع الانعكاس الفلسفي لهذه الأوضاع".(9) وكأن ماركس يتكلم عن العالم العربي في القرن العشرين. فإذا تناولنا الواقع العربي الحالي وجدناه لم يصل بعد إلى سنة 1789، أي إلى النقطة الحاسمة التي يستطيع عندها تقرير مصيره والتحكم في مستقبله وتحقيق الديموقراطية. ولا تزال القطيعة مع الواقع العربي غير ممكنة إلا باعتبارها قطيعة ثقافية مع التعبير السلفي الأصولي عنه.
ومن أهم مظاهر الارتكاس الثقافي التي يشخصها ماركس في حالة ألمانيا الانفصال بين الفكر والواقع أو النظرية والممارسة. يذهب ماركس إلى أن ألمانيا شاركت في ثورات الأمم فكرياً فقط لا عملياً، وصاحبت تطور الأمم الحديثة بالنشاط المجرد للفكر دون أن تأخذ بنصيب فعال في الصراع حول هذا التطور، واستجابت للتحرر العملي بتحرر فكري ونظري وللتقدم الديموقراطي والسياسي بتقدم فلسفي والملاحظ أن لهذا الانفصال شبيه قوى في حالة العالم العربي، وحالة مصر على وجه الخصوص. فالانفصال، أو بتعبير أدق الانشقاق، كان بين عصر النهضة العربية في مجال الثقافة والفنون والآداب وبين الحالة السياسية والاجتماعية التي عاصرت هذه النهضة العربية، فقد تزامنت النهضة الثقافية العربية مع الاحتلال الأجنبي واستمرار الإقطاع الزراعي. وهنا حدث انفصال بين تقدم فكري وثقافي وتخلف سياسي (غياب الديموقراطية) واقتصادي واجتماعي، وكل ذلك في ظل الاحتلال. وإن دل هذا التشابه القوى بين الحالة الألمانية والحالة العربية على شيء فإنما يدل على أن نظرية الارتكاس الثقافي هي التي نستطيع الاعتماد عليها في فهم واقعنا المعاصر، والأكثر من ذلك يدل على أن الأدبيات الماركسية لا تزال معيناً خصباً يمكن الاستفادة منه ولا غنى عنه في دراسة الحالة العربية.
التوازي بين الحالة الألمانية والحالة العربية:
لكي نتوسع في استخلاص دلالات أكثر من نظرية الارتكاس الثقافي ونثبت صلاحيتها للتطبيق على الحالة العربية يجب علينا التعمق في دراسة التوازي بين الحالة الألمانية والحالة العربية، لأن الحالة الألمانية هي المجال الأصلي الذي ظهرت نظرية الارتكاس كمحاولة لفهمه والتنظير له، وكلما اكتشفنا تشابهات أو توازيات بين الحالة الألمانية والحالة العربية كان ذلك تأكيداً للنظرية وإثباتاً لصلاحيتها بالنسبة للحالة العربية. وخير معين لنا للتعرف على خصوصية تطور ألمانيا التاريخي هو لوكاتش، وخاصة في كتابه "تحطيم العقل".
يتشابه وضع ألمانيا من حيث الجغرافيا السياسية مع وضع العالم العربي، ذلك لأن ألمانيا منطقة داخلية، أي حبيسة في أوروبا وبدون شواطئ على الأطلنطي، وعلى الرغم من أن لها شواطئ على بحر الشمال إلا أنها محدودة للغاية ولم ينفعها بحر الشمال إذ سيطرت عليه هولندا وإنجلترا منذ بداية العصر الحديث، ولذلك لم تشارك ألمانيا في حركة الكشوف الجغرافية والاستعمار مثل باقي دول غرب أوروبا مما لم يمكنها من دخول العصر المركنتيلي الذي كان مقدمة لنمو الاقتصاد الرأسمالي.(10) وإذا تحولنا للعالم العربي وجدناه كذلك مثله مثل ألمانيا حبيس داخل شواطئه المطلة على بحار داخلية مثل البحرين الأبيض والأحمر، أما المحيط الهندي فقد سيطرت عليه البرتغال منذ وقت مبكر ثم إنجلترا مما لم يمكن للعالم العربي الانفتاح على حركة تجارة عالمية هي مقدمة ضرورية لظهور الاقتصاد الرأسمالي. وانسحبت التجارة في حالة ألمانيا وفي حالة العالم العربي إلى الداخل، وأصبح التبادل بين الأقطار الألمانية والأقطار العربية، مما أدى إلى ثبات علاقات الإنتاج القديمة وتقوية سطوة الأمراء الإقطاعيين في ألمانيا والمماليك في المشرق.
وكان استغلال الفلاحين من قبل الأمراء الإقطاعيين والمماليك هو السمة المميزة للاقتصاد الألماني واقتصاد المشرق العربي وخاصة مصر، إذ كان هذا الاستغلال نتيجة منطقية لانغلاق التجارة إعتماد النظام السياسي الإقطاعي والمملوكي على استغلال هؤلاء الفلاحين. وكانت أول محاولة للتخلص من هذه التشكيلة الاقتصادية السياسية هي محاولة محمد علي في مصر، إذ قضى على المماليك وأخضع النظام الزراعي في مصر لسيطرة مركزية، وتشابهت هذه المحاولة مع قضاء الملكيات المتسلطة على سلطة الأمراء الإقطاعيين وخاصة في بروسيا.(11) لكن بينما تعرضت تجربة محمد على للإجهاض على أيدي قوى أوروبا الغربية، استمرت التجربة البروسية ناجحة حتى استطاعت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر توحيد ألمانيا على يد بسمارك.
ظلت ألمانيا طوال العصر الحديث وحتى توحيدها سنة 1871 مفتتة بين العديد من الإمارات والدويلات الصغيرة، وقررت الدول القومية الكبرى مثل إنجلترا وفرنسا وأسبانيا وروسيا والسويد والنمسا أن تبقى ألمانيا على حالها مدة طويلة. والحقيقة أن التفتت السياسي وتحكم الدول الاستعمارية هو نفس حال العالم العربي، بل كان الاثنان كذلك ساحة لمعارك الدول الأوروبية مع بعضها البعض. ومع حالة التفتت السياسي ينسحب مشروع الوحدة الألمانية والوحدة العربية إلى الفكر ومجال الأيديولوجيا، وتصبح الثقافة، سواء الألمانية أو العربية، هي الشيء الوحيد القادر على جمع الأمة. فبعكس جميع الدول القديمة في غرب أوروبا التي وحدت نفسها منذ وقت مبكر، (إذ كان لكل قومية الدولة الخاصة بها)، نمت الفكرة القومية في مجال الثقافة أولاً لدى الألمان والعرب.
ويضع لوكاتش يده على خاصية أخرى في التطور التاريخي والثقافي الألماني تتطابق أيضاً مع الحالة العربية، والحالة المصرية خاصة، فقد تعرفت ألمانيا على أفكار الديموقراطية والحرية والمساواة وبقية مبادئ الثورة الفرنسية عن طريق الغزو الفرنسي النابليوني لألمانيا، وتعرفت مصر كذلك على نفس الأفكار والمبادئ عن طريق نفس الشخص، نابليون وحملته العسكرية. وأحدث إدخال هذه المبادئ العصرية على يد غاز مستعمر بلبلة واضطراباً، فالثورة على هذا المستعمر تنقلب بسهولة إلى اتجاه رجعي إزاء الديموقراطية، إذ يتم رفض المستعمر وديموقراطيته معاً. وهذا ما حدث في مصر وفي ألمانيا، فلأن الحداثة دخلت على أيدي المستعمر لم تتمكن من تثبيت دعائمها ولم تشهد الديموقراطية تطوراً طبيعياً صحيحاً، خاصة وأن اتصال مصر بالحداثة ظل عن طريق الاستعمار. وهنا يظهر التناقض بين حداثة المستعمر وتراث الوطن، ويكون رد الفعل الطبيعي إزاء التحدي الثقافي من المستعمر الانسحاب إلى التراث. وفي حالة ألمانيا كان التراث تراثاً دينياً وفلسفياً. ولأن الألمان انسحبوا إلى تراثهم فقد رأى اليسار الهيجلي أن خير وسيلة لإعادة الألمان إلى الواقع والقضاء على وعيهم الزائف هي في القطيعة مع التراث، الديني والفلسفي على السواء. ولأن مصر لا تزال تعيش نفس حالة ألمانيا في النصف الأول من القرن التاسع عشر، فلازلنا معاصرين لليسار الهيجلي، إن المكان الذي احتله فويرباخ في تاريخ الثقافة الألمانية يحتله الآن حسن حنفي ونصر أبو زيد والجابري والعالم.
ومع وصف لوكاتش للحالة الألمانية بعد الثورة الفرنسية يتضح التطابق الشديد بينها وبين الحالة العربية. كانت الاستجابة الإيجابية الأهم والأخطر من قبل بروسيا للثورة الفرنسية هي تبنى إنجازاتها العسكرية. فقد عمل عدد من جنرالات الجيش البروسي مثل شارنهورت وجنسناو وكلاوزفيتز على تحديث الجيش وفق النمط الفرنسي وعلى إدخال إصلاحات عديدة عليه بعد هزيمة بروسيا من نابليون، وذلك حتى يتمكن الجيش البروسي من استعادة كرامته وطرد نابليون من ألمانيا. لا حظ أن الإصلاح هنا كان إصلاحاً عسكرياً فقط دون المساس بالبناء الاجتماعي والسياسي ودون استعارة أي من إنجازات الثورة الفرنسية غير إنجازاتها العسكرية.(12)
وهذا هو ما فعله محمد علي بالضبط. فبعد أن اشتبك اللواء الألباني مع جيش الحملة الفرنسية ولقي الهزيمة، ذلك اللواء الذي كان محمد علي نفسه قائده، عمل محمد علي على تنظيم الجيش المصري وفق النمط الفرنسي عن طريق الاستعانة بسليمان باشا الفرنساوي وإرسال البعثات العسكرية لفرنسا. لقد فعل ما فعلته بروسيا بالضبط، وكان التحديث تحديثاً للجيش فقط، ونمت الدولة حول الجيش، وأصبح الجيش المصري في القرن التاسع عشر جيشاً محدثاً في ظل حكم أوتوقراطي لأسرة مالكة يوازي حكم أسرة الهوهنزولرن والجيش البروسي.
ونتج عن التأخر السياسي والاجتماعي الألماني فوضى وبلبلة وتشوها للحياة السياسية. فكانت الليبرالية الألمانية خطأً فكرياً وعملياً معاً كما ذهب ماركس ، كما أصاب الحركة النقابية الألمانية Syndicalism التشوه والفوضى. فقد كانت هذه الحركة عقبة في طريق التطور الديموقراطي النيابي السليم لألمانيا. فالحركة النقابية الإنجليزية مثلاً كانت مناسبة لأوضاع إنجلترا إذ كانت غير راضية عن نظام التمثيل القائم حسب المقاطعات والمناطق الجغرافية وتبغي إعادة تشكيله وفق المعايير العمالية، بحيث يكون التمثيل في البرلمان حسب النقابات العمالية لا حسب المقاطعات، وبذلك تكون هذه الحركة تقدمية بالنسبة لوضع إنجلترا التي حققت الديموقراطية التمثيلية منذ زمن. لكن ألمانيا لم تكن قد حققت بعد ديموقراطية نيابية حقيقية، ولذلك كانت الحركة النقابية بها في غير زمانها أو مكانها، وعملت على مزيد من تشويش الحياة السياسية الألمانية وبالتالي على إعاقة التطور الديموقراطي بها(13). والمفارقة هنا تمثلت في سعي جزء من الألمان نحو التمثيل حسب المقاطعات وسعي جزء آخر نحو التمثيل حسب النقابات، وكل جزء يرفض الآخر ويواجهه. وبذلك شهدت الحياة السياسية الألمانية قوى ديموقراطية ترفض الديموقراطية. وهذا ما حدث في مصر حيث هتف الشعب بسقوط الديموقراطية سنة 1954. ولأن ألمانيا لم تعرف تطوراً ديموقراطياً سليماً فقد أصبح البرلمان مجرد شكل مشلول بالكامل وبدون أي سلطة فعلية، وهذا هو نفس حال البرلمان على مدى التاريخ المصري الحديث وعلى امتداد العالم العربي كذلك.
مفهوم الاختيار القرابي:
ونظراً للتشابهات العديدة بين الحالة الألمانية والحالة العربية، يجد المثقف العربي نفسه منجذباً نحو الماركسية، إذ كانت هي أصدق استجابة فكرية للوضع الألماني. لم تكن الماركسية العربية إذن استعارة لمنتج فكري جاهز من أوروبا بل كانت ضرورة حتمية عائدة إلى القرابة العضوية بين المجتمع الألماني والمجتمع العربي. لكن كيف انجذب المثقف العربي منذ البداية للماركسية وكيف حدث ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال يمكننا الاستعانة بأحد مفاهيم سوسيولوجيا ماكس فيبر وهو الاختيار القرابي أو القرابة الاختيارية Elective Affinity .(14) يستخدم فيبر هذا المفهوم لوصف العلاقة بين قوة اجتماعية صاعدة والفكر الذي تتبناه.. فيذهب فيبر إلى أن هذه العلاقة هي علاقة تقارب أو تناسب قوي بين حركة اجتماعية معينة وأفكار معينة في المخزون الثقافي. وهذه هي العلاقة بين البورجوازيات الناشئة في أوروبا في بداية العصر الحديث وأفكار الحق الطبيعي والعقد الاجتماعي ذات الأصول اليونانية. وجدت البورجوازيات الناشئة أن هذه الأفكار هي ما يناسبها كأيديولوجيا لها في صراعها السياسي والاجتماعي مع قوى الإقطاع والأرستقراطية، فاختارتها لما لاقته فيها من تناسب أو قربى affinity . والحقيقة أن علاقة المثقف الماركسي العربي بالماركسية هي علاقة اختيار قرابي من النوع الذي يصفه فيبر. فنظراً لتشابه التطور التاريخي الألماني والعربية، وجد المثقف العربي ألفة قوية وقرابة وثيقة مع الماركسية.
لكن كيف انجذب المثقف العربي نحو الماركسية في حين أنه ينتمي كمثقف إلى البورجوازية الصغيرة، وأحياناً إلى البورجوازية الكبيرة ؟ فعلى الرغم من انتماءه الطبقي للبورجوازية إلا أنه لم ينتم إليها فكرياً، وعلى الرغم من أن مصالحه المادية المباشرة تؤدي به إلى تدعيم الموقف الطبقي البورجوازي، إلا أنه اختار الماركسية، كيف حدث ذلك والماركسية هي أيديولوجيا لطبقة أخرى غير التي ينتمي إليها؟
لم يكن للمثقفين العرب دور فعال في مجتمعاتهم في ظل البناء الاجتماعي السائد، فعلى الرغم من انتمائهم إلى البورجوازية، إلا أن تقسيم العمل وأسلوب توزيع الثروة والسلطة لم يكن في صالحهم، أي لم يمكنهم من تبوأ المكانة التي يستحقونها. فهم صفوة فكرية وثقافية لكن ليس لهم أي دور سياسي أو اجتماعي. ولذلك سعى المثقف العربي نحو اعتناق أيديولوجيا مضادة. فالاشتراكية باعتبارها نظاماً اقتصادياً وسياسياً توفر للمثقف مكانة أعلى وحراكاً اجتماعياً. ولا ننسى أن الثورة الروسية سنة 1917 قدمت نموذجاً لمثقفين ماركسيين أو طليعة ثورية، تملكت دولة عن طريق الحزب الشيوعي. وما حدث في كثير من أقطار العالم العربي أن وجد المثقف قرباً لمصالحه مع مصالح الطبقات الشعبية، فالنظام القائم يقف عقبة في طريق كل منهما. كما كان الاستعمار عاملاً مساعداً على حدوث هذا التقارب، فلأن الماركسية أيديولوجيا مضادة للرأسمالية، ولأن الاستعمار هو أعلى مراحل الرأسمالية، وجد المثقف العربي أن الماركسية هي أفضل أيديولوجيا لمواجهة المستعمر الرأسمالي.

انتصار اللاعقلانية: الفاشية والسلفية:
نتيجة لإخفاق الثورة الاشتراكية في ألمانيا في منتصف القرن التاسع عشر ومحاربة كل فكر اشتراكي وتقدمي من قبل القوى الرجعية في المجتمع الألماني، سواء المتحالفة مع بقايا الإقطاع أو الأرستقراطية أو الملكيين البروسيين أو الكنيسة، ظهرت على السطح تيارات فكرية لا عقلانية أهمها فلسفة شوبنهور التشاؤمية المنغلقة على الذات وفلسفة نيتشه المتعصبة والممجدة لمثال الإنسان البورجوازي تحت مسمى الإنسان الأعلى والمعادية للجماهير، وأخيراً الاتجاهات العنصرية الممجدة للجنس الآري التي مهدت للفاشية. فاللاعقلانية هي مصير الثقافة المرتكسة في مجتمع أخفقت فيه كل ثورة بورجوازية أو اشتراكية وهي كذلك رد فعل القوى الرجعية إزاء أي فكر تقدمي. فالفلسفات التي ذكرناها الآن هي رد الفعل الرجعي على صعود الاتجاهات الاشتراكية، وكان نجاحها النهائي وتسيدها للساحة الأيديولوجية الألمانية نتيجة هزيمة الاشتراكية وإخفاق ثورتها.
وإذا تأملنا تشخيص لوكاتش لصور اللاعقلانية في ألمانيا وانتهائها بالفاشية وجدنا كذلك تشابهات مع الحالة العربية عامة والمصرية خاصة. فاللاعقلانية التي تمثل رد الفعل الرجعي في الحالة العربية هي السلفية التي ظهرت نتيجة إخفاق المشروعات والأيديولوجيات الاشتراكية والقومية العربية ومشاريع الوحدة. السلفية هي الفاشية الخاصة بنا. وكانت السلفية في البداية هي القوة المواجهة للفكر التقدمي والاشتراكي، وقد حدث نوع من التوازن بينهما حتى تسيدت السلفية بالكامل بعد إخفاق المشاريع الاشتراكية.

الهوامش
1- Samir Amin: EuroCentrism. Translated by Russell Moore, Zed Books, London 1989, P.P. 6-8.
2- Samir Amin: Unequal Development. Translated by
Brian Pearce, Monthly Review Press, New York, 1916, P.51.
3- كارل ماركس: رأس المال. الكتاب الأول: تطور الإنتاج الرأسمالي (1). دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، 1956، ص11.
4- المرجع السابق: ص20.
5- المرجع السابق: نفس الصفحة.
6- كارل ماركس وفريدريك إنجلز: الأيديولوجيا الألمانية، ترجمة د. فؤاد أيوب، دار دمشق، 1976، ص 80-81.
7- Karl Marx: A contribution to the Critique of Hegel’s Philosophy of Right. Online Version (WWW. Marxists. Org.).
8- I bid.
9- I bid.
10- Georg Lukacs: The Destruction of Reason. Translated by Peter Palmer. Humanities Press, Atlantic Highlands 1981, P.38.
11- I bid.: P.39.
12- I bid.: P.43.
13- I bid.: P.69.
14- Max Weber: From Max Weber. Essays in Sociology. Edited and Translated by Hans Gerth and C. Wright Mills. Oxford university Press 1946. P. 62-63




#أشرف_حسن_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في سوسيولوجيا التاريخ الإسلامي
- الاقتصاد السياسي النيوكلاسيكي: المدرسة النمساوية
- آدم سميث والليبرالية الاقتصادية
- هل الحجاب فريضة؟


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف حسن منصور - نظرية الارتكاس الثقافي