أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - الشيوخ أعلم .... يا جهلة !














المزيد.....

الشيوخ أعلم .... يا جهلة !


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
"من رأى منكم منكراً، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". حديث نبوي يتحول بين أصابع يد المطوع (الوهابي) إلى عصا غليضة، تنهال على رأس من لا يشبهه شكلاً ومضموناً. يئتزر المطوع (أو المطوعة) سلطته الإلهية أينما حل وارتحل...في البيت...في العمل...في الشارع...في الأسواق...في البراري...وفي المنتديات الألكترونية. بضع كلمات تمنح من أرخى شعر ذقنه، ومن تسربلت بسواد فاحم سطوة فوق بشرية. المنكر، ذلك المفهوم الهلامي الرخوي، لا يتوقف عن الزحف على مساحة الممكنات، ولا من قضم حدود المسموحات، ليجعل من الحياة أضيق من خرم أبرة . إنه أشبه بكرة من الثلج التي تكبر وتكبر، كلما واصلت التدحرج على منحدر الزمن ساحقة في طريقها مباهج الحياة ونظارتها. بحضورهم تنقلب القاعدة الفقهية القائلة بإن الأصل في الأشياء الإباحة رأساً على عقب. وياليتهم حينما يعيشون بين مقابر التاريخ يتركوننا وشأننا، بل تراهم يشدونا بأيديهم، فإن لم يستطيعوا فبألسنتهم، أما القلب فهذا مما لا يكفيهم، فالمؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف، أليس كذلك؟

-2
قبل شهور مضت، هاجت وماجت فئة منهم (يقال دوماً أنهم قلة) وعلى نحو هيستيري لإفشال ندوات ثقافية أقيمت على هامش معرض الكتاب بالرياض. جن جنونهم لرؤية شخصيات سعودية مثقفة لا تتقاطع مع توجهاتهم الظلامية تضيء ليال الرياض الكئيبة والتي لا ينعق فيها إلا تلك الغربان الوهابية وعبدة الموتى. لم يكتفوا بالصراخ ولا بالتهليل ولا بالتكبير ولا بالمقاطعة ولا بالسب ولا بالشتم، بل تحركوا لضرب المتحدثين والاعتداء الجسدي عليهم، ولولا تدخلات رجال الأمن لسالت دماء.
وقبيل أسابيع قليلة انصرمت، أحيت كلية اليمامة والمؤمنة بدورها التنويري والتوعوي أسبوعاً ثقافياً لم تعتد عليه بلاد الحرمين المجدبة، والتي ينظر القائمون عليها لمثل تلك المناسبات بعين ملئوها الشك والريبة. في إحدى الأمسيات، وبينما كان الدكتور الليبرالي عبدالله الغذامي يشخص مواطن الخلل والتلف في العقل العربي، انتفض المخربون، أو كما وصفهم مشاري الذايدي بالإرهابيين إلا ربع، بصفاقتهم وحماقتهم مقاطعين وصائحين وشاتمين. كان الرجل يتحدث عن انتكاسة قيم التسامح والإخاء داخل المجتمعات العربية أمام تنامي التيارات الأصولية والنزعات الطائفية، مستشهداً بالحالة العراقية إذ كان المسلم يصاحب المسيحي، والشيعي يصاهر السني. هنا بدا صراخهم المصحوب بعبارات التكبير يعلو: هذا حرام...هذا لا يجوز (!) كان واضحاً من البدء أنهم يبغضونه كما يبغضون تركي الحمد وخالد الدخيل وقينان الغامدي وغازي القصيبي وكل صوت تنويري، لذا فقد جاؤا كي يخرسوه ويمنعوه من وصف داء هذا العقل ومن وصف الدواء الشافي. وفي أمسية أخرى، وبينما كان الشاعر الحداثي علي الدميني يوزع قبلاته الافتراضية على أصدقاءه وصديقاته في قصيدة شعر حداثية، يكفرونها ويكفرون أصحابها من الأصل، حتى صاحوا في وجهه: هذا فسق...هذا فُجر (!)
وفي أمسية أخرى، وبينما كانت ممثلو مسرحية "وسطي بلا واسطة" يقدحون شرارة ضحكات صافية في صدور الحاضرين، حتى انقضت فرقة الكوماندوز الوهابية بكل بربرية على خشبة المسرح ليشتبكوا مع الممثلين ورجال الأمن والحاضرين في مشهد بائس قلما تراه في مكان آخر من هذا العالم. أهي خصوصيتنا السعودية...يبدو ذلك ! بدا من مقاطع البلوتوث المتبادلة أن أفراد الفرقة الوهابية كما لو تم تسمينهم وإدخارهم لمثل تلك المناسبات. لقطة تشتبك معالمها مع الصور الكابوسية لأفراد ميليشا الأخوان المسلمين والتي كشف النقاب عنها مؤخراً. حقاً، فتلك الجماعات تربي أعضاءها فكريا، ونفسياً، وجسدياً حتى إذا ما دنت ساعة الصفر للإنقضاض على كراسي الحكم حتى كانو في أتم جهوزية واستعداد.

-3-
ليس غريباً أن تبرز علامات جنون البقر على تلك القطعان الوهابية كلما سمعوا بنشاطات فنية ومحافل ثقافية، وليس عجيباً أن يصابوا بالهلع لرؤية حجر صغير يسقط في ماء هذه البلاد الآسن. إن من يهاب تمزيق شرنقة الماضي، ويتعلم أن ما خلفه لنا السلف هو الخير كله، وأن ما حمله طمي المد الثقافي العالمي هو الشر كله، لا ريب أن يعتقد واهماً أنه وحده من يملك ناصية الحقيقة المطلقة. لا لوم على هؤلاء الشباب المتعصب الذين لا يرون في الفلسفة إلا زندقة، ولا يرون في الموسيقى إلا مزمار الشيطان، ولا يرون في التمثيل إلا مجون، ولا يرون في الرقص إلا ابتذالاً. ولا لوم على شيوخهم الذين يبرمجون عقول مريديهم من أجل خدمة أجندتهم ومشروعاتهم الآنية والمستقبلية. لكن اللوم كل اللوم على الحكومة التي ما فتئت تفوت الفرصة تلو الأخرى لتحجيم هذا التيار المتطرف واقتلاع أنيابه، إن لم يكن بقصد تخليص أفراد الشعب من براثن التطرف الأعمى فعلى الأقل لحماية العرش من أن يطاح به. لقد فهم هؤلاء المتشددون من المواقف اللينة للحكومة وردود الفعل الخائفة من الشعب أن الطريق سالكة لشن مزيد من الغزوات المباركة، لهذا فسوف يزحفون في المرات القادمة، في تحدي سافر لإرادة الحكومة من أجل إبقاء هذه البلاد رهناً للفكر الوهابي الجامد، ولا عزاء للحالمين بالخروج من هذا السجن الكبير.



#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتاك حديث البطاطا التي أسلمت؟
- هل عرفنا الله بالعقل؟
- حتى الاقتصاد اختطفوه
- عندما -طاش- المعتدلون
- ثقافة العرب الشفهية: الوهم...السحر...والجهل
- وهابيات يومية
- لماذا فشلنا في كأس العالم؟
- الرأس إلى الأسفل والقدمان إلى الأعلى
- إيمان لا يبصر لكنه يقطع
- دور السياسي والديني في تخلف الثقافة العربية
- نعم...مازال الإنسان في مرحلة التعددية الإلهية
- تعالوا نشتم أمريكا
- حمائم غاندي ومانديلا أم صقور بن لادن والزرقاوي؟
- القانون في مواجهة المقدس والعرف.
- الثوابت في خطر
- يا للغرابة! أنا لا أكره الشيعة ولا أمقت النساء
- اللون الأحمر وثيران الهيئة
- عندما ينقلب السحر الدنماركي على أهله
- أحاديث كاذبة ولكنها مبجلة
- أطلقوا الله من أسره


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - الشيوخ أعلم .... يا جهلة !