أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر الماشطة - حول الانتخابات السويدية















المزيد.....

حول الانتخابات السويدية


سحر الماشطة

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفشل في قراءة الواقع أسقط تحالف اليسار

سحر الماشطة

أثارت الانتخابات السويدية الأخيرة لدى المحللين والسياسيين في عموم القارة الاوربية الكثير من التكهنات ليس بسبب ما آلت إليه نتائجها فحسب وإنما بالبدائل السياسية المنتظرة و بالطرائق التي رفعت (تحالف الزرق) للسلطة، والذي يضم كل من : المحافظين (المودرات)، الشعب، الوسط والديمقراطي المسيحي، والتي هزّمت (تحالف الحمر) الذي يضم الأحزاب التالية : الاشتراكي الديمقراطي ، اليسار والبيئة. هذه الانتخابات وما تمخض عنها من إستفهامات وتساؤلات تتمركز حول الدوافع التي دفعت بالناخب السويدي للتصويت إلى التحالف الأزرق!
وقبيل البدء في شرح هذه الحالة لابد من الإشارة إلى مفارقة تاريخية مهمة في الانتخابات السويدية تكمن في أن هزيمة الحمر قد حصلت في الوقت الذي كان فيه الاقتصاد السويدي في حالة انتعاش ونمو عالي جداً، فالتساؤل الأهم لماذا فشلوا ولم يستغلوا هذه الفرصة الذهبية للحفاظ على السلطة للفترة الانتخابية القادمة ؟!
هنا نحاول، قدر الإمكان، الإجابة على هذا السؤال المركزي من خلال التعرف على طبيعة العوامل التي نعتقد أنها كانت وراء هزيمة الحمر سواء أكانت ما له علاقة بسياسة الحزب الاشتراكي العامة أو/و السلوكية الحياتية لرئيس الحزب يوران بيرشون، حيث تمركز قرار السلطة بصورة مطلقة بيده ، مما أضفى سمة الترهل ليس على الحزب وحده بل على كل قوى تحالف الحمر. هذه الصفة سمة تكاد أن تكون عامة لمالكي السلطة لفترات طويلة، مما يؤدى إلى عواقب سلبية تعيق عملية التجديد ومتابعة المتغيرات الحياتية. وتأسيسا على ما ذكر فإن حسابات التحالف الأحمر للحفاظ على السلطة لفترة جديدة أخذت مجرى آخر لم يصب في النهاية لمصلحتهم وإعادة انتخابهم. إذ إن التركيز على الإنجازات التي حققوها أضعف الحماس والعمل الجدي لأجل التغيير ومعرفة حركة المجتمع ومطالبه، مما حول خطط العمل وبرامجه إلى كلام أجوف وخطب سياسية غير مجدية.. وهذا ما حصل بالفعل في العقد الأخير. إذ لم يتمكن التحالف الأحمر، رغم الانتعاش الاقتصادي، من إثبات جدارته والوفاء بوعوده الانتخابية المنصبة على تقليص نسبة البطالة وخلق فرص العمل لمئات الآلاف من العاطلين عنه، لاسيما الشباب ذوي الشهادات الجامعية.. أما مشكلة ذوي الأصول الأجنبية مع سوق العمل فحدّث ولا حرج.. وهو موضوع معقد ومتشعب للغاية وإشكالية قائمة في ذاتها، لم يستطع التحالف الأحمر من سبر غورها وإيجاد حلول مناسبة لها.
ومن الإشكاليات التي واجهت تحالف الحمر وأثرت على مسيرته الانتخابية وأرغمته على الخروج من السلطة، هي عدم التفاهم بين الأطراف المكونة له. إذ أمسى بيرشون (الرجل الأوحد) الذي يقود السويد بمفرده دون المشاركة الفعالة لحلفائه وكذلك ابتعاده أكثر فأكثر عن الحركة العمالية نفسها والتي تشكل بالأساس قاعدته السياسية التي يمثلها اتحاد نقابات العمال، مما أدى أن يصبح رئيس الحزب أهم و أعلى من الحركة العمالية.
وتأسيسا على ما ذكر فإن البروفسور في العلوم السياسية في جامعة يوتنبورغ ، بو روثستين، حلل نتائج الانتخابات من خلال مقارنة نقيضين يختلفان في الايديولوجية ويتشابهان في السقوط وهما : (الاشتراكي) رئيس الوزراء السويدي و(المحافظة) رئيسة وزراء بريطانية ماركريت ثاتشر. ويستند البروفسور بو في تحليله واستنتاجاته على الحقيقة التالية: وهي أن حزب المحافظين السويديين قد أدرك بوعي عالي وبعد خسائر انتخابية امتدت عقوداً عديدة، من أنه لا يتمكن من الفوز في الانتخابات إن لم يقترب بسياسته من الموقع الوسطي بينه وبين الحزب الاشتراكي، وهذا تطلب منه إجراء تعديلات على سياسته وبرنامجه بحيث توجه نحو وسط المسافة التي تفصله عن الحزب الاشتراكي .. هذا الفعل أفرز ما يطلق عليه سياسياً ب ( المحافظين الجدد). ويختم البروفسور بو تحليله المقارن بتشبيه الدور الذي قام به رئيس وزراء السويد الحالي راينفيلد ضد الاشتراكي بيرشون بذات الدور الذي لعبه توني بلير ضد رئيسة حزب المحافظين البريطانيين ثاتشر.
ومن جهة أخرى وعلى خلفية التململ الذي أصاب تحالف الحمر توقع أحد محللوا حزب اليسار السويدي يوناس خويستيد ، انقسام حزبه ، وحذر من أن الحزب قد يجد نفسه مرشحا في الانتخابات القادمة عام 2010 كحزبين منفصلين، إن لم يدرس وضعه الحالي الذي وصفه بالكارثة الحقيقية. ويرى يوناس بأن السبب الرئيسي لفشل الحزب هو إغلاقه لكل الأبواب أمام الأفكار الجديدة التي تتصارع في داخله، وكذلك أمام القوى الشابة الحالمة والحاملة للأراء المجددة التي يفرضها واقع الحياة المتغيرة. ومن المعروف أن سلطة الحزب تسيطر عليها المجموعة التي وقفت ضد أية نزعة تجديدية خلال التسعينيات. وقد تجلت هذه الحالة في انعدام أي بديل معروف سياسياً عن رئيس الحزب لارش أوهلي على نطاق الشارع السياسي، ولم يعرف المنتخبون أية شخصية حزبية أخرى غيره، سواءً خلال الفترة الانتخابية أو قبلها.
وهذه الحالة الأخيرة تنطبق إلى حدٍ بعيد على (القائد الأوحد) للحزب الاشتراكي بيرشون، وأسلوب قيادته الذي كان تجسيداً للظاهرة السلطوية التي كبحت قدرة الحزب على صياغة سياسة جديدة لمواجهة التحديات الحياتية الكبيرة. وطالما أن بيرشون سيبقى رئيسا للحزب حتى آذار 2007، فمن الصعوبة بمكان أن يجد الامتعاض الداخلي داخل الحزب، الذي تصاعد في السنوات الأخيرة، التعبير عن ذاته بين أعضاء الحزب ومنظماته كإتحاد نقابات العمال التي أكثر من53% من أعضائه صوتوا لتحالف الزرق وهو تعبير كمي للاستياء من قيادة بيرشون.. إن حجم الفسحة أو المجال الذي كان متوفراً داخل الحزب لوضع علامات الاستفهام أو/و التساؤلات حول سياسة الحزب الداخلية ، ضئيلاً جداً.. وهذا ما أكده رئيس الحزب نفسه مرارا خلال الشهور السابقة للانتخابات، إذ كان يكرر بصورة مملة تلك الصيغ الرنانة وبطريقة تنفي أية أمكانية للتجديد وتسليط الأضواء الكاشفة على الأخطاء الذاتية والإخفاقات الموضوعية لشخصه ولسياسة الحزب برمتها.
كما أن سياسة بيرشون إزاء أحزاب تحالفه كانت تنصب على احتكارهم للعمل والقرار المركزي مما اضعف التعاون والعمل المشترك بينهم. بعكس قيادة الزرق الذين ابرزوا قيادتهم الجماعية للسلطة ولم يحتكر المحافظون القرار بل كان العمل جماعياً وهذا ما أتضح أثناء الانتخابات وما بعدها.
كما أن سلوك بيرشون التهكمي وطريقة تصرفه المتسمة بالتعالي أثناء المناقشات والمناظرات التلفزيونية ووسائل الإعلام التي جرت قبيل الانتخابات، كانت تنم بوضوح عن يأس بل وحتى تهور سيما ابتسامات السخرية المتكررة والموجهة لخصومه رؤساء أحزاب التحالف الأزرق، ومقاطعتهم حين يتحدثون. وهذا يشمل أيضا السلوكية الانتخابية لسكرتير حزب اليسار. كل هذه التصرفات المنافية للذوق والأتكيت السويدي العام قد أثرت بدرجة كبيرة في الوعي الانتخابي لجمهرة واسعة من الناخبين وأضعفت احترامهم لهما ودفعت بهم إلى الإحجام عن إعطاء أصواتهم للتحالف الأحمر.
ومما اضعف شعبية الحزب الاشتراكي السياسية السلوك الأخير لرئيسه، حين اقتنى لنفسه قصراً بكلفة 12 مليون كرونة سويدية. علما أن تاريخ الحزب الاشتراكي يفتقد لأية حالة مثيلة سابقة. هذه الصفقة غدت المادة اليومية لوسائل الإعلام، المرئية وغير المرئية، مما أثرت على مصداقية الاشتراكيين وخلخلت الثقة بهم .. خاصة بعد أن ركز الإعلام على أن ذات الرئيس للحزب سبق وأن أنتقد في انتخابات عام 2002 رئيس حزب المحافظين آنذاك واتهمه بأنه لا يُقدّر وضع الإنسان السويدي العادي، وذلك بسبب شرائه قصراً بكلفة 6 ملايين كرونة. هذه الواقعة جعلت من الصعوبة بمكان على الاشتراكيين تبرير هذه الصفقة و الدفاع عن رئيس حزبهم سيما خلال الحملة الانتخابية، حيث تم اتهامه عن حق، بالازدواجية السياسية والفكرية التي تتناقض عمليا مع مبادئ الحزب العامة.
وعلى ضوء ذلك حذر البروفسور البريطاني في العلوم السياسية فيرنوم بوكدانور، الاشتراكيين البريطانيين من السقوط في ذات الهاوية التي سقط فيها رفاقهم السويديون، إن لم يعيدوا النظر في أيديولوجيتهم وفلسفتهم. ويرى أن هذه المشكلة تواجه كل الأحزاب الاشتراكية الأوربية. كما أنه يشبه رئيس وزراء السويد الحالي بالبريطاني كوردون بوروان المرشح لخلافة توني بلير.
ويرجع فيرنوم المشكلة إلى جذورها العميقة والكامنة، كما يرى، في التناقض بين الارتقاء الانتقالي للمستوى المادي الذي أصاب رفاهية الطبقة العاملة وإشباع حاجاتها المادية وبين الخطاب الأيديولوجي للأحزاب الاشتراكية الذي لا يزال ساكناً أو يراوح في مكانه ويخاطب العمال بذات اللغة الكلاسيكية ، لذا لم يساير الرقي الحاصل في الطبيعة الطبقية الجديدة للعمال. ولأجل حل هذا التناقض لابد من إعادة النظر في الايديولوجية الاشتراكية وخطابها السياسي بحيث يعبر عما وصلت إليه الطبقة العاملة الآن. ولقد عبرت عن هذا التناقض سكرتيرة الحزب الاشتراكي ماريتا اولفسكوك عندما قالت بالحرف الواحد :" أنا لا اعتقد بأننا نحتاج لتغيير قيمنا وتقديراتنا لأنها أبدية وأزلية ". كما ظهرت أوجه هذا التناقض في شخص بيرشون رئيس الحزب الاشتراكي الذي شجع بصورة مباشرة ماريتا اولفسكوك، على دفع سياسة الحزب باتجاه اليسار أكثر مما يتحمله الواقع السويدي. هذه الحالة حفزت الاشتراكيون (الوسطيون) من التوجه نحو المحافظين الجدد ومنحهم أصواتهم بدلاً من منحها لحزبهم مما حسم نتيجة الانتخابات بالشكل الذي ظهر.

وتستكمل اللوحة ذاتها من خلال واقع عملي تمثل في كون أن شريحة واسعة من المصوتين من ذوي الأصول الأجنبية الذين كانوا في العادة منتخبين أوفياء إما للحزب الاشتراكي أو حزب اليسار، قد فقدوا ثقتهم بجدوى أصواتهم وبالتالي تخلوا عن التصويت كلياً للحمر لشعورهم بالإحباط من سياستهم ، نظراً لكون شريحة واسعة منهم لم يستطيعوا الحصول على عمل والخروج من مأزق البطالة الواسعة المنتشرة بينهم. ونتيجة لذلك ازدادت الأصوات الانتخابية التي حصل عليها حزب المحافظين من هذه الشريحة الاجتماعية بالذات، بمقدار ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في الانتخابات السابقة.
في الوقت نفسه لم يقدر الاشتراكيون بشكل صحيح قوة التضامن التي نجح في بنائها تحالف الزرق فيما بينهم وبالإضافة إلى هذا فقد درس التحالف المفاصل الرئيسية للسياسة العملية ووضعوا أصابعهم على المواجع ومناطق الخلل التي ارتكبها الاشتراكيون.. وعلى ضوئها قدموا للناخبين الاقتراحات المنطقية لمعالجتها من خلال تعديل برامجهم وتجديدها .. وهذا ما كان بالذات على تحالف الحمر أن يقوموا به. وقد أيد هذه الفكرة البروفسور مارتين بالمه الأستاذ في معهد التجارة الدولية في أستوكهولم .
لقد تنازل الاشتراكيون عن سياسة العمل إلى تحالف الزرق وأعطوهم ورقة رابحة في الانتخابات .إذ وعى هذه الظاهرة وزير المالية السابق الاشتراكي أريك أوسبرينك، وأكد بدوره على ضرورة إعادة النظر في سياسة الاشتراكيين في العديد من القطاعات التي أخفقوا فيها وبالأخص تركيز جهودهم على هدف التشغيل وليس المعالجة الترقيعية للبطالة. ولهذا السبب تقدم تحالف الزرق لأول مرة في تاريخ السويد المعاصر باعتبارهم ممثلين لسياسة التشغيل والعمل بدلاً من تحالف الحمر ، الذين ركزوا على معالجة أوضاع العاطلين ليس من خلال إعادتهم لسوق العمل بل بالحلول الوقتية. في حين كان شعار الزرق يركز على توفير العمل وليس تقديم معونات البطالة و المساعدات للعاطلين. وقد لقي هذا الشعار استجابة وقبول من قبل الذين كانوا يصوتون سابقاً إلى تحالف الحمر. كما كان الأولى بالأخيرين تعديل سياستهم تجاه الكفاءات الأجنبية التي وصلت لهم، ليس بتخدريهم بالمعونات الاجتماعية، بل من خلال تكثيف برامج التوعية العامة لطبيعة آلية سوق العمل في السويد، والتعليم المكثف والمجدي للغة السويدية ودفعهم للتفاعل مع الواقع والاندماج فيه ليحتلوا مكانتهم كقوة علمية منتجة بأسرع وقت ممكن بعد قبولهم في السويد.
من زاوية ثانية دفعت سياسية التشغيل والعمل الحزب الاشتراكي، كما صرح موركان يوهانس/ الوزير الاشتراكي السابق وعضو البرلمان، بالكثير من الناخبين إلى إعطاء أصواتهم إلى الحزب العنصري ( الديمقراطيين السويديين- SD) .. في الوقت الذي كان قادة الحزب الاشتراكي وخاصةً رئيسه بيرشون يرددون عن الوضع الاقتصادي القول :" أن الوضع في السويد مزدهراً ويسير بصورة طيبة ". لقد أدرك المحللون والناخبون على السواء، بوعي صائب، أن تقدم العنصريون في الانتخابات كان مرتبطاً بصورة عضوية ومباشرة بموضوعة البطالة، إذ كلما تفاقمت هذه الأخيرة، وتعمق الانعزال الاجتماعي لذوي الأصول الأجنبية، كلما استفحلت العنصرية.
إن مسألة سياسة العمل والبدائل المطروحة لحلها من تحالف الزرق، والتي ساهمت في فوزهم، هي في الوقت نفسه ستمتحنهم وتضعهم أمام مهمة ليست بالسهولة حلها خاصة مع تصاعد وتائر العولمة وتمركزها الغربي. إذ يزداد الآن الترقب من قبل قطاعات واسعة من العاطلين، في خلق فرص عمل جديدة بما فيهم 25% من منتخبي تحالف الحمر، يترقبون المزيد من فرص العمل من الحكومة الجديدة.. مما يضعها أمام مصداقية شعاراتها الانتخابية!.
وقد سبق لرئيس الحزب الاشتراكي بيرشون في مسيرة الأول من أيار 2006 أن صرح : " أن حزب المحافظين يرتكبون خطأ كبيراً بتبنيهم لموضوع العمل كمسألة أساسية في الانتخابات ". لكن الوقائع المادية أثبتت قصر نظر الاشتراكيين لأهم وأعمق مشكلة تواجه المجتمع السويدي. وقد أخطئوا وفشلت استراتيجيتهم الانتخابية عندما تناسوا هذه المسألة وصبوا اهتمامهم على التبجح بإنجازاتهم السابقة بدلاً ممّا سينجزونه خلال الفترة القادمة .
المدارس.. لقد كانت المدارس وسياسة التعليم من النقاط الهامة في الحملة الانتخابية، إذ حمى وطيس المناقشات حول مستوى التدريس والعلاقات المتبادلة داخل المدرسة، إذ يعتقد تحالف الزرق، أن الوضع حرجاً جداً ويرون أن المستوى العلمي للطلبة هو اقل مما عليه لدى أقرانهم الأوربيين، كما اختلت مسألة احترام الأنظمة المدرسية وبشكل خاص فقدان هيبة ومسؤولية المعلمين في العملية التربوية، نتيجة الحرية الزائدة التي يتمتع بها الطلبة. حتى غدت هذه النقطة أحدى المسائل التي لا يفتخر بها السويديون، إذ فقد مدراء المدارس والمعلمون سيطرتهم الكلية على الطلبة، بسبب افتقادهم للتفويض الرسمي لاتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب داخل المدرسة وبالتفاعل مع العملية التربوية ذاتها، بحيث أصبح المعلم اليوم مسلوب السلطة داخل الصف. ويحمّل التحالف الأزرق الاشتراكيين المسؤولية المعنوية في ما وصلت إليه المدارس السويدية.
وقد وجدت، من خلال متابعتي للعملية الانتخابية وصداها الداخلي والخارجي،أن هنالك تياراً من التحليلات في الصحافة الأوربية، وخاصةً البريطانيتين الغارديان والاندبنتت، التي تنظر إلى نتائج الانتخابات بعيون فضولية مستكشفة لحالة أطلق عليها أسم ( ظاهرة راينفلد) التي ستلهم الكثير من الأوربيين، على أساس أن رئيس الوزراء الحالي ومن خلفه تحالف الزرق، قد وضعوا أصابعهم على أهم احتياجات المجتمع وحدود مشاكله. كما ترى هذه التحليلات من جهة ثانية أن الإيجابية الكبرى لهذا التغيير الذي يتوقعون انتشاره هو أن أي بلد في العالم يرى أن حكومته قد ترهلت وأُرهقت بالمشاكل، ما عليه إلا دراسة البدائل الفتية التي تستجيب لمتطلبات الواقع المادي الآني في حراكه المستمر، بغية السيطرة على زمام الأمور وحل المشاكل قبيل انفجارها الاجتماعي .. بمعنى العودة إلى منهل الحياة الخضراء وليس التمرس خلف الايديولوجية الرمادية .



#سحر_الماشطة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر الماشطة - حول الانتخابات السويدية