|
طوفان الأقصى 346 - أهداف إسرائيل – الجزء الثاني 2-2
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 00:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
فاليري كوروفين كاتب صحفي وباحث سياسي وناشر ومحرر مدير مركز الخبرة السياسية نائب رئيس مركز البحوث المحافظة في كلية علم الإجتماع بجامعة موسكو الحكومية صحيفة زافترا الالكترونية
15 سبتمبر 2024
الجزء الثاني
فقدان الميزة الأخلاقية
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أمضى الإيديولوجيون اليهود عدة عقود في خلق هالة الضحية حول اليهود، ونتيجة لهذا جعلوا الشعب اليهودي غير قابل للمساس. وقد منحت هذه الصورة للضحية اليهود مزايا هائلة، حيث سمحت لهم ليس فقط بإعلان دولتهم الخاصة في فلسطين، بل وأيضًا، دون أي اعتراض من بقية البشرية، بتقرير مصير أولئك الذين بدأوا في اضطهادهم من أجل مشروعهم المسياني. وفي وضع الضحية، وبعد اكتساب ميزة أخلاقية على هذا الأساس، اضطهد اليهود كل من تجرأ على انتقادهم بأي شكل من الأشكال، أو تحدث ضد مبادراتهم، بما في ذلك المبادرات السياسية، أو شكك في شرعية ظهور دولة إسرائيل وأفعالها اللاحقة، أو انتقدها، أو انتقد أي شيء يتعلق باليهود أو إسرائيل بشكل عام. إن اليهود أصبحوا ضحايا في نظر الإنسانية الغربية على وجه الخصوص، وذلك بفضل جهود الدعاية الإسرائيلية، حيث حصلوا على الضوء الأخضر لامتلاك فلسطين، بغض النظر عن حقيقة أن هناك شعوب أخرى لها هويتها وثقافتها وتقاليدها وإيمانها تعيش هناك، وأن دولاً أخرى لها مصالحها الخاصة تحيط بالغدر المسياني الذي يبنى على عظام وجماجم أولئك الذين عانوا.
لكن اليوم، بعد الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وتدمير المناطق السكنية بالمدنيين، والمستشفيات بالأطفال، والشيوخ والنساء العزل، ومحو منطقة بأكملها من فلسطين عن وجه الأرض، فقدت إسرائيل كدولة واليهود كشعب هذه الصورة للضحية.
إن إسرائيل اليوم هي واحدة من أكثر المعتدين غدراً وخطورة في تاريخ البشرية، تماماً كما يتحول أولئك اليهود الذين يؤيدون النظام السياسي الحالي في إسرائيل من ضحايا إلى معتدين خالصين، ويطبقون مبدأ المسؤولية الجماعية. وبموجب هذا المبدأ الوارد في العهد القديم، فإن جميع سكان فلسطين، من أصغرهم إلى أكبرهم، مسؤولون عن تصرفات جماعة حماس، دون أي تمييز أو تناسب.
من ناحية أخرى، نرى أن الدول الصديقة لروسيا، على سبيل المثال، إيران، التي تزود الجيش الروسي اليوم بطائرات بدون طيار مهمة للغاية وضرورية لخوض العمليات العسكرية في أوكرانيا؛ مثل سوريا، التي تعد حليفًا مباشرًا لروسيا في الشرق الأوسط؛ مثل لبنان، الذي كان له تقليديًا علاقات جيدة دائمًا مع الدولة الروسية منذ عقود عديدة، وكذلك دول عربية وإسلامية أخرى. ومن بين هذه الدول تركيا، التي تعارض بشدة العدوان الإسرائيلي في فلسطين وبالتالي تنتقل، بناءً على نهج واقعي، إلى منطقة العلاقات الحليفة والأكثر ودية مع روسيا. كل ما يتعين على القيادة التركية فعله هو إعادة التفكير بشكل صحيح فيما يحدث في دونباس، ومقارنة تصرفات الجيش الإسرائيلي والنازيين الأوكرانيين، والجيش الإسرائيلي والقوات الأوكرانية.
بعبارة أخرى، إلى جانب الفلسطينيين اليوم تلك الدول التي يمكن تسميتها، بدرجات متفاوتة، حليفة لروسيا ومعارضة للولايات المتحدة وإسرائيل؛ الحلفاء يساعدون روسيا في جهودها في الحرب مع الغرب في أوكرانيا. من المهم أن نؤكد هنا أنه لا ينبغي لنا ولا نستطيع أن نلوم جميع اليهود - اليهود كشعب – على الجرائم التي ارتكبها النظام الإسرائيلي الحالي، وذلك لأن ليس كل اليهود متضامنين مع مثل هذه الأعمال العدوانية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية الحالية والجيش الإسرائيلي. بين اليهود، هناك، على سبيل المثال، التقليديون، أولئك الذين يلتزمون باليهودية الأرثوذكسية، وليس بالمبادئ العلمانية للدولة القومية الإسرائيلية (دولة-قومية). مثل هؤلاء اليهود التقليديين، المصلين الذين يكرسون حياتهم لخدمة الله، لا يمكنهم بالطبع دعم مثل هذه الأعمال اللاإنسانية. ولهذا السبب يجب علينا التمييز بين هؤلاء اليهود التقليديين والمؤمنين واليهود وأولئك الذين هم اليوم شركاء للنظام السياسي الإسرائيلي الحالي، الذي يتصرف بشكل عدواني وغير متناسب وبقسوة شديدة تتجاوز حدود أي إنسانية. في الوقت نفسه، يعرض النظام السياسي الحالي في إسرائيل جميع اليهود للخطر، بما في ذلك أولئك الذين لا يتماهون معه. وهذا ليس مبالغة. إن تطبيق مبدأ المسؤولية الجماعية تجاه الفلسطينيين وسكان قطاع غزة من قبل النظام الإسرائيلي الحالي يعرض يهود العالم أجمع للخطر. فإذا ما تم تحميل جميع سكان قطاع غزة المسؤولية عن الجرائم التي ينسبها إلى نشطاء حماس، بغض النظر عما إذا كانوا على صلة بحماس أم لا، فإن نفس مبدأ المسؤولية الجماعية قد يعود إلى اليهود أنفسهم. وسوف يكون هناك تهديد بأن يتعرض جميع اليهود في جميع أنحاء العالم للاضطهاد، بغض النظر عما إذا كانت لهم أي صلة بجرائم النظام الإسرائيلي الحالي أم لا.
بعبارة أخرى، فإن مبدأ المسؤولية الجماعية الذي تطبقه الحكومة الإسرائيلية تجاه كل الفلسطينيين، ومعهم كل المسلمين، يمكن أن يرتد ضد كل اليهود بنفس الطريقة. وفي هذه الحالة، ستكون الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن معاناة كل اليهود، بما في ذلك أولئك الذين لا يربطون أنفسهم بهذه الحكومة في أساليبها اللاإنسانية.
إن حجة إسرائيل بأكملها بأن تدمير قطاع غزة هو رد على عمل حماس في 7 أكتوبر 2023، لا تصمد أمام النقد، سواء قانونيًا أو أخلاقيًا. ولو فقط لأن الصراع الذي بلغ ذروته بمحو قطاع غزة من على وجه الأرض لم يبدأ في 7 أكتوبر 2023، تمامًا كما لم يبدأه الفلسطينيون. هذا الصراع مستمر منذ عقود عديدة، وبدأ عندما بدأ اليهود ليس فقط في الهجرة إلى فلسطين وإقامة مستوطناتهم هناك، بل بدأوا أيضًا في التصرف بعدوانية شديدة، باستخدام القوة العسكرية المفتوحة لتحقيق مصالحهم.
ولنتذكر أن إسرائيل التي قامت من العدم بين الأغلبية العربية الإسلامية استخدمت القوة العسكرية في عام 1967 للاستيلاء على مرتفعات الجولان التي هي جزء من دولة سوريا، ولم تعيد هذه الأراضي إلى يومنا هذا. إن مرتفعات الجولان تظل قانونياً أرضاً سورية، ولها أهمية استراتيجية كبيرة وأهمية قصوى في مجالي المياه والزراعة، وهذا ما يعترف به الجميع باستثناء إسرائيل. ولكن لا أحد يجرؤ على محاسبة إسرائيل، تماماً كما لا أحد يجرؤ على إجبارها على إعادة الأراضي الشرعية لسوريا. حسناً، كيف يمكن أن نجبر مثل هذه "الضحية"، كيف يمكن ...؟!
بينما إسرائيل نفسها – وهي واحدة من أكثر الدول عدوانية على هذا الكوكب، - مستغلة وضعها كـ"ضحية"، استولت على العديد من الأراضي الأخرى في فلسطين بالقوة العسكرية الغاشمة، متجاهلة الخسائر المدنية وغير مبالية عموماً بالعرب، وكأنهم غير موجودين هناك أو كأنهم جزء من الطبيعة الحية التي يجب بالتأكيد استعبادها حسب أفضل تقاليد المستعمرين الغربيين. وهذا ما يحدث منذ عقود طويلة: بالقوة العسكرية، وبكل وقاحة وغطرسة، مع استبعاد سكان هذه المنطقة بأكملها وعدم الالتفات إلى مصالحهم. أي أن ما فعله الفلسطينيون في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ليس إلا جزءاً صغيراً، أو على الأقل نوعاً من الرد، بعيداً كل البعد عن التناسب مع الأعمال العسكرية العدوانية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ إعلان قيام إسرائيل في فلسطين في منتصف القرن العشرين.
مقارنة بأفعال إسرائيل، فإن الاحتجاجات الفلسطينية ليست سوى رد رمزي، تم تنفيذه من أجل لفت الانتباه إلى الفوضى المستمرة منذ عقود، والتي، لسبب ما، لا ينتبه إليها أحد في العالم الغربي.
واقعية بوتين: رد الفعل الروسي المحتمل
الآن دعونا نلخص تقييم ما يحدث في فلسطين من وجهة نظر النهج الواقعي، والذي، كما قلنا بالفعل، يتمسك به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من ناحية، لدينا الفلسطينيون، الذين تبني بلادنا معهم علاقات منذ عقود عديدة منذ عهد الاتحاد السوفياتي، وكذلك حلفاؤهم في شكل إيران وسوريا ولبنان ودول عربية أخرى صديقة لروسيا. واليوم، تبني روسيا بشكل متزايد علاقات ثنائية مع كل هذه الدول، ومعظمها يدعم روسيا في صراعها الحالي مع الولايات المتحدة والغرب.
من ناحية أخرى، نرى دولة إسرائيل، التي زودت الجانب الأوكراني بالأسلحة حتى قبل العدوان على قطاع غزة، والتي يتواجد خبراؤها في منطقة العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا، والتي استخدم نظام كييف النازي تكتيكاتها تجاه دونباس وقادة ميليشيات دونباس طوال هذه السنوات. بالإضافة إلى ذلك، تقسم الحكومة الإسرائيلية الحالية الولاء للولايات المتحدة الأمريكية – كل ذلك من أجل الحصول على الدعم المالي، بما في ذلك الدعم في شكل أسلحة، والتي يتم ارسالها، مما يؤكد بشكل أكبر على علاقات التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة.
بدورها، تعد الأخيرة حاليًا العدو الرئيسي لروسيا، وكما هو معروف، خصمها الجيوسياسي الرئيسي، مما يتسبب في مشاكل هائلة لروسيا في المجالين الأمني والاقتصادي، وفرض عقوبات اقتصادية لا حصر لها وتزويد النظام الأوكراني بالأسلحة.
لا يجب أن تكون محللًا سياسيًا لمقارنة أحدهما بالآخر باستخدام صيغة "صديق عدوي هو عدوي".
بالطبع، كانت الأحداث التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 مفاجأة للحكومة الروسية. وفي الوقت نفسه، هناك في عالم اليوم حالة من الانتهاك الكامل للقانون الدولي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي داست على نفس القانون الدولي عدة مرات على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأدخلت بشكل أساسي مبدأ: القوة هي الحق.
أي أن الأميركيين هم الذين دمروا نظام الأمن الدولي الذي كان قائماً لعقود عديدة في عهد الاتحاد السوفياتي، والذي كان يضمن احترام القانون الدولي. ولكن الآن انتهى الاتحاد السوفياتي، ودُمر العالم ثنائي القطب، ولم يعد القانون الدولي يُحترم، وكل من يملك السلطة يستخدمها وفقاً لتقديره الخاص، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وحلفاؤها. ولا أحد يستطيع محاسبتهم. أي أن الولايات المتحدة خلقت في الجوهر أجواء من الفوضى. وهذا أمر مفهوم جيداً من قبل وزارة الخارجية الروسية والإدارة الرئاسية والكرملين.
لقد تحدث الساسة الروس عن هذه المسألة أكثر من مرة، وانتقدوا نظام "القواعد الأميركية" المفروضة على العالم، والتي أنشئت من جانب واحد بدلاً من القانون الدولي، والذي تغيره الولايات المتحدة وفقاً لتقديرها الخاص، وتضرب من تشاء. على سبيل المثال، تضرب الطائرات البريطانية والأمريكية اليمن.
من الواضح أن القيادة السياسية الروسية منغمسة للغاية في الوضع الأوكراني لدرجة أنها لا تستطيع متابعة ما يحدث في اليمن عن كثب. إننا لم نتوصل بعد، من خلال التصريحات النادرة وردود الأفعال المتفرقة، إلى تشكيل موقف لا لبس فيه وواضح ومتماسك بشأن هذه القضية. ولكن من الواضح بالفعل أن اليمن، والحوثيين على وجه الخصوص - ينزعون الوهم عن قوة الولايات المتحدة، التي أصابت أغلب دول العالم بالذهول حتى الآن.
إن العولمة أحادية القطب، التي عانت منها روسيا والصين ودول أخرى بشكل خطير للغاية، كانت مبنية على الإيمان بالقوة الأميركية. والاقتصاد المتمركز حول أميركا، والذي يقوم على الدولار كعملة احتياطية عالمية، والذي يظل كذلك طالما أن الجميع يؤمنون بسيادة الولايات المتحدة، يقوم على نفس الإيمان بالقوة الأميركية، كما يقوم على الإيمان بتفوق آلتها العسكرية. واليوم اهتز هذا الإيمان. لقد تصور الجميع أن أميركا لا يمكن المساس بها ولم يجرؤ أحد حتى على تخيل أنه يمكن تحديها بأي شكل من الأشكال.
وهنا كانت المفاجأة. إن اليمن، التي كانت تعتبر في الغرب دوماً دولة من دول العالم الثالث، وليست الدولة الأكثر أهمية وقوة، ولكن بكل يسر وسهولة، تقصف السفن والمنشآت والقواعد العسكرية الأميركية على أراضي حلفاء أميركا، دون أي حرج. وبسبب هذا، تتكبد واشنطن خسائر فادحة في سمعتها، ويتحول الإيمان بالقوة الأميركية إلى تشكيك في الأخيرة. ويرى الجميع أن الأميركيين يمكن أن يُهزموا بل وينبغي أن يُهزموا، وأنهم ليسوا "الأمة الأكثر استثنائية"، بل أناس عاديون لديهم نقاط ضعف ومخاوف وعيوب.
في الواقع، خسر الأميركيون معظم الحملات العسكرية التي شاركوا فيها بشكل مباشر. وحققوا انتصارات عسكرية، كقاعدة عامة، بمساعدة الخسة والضربات الصاروخية من مسافة بعيدة، واثقين من الإفلات التام من العقاب. لا أحد يعرف، قد يصبح الحوثيون قدوة لغيرهم . خاصة إذا ساعدهم شخص ما.
في هذه الظروف، عندما يكون الإيمان بالقوة الأميركية، وبالتالي التفوق، معلقًا بخيط رفيع، من المفيد للغاية لروسيا أن تدعم الحوثيين. لكن لا يزال من المفيد القيام بذلك بشكل غير مباشر. طالما أن الصراع الأوكراني مستمر، يجب على روسيا تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو. لكن هذا لا يعني أنه لا توجد طرق أخرى لضرب الولايات المتحدة. لا شيء يمنع الجانب الروسي، وفقًا لـ "قواعد" الولايات المتحدة نفسها، من توريد الأسلحة للحوثيين، والقيام بذلك من خلال دول ثالثة، على سبيل المثال، من خلال إيران أو دول وسيطة أخرى.
أولاً وقبل كل شيء، الصواريخ الأسرع من الصوت – قاتلة حاملات الطائرات، والتي ستكون ردًا جديرًا بالاهتمام. وبعد كل شيء، إذا كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تزود أوكرانيا بالأسلحة بهدوء، فلماذا لا تزود روسيا أسلحة مختلفة لأولئك الذين يتحدون الولايات المتحدة وحلفاءها في الشرق الأوسط، بما في ذلك الميليشيات الفلسطينية المعارضة للإبادة الجماعية الإسرائيلية للمدنيين. وهذا رد متناسب تمامًا على أعداء روسيا الذين يدعمون أوكرانيا.
بعبارة أخرى، إذا كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط، إسرائيل، تزود أوكرانيا بالأسلحة، فإن روسيا قد تدعم خصومهم في الشرق الأوسط من خلال توفير المعدات العسكرية والأسلحة اللازمة، سواء الفلسطينيين أو الدول العربية والإسلامية الأخرى التي تربطها علاقات تحالفية بالفلسطينيين. ولماذا لا تدعم الحوثيين، الذين يمزقون اليوم بمفردهم تقريبًا الإيمان بعدم القدرة على هزيمة الآلة العسكرية الأمريكية ؟ وإذا تم منحهم بضعة صواريخ تفوق سرعة الصوت مثل "براما"، فنظرًا للسهولة التي يقصف بها الحوثيون الأهداف العسكرية الأمريكية، فلن يتبقى أي أثر للهيمنة الأمريكية في المحيط الهندي، حيث لا يوجد الكثير من حاملات الطائرات.
وبناء على سياسة بوتين الواقعية والقدرة الروسية الشاملة على حل المشاكل الأمنية في أي مكان في العالم، فمن الممكن التنبؤ تحليليا بسلوك الجانب الروسي فيما يتصل بالوضع في قطاع غزة.
تطوير العلاقات مع إسرائيل ودعمها - أم أن دعم روسيا سيوجه لمساعدة حماس؟ بالنظر إلى أن الصورة الأخلاقية للفلسطينيين اليوم أعلى بكثير من السلوك غير الأخلاقي والقاسي لإسرائيل وحلفائها، والذي كان دائمًا ذا أهمية كبيرة لفلاديمير بوتين. الجواب أصبح واضحًا.
اليوم، لا جدوى من دعوة الجانب الإسرائيلي إلى وقف الحرب ، لأن مهمة إسرائيل، بناءً على تقييم ما يحدث، ليست تحقيق السلام، بل تدمير قطاع غزة جسديًا ومحوه عن وجه الأرض مع جميع سكانه. أو على الأقل إثارة هجرتهم الجماعية من هناك من أجل فرض سيطرتها الكاملة على أراضي قطاع غزة ودمجها في دولة إسرائيل. هذا هو هدف الحكومة الإسرائيلية اليوم، نظرًا لهدفها "المسياني" وحقيقة أنها ترى نفسها "شعب الله المختار". من وجهة نظرهم، يجب على الجميع الانحناء لهم. التفوق العنصري لليهود في نظرتهم للعالم واضح.
من غير المرجح أن تتمكن روسيا في حالتها الحالية من التأثير بطريقة أو بأخرى على هذا الموقف المتعصب والمهووس للقيادة الإسرائيلية الحالية. ولكن إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا، وحررت أراضيها من النظام النازي، ومن الوجود الأمريكي وحلف الناتو، فإن وزنها في التوازنات الدولية سيصبح أكثر أهمية بكثير. وستكون كلمة الجانب الروسي مهمة حقًا.
بعد النصر في أوكرانيا، قد تتصرف روسيا بثقة وإقناع كبيرين إلى جانب الفلسطينيين وتبدأ عملية تقليل تكاليف السياسة العدوانية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، وكذلك "الأمة الاستثنائية" الولايات المتحدة. علما بأن روسيا تدعم الآن بالاشتراك مع إيران الحوثيين في اليمن.
في الوقت نفسه، في ظل ظروف الحرب بين الغرب وروسيا، وفي روسيا نفسها، سواء بين النخب والشعب، تم استعادة الوحدة، والتي لم نشهدها منذ الحرب الوطنية العظمى. إن كافة الهيئات الحكومية تعمل بشكل منسق على أساس القانون والمبادئ العامة التي صاغها الرئيس، وكل من يعارض هذا الموقف العام للحكومة الروسية الحالية قد غادر البلاد منذ فترة طويلة أو يلاقي عقوبته. وفي ظل هذه الظروف من الانسجام الكامل بين الشعب والحكومة، يتم اتخاذ القرارات الرئيسية، وتحديد مسارات التنمية، واختيار الحلفاء، وإعداد رد مناسب على الأعداء.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألكسندر دوغين – على روسيا أن تدخل في صراع مباشر مع الغرب
-
طوفان الأقصى 345 - أهداف إسرائيل – الجزء الأول 1-2
-
ألكسندر دوغين - من يستخدم الأسلحة النووية أولا؟ روسيا في أوك
...
-
طوفان الأقصى 344 – إسرائيل تواجه تفكيك الدولة
-
طوفان الأقصى 343 – من الأزمة الرأسمالية إلى الإبادة الجماعية
-
انتصار ستالين السري - في الوثائق التي رفعت عنها السرية
-
طوفان الأقصى 342 – مشكلة إسرائيل
-
ألكسندر دوغين – الشعب الروسي والنخب الروسية
-
طوفان الأقصى 341 - حرب نتنياهو بلا نهاية
-
ليونيد سافين – هجوم 11 سبتمبر وحروب أمريكا في الشرق الأوسط و
...
-
طوفان الأقصى 341 - لماذا يجب أن أهتم بغزة؟
-
طوفان الأقصى 340 - إسرائيل المتوحشة – الجزء الثاني 2-2
-
الثقافة والأيديولوجية
-
طوفان الأقصى 339 - إسرائيل المتوحشة – الجزء الأول 1-2
-
طوفان الأقصى 337 – الحزبان في أمريكا يتنافسان في العداء نحو
...
-
طوفان الأقصى 337 – هل سيحقق وزير الأمن القومي الإسرائيلي نبو
...
-
لماذا يتم دفعنا لاقتحام بوكروفسك. ما حاجة الغرب إلى ذلك؟
-
طوفان الأقصى 336 – الحوثيون يحكمون البحر الأحمر الآن
-
الأقصى 234 – لا يوجد أي حجة منطقية أو أخلاقية لدعم إسرائيل
-
طوفان الأقصى 333 - الوضع في الشرق الأوسط مرآة العالم
المزيد.....
-
الكويت.. سقوط طائرة مقاتلة من طراز إف – 18 ومصرع قائدها
-
ولي عهد السعودية يلتقي وزير خارجية إيران
-
حبس أربعة مصريين وترحيل أجنبيتين لمشاركتهم في وقفة محدودة لإ
...
-
ولي العهد السعودي يستقبل وزير الخارجية الإيراني
-
يحيى السنوار: ورقة وقلم.. وسيلة المطلوب الأول لإسرائيل للتوا
...
-
طبيبة سورية وصيدلاني يمني وبناته من ضمن ضحايا قصف إسرائيلي ا
...
-
بسبب الخيانة.. القبض على مصرية في أستراليا قطعت زوجها وأخفت
...
-
عقب نشر صورة للسيستاني بقائمة اغتيالات إسرائيلية.. العراق: ن
...
-
بري يعلق على طبيعة تفويض -حزب الله- له بشأن مفاوضات وقف الحر
...
-
زاخاروفا: الغرب يعمل على خيارات تسوية النزاع الأوكراني
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|