أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمل أسكاف - التوربيني .. أو قطار بلا سائق














المزيد.....

التوربيني .. أو قطار بلا سائق


أمل أسكاف

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:28
المحور: حقوق الانسان
    


دائما ما كانت تلك الصورة الأستعارية -التي صور بها أحد كتاب الأعمدة في الصحف المصرية حادثة قطار الصعيد قبل سنوات-... كثيراً ما يستدعيها ذهني بشكل مباشر كلما شاهدت أو سمعت بما يحدث بمجتمعنا من أحداث

كان يري أن هناك تشابهاً بين عدم إنتباه سائق القطار للحريق الذي يحدث بعربات الدرجة الثالثة المكتظة (عربات الفقراء) وبين ما يحدث بالمجتمع الأم من عدم إنتباة الدولة لما يحدث بقاطرة المجتمع الأخيرة عربة الفقراء المطحونين المحرومين حتى من سكني المقابر والعشش ..

صورة أستدعيتها من جديد خلال متابعتي لحادث الموسم في الحياة المصرية (أو القبض على سفاح أطفال الشوارع التوربيني وعصابته) وهي حادثة تعددت التأويلات والتفاسير لها بتعدد الكتاب والمحللين والمتابعين وتوجهاتهم ... وأن كانت كلها تتفق وبشكل عام على أن الفقر وأنهيار الأسر المصرية (الأكثر فقراً) نتيجة ضغط الظروف الأجتماعية والتفسخ الأسري الناتج عن أنهيار قيمة الأسرة والمجتمع لدي تلك الفئات الأكثر فقراً هو الدافع الأساسي لهذه الحادثة .. أي وبمعني أخر أن هناك ما يحدث خلف الواقع الأقتصادي المبشر الذي تدور روائحة الأن في الأفق فنظام الأقتاص الحر بصيغته التي يتبناه البنك الدولي والولايات المتحدة لن تنتج في النهاية طبقة وسطي حاملة للقيم وأنما ستزيد المساحات والفروق الطبقية بين الأغنياء والفقراء إلي الحد الذي معه يلجاء الأغنياء إلي الحياة في الجتمعات المغلقة المحمية بعناصر أمنية خاصة نتيجة إتساع الهوة وحدوث أنشقاق حقيقي في لحمة مجتمع ومدينة عرفت طيلة الوقت بأنها مدينة قائمة ديموجرافياً وأقتصادياً على نقاط ميسورة الحال تحيط بها دوائر من الفقراء ...

أن ما يحدث بالمجتمع المصري هو نذير بتحولات أكثر عمقاً وأشد .. تغيرات تعيد المفهوم القديم للعلاقة بين القلعة والمدينة الذي كان سائد في العصور الوسطي..

أما بالنسبة لحادثة التوربيني فأن المفزع(من وجهة نظري على الأقل) فيها ليس حجم الخسارة البشرية وهي عظيمة وجارحة وأنما ذلك التعامل الذي قوبلت به من خلال تقديمها على أنها نموذج جديد للسفاحين الأكثر شهرة في التاريخ المصري دون الأنتباة للطابع العنيف الغير مبرر من قبل الجناة , فكل القتلة والسفاحين المشهوريين في التاريخ الحديث في مصر وعلى رأسهم (ريا وسكينة) كانت جرائمهم ذات وازع ما متعلق بالربح والسرقة أو حتي الأنتقام كما في بعض السفاحين كحالة السفاح الشهيرة التي جسدها نجيب محفوظ في رواية اللص والكلاب ....

اليوم جماعة من القتلة تقوم بعملها بشكل منتظم ومستمر دون أن تزيد قيمة جرائمهم عن الرغبة الجنسية أو التسلية .....ألخ

أنها دلاله قاسية لتحول العنف إلي ثقافة تنذر بإنهيار دعائم إتصال المجتمع وترابطه .. ثقافة يمكن أن ننظر لها داخل ما أصبح يطلق عليه حالياًً بإنهيار الأداء العام لمؤسسات الدولة كما يمكن أن ننظر إليه أيضاً داخل ما يمكن أن نطلق عليه أنهيار سبل إدارة الحياة بشكل سلمي بين الطبقات الأجتماعية وبين الفئات والموسسات الأجتماعية .. وفي النهاية يمكن أن ننظر إليه ضمن موجة اليأس العارمة التي تجتاح المنطقة والتي أنجبت الأنتحاريين في العراق والعنف داخل قطاع غزة ولبنان .. يأس عام يسود هذه المنطقة من العالم ويقودها بشكل تراجيدي نحو هاوبة لا يعلم أحد بما يمكن أن تأخذنا إليه ..

القطار يتحرك بسرعة والسائق غائب عن الوعي (أنا هنا لا أتحدث عن أشخاص أو أنظمة فلقد تخطاهم الأمر ...أتحدث عن مجتمع) مجتمع غائب عن الوعي يسير على قضبان القيم الحاكمة لوجوده ويسعي بكل طاقته للخروج عن قضبانه بعدما يأس من جدوي الطريق والأستمرار يسعي لذلك بشكل يشبه الأنتحار



#أمل_أسكاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا الحجاب ولا فاروق حسني


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمل أسكاف - التوربيني .. أو قطار بلا سائق