-نداء موجه إلى الرأي العام العربي والإسلامي والدولي-
ما تزال رائحة حرق الجثث البشرية في الفران(المحارق النازية) ومناظر تلك المآسي شاخصة أمام أعين وفي مخيلة العقل البشري في كل أنحاء العالم..تلكم الصور المريعة التي هزت مشاعر الناس , مثلت قمة الحضارة والفكر النازي القومي الشوفيني المعادي للإنسانية في ألمانيا الهتلرية المندثرة.في حين يصمت العالم اليوم على جرائم بشرية موازية بل تتعدى جرائم النازية في عراق النظام الصدامي المندثر, عراق المقابر الجماعية.
اذ ومن حين استلام" البعث العفلقي-الصدامي" للسلطة السياسية في العراق عام 1963 وعام 1968 وحتى التاسع من نيسان عام 2003, بقي هذا "البعث العراقي" ونظامه الدكتاتوري التسلطي أمينا ومخلصا وحريصا كل الحرص على تطبيق مناقض لشعاراته الأساسية في " الوحدة والحرية والاشتراكية" التي شملت فلسفته الإجرامية في الحياة في كافة المجالات.
-فبخصوص شعار "الوحدة", فلقد تم تحقيقه عن طريق وحدة الملايين من ضحايا النظام الذين ينتمون إلى مختلف القوميات والأديان والمذاهب والأحزاب السياسية العراقية, والعربية ."وحدة" سبيلها, القمع والاضطهاد والتوقيف والقتل الجماعي.وحدة المقابر الجماعية..حيث امتزجت دماء العراقيين والكويتيين والمصريين والسوريين .. الخ كانت بحق "وحدة" السطو والغزو البربريين على البلدان العربية الشقيقة.
-أما بخصوص شعار "الحرية", فهنالك سجل كبير وحافل بالأعمال المرعبة "البطولية" " للبعث الصدامي" التي شملت كافة مجالات انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية,و لنبدأ بالوطن –العراق-, حيث استطاع "البعث العراقي" تحويل العراق من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ومن أقصى غربه إلى أقصى شرقه إلى سجن كبير.سجن يستباح به كل الحريات التي تدعم الأعمال الإجرامية , مثل , الاعتقالات الكيفية والسجن والاختطاف القسري والتهجير والتبعيث والتعريب وسياسة "تنظيف السجون" سيئة الصيت, وحمامات الإعدامات الأخرى خارج نطاق القانون واحتكار الصحافة والإعلام وكل المرافق الحياتية في عموم العراق.هكذا كان يفهم "البعث الصدامي" الحرية, منطلقا من فكره القومي الشوفيني.
-اما "شعار الاشتراكية" ..وكيفية فهمه و تطبيقه من قبل "البعث الصدامي" فهو يعني تحديدا:
إفقار وتجويع وإذلال عموم الشعب العراقي.. بناء القصور الضخمة على أشلاء وجماجم الضحايا,(6500 طفلا عراقيا كانوا يفارقون الحياة بسبب شحة الدواء والنقص الحاد في المواد الغذائية شهريا).
لقد تم اكتشاف العشرات من "المقابر الجماعية""الاشتراكية" الموزعة في مناطق مختلفة في أنحاء العراق,في بغداد والبصرة والنجف والحلة وأبو الخصيب والبصرة وديالى وفي مناطق عديدة من كردستان العراق والتي تحوي على عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات العراقيين ومن مختلف الأطياف المكونة للمجتمع العراقي. هذه هي اشتراكية "البعث الصدامي"بمفهومها القومي الشوفيني.
كل هذا يعكس بوضوح ويمثل قمة ثقافة وحضارة "الفكر البعثي العفلقي- الصدامي" وأيديولوجيته القومية الشوفينية الدموية التي تتطابق والأيديولوجية النازية التي أجرمت بحق الإنسانية والبشرية.(50 مليون ضحية).
من هنا تأتي دعوتنا, نحن ممثلي "حركة المجتمع المدني العراقي" في ألمانيا الموجهة إلى الرأي العام العربي والإسلامي والدولي , والى منظمات حقوق الإنسان العاملة في كل مكان إلى:
*الكشف الكامل على مجمل انتهاكات حقوق الإنسان التي اقترفها النظام البائد, في حلبجة/الأنفال/تنظيف السجون , أدوات وأساليب التعذيب المختلفة(المثارم البشرية وأحواض الحوامض القاتلة الخ.), عدد وطبيعة المواقف والسجون, بالإضافة إلى ما جلبته المقابر الجماعية المنتشرة في أنحاء العراق وما ستجلبه من أدلة وافية مستقبلا.
*العمل على توثيق كل ذلك في سجلات مخصصة لها واعتبارها براهين دامغة ضد المسؤولين العراقيين في مجرى محاكماتهم القادمة.
*تشكيل محكمة عراقية/دولية مشتركة في الوقت الحاضر لمحاكمة جميع المسؤولين عن اقتراف تلك الجرائم والانتهاكات.ولتبدأ عملها فورا بمحاكمة المسؤولين العراقيين الذين تم القبض عليهم مؤخرا, لان ذلك يمثل عامل ضغط سيكولوجي على المجتمع العراقي والإنسان العراقي نفسه عندما يرى ويسمع اعترافات هؤلاء المجرمون وما اقترفت أيديهم من جرائم خلال ال35 سنة من حكمهم الدموي, مما سيردع الكثيرين من المضللين بهم الناشطين حاليا بالأعمال التخريبية والإرهابية في العراق.
* يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية السياسية/الإنسانية/الأخلاقية أمام الأجيال البشرية حاضرا ومستقبلا.فالصمت على هذه اللوحة المرعبة من "المقابر الجماعية" التي تمثل اكبر الجرائم الحديثة ضد العنصر الإنسان وضد الإنسانية نفسها, إنما يعبر عن انتكاسة حقيقية للقيم الحضارية (السماوية والدنيوية), وهي في الوقت نفسه انتكاسة للإنسانية جمعاء.
إننا ندعو إلى تنظيم حملة عالمية تعني بموضوعة "المقابر الجماعية" في العراق والعمل على نشر تفاصيلها في
جميع أنحاء العالم عن طريق الندوات والوسائل الإعلامية الكثيرة المتوفرة,والعمل على أخذ الدروس والعبر منها كي لا تتكرر مثل هذه التراجيديات الإنسانية حاضرا أو مستقبلا على أية بقعة كانت في هذه الأرض الطيبة الواسعة مطلقا.
كما وندعو إلى مساندة ومساعدة الشعب العراقي في سعيه الدؤوب من اجل بناء المجتمع المدني/الدستوري/الديمقراطي/الفدرالي في دولة المؤسسات والتعاقد الاجتماعي والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولنقبر والى الأبد الأفكار والسياسات القومية الشوفينية وكافة الأنظمة الشمولية الاستبدادية في العالم,
من اجل أن تنتصر الأفكار والقيم الحضارية/الإنسانية في عالم يسوده الرخاء الاجتماعي و السلام العادل...
حركة المجتمع المدني العراقي/ألمانيا
1/7/2003