أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تشارلز جلاس - الحرب من اجل الاخرين



الحرب من اجل الاخرين


تشارلز جلاس

الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 12:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كيف نترك لبنان ليعيش
يعرف كل شخص في لبنان شخصا ما تم اغتياله. ونعرف ايضا اناس قد يتم اغتيالهم قريبا. اسرائيل ترغب في قتل زعيم حزب الله، السيد حسن نصرالله – بالضبط كما قتلت سلفه مع زوجته وابنه في 1992. نية سوريا في قتل الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، ليست سرا – مثل اغتيال والده في 1977. الصيف الماضي، بينما كانت اسرائيل تقصف لبنان بالقنابل، زرت عديد من الاصدقاء الذين تحولت بيوتهم الى متاريس – ليس ضد الصواريخ الاسرائيلية – ولكن لصد السيارات السورية المفخخة. بيار الجميل الصغير، الذي قتل عمه في 1982، اصبح فقط اخر خسائر الحرب بين اسرائيل وسوريا على الارض اللبنانية والتي تهدد بعودة البلد الى حرب بلا طائل مثل تلك التي دارت من 1975 حتى 1990.

غسان تويني، رئيس تحرير الصحيفة البيروتية اليومية الرائدة وصاحب دار نشرها، النهار، كان قد اطلق اسم "الحرب من اجل الاخرين" على الحرب الاهلية هذه. قصد تويني بالاخرين: الاسرائيليين، الفلسطينيين، السوريين، العراقيين، الامريكيين، السوفييت. ولديه نفس الرأي الان عن المصيبة التي تحدق بلبنان والحب القليل الموجود نحو سوريا ونحو اسرائيل. ولقد كان بيته الجبلي فوق بيروت يستقبل ذات مرة زوار من كل الخلفيات دون مواعيد مسبقة. الان، تقف السيارات امام بوابات امنية، حيث يفتش رجال مسلحون الزوار قبل ان يتمكنوا من الدخول اليه. ابنه، جبران تويني، قتل في ديسمبر الماضي بسبب الدور البارز الذي لعبه في معارضة ما تبقى لسوريا من نفوذ في لبنان – قتل مثل الصحفي الشجاع سمير قصير ورئيس الحزب الشيوعي السابق جورج حاوي.

غسان تويني، البالغ الان من العمر 80 عام، يجد اسمه على كل القوائم الدوارة في لبنان التي تحتوي على الاشخاص الذين يشاع ان سوريا تريد التخلص منهم. سألت تويني الاب لماذا لا يستطيع لبنان ان يستقر ويهدأ بعد كل تلك الحرب الطويلة التي خاضها. فرد علي السؤال بسؤال: "لماذا تتوقع منا ان نكون مختلفين عن الناس الاخرين؟" "تذكر الوجع الذي خرج به ناس برلين. المانيا لم تشف منه بين عشية وضحاها". المانيا، مثل لبنان، ظلت محتلة لسنوات بعد انتهاء الحرب. احتلال لبنان عسكريا بشكل رسمي بواسطة الجيش السوري في الشمال والجيش الاسرائيلي في الجنوب قد يكون انتهى، ولكن لم يدعها احد من محتليها السابقين وحدها بعد. حان الوقت لكليهما حتى يسحبا تدخلهما بالضبط كما سحبا جيوشهما. ولكن من سوف يرغمهم على فعل ذلك؟"

لبنان قطعة واحدة على رقعة شطرنج، ومصيرها لا يتقرر في معزل عن باقي الاحجار. سياسات سوريا واسرائيل تملك الاثر الاكبر مما تملكه قرارات زعماء لبنان المنتخبين. كلا الجاران – ربما هو اسوأ مطلب تطلبه بلد ما – يمتلكان رؤية للبنان الذي يريدانه. تفضل سوريا لبنانا تستطيع اختيار رئيسه، وبرلمانه، ورئيس وزراءه، ومجلس وزراءه. اسرائيل تريد تخليص لبنان مما هو دون أي شك اكثر احزابها السياسية شعبية، حزب الله. ولسوف تحب ايضا ان تجد رئيسا للجمهورية مطيع وموال للامريكيين وحكومة من النوع الذي حاولت زرعه بالقوة سابقا في عام 1982.

لذا، ماذا تستطيع الولايات المتحدة صنعه؟ استطيع ان انبئكم بما فعلته في الماضي. في 1976، وافق وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر على الاحتلال السوري للبنان. في 1982، شجع ال هيج، خليفة كيسنجر، الغزو الاسرائيلي. ثم، في 1990، وزير خارجية امريكي اخر، جيمس بيكر، اعطى الضوء الاخضر للجيش السوري حتى يعود الى المناطق اللبنانية التي استبعد منها في 1982. لا تستطيع سوريا ولا اسرائيل دخول لبنان دون موافقة امريكية. املاء امريكي يستطيع ايقاف كلاهما خارج لبنان، لو اعتنت امريكا لهذه الدرجة بلبنان كما يدعي سياسيوها.

الحل الوحيد لمشكلة لبنان هو الحل لمشكلة سوريا واسرائيل – اضافة الى ايران، كما هو الوضع الان – وهو عدم التدخل في شئون لبنان الداخلية. اعترف العديد من اللبنانيين في 2005 بفضل الدعم الامريكي والفرنسي لقرار الامم المتحدة رقم 1559 الذي اجبر السوريين على الانسحاب. لم يمتد اعترافهم بالفضل مع ذلك الى شكر امريكا على سماحها – عمليا، وعلى تحريضها – بالهجوم الاسرائيلي الذي دام اربعة وثلاثين يوما على البلد في شهريي يوليو واغسطس الماضيين. ولا هم شاكرون ايضا للانتهاكات المستمرة من سلاح الجو الاسرائيلي لمجالهم الجوي الاقليمي. الولايات المتحدة، سواء اقرضها مساعدها الروحي المطيع دعمه الخطابي ام لا، تستطيع ان ترسم بعض الخطوط الحمراء: لا يجب السماح لأي من اسرائيل او سوريا باستخدام الاخر كذريعة لللعب مع لبنان. تستطيع الولايات المتحدة ان تأخذ خطوة ابعد وتقدم رعايتها لمعاهدة بين اسرائيل وسوريا حول مرتفعات الجولان المحتلة.

يترنح الشرق الاوسط من ازمة الى اخرى – غالبا ما تكون على ارض لبنان الخصبة – لأنه لا احد في واشنطن لديه الحكمة او التكامل في الرؤية لفرض سلام يعطي الفلسطينيين مكانا للعيش مستقلين ويعطي لاسرائيل الفرصة لان تلعب دورا ما اكثر اهمية من كونها قوة عسكرية عظمى محلية. عندما يتوقف الجندي الاسرائيلي عن اجتثاث شجر الزيتون في الضفة الغربية ويتوقف عن حماية المستوطنيين في الجولان، لن يعيش اللبنانيون في خوف من ان شخص ما سوف يدفعهم الى الحرب مرة اخرى.

عاش تشارلز جلاس في لبنان من 1972 الى 1976 ومن 1983 الى 1995. عمل كبير مراسلي شبكة ايه بي سي نيوز في الشرق الاوسط، واختطفه حزب الله في عام 1987. كتابه الجديد عن الشرق الاوسط هو القبيلة المنتصرة، والجبهة الشمالية. موقعه على الانترنت: http://www.charlesglass.net



#تشارلز_جلاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تشارلز جلاس - الحرب من اجل الاخرين