أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرور محمد خليل صگر - تشيؤ العقل للفرد العراقي














المزيد.....

تشيؤ العقل للفرد العراقي


سرور محمد خليل صگر

الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


بداية لهذا المقال لابد من ان نسلط الضوء على جانب مهم يطلق عليه تشيوء العقل (Reification of Reason) ، الذي بدء هذا المفهوم يحجم العقل ويحجم الافكار والعلاقات الانسانية ، جاء هذا المفهوم وتطور على يد فلاسفة مدرسة فرانكفورت، امثال جورج لوكاش وماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو، ما اريد ان اقوله أن العقل في هذا الوقت اصبح أداة محايدة خالية من القيم الأخلاقية والاجتماعية، اي انه يستخدم لخدمة الأهداف الاقتصادية والسياسية دون اعتبار للمعاني الأعمق أو القيم الإنسانية والاجتماعية، وهذا ما نشاهده ونلاحظه على سلوكيات الأفراد حيث اصبحوا ادوات مستهلكة وغير منتجة تشجع وتميل الى السطحية ووتجرد من الفكر المعرفي والابداعي والانتاجي، بمعنى آخر يصبح العقل وسيلة لتحقيق الأهداف المادية فقط، مما يؤدي إلى تجريد العلاقات الإنسانية والمجتمعية من أي مضمون أو جوهر إنساني حقيقي.
الضحية في هذا كله هو عندما اصبح يتشيء لدينا عقول الأطفال والشباب الذين هم جيل الحاضر والمستقبل ، حيث نلاحظ أن الثقافة السائدة في الوقت الحاضر ، تشكل تصور الأطفال للعالم وكيفية تأثير ذلك على تطورهم الفكري، وكيف تجعلهم يخضعون للثقافة الاستهلاكية والعولمة ، التي بدورها ادت إلى تكوين نماذج عقلية معينة، قد تكون في نهاية المطاف محدودة أو مقيدة،اي تحويل العقل البشري إلى مجرد عنصر استهلاكي،وهذا بطبيعة الحال يؤثر بشكل كبير على كيفية نمو الأطفال وتشكيلهم كأفراد مستقلين.
والواقع المرير في هذا كله عندما نقارن طفولة مجتمعنا بطفولة الدول المتطورة، نجد أن هناك اختلافات واضحة ، إذ غالباً ما تُعتبر الطفولة مرحلة مهمة في حياة الفرد يتم التركيز عليها بشكل كبير، من حيث التعليم والرعاية النفسية والتطور الشخصي .
حيث ان العقلانية الاداتية الذي فرضته علينا المجتمعات الرأسمالية (دول الغرب)، اصبح يسيطر على جميع جوانب الحياة، مما يؤدي إلى اغتراب الإنسان عن ذاته وعن مجتمعه، لتوضيح الرؤية في هذا الجانب لدينا ابسط مثال هو الإعلام والترفيه ، حيث يتم إنتاج المحتوى بناءً على حسابات تجارية بحتة او محتويات سطحية ،بدلاً من تقديم محتوى يثري الفكر والثقافة، فكثيراً ما يتم توجيه الإعلام لتلبية رغبات السوق وتعظيم الأرباح ، على سبيل المثال نلاحظ الترويج للمنتجات السلعية شمل جميع السلع البسيطة،حيث اصبح يتم استبدال تسمياتها مع ارتفاع اسعارها والمساهم في هذا المجال هي كل افراد المجتمع العراقي من (الطفل الصغير،ربة البيت ،الممثل،الاعلامي،الطبيب،المهندس،المعلم،الرسام ، الفنان ، الرجل العجوز )، جميعهم يساهمون في تحقيق رغبات المجتمع الرأسمالي ، ويتسابقون من يمتلك ويستهلك فهو الفائز وكأننا في مزاد الاستهلاك،اذن هذه هي متطلبات الرأسمالية ،لانها تستند على مقولة شهيرة لديها وهي أن( الفرد هو المسؤول الوحيد عن فقره )وبكل تأكيد يظهر الفارق الطبقي الواضح في مجتمعاتنا العراقي اليوم من حيث الفقر والبطالة والجهل والكثير من المشاكل التي بدأت لاتعد ولاتحصى .
لذلك ما اود ان اقوله أنه عندما يتبدل الانتاج بدل الاستهلاك ، يكون المجتمع بالفعل مدرك وحامي نفسه من تشيؤ العقل والسيطرة الرأسمالية والخضوع لرغباتها ، وانني كباحثة في المجال الاجتماعي اتسائل دائماً لماذا لاتكون انشطة ترفيهية او نشاطات اجتماعية ؟لماذا لايكون لدينا تعليم ناجح ، لأنه ببساطة حتى التعليم تحول إلى عملية ميكانيكية تهدف فقط إلى تحصيل درجات وتحقيق النجاح الأكاديمي، بدلاً من أن يكون وسيلة لتنمية الفكر النقدي والإبداعي ،اذ اصبح العقل وسيلة لتحقيق النجاح الوظيفي وليس للفهم الأعمق للعالم ، لذلك عندما نقارن ما بين الماضي والحاضر نلاحظ ان مجتمعاتنا العربية ومن بينهم مجتمعنا العراقي كانوا يخرجون علماء ، اتسائل اين هم الآن ؟؟ لذلك فإن الإعلام المحلي له دور في ان يعزز وينهض بالثقافة الجماهيرية من خلال غرس الوعي والابتعاد عن السطحية والمحتوى الهابط للذوق العام، وقادراً بأن يكون وسيلة لنقل الحقائق والمعلومات بشكل موضوعي، بدلاً من ان يتحول إلى أداة للدعاية والتلاعب بالجماهير وبالتالي يتحجم لدينا هذا التشيؤ ويصبح الافراد مدركين لما يدور حولهم



#سرور_محمد_خليل_صگر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الأستطيقا والهوية الثقافية في مجتمع متغير-
- -توظيف نظرية أدورنو الجمالية في الفن العراقي المعاصر-
- الطابع الأجتماعي للأغاني العراقية بين القديم والحديث
- المعوقات الاجتماعية للممثلة في دائرة السينما والمسرح العراقي ...


المزيد.....




- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...
- محمد المعزوز يوقع روايته -أول النسيان- في أصيلة
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرور محمد خليل صگر - تشيؤ العقل للفرد العراقي