أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - . عيسى بن ضيف الله حداد - على ما يوحي ما يروي القلم















المزيد.....

على ما يوحي ما يروي القلم


. عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 15:08
المحور: الادب والفن
    


قال الراوي: بعد أن - " ذهب نبوحذ نصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها " " سلّم الرب بيده يهوياقيم ملك يهوذا مع بعض آنية بيت الله فجاء بها إلى شنعار إلى بيت إلهه وأدخل الآنية إلى خزانة بيت إلهه. – مكث يهوياقيم في السجن إلى أن جاء زمن، رفع فيه " أويلُ مردوخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا من السجن، وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل، وغير ثياب سجنه وكان يأكل دائماً الخبز أمامه كل أيام حياته، وظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك أمر كل يوم بيومه كل أيام حياته "
وقبل رحيله، أصدر ملك بابل مرسوما يوزع فيه الأرض على طبقة
من " الشعب من الفقراء الذين لم يكن لهم شئ.. أرض يهوذا.. وكروماً وحقولاً " - ورحّل جماعات بدوية ونصف بدوية من أماكنها وأقطعهم أرضاً في بقاع عدة، ليثبتوا ويثمروا، ويعمروا.. وجلب معه شباناً ليكونوا جنوداً، وآخرين ليكونوا عمالاً في مشاريع بابل وتخوم بابل..
أردف الراوي: ولمّا كان نبوخذ نصر قد وضع نصب عينيه تنظيم مملكته على أسس جديدة، وإذابة الفوارق القائمة بين قبائلها ومناطقها، فأصدر جملة من القرارات التي من شأنها تمكين هذا النظام من التثبت في أرض الواقع، فقرر في المقام الأول اعتماد اللغة الآرامية كلغة رسمية على طول البلاد وعرضها، ثم عمد في المقام الثاني على تكوين نخب تمثل الملل والقبائل التابعة، لتكون العين الساهرة لحراسة المملكة وتنظيم شؤونها.. وهكذا طلب من مستشاريه انتقاء عدد من الفتيان من كل ملة وقبيلة لتدريسهم وتدريبهم..
ضمن هذا الإجراء - " أمر الملك أشتفر رئيس خصيانه بأن يحضر من بني إسرائيل ومن نسل الملك ومن الشرفاء فتياناً لا عيب فيهم حسان المنظر حاذقين في كل حكمة وعارفين معرفة وذوي فهم بالعلم والذين فيهم قوة على الوقوف في قصر الملك فيعلموهم كتابة الكلدانيين ولسانهم. وعين لهم الملك وظيفة كل يوم بيومه من أطايب الملك ومن خمر مشروبة لتربيتهم ثلاث سنين وعند نهاييتها يقفون أمام الملك. وكان من بينهم من بني عبران دانيال وحنينا وميشائيل وعزريا، فجعل لهم رئيس الخصيان أسماء فسمى دانيال بلطشاصر وحنينا شدرح وميشائيل ميشخ وعزريا عبد نغو..
استرسل الراوي: واضب هؤلاء الفتية مع غيرهم على الدراسة سنوات ثلاثة، وتعلموا علم التكوين البابلي وتاريخ بابل المعروف في مروية إينولامش، وما حل بها من كوارث وطوفان التي رواها جلجامش، ولقنهم تشريعات حموراني، والفلك والحساب والشعر. وبعد تخرجهم، تدرجوا في سلم خدمة السلطة، وأظهروا براعة وإخلاصاً في الإدارة وكان في مقدمتهم دانيال - " حينئذ عظّم الملك دانيال وأعطاه هدايا كثيرة وسلطه على كل ولاية بابل وجعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل، فطلب دانيال من الملك فوّلى شدرخ وميشخ وعبد نغو على أعمال ولاية بابل. أما دانيال فكان في باب الملك.."
استمر العزف على ذات الوتر، في عهد بيلشاصر خليفة نبوخذ نصر، إذ – " أمر بيلشاصر أن يلبسوا دانيال الأرجوان وقلادة من ذهب في عنقه "- وهذا أرفع وسام في الإمبراطورية قاطبةً، كما رفع من شأن دانيال وغدا - " متسلطاً ثالثاً في المملكة ".
توقف الراوي قليلاً، ليحبس أنفاسه وطفق يقول: " في تلك الليلة الاحتفالية قتل بيلشاصر ملك الكلدانيين،
فأخذ المملكة داريوس المادي وهو ابن أثنين وستين سنة " – وكان داريوس منظماً فطناً، فحافظ على كيان المملكة، بيد أنه قد أعاد تنظيمها، فولّى عليها "مئة وعشرين مرزباناً يكونون على المملكة كلها، وعلى هؤلاء ثلثة وزراء أحدهم دانيال "يراقبون هؤلاء المزراربة – الولاة - ويجمعون منهم الإتاوات.
قد تسألونني، كيف تسنّى لدانيال أن يتسلق لهذا المقام وقد كان على شأن وتعاون مع نظام بابل.. أجل، كان الرجل من البراعة بمكان، فحينما حضر داريوس، خرّ دانيال أمامه ساجداً، وله قائلاً: أنا في خدمتك يا سيدي، فما كنت غير عبد مأمور، ولك فيّ حاجة، فأنا عارف بشؤون المملكة، ولك مني عصارة خبرتي وتجربتي..
كان داريوس محنكاً، يفهم الرجال، فنظر إليه فرآه حسن المنظر، فطابت له نفسه، ومن ثمّ أستخدمه.. وخبره.. ووثق به، حتى أنه "
فكرّ" ذات مرّة " في أن يوليه على المملكة كلها "
ودارت الأيام دورتها، إلى أن جاء كورش إلى سلطة فارس. وقد سار في سياسته على درب سلفه، وأراد أن يبني قواعد ثابتة في أرجاء مملكته، ونظر في خريطتها فرأى أن المناطق الواقعة غرب الفرات تشكّل الجزء الحساس منها، لما فيها من الأراضي الخصيبة ومداخيل التجارة الدولية الوفيرة، ناهيكم عن كون شواطئ المتوسط تطل على الحلقة الأهم من بلاد العالم.. وتوجس شراً على مصيرها، فقرر إعادة تنظيمها وفق قواعد جديدة، ووجد أن خير السبل يتمثل في الاعتماد على لفيف من الأعوان، يختارهم من بين النخب المدربة المقيمة في بابل. وكان هؤلاء يعودون في منابتهم إلى كل البقاع.. جمعهم داريوس ووقف فيهم متكلماً: أيها الأعوان الأعزاء: استدعيتكم كي أروي لكم، ما حدث لي: في أمسي ترآى لي إلهي في منامي، وقال لي، إرسال فرق من أعوانك إلى البلاد الغربية، كي يديروا شؤون الولايات، فليذهب كل منكم إلى خاصته، ويصلي لإله، ويهيئ رحلته إلى منبت أرومته وجدوده، كي يقيم هناك لإدارة شؤون ملته، وسأرسل إلى " المزربان " القائم في أرض المكان لتقديم شتى أنواع الدعم لكم ولذويكم. وهكذا كان.
توقف الراوي هنية، ساحباً نفساً عميقاً من أرجيلته، مرسلاً بصرهإلى البعيد كأنما به قد أخذ يستعيد ذاكرة ما هربت من عاقلته.. وعدّل من جلسته، بعد أن استرد ما فات.. ونظر فيما حوله ووجد مستمعيه يرنون إليه بشوق ولهفة لاستكمال القصة، وقال:
كان من بين الجمع المستمع لكورش، عزرا، وهو تلميذ نابه ذو خيال، تتلمذ منذ حين على يد دانيال،
وأكتسب منه معارفه وطرائقه ومسالكه وفهلويته.. فقرر في نفسه شيئاً على درجة فائقة من الأهمية.. وهمس في قرارة نفسه: هيا يا عزرا فقد هبت رياحك فأغتنمها..
تجمعت فرق الأعوان في دارة السلطان ووزع عليهم كورش العطايا وزودهم بالمراسيم والفرسان. وسارت الركبان إلى هاتيك البلدان.. وكان لعزرا ما كان..
توقف الراوي، وقد أخذ التعب منه كل مأخذ، وقال لمستمعيه، هنا تنتهي هذه الحلقة، فإلى الحلقة الآتية، في الليلة القادمة.. - =(هل تختزل لنا هذه المروية، حقيقة ما جرى.. !!)



#._عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا.. جائزة القراء الشباب الأدبية للكاتب البوسني فيليبور ت ...
- “شو سارلك يا لولو”.. استقبل تحديث تردد قناة وناسة أطفال 2024 ...
- أحمد حمدي يخطف الأنظار بشخصية -حنظلة- الكاريكاتيرية
- شيخ الأزهر يغرد باللغة الفارسية تضامنا مع إيران
- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - . عيسى بن ضيف الله حداد - على ما يوحي ما يروي القلم