أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطاهر وطار - رسالة مفتوحة إلى الوزير فاروق حسني ومؤتمر المثقفين بالقاهرة














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الوزير فاروق حسني ومؤتمر المثقفين بالقاهرة


الطاهر وطار

الحوار المتمدن-العدد: 531 - 2003 / 7 / 2 - 04:03
المحور: الادب والفن
    


الروائي الجزائري الطاهر وطار يكتب   :
رسالة مفتوحة إلى الوزير فاروق حسني ومؤتمر المثقفين بالقاهرة 


" السيد الوزير.
منذ عدة أيام وأنا أتردد في الكتابة إليكم, رادا على دعوتكم الجريئة لي للمشاركة في "مؤتمر الثقافة العربية من تحديات الحاضر إلى آفاق المستقبل", المقرر عقده بالقاهرة أيام 1-3 جويلية القادم. بقدر ما أتردد, بقدر ما أعيد تلاوة نص رسالتكم, أو بالأصح "استدعاءكم" على لغة البوليس, وأعيد أيضا التأمل في المحاور المرفقة لرسالة مماثلة, وجهها الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة عندكم.
في كل مرة أشعر بالمرارة, وأحس بالإهانة.
تسمون لقاء فكرتم فيه و"حدكم" وأنشأتموه وحددتم محاوره, وموعده ومكانه بمؤتمر.. كما لو أن كل العرب مهيكلون في تنظيم اسمه المجلس الأعلى الخ واسمه وزارة فاروق حسني. لا تتواضعون حتى مجرد التواضع, فتقولون "المؤتمر التأسيسي" مثلا, أو تدعون لاجتماع تمهيدي, تنبثق عنه ما ينبثق عادة من مشاريع قوانين ولوائح وتوصيات تقدم للمؤتمر. مباشرة وبدون مقدمات تنصب الأجهزة نفسها هيئات, وتهيكل الناس وتستدعيهم لمؤتمر في أشد أيام الصيف حرارة. وعليكم يا من تسمون بمثقفين بالانضباط فالقيادة تأمركم بالحضور...
لا أدري أية عبارات أستعمل في حق محاوركم, هل تصورتم أن الاستسلام والامتثالية واليأس والإحباط, عم جميع الناس, وأن الكل يغرف من نبع واحد ويصب في مجرى واحد؟ أم غلبت الوقاحة الأمريكية فاعتبر بعض العرب أنفسهم "مارينز" فاتحين؟ أم أن المسألة وما فيها لا تتعدى كونها حلقة في سلسلة احتقارات واستغفالات الأنظمة لشعوبها, ولمثقفيها ولنخبها.
وهي.. الأنظمة متعودة.. وكذلك يفعلون.
 محاوركم يا معالي الوزير تدور في مجملها, حول كيفية تفعيل الثقافة العربية في زمن العولمة مع توجه واضح إلى الانسياق في الفلك الأمريكي, والتوجهات الثقافية التي ترغب في فرضها على المنطقة العربية والإسلامية, خاصة ما يتعلق منها بتغيير المناهج التعليمية وإعادة النظر في الأنظمة الإعلامية في رؤيتها للغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا, كما يبدو واضحا النزوع إلى تيار الثقافة الكونية والمتوسطية, وهو ما يعني مباشرة إعادة النظر في الصراع العربي الإسرائيلي, والانخراط في سياق "السلام" الوهمي, والتطبيع مع الكيان الصهيوني." .
أغرب ما في الأمر محاولة جعلنا فقهاء مكلفين بـ "تجديد الخطاب الديني وتحريره من التطرف". إنها حملة لا تضاهيها حملة نابليون ولا حملة بوش يشنها النظام المصري من خلال مشروعكم هذا.
أيها الوزير الخالد.
تقحمون أنفسكم في خيمة الديموقراطية وتطلون علينا داعين لنا إلى الانضمام إليكم, بطريقة فجة في التدخل في شؤون غيركم من العرب, متناسين بأن بلدكم, أو بالأحرى نظامكم, غير مؤهل إطلاقا, لمثل هذا الزعم : عمر حالة الطوارئ عندكم يبلغ أو يتعدى الربع قرن . عدد المساجين السياسيين (26) ألف فاق ما عرفه التشيلي في عهد بينوشي, وما عرفته إسبانيا في عهد فرانكو... لربما لم يفقه فقط عدد مساجين صدام حسين . التداول على السلطة عندكم مبايعة, ورأس الهرم يتحدى, أهرامات الجيزة والأقصر. الجمهورية عندكم كما عند باقي إخوانكم, اسم مرسوم في الوثائق الرسمية وفي الواجهات.
القائمة طويلة يا معالي الوزير, وكل ما سردت عنصرا ازداد حزني على مصر وعلينا وعلى العرب "الجمهوريين", وازداد أيضا إحساسي بالإهانة التي حاولتم إلحاقها بي ولربما ألحقتموها, بعدد بكثير من الزملاء الكتاب والأدباء, الطيبين الذين يتعلقون بخيط رفيع من الأمل في أن تصدق النظم العربية ولو مرة واحدة في حياتها الطويلة.
تعلمون يا معالي الوزير, أن لي موقفا من "الجمهوريات الملكية" وهو معلن في أكثر من مجال, وقد دفعت ثمنا غاليا من أجله, ولا شك أن الدكتور جابر عصفور يذكر رسالتي القاسية له, أيام ملتقى الرواية الأول, وأنه اتهمني باللؤم, لأنه صاحب فضل كبير علي, لكن عذري أنني لم أخاطب فيه الصديق, إنما الإطار السامي في الدولة المصرية. لكن.. يا معالي الوزير, يغريكم عجزنا تجاهكم على التمادي في الاحتقار, وعلى مواصلة مراودتنا عما تبقى من كرامتنا وشرفنا, وعلى محصلنا الحضاري.
معالي الوزير الخالد في النظام الخالد.
لقد تعودتم على النصب والاحتيال على المثقفين العرب, "المحرومين من كل حنية", مرة باسم هذه الجائزة أو تلك, وأخرى باسم هذا المهرجان أو ذاك. إنكم قساة. قساة جدا وأيما الله.
فبدل أن يكرم صاحب الروائع الشراع والعاصفة, والشمس في يوم غائم, والياطر, تجعلونه يتألم, بالصوت العالي, لأن مؤلف شرق المتوسط, ومدن الملح, "نال" "الجائزة" بدله. تنزل العبقرية إلى مستوى الشك في قيمتها, لأن عضوا في شيء اسمه لجنة التحكيم, لا يليق حتى أن يكون قارئا جيدا لمدن الملح أو للشراع والعاصفة, رأى.. واقترح.. وعبقريتكم في اللعب على طيبتنا, وسذاجتنا وبراءتنا, وحتى نقص خبرتنا السياسية, زكت, وضربتم عشرين عصفور, بدون حجرة واحدة.
ما أشد قساوتكم.
أختم هذه الرسالة التي أوجهها للمثقفين أكثر مما أوجهها إليكم, بالتساؤل عن غياب ما جرى في المنطقة. لم ترد لفظة العراق في محاوركم, لم يرد تواجد ما يقرب النصف مليون جندي مدججين بالأسلحة الاستراتيجية في منطقتنا.
هل فرغتم من الأمر المادي وبقي علينا الأمر الروحي؟
لقد جرحتنى رسالتكم يا سيادة الوزير, وكما يقول المثل الشعبي: "الجرح يبرا وكلام العيب ما يبرا".
الطاهر وطار
الجزائر في  ‏02‏-06‏-2003

 







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة أمريكية مثيرة تطلق صابونا من ماء الاستحمام الخاص بها.. ...
- مقدم كوميدي أمريكي شهير يعلّق على خلاف ترامب وماسك ويثير ضحك ...
- فنانة أمريكية مثيرة تطلق صابونا من ماء الاستحمام الخاص بها.. ...
- فيلم -فلو- يتجاوز 57 مليون دولار في إنجاز غير مسبوق للرسوم ا ...
- -سوذبيز- تطرح سترة سينمائية شهيرة من الثمانينيات بمزاد علني. ...
- رحيل الفنانة العراقية غزوة الخالدي بعد مسيرة حافلة على خشبة ...
- هيئة محلفين أمريكية تفشل في إصدار حكم ضد المنتج السينمائي ها ...
- صيف 2025 السينمائي.. منافسة محتدمة وأفلام تسرق الأضواء
- آدم نجل الفنان تامر حسني يدخل العناية المركزة إثر أزمة صحية ...
- فضيحة جديدة تهز الوسط الفني في مصر (فيديو)


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطاهر وطار - رسالة مفتوحة إلى الوزير فاروق حسني ومؤتمر المثقفين بالقاهرة