عبدالسلام زيان
الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 06:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أتوجه بالشكر للأخ يوسف ليمود على كل ما يقوم به من أجل تصحيح النصوص .
أذكر القارئ بأن الأوبانيشاد يكتب عنهم لأول مرة في التاريخ العربي .
أينما نظرت أجد أفكاركم أيها الحكماء ..
سواء ننظرالى طاليس أو أرسطو أو إبن رشد أو الغزالي أو الحلاج أو إبن تيمية أو إبن سينا أو شوبنهاور ..الخ نجد أفكار الأوبانيشاد
تايتيريا
بسبب جهله يظن الإنسان أنه الغشاء المادي لذاته الحقيقية , لكنه عندما يرتفع ويكتشف الحقيقة يصير واحد مع البراهمن الذي هو السعادة النقية
أووم
عسى أن تهبنا مترا الهدوء
عسى أن يهبنا فارونا الهدوء
عسى أن يهبنا أريامان الهدوء
عسى أن تهبنا إندرا الهدوء
عسى أن يهبنا بريهاسباتي الهدوء
عسى فيشنو الذي يتوغل قي كل شيء أن يهبنا الهدوء
الحمد للبراهمن
الحمد لك , منبع القوة
يقينا أن البراهمن ظاهر للعيان
عنك أريد أن أتكلم
بأفكاري أريد أن أبشر بأنك الحقيقة
بشفتي أريد ان أبشر بأنك الحقيقة
عسى أن تحميني الحقيقة
عسى ان تحمي الحقيقة معلمي
عسى أن تحمي الحقيقة كلينا
عسى أن تصل المعرفة كلينا
عسى نور البراهمن أن يبرق لكلين
ا
أنت البراهمن واحد مع لفظة أووم الموجودة في كل الكتب .. مقطع الكلمة القوي الذي هو منبع وأم كل الأصوات
إجعل مني شخصا قوياً بحكمتك الأصلية
عسى ان أعيش وأشعر باللاموت
عسى أن يكون جسمي قوياً وكاملا
عسى ألا تسمع أذني إلا حمدك وتمجيدك
لفظة أووم يقينا هي صورة لحواسك
عن طريق هذه اللفظة يمكن للإنسان أن يشعر بك
أنت بعيد عن كل فهم منطقي
أكرمني لكي لا أنسى ما قرأته بالكتب
انت سبب السعادة والبهجة والرخاء .. تعالي إلي يا إلهة الرخاء واغمريني برخائك
يا إلهة الرخاء اغمريني ببركتك
عسى الذين يفتشون عن الحقيقة أن يجتمعوا حولي
عسى أن يأتوني من كل مكان وعسى أن أتمكن من تعليمهم كلماتك
عسى أن أكون ممتازا بين البشر
عسى أن أكون أغنى من كل الأغنياء
عسى أن أتوغل فيك .. يا رب
عسى أن تكشف نفسك لي
عندما ألمسك أصير طاهرا , أيها الحاكم للأشكال المختلفة
أنت ملجأ كل من سلم نفسه لك
إكشف نفسك لي
إني ألتجئ إليك
أنت الرب , لا تموت , تشع نفسُك بأشعة من ذهب
انك بلوتس كل قلب
وسط القلب تكشف نفسك لكل من يسعى للقائك
كل من يعيش بك يصير ملكا على نفسه ويسيطر على أفكاره
يسيطر على كل كلمة ينطق بها وعلى كل حواسه
يصير سيدا لإدراكه
أنت البراهمن , شكلك غير مرئي مثل الأثير الذي هو الحقيقة
عسى أن أعبدك
أووم هي البراهمن
أووم هي كل شيء
الذي يتأمل أووم يصل إلى البراهمن
الحكيم الذي شعر بالبراهمن قال فجأة :
أنا الحياة
صعودي يشبه قمة الجبل
لقد رسخت في نقاوة البراهمن وطهارته
لقد وصلت الى الذات المتحررة
أنا البراهمن .. الأحجار الكريمة التي تشع في بريقها
أنا الذي لا يموت ولا يتغير
أووم … سكون .. هدوء .. صفاء .
وقال للتلميذ العلماني :
أترك سيرتك تتأثر بالنشاط وبالعمل الحقيقي الجاد : دراسة الكتب المقدسة , المهارات الحقيقية في الكلمات , الأعمال والأفكار , الانظباط الشخصي والتحفظ , الجدارة والسيطرة على النفس ..
قم بأعمالك اليومية بقلب رحب وبحس متحرر
قل الحقيقة وقم بواجباتك
لا تهمل دارستك للكتب المقدسة
لا تضع حدا لإنجاب الأبناء
لا تهرب من الحقيقة
لا تهرب من طريق الخير
إحترم كل من هو عظيم
إحترم أمك مثلما تحترم الرب
إحترم أباك مثلما تحترم الرب
إحترم معلمك مثلما تحترم الرب
وإحترم حتى ضيفك مثلما تحترم الرب
إظهر دائما إحترامك للعظماء
ما تعطيه لغيرك , إعطه بكل احترام وحب
قدم الهدايا بكثرة وبهجة وبكل تواضع
إذا ما شعرب يوما بشك وتساءلت كيف تتصرف بشكل لائق , إتبع في تلك الحالة شعور النفس العظيمة , إنها لا تخيب الظن , للنفس العظيمة قدرة على التقييم الصحييح ومن عادتها الإخلاص للحقيقة
قم بقيادة نفسك بهذه الطريقة , تلك هي تعاليم الكتب المقدسة
من يشعر بالبراهمن يصل الى الهدف الأسمى
البراهمن هو الحقيقة الأبدية
البراهمن هو المعرفة النقية
البراهمن لا نهاية له
كل من يدرك أن البراهمن يسكن بلوتس القلب , يصير معه واحدا
من البراهمن , الذي هو الذات أتى الأثير
من الأثير أتى الهواء
من الهواء أتت النار
من النار أتى الماء
من الماء أتت الأرض
من الأرض أتت الأعشاب
من الأعشاب أتى الغذاء
من الغذاء أتى جسم الإنسان
جسم الإنسان , الذي رُكب من جوهر الغذاء , هو للذات غشاؤها المادي
كل الكائنات التي تحيا بالغذاء ولدت من الغذاء , وبعد موتها تتحول الى غذاء
الغذاء نجده في المركز الأول بين كل شيء , ولهذا نقول إن الغذاء به الدواء اللازم لكل علل الجسم
الذي يعبد الغذاء مثلما يعبد البراهمن يكسب كل الأشياء المادية
من الغذاء تولد كل الكائنات
الكائنات تنمو بالغذاء
كل المخلوقات تحيا بالغذاء , وبها يحيا الغذاء بعد موتها
الغشاء المادي يختلف عن الغشاء الذي هو قوة الحياة , إنه مندمج مع الغشاء المادي وله نفس الشكل
.
عن طريق الغشاء الذي هو قوة الحياة تقوم الحواس بواجباتها , ومنه تنال البشر والحيوانات الحياة , وكذلك يقرر هذا الغشاء المدة الزمنية التي ستعيشها كل الكائنات .
الذي يعبد الغشاء الذي هو قوة الحياة , الذي هو البراهمن يعيش الى أن تكتمل المدة الزمنية , هذا الغشاء هو الغشاء المادي للذات الحية
.
الغشاء المادي يختلف عن الغشاء الذي هو الحاسة
.
الغشاء الذي هو الحاسة يختلف عن الغشاء الذي هو قوة الحياة , وله نفس الشكل
.
الكلمات تعجز عن التعبير عن الإتحاد بالبراهمن , الحاسة لا يمكن لها الوصول الى ذلك , والحكيم الذي يشعر بذلك يتحرر من الخوف
.
الغشاء الذي هو الحاسة هو نفس الغشاء الذي هو الذات الحية الذي نجده بالغشاء الذي هو قوة الحياة
.
الغشاء الذي هو الحاسة يختلف عن الغشاء الذي هو الإدراك
.
الغشاء الذي هو الإدراك مندمج مع الغشاء الذي هو الحاسة وله نفس الشكل
.
عن طريق الإدراك يقوم الإنسان بكل الأعمال سواء كانت شعائر دينية أو غيرها
.
كل الحواس تُجل الغشاء الذي هو الإدراك
.
لم يخطئ من يعبد البراهمن مثلما يعبد الإدراك ولا يرى نفسه كالأغشية الأخرى ولا يترك الغريزة تسيطر عليه .
الغشاء الذي هو الإدراك يختلف عن الغشاء الذي هو الذات الفردية
.
الغشاء الذي هو الذات الفردية مندمج مع الغشاء الذي هو الإدراك وله نفس الشكل
.
غشاء الذات بعيد عنهم جميعا
.
مختال وعقيم كل من لا يؤمن بوجود البراهمن , ومن لا يؤمن بوجوده حياته لا معنى لها , ولا يشعر بالحياة ويحياها إلا من يعرف أن البراهمن موجود
.
يقينا , ليس الأحمق بل الحكيم هو من سيصل الى البراهمن عند الموت
.
البراهمن هو الذي تمنى أن يكون متعددا
.
البراهمن هو الذي تمنى أن يخلق من ذاته عددا كبيرا من الأشكال
.
البراهمن هو الذي تأمل ومن التأمل خلق كل شيء
.
البراهمن هو الذي دخل في كل شيء خلقه , وعندما دخل في كل شيء صارهو بذاته الشكل , رغم أنه لا شكل له
.
البراهمن هو الذي يمكن شرحه ولا يمكن شرحه
.
البراهمن هو الذي له تشريع وليس له تشريع
.
البراهمن هو الوعي رغم أنه لا وعي له
.
البراهمن غليظ ورقيق
.
البراهمن صار كل شيء في كل نوع
.
ولهذا يقول الحكماء عنه إنه الحقيقي
.
حول هذه الحقيقة نجد بالكتب المقدسة : قبل الخلق كان هناك البراهمن غير الظاهر
..
ومن غير الظاهر خُلق الظاهر
..
ومن نفسه خلّف نفسه .
من يمكن له أن يحيا !!! .. من يمكن له أن يتنفس !!! إن لم تكن هذه الذات السعيدة ساكنة بلوتس القلب .. إنها الذات التي تمدنا بالسعادة .
يتحرر الإنسان من الخوف فقط عندما يجد في ذاته الوحدة الحية التي هي أساس الحياة , والتي هي بعيدة عن الحواس , ولا شكل لها , ولا يمكن وصفها .
سيظل الإنسان يشعر بالخوف مادام يحمل ولو فكرة صغيرة جدا أنه منفصل عن الذات .
بالنسبة للإنسان الذي يظن أنه يعرف ورغم هذا لا يعرف أنه هو بذاته براهمن , يبدو له أن البراهمن الذي يطارد الخوف هو الرعب بعينه .
حول هذه الحقيقة نجد بالكتب المقدسة : الشمس تشرق والريح تعصف لأنهما يخافان من البراهمن .
إلهة المطر إندرا وإلهة النارأجني وإلاهة الموت ياما ينفذون مهامهم لإنهم يخافون من البراهمن .
من يمكن له أن يحيا !!! .. من يمكن له أن يتنفس !!! إن لم تكن هذه الذات السعيدة ساكنة بلوتس القلب .. إنها الذات التي تمدنا بالسعادة .
من أي نوع تكون هذه السعادة !!! ..
تخيل مصير شاب من النبلاء مثقف وذكي وقوي البنية وسليم العقل والجسم ولديه كنوزالعالم كلها يفعل بها ما يشاء , ولنفترض أنه سعيد , ولنأخذ سعادته كوحدة قياس .. وحدة سعادة من جندهارفا * سنجدها مئة مرة أكبر من سعادة هذا الشاب ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة الموسيقى الأبدية للطبيعة .
سعادة الموسيقى الأبدية الطبيعية السماوية نجدها مئة مرة أكبر من سعادة الموسيقى الأبدية الطبيعية ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة الموسيقى الأبدية الطبيعية السماوية .
سعادة الآباء رجال الدين القدامى ( بتري ) بجنتهم نجدها مئة مرة أكبر من سعادة الموسيقى الأبدية الطبيعية السماوية ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة الآباء بتري في جنتهم .
سعادة ديفا ** نجدها مئة مرة أكبر من سعادة بتري بجنتهم ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة ديفا .
سعادة الكارما التي تخص ديفا نجدها مئة مرة أكبر من سعادة ديفا أنفسهم ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة الكارما التي تخص ديفا .
سعادة ديفا الحاكمة نجدها مئة مرة أكبر من سعادة الكرما ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة ديفا الحاكمة .
سعادة إندرا نجدها مئة مرة أكبر من سعادة ديفا الحاكمة ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة إندرا .
سعادة بريهاسباتيز نجدها مئة مرة أكبر من سعادة إندرا ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست اقل من سعادة بريهاسباتيز .
سعادة براجاباتيس نجدها مئة مرة أكبر من سعادة بريهاسباتيز ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست اقل من سعادة براجاباتيس .
سعادة البراهم نجدها مئة مرة أكبر من سعادة براجاباتيس ..
لكن الحكيم الذي يعيش بغير مطالب ويرى أن الذات واضحة , فسعادته ليست أقل من سعادة البراهم .
ذات الإنسان وذات الشمس هما نفس الذات , يقينا من يفهم هذه الحقيقة يفوز بالكون ويسمو فوق هذا الغشاء المادي , وفوق الغشاء الذي هو قوة الحياة , وفوق الغشاء الذي هو الحاسة , وفوق الغشاء الذي هو الإدراك , وفوق الغشاء الذي هو الذات الشخصية .
نجد بالكتب المقدسة :
من يحيا ويشعر بسعادة البراهمن التي لا يمكن شرحها بالكلمات أو الوصول إليها عن طريق الحاسة , يتحرر من الخوف , ولا يزعج نفسه بالتساؤل : لماذا لم أقم بالعمل الصواب .. لماذا قمت بالعمل غير الصواب .
سعادة البراهمن تفهم الخير والشر وتسمو فوقهما .
أووم …
عسى أن يحمينا البراهمن ..
عسى أن يقودنا ..
عسى أن يعطينا الفهم الصحيح ..
عسى أن يسود بيننا الحب والوئام ..
_____________________
* جندهارفا : هي الموسيقى الأبدية للطبيعة , الهندوس يقسمون النهار الى ثمانية أجزاء طول كل جزء ثلاث ساعات .
** ديفا : يقول البوذيون إنها تعني الأب والأم , والهندوس يقولون إنها السماء أو مكان سعادة الأجداد من رجال الدين
.............................
يتبع : ألتاريا
#عبدالسلام_زيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
