|
تاثير مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الراي العام
سليمان الخنوشي
الحوار المتمدن-العدد: 8097 - 2024 / 9 / 11 - 02:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بالطبع يعد الإنسان كائن اجتماعي ولا يستطيع أن يعيش بمفرده، ولهذا الأمر فكان نجاح مواقع التواصل الاجتماعي هو نجاح كبير نتيجة لرغبة الإنسان في التواصل مع غيره، وبالتالي تعريف شبكات التواصل الاجتماعي لها أهمية كبيرة في الربط بين الإنسان والعالم الخارجي، وتعد عملية التواصل هي العملية الخاصة بالربط بينهم مما يساهم في أن يكون الإنسان على قدر كبري من التضافر والتعاون، وهذا ما يساهم في أن يكون للإنسان حياة سهلة للجميع تعد عملية التواصل الاجتماعي هي العملية التي يتم من خلالها الربط بين الإنسان والآخرين في المحيط الاجتماعي، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الجيران والأصدقاء والمعارف من أجل تحقيق مختلف الفوائد التي تفيد الإنسان على المستوى الشخصي وتفيد المجتمع بشكل كامل، بالإضافة إلى ذلك فإن عملية التواصل الاجتماعي يتم تحديدها نتيجة لاختلاف أنواعها ولاختلاف عمقها. فهناك العديد من الأمور التي يتم تحقيقها من خلال التواصل الاجتماعي ومنها العلاقة بين الإنسان والآخرين تتحسن بشكل ملحوظ، ويكون هناك العديد من العلاقات التي تساهم في كشف الإنسان لما بداخله، وتزداد أيضا ثقته بالآخرين مما يجعله على وعي بالعلاقات ممن حوله. ولا شك أن هذه الشبكات قد أدت إلى إحداث تأثيرات عدة على الرأي العام في مختلف دول العالم، فقد ساهمت هذه الأخيرة في اختصار المسافات الجغرافية والثقافية والمعرفية والسياسية بين فئات المجتمع الواحد مختلف المجتمعات، وظهور ما يسمى العولمة الفكرية بتقليص والبحث عن تواصل للمعارف فأصبح العالم كقرية صغيرة جدا ، من خلال الاختلال في البنى النفسية للرأي العام سواء ا بالإيجاب أو السلب لقد غد مفهوم الخطاب الرقمي للفاعلين الاجتماعيين على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى باهتمام شديد في عالم اليوم نظرا لما تسبب التكنولوجيات الرقمية في نشوء مجموعة جديدة من ممارسات التواصل بين الناس، وطرق جديدة لإدارة العلاقات الاجتماعية، وسبل إنجاز الأمور، طرق لها أن تتحدى منهجنا في التفكير، وفي الحب، والصداقة، والعمل، واللعب، والصحة واللياقة، والتعليم والأدب، والسياسة والمواطنة. وتمثل هذه الممارسات الجديدة أيضا تحديا أمام مناهج محللي الخطاب عند التفكير في النصوص، والنظر في التفاعلات الاجتماعية، بل وفي طبيعة اللغة ذاتها. ودليل ذلك أن إمكانيات الإعلام الرقمي في إنتاج نصوص متعددة الوسائط، تجعلنا نتشكك في نماذج التحليل التي تركز فقط على اللغة المكتوبة أو المنطوقة. إذ يتوفر داخل فضاءات الكتابة التفاعلية، مثل المدونات ومواقع الشبكات الاجتماعية، صور متباينة من التفاعل الاجتماعي غير ما نجده في الحوار وجها لوجه، وما نراه في النصوص المكتوبة التقليدية. كذلك تجعلنا ممارسات كالتعديل و”التوليف” نتشكك في وضعية المؤلف. بل ولابد من تكييف أدوات التحليل التي تهدف لدراسة الأبعاد الأيديولوجية للخطاب بحيث تعالج البيئات الخطابية التي تنتشر فيها مواضع السلطة انتشارا وتمتليء بأدوات رقابة وانضباط إيديولوجي أكثر مراوغة وتعقيدا. ان البحث في موضوع طبيعة القيم التي يستنبطها الخطاب الرقمي للفاعلين الاجتماعيين على وسائل التواصل الاجتماعي يكتسي أهمية بالغة بالنظر الى العلاقة البنيوية التي تربط الرأي العام بمواقع التواصل الاجتماعي تعود اليوم مرحلة الانبهار بالتقنيات الإعلامية والاتصالية لِتُخَيِّم بظلالها على أدبيات الإعلام والاتصال، واضعة من جديد البنائية الوظيفية منهجًا لتفسير مشهد التفاعلات المركَّبة الجارية على شبكة الإنترنت. لقد ظل هذا المشهد المتلاطم بالصراع والتغير السريع، صراع من أجل تحقيق الذات وتقرير الواقع، على امتداد عقود من الزمن صناعةً مُمَأْسَسَةً تتولى إدارتَها وسائلُ الإعلام التقليدية. فالصراع والتغير هما العنصران البارزان عند التفكير في الشبكات الاجتماعية. وسواء تعلَّق الأمر بالتدوين كأسلوب لسرد السير الذاتية والتسويق الفكري والأيديولوجي والسياسي والاقتصادي، أو بالتسريب الإعلامي كوسيلة لإفشاء خفايا وأسرار السياسات العالمية وفضح الانحرافات في إدارة الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، أو بشبكات التواصل الاجتماعي، على غرار تويتر وفيسبوك وماي سبايس وإنستاغرام...، فإن مقاصدَ الاستخدام للمواقع الاجتماعية برمتها، كَامِنٌ في التعبير الحر عن الرأي، أولًا وقبل كل شيء، والإسهام في مناقشة قضايا الشأن العام بما ينسجم ومزاج الفاعلين في عمليات التواصل، وكذلك في الصراع من أجل تشكيل الواقع عبر صناعة المعنى، وهي الصناعة المثيرة التي وصفها بودريار، وليوتار، ورواد النظريات النقدية، بـ"الصناعة المزورة للواقع".
#سليمان_الخنوشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطور مفهوم التنمية الى مفهوم التنمية المحلية
المزيد.....
-
خيام نازحين تحترق، وقتلى وجرحى في قصف إسرائيلي طال محيط مستش
...
-
غوتيريش يحذر من إمكانية -جريمة حرب- مع تزايد الاستهدافات الإ
...
-
حزب الله يتوعد بتحويل حيفا إلى كريات شمونة بعد هجومه -النوعي
...
-
-صدمت واشنطن-.. دبلوماسيان يعلقان على ظهور صورة السيستاني في
...
-
بعثة مشتركة تزود مستشفيَين في شمال غزة بالإمدادات
-
المتهم بمحاولة اغتيال ترامب -مصدوم- من التهمة الموجهة إليه
-
الخارجية الروسية: نقل الولايات المتحدة منظومات -ثاد- إلى إسر
...
-
دراسة مفاجئة عن عواقب شرب الحوامل للقهوة!
-
الحمض النووي يحل لغز مكان دفن كريستوفر كولومبوس
-
وزير الخارجية البريطاني يشارك في اجتماع للاتحاد الاوروبي لأو
...
المزيد.....
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
المزيد.....
|