ملاحظات حول عدم اندماج المهاجرين في الغرب

شيرزاد همزاني

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 15:49
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

أنا حالياً أدرس برنامجاً دراسياً حول الهجرة الدولية والعلاقات الأثنية في السويد- ستوكهولم. ومن ضمن ما ندرسه ندرس الاندماج ,عدم الاندماج أو العزل والفصل العنصري (أتحفظ على المصطلح) في المجتمع السويدي والأوروربي. عدم أندماج المهاجرين (وخاصة المسلمين ومن أصول شرق أوسطية ) في المجتمع الأوروبي.
تعددت الأسباب التي درسناها ورجَّعنا سبب عدم الأندماج اليها من ضمنها اللغة ,البظالة ,العادات الخ..
هنا أريد أن أعرض رأي في الموضوع ليس بأعتباري خبيراً في تحليل عدم الأندماج بل ككاتب عادي يحاول أن يدلو بدلوه وهو يعيش في أوروبا منذ ٢٠٠١ وعاش في أكثر من مجتمع ودولة.
هناك عدة اسباب تعود لذلك اختصرها أساساً بأسباب حضارية ,بنية المجتمع واسباب شخصية.
الأسباب الحضارية ,أعتقد أن الحضارة الأوروبية هي حضارة دنيوية, فالأوروبي يعيش لحياته سواءً أكان متديناً (إذ أن يسوع قد فداه بدمه وسيدخل النعيم بمجرد الأيمان بيسوع) أو غير متدين. في حين أن المهاجر رغم سعيه للحصول على المال إلاّ أنه يفكر في الآخرة ويحرم نفسه من كثير من المتع الدنيوية بسبب ذلك ( قد تكون لديه رغبة مثلاً في السياحة أو القمار أو شراء بيت مع الفائدة.. هنا يعتبرها ربا .. الخ ) ويحرم نفسه من هذه المتع ونفس الوقت يحرم الأقتصاد أو جزء منه على الأقل من حركة أكبر. فالسبب الأول برأينا المتواضع هو سبب حضاري يمتد من عدم السماح للبنات في المشاركة في درس السباحة أو الرقص الى الزواج القسري للأطفال وعدم السماح بأختيار شريك الحياة. وهذا السبب يشمل كل شيء من نوع الملبس الى نوع الأكل الى كل شيء. في بريطانيا هناك الجيل الثالث من المهاجرين من دول شبه القارة الهندية - باكستان والهند - وهم لا زالو يعيشون كما كان يعيش اجدادهم أعني فكرياً( تنقصني المصادر وهي فقط قراءة لما عايشته هناك)
بنية المجتمع هو السبب الثاني الذي له تأثير في السبب الثالث وعليه ظل من السبب الأول. النظام الأوروبي يركز على الفرد. أي أن الفرد هو الأساس للمجتمع والحضارة والدولة والفرد سواء ذكراً كان أم أنثى حرٌ بأختياراته. في حين أنه في مجتمعات المهاجرين انعكاس لمجتمعاتهم في الوطن أو بلدان تصدير اللاجئين. فكل منا يكون مع جماعته شيعة ,سنة , كورد, عرب, ترك الخ… هنا عندما تحدث مشكلة فإنه حسب ما شاهدته يكون اللجوء للشرطة والدولة هو الخيار الأخير. والسبب هو أولاً الصفة الجمعية لتجمعات المهاجرين والى حد كبير يأخذون المسألة إنها تتعلق بالمجموع أي أذا ضرب عربي كوردي فكأنه العرب ضربوا الكورد وقس على ذلك , وهنا نأتي الى السبب الثالث
السبب الثالث هو إنعدام الفردانية تقريباً عند المهاجرين ,الحضارة الغربية مبنية على الفردانية والفرد الذي يحقق طموحه ,ينافس ,ينجح ,يخسر … كل شيء هو الفرد … أبواه والدولة يعتنون به الى عمرٍ معين وغالباً الى وصوله سن ١٨ ثم هو أو هي يختار طريقه ويكافح .. أذا احتاج للمساعدة ممكن لعائلته أن تساعده أو لا وليس من مشكلة كبيرة. في حين أن في مجتمعات المهاجرين الفردانية - الى حد ما عدا في ما يخص الدراسة - هي معدومة. هناك استثنائات ولكن ليست أحكاماً عامة. فقد نسمع شرقياً تزوج أوروبية ولكن من النادر أن نسمع فتاة شرقية تزوجت أوروبية .. يحدث لكن ليس دون مشاكل .. … فالفردانية التي هي اساس الحضارة والمجتمع الاوروبي غير موجودة أو شبه معدومة في مجتمعات المهاجرين مع وجود استثناءات ولكل قاعدة شواذها.
هناك بالتأكيد أسباب كثيرة وعديدة لعدم الأندماج لكن كما يقال لكل مجتهدٍ نصيب والمشكلة العويصة هي ما هو الأندماج أو كيف نعرف الأندماج .. أنا من المعتقدين بأن الدين يشكل خطراً على الحضارة الغربية ويسارع بأنهيارها لأن هذه الحضارة مبنية على العقلانية والعلم وأذا تدين العقل والعلم فقدا تأثيرهما وهو العلاج العلمي العقلاني لمشاكل المجتمع ..
دمتم بخير

#شيرزاد_همزاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل