أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - اسماعيل بلا وعلي - ذاكرة. سنوات الرصاص ديال الشلوح















المزيد.....

ذاكرة. سنوات الرصاص ديال الشلوح


اسماعيل بلا وعلي

الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 08:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ذاكرة. سنوات الرصاص ديال الشلوح
كلها وسنوات الرصاص ديالو. الحركة الأمازيغية ذاقت الأمرين قبل أن تخرج للعلن وتصبح لها مؤسسة ملكية وتصارع من أجل حقها في الكعكة الإعلامية. لنكتشف قصص الصراع الأمازيغي مع آلة الحسن الثاني القمعية. صراع من أجل البقاء.

1980: «راك نجيتي هاد المرة»

حوالي الواحدة والنصف من إحدى ليالي صيف 1980، صدمت سيارة رباعية الدفع سيارة إبراهيم أخياط بشارع الحسن الثاني في إنزگان. «إنها سيارة عميد شرطة، كانو بغاو يرميوني تحت واحد الرموك. أصبت بجروح في يدي ورجلي»، يقول أخياط، الذي كان حينها مشاركا في أشغال الدورة الرابعة للجامعة الصيفية حول الثقافة الأمازيغية، كمسؤول عن الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي. «حيدو ليا رخصة السياقة وما بغاوش يديرو المحضر. قالو ليا راك نجيتي هاد المرة، حمد الله وسير فحالك»، يضيف أخياط. تزامنت حادثة أخياط، التي سجلت ضد مجهول، مع أحداث تيزي وزو الدامية بالجزائر في إطار ما سمي «ربيع الثقافة الأمازيغية». مباشرة بعد انتهاء أشغال هذه الجامعة أعلن الحسن الثاني عن ضرورة إنشاء لجنة للثقافة الأمازيغية بأكاديمية المملكة. فيما، يتذكر أخياط، أن الملك الراحل سبق له أن نفى في ليبيا «وجود العمل الأمازيغي بالمغرب».

1981: بوجمعة هباز دخل ولم يعد!

جرت العادة، حين يختفي أحدهم، أن يخرج ولا يعود. لكن العكس هو ما حصل في حالة المناضل الأمازيغي والماركسي اللينيني بوجمعة هباز، الذي دخل الشقة رقم 57 بزنقة ملوية في أگدال بالرباط، حيث كان يسكن رفقة أحد أصدقائه، دون أن يراه أحد بعد ذلك إلى اليوم. «قيل إنه «حْماق»، وقيل إنه انتحر، وبقي الملف غامضا منذ 19 أبريل 1981، إلى أن استطعت أخيرا الحصول على شهادة صديقه عبد اللطيف المهتدي، آخر من رآه قبل اختفائه»، يقول سعيد باجي. تقول شهادة المهتدي، كما يرويها باجي في كتابه «مختطف بدون عنوان»، إنه ترك بوجمعة هباز في تلك الشقة على أن يعود لاصطحابه «باش يشوفو شي فيلم، بعد أن يتعشى فالحي الجامعي». في الطريق التقى أحد أقارب بوجمعة وسأله عنه. بمجرد ما دخل غرفته بالحي الجامعي وجد ورقة تركها نفس القريب يقول فيها «خصك تجي عندي دابا»، ياك عاد تفارقو! المهم، توجها معا نحو الشقة، لقاوها خاوية والباب محلول، وورقة مكتوبة بالعربية )بوجمعة لا يكتب بالعربية(، يقول فيها لعائلته إنه غادي يخوي لبلاد. كل ذلك وقريبه مرتاح وهادئ. حينما أتى والده ليسجل محضر الاختفاء، قيل له «ارجع غدا باش توقع». ومللي رجع قيل له «ما كاين محضر، سير فحالك أولا غادي يوقع لأسرتك كاملة بحال اللّي وقع ليه». أما المهتدي، الذي كان صحافيا بالإذاعة، فقيل له سنة 1982 «سير سوي وضعيتك الإدارية». أي وضعية، والسيد خدام من قبل؟ لا جواب. من ديك الساعة وهو مشرد، يختم باجي. جدير بالذكر أن بوجمعة هباز نادى بدسترة الأمازيغية وتعليمها، وساهم في تأسيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، وناقش بالسوربون أطروحة دكتوراه خلص فيها إلى أن الدافع السياسي هو الذي يجعل أي لهجة تتحول إلى لغة، كما حصل مع لهجة قريش التي أضحت لغة العرب كافة.

1981: حلال بالفرنسية.. حرام بالعربية

سبق لهيأة تحرير مجلة «أمازيغ» أن نبشت فعلا بالفرنسية، في مواضيع من قبيل تاريخ المغرب القديم والممالك الأمازيغية والحقوق الثقافية للأمازيغ... دون أن تجد الحنش، كما في المثل الشعبي، فبحثت عنه بالعربية! إذ تمت مصادرة هذه المجلة واعتقال هيأة تحريرها، بمجرد إصدارها لأول عدد بالعربية، دون أن يشفع لها كون مديرها أوزين أحرضان ليس سوى ابن المحجوبي أحرضان أحد حراس هيكل المخزن العلوي الأوفياء. المقال الذي ذهــب فيه صاحبه بعيدا في النبش عن الحنش، كان من توقيع المناضل والشاعر الأمازيغي الشهير علي صدقي أزايكو. فقد استعمل هذا الأخير عبارة «غزو» بدل «فتح» حينما تحدث عن دخول الإسلام إلى المغرب، «رغم أنه، موضوعيا، أي جيش مسلح يحارب سكان بلد ما ويدخله عنوة ويسترق أبناءه يعتبر غازيا»، يوضح أحمد عصيد عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما طالب أزايكو بإعادة النظر في التاريخ الرسمي للمملكة وإنصاف الأمازيغية كلغة وطنية... «زاد فيه بزاف»، حسب ظروف تلك الفترة، اللّي كان فيها المخزن ما حيلتو لليساريين ما حيلتو لـ«شهداء الكوميرة». النتيجة، علي صدقي أزايكو قضى سنة في سجن لعلو بالرباط. ليس كل ما يقال بالفرنسية، يقال بالعربية!

1982: «علاش تكتب بهاد الحروف؟»

لم يكن الناشط الأمازيغي حسن إدبلقاسم، الذي خبر الاعتقال السياسي أوائل السبعينات بسبب انتمائه لمنظمة 23 مارس المحظورة، يتوقع أن حروف تيفيناغ هي التي ستقوده نحو الاعتقال السياسي مجددا. في الواقع لم تكن اللافتة التي وضعها المحامي إدبلقاسم على باب مكتبه بالرباط والمكتوبة بأحرف تيفيناغ، سوى ذريعة لاعتقاله. «كانت هذه اللافتة موجودة قبل 3 أشهر على الاعتقال، الذي يعود سببه الحقيقي لكوني ألقيت ورقة حول الحقوق الثقافية للأمازيغ» يوضح إدبلقاسم، الذي منعت والدته من الحديث إليه بالأمازيغية، حينما زارته أثناء اعتقاله في مرة سابقة. كان ذلك كافيا ليجره ثلاثة من أفراد الشرطة من المحكمة الابتدائية بالرباط ببذلة المحاماة نحو مخفر للشرطة. غادر المحامون الحاضرون القاعة احتجاجا، ليطلق سراحه بعد ذلك، «قال ليهم شي حد طلقوه» يوضح حسن، ثم عادوا ليعتقلوه مساء نفس اليوم. «ما كانش تهمة واضحة، وضعوا صورة للافتة المكتوبة بتيفيناغ في ملف القضية، وسولوني علاش كنكتب بهاد الحروف، واش عمرني مشيت للجزائر، وقالو لي بأن القضية تناقش على مستوى عال»، يتذكر إدبلقاسم، الرئيس المؤسس لجمعية تاماينوت.

1994: الحسن الثاني يقر بأن القضية حماضت

حمل مجموعة من مناضلي جمعية تيليللي )الحرية( بالرشيدية، في مسيرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في فاتح ماي سنة 1994، لافتات مكتوبة بتيفيناغ يطالبون فيها بـ«دسترة الأمازيغية كلغة وطنية، وإدماجها في التعليم، وفي وسائل الإعلام العمومي». على الفور وفي عين المكان اعتقل كل من علي يكن، علي حرش الراس، امبارك الطاووس، ودرويش الذين اعتبروا مدبري المظاهرة. هاد الشي اللي كان ناقص! بعد جلسات حضرتها جموع غفيرة من سكان البوادي المحيطة بالمنطقة وعبأت لها جمعية تيليللي 200 محام وخلفت أصداء واسعة وإشعاعا دوليا، حكم على المتابعين بعامين سجنا نافذا بتهمة «المس بالنظام العام». لم يقضوا منها سوى حوالي 6 أشهر، بعد إصدار الحسن الثاني عفوه عن المعتقلين السياسيين سنة 1994. يبدو أن الملك أحس حينها أن القضية بدات كتحماض، فخصص خطاب 20 غشت من نفس السنة، لأول مرة، للأمازيغية، وأكد فيه أنه «ما كاينش شي مغربي ما فيهش دم أمازيغي»، كما أعلن عن مشروع تدريس «اللهجات» الأمازيغية في الابتدائي.

1995: من قتل القاضي قدور؟

لا تتوفر معطيات كثيرة حول حادثة وفاة المناضل الأمازيغي القاضي قدور، غير أن بعض معطيات هذا الحادث تحمل البعض على الشك في أن الحادث كان مدبرا. الرواية الرسمية تقول إن سيارة القاضي قدور زاغت عن الطريق، في منطقة بوقنادل ضواحي سلا، ودخلات فشجرة. لكن سعيد باجي يؤكد أن «الرويضة الخلفية كانت محيدة وأن السيارة كانت مضروبة من الخلف! هذا يذكر بالحادثة التي أودت بالناشط الأمازيغي الجزائري مولود معمري سنة 1989 في عين الدفلة على الحدود المغربية الجزائرية»، يضيف باجي، مشيراً إلى أن القاضي قدور هو أول من سعى إلى «توحيد ومعيرة اللغة الأمازيغية».

اسماعيل بلا وعلي



#اسماعيل_بلا_وعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - اسماعيل بلا وعلي - ذاكرة. سنوات الرصاص ديال الشلوح