أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح حسون الدراجي - العراقيون يهزمون الطائفية أربعة - صفر















المزيد.....

العراقيون يهزمون الطائفية أربعة - صفر


فالح حسون الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 10:02
المحور: المجتمع المدني
    


سألني صاحبي قبل مباراتنا مع ماليزيا في دوري أسياد الدوحة، عن توقعي لنتيجة المباراة، فقلت له :
- قبل أن أجيبك عن سؤالك، قل لي كم من الأهداف يحتاج فريقنا الأولمبي، لكي يترشح لدور الثمانية ؟
قال :- ( من الأربعة وفوگ ) !!
قلت له بأسترخاء وثقة : ( لعد راح نفوز من الأربعة وفوگ ) !!
ضحك صديقي وقال : - شنو ( الأخ ) صاير فتاح فال !!
قلت له ضاحكاً :- لا، صاير ( فتاح نصيف ) !! ثم أكملت ضحكتي معه، وأنا أقول :- تتراهن من ( قوري حامض) ؟!
قال صاحبي :- لن أتراهن، فأنا أكره المراهنة، حتى لو كانت من (گلاص مي) ، ولكن بربك قل لي:- كيف توصلت
لهذه النتيجة، وأنت لم ترَ الفريق العراقي الأولمبي سوى مباراة واحدة، فضلاً عن أنك لم ترَ الفريق الماليزي بالمرَّة،
ناهيك عن أنك لم تتابع الكرة العراقية منذ فترة ليست بالقصيرة ؟!
قلت :- كل الذي قلته لي صحيح، فأنا لم أشاهد أية مباراة للفريق الماليزي، ولم اتعرف على مستواه، كما أني لم أتابع
المنتخب الأولمبي العراقي بشكل جيد، لذا فأني لم أتوصل لهذه النتيجة بناء على المستوى الفني للفريقين !!
قال صاحبي:- كيف أذاً، توقعت فوزالفريق العراقي، وحددت سقف النتيجة قبل أن تعرف المستوى الفني الفريقين ؟!
قلت له :- سيفوزالفريق العراقي، وسأصر( أصراراً ) على ذلك، والسبب أن فريقنا هو فريق عراقي ( لحماً وشحما )
وبما أنك عراقي، فأنت تعرف قبل غيرك حتماً، أن العراقيين لايبارون بتاتاً، حين يصل الأمرالى قضية تحتاج الى
همَّة أستثنائية، أو تحتاج الى تحد أستثنائي، إذ سيتحول الفرد العراقي الى كائن شبه خرافي، سواء أكان في أصراره
وعناده، أم في نتاائج فعله المتحقق، وبما ان شبابنا في الدوحة يحتاجون لأربعة أهداف في أقل تقدير- وهي حتماً غاية
أو هدف غيرسهل بالمرَّة، بخاصة وأن ثمة ظروفاً تتحكم بمثل هكذا نتائج، منها مستوى التحكيم، وظروف اللاعبين،
ودورالجمهور، وشد الأعصاب، وأستعجال تسجيل الأهداف، وغيرها من الأمورالفنية التي لايمكن التكهن بها قطعاً!!
وهذا يعني أنهم سيحتاجون لهمَّة أستثنائية، وجهد فوق اللازم، أي أنهم يحتاجون لأستخدام ( الورقة العراقية ) ، تلك
الورقة التي لن تخسر قط، ولن تخيب قط، ولن تسقط يوماً قط، أقصد ورقة التحدي العراقي المعروف، ورقة الصبر
والعناد الذي لن ينكسرأبداً، وثق يا صاحبي، ما كنت سأتوقع فوزاً لفريقنا، لو لم تكن المباراة محرجة، وصعبة، بل
وخانقة، أي في عنق الزجاجة، والعراقيون - كما اعرفهم - لاينتخون الاَّ ( بشغلة تسوى، وبيها حظ ) والاَّ فلا !!
قال صاحبي : - وهل تظن بأن هذا السبب يكفي لأن يحقق فريقنا مثل هذه النتيجة الصعبة ؟!
قلت :-هناك مسألة أخرى، لاحظ معي أسماء التشكيلة، وتابع ألوالنهم، وأطيافهم، ومكوناتهم، إذ سأضطر لذكر بعض
ألوانهم ومذاهبهم، وقومياتهم، للتذكير بجمالية الموزائيك العراقي، ولطرحه مثالاُ فحسب، فهذا الفتى الذهبي يونس
محمود ( السني) القادم من مدينة ( الدبس) في محافظة كركوك، جنباً لجنب مع الشيعي (علي حسين رحيمة) القادم من
مدينة الثورة والصدر، وهذا ( الكردي ) جاسم حاجي، مع ذاك النجفي حيدرعبودي، ومعهما (المعظماوي) مصطفى
كريم، وحولهم يتألق أخوتهم شباب مدينة الثورة والصدرمثل: محمد گاصد، ومحمد علي كريم، وغيرهما من الشباب،
ألم تلحظ ياصاحبي كيف يسند (الشيعي) ثامرسعيد مجبل - الذي خطَّ على رقم فانلته (ياعلي) قبل أن يطلب منه الحكم
الهندي - في مباراتنا مع عمان- رفع هذه الكلمة من الفانلة، أقول ألم ترَكيف كان يسند هذا الشبه (وهوالبطل القصير)
أخاه ( السني ) مصطفى كريم بكل محبة وأخلاص، لاحظ ياصاحبي لوحة اللاعبين العراقيين الزاهية، والتي تحوي
ألواناً بديعة وخلابة ( من شيعي وسني ومسيحي ) الى (عربي، وكردي، وتركماني وكلداني ) فهذا هوالعراق الجميل
يا صاحبي، وهاهم العراقيون(الحلوين) الموحَّدون، وهنا أتحداك، إن لم أقل لك، من هوالسني والشيعي، والمسيحي!!
نعم بهذه الوحدة الشبابية الرائعة، وبتلك الهمة العراقية الفريدة سنفوزغداً، وعلى هؤلاء الشباب الواعدون أراهن،
ليس على مباراتنا غداً فحسب، بل وعلى مستقبلنا كله، بهم وبأمثالهم قلت يوماً، وسأقول : أرفع رآسك أنت عراقي !!
واليوم، وما أن أنتهت المباراة، حتى اتصل بي صاحبي فرحاً جذلاً، وهو يقول بنشوة : - لقد فزنا بأربعة أهداف مثلما
توقعت يافالح، لقد فعلها شبابنا اليوم، وتأهلوا لدورالثمانية، وصدِّقني ياأخي، لقد بكيت بكل الدموع، وأنا أرى دموع اللاعبين تختلط اليوم في ملعب الدوحة، وكم تمنيت أن يرى ( كبارنا ) في العراق هؤلاء الشباب، فيتعلموا منهم درس
التآخي والوحدة والأخوة الحقيقية، أن يتعلموا ولو لمرة واحدة، درساً في الوحدة والجهد والعرق والدمع والأنتصار،
فلقد كان درس يونس ورحيمة ومصطفى وكراراليوم، درساً من أعظم الدروس، وكانت وحدتهم اليوم بحق هي أنبل
الوحدات وأشرفها، هكذا نريدها أذاً وحدةً ذا روح رياضية، وليس وحدة ذا أهداف أعلامية كاذبة، لقد مللنا يا أخي
من وحدات صوت العرب (وأحمد سعيد أيام زمان) تلك الوحدات التي لم يكن (يغلبها غلاب ولا يبطحها أبوشهاب) !! وكفرنا أيضاً بوحدات الأصوات المبحوحة التي تنبح اليوم من ( جزيرة الموزة، وأخياتها النابحات) !! نريدها يافالح ،
وحدة يونسية كرارية رحيمية حاجية مصطفية، لكي نفوزعلى الأرهاب ( الضاري) الوحشي، ليس بأربعة أهداف ضد
صفر فحسب، بل بعشرة أهداف ضد ( تحت ) الصفر، ( ها شتگول صديقي ) ؟!
قلت له :- هوَّ أنت أشخليت لصديقك، أشو أنت أسألت، وأنت جاوبت ؟
ورغم ذلك، سأقول شيئاً، إذ ربما يقول البعض، بأن فريق ماليزيا ضعيف، والبعض سيقول: (يابه أشدعوه خبصتونه)
فغداً ستخسرون مع أوزبكستان، والبعض سيقول كلاماً اكثرمن هذا ( بقاطات ) وأنا أقول :- بأني أبداً لم أتحمس لهذا الفوز من الوجهة الرياضية، إذ أن الفوز - حتى بالميدالية الذهبية، رغم أهميته - ليس مهماً عندي، بقدر ما اردت أن
أحتفل بالفوزمن الوجهة العراقية، مركزاً على خاصية التحدي لدى العراقيين بشكل عام، وعلى ميزة التآخي والوحدة
لدى الشباب الرياضي بشكل خاص، فليخسرمنتخبنا بعدها أمام منتخب أوزبكستان،أوأمام منتخب الباذنجان، فالرياضة
فوز وخسارة، وليكن مايكن بعدها، المهم ان شبابنا قالوا كلمتهم في وقت التحدي، والمواجهة القاسية وهذا هو المهم،
بمعنى ان العراقيين يستطيعون فعل أصعب المهمات وأقساها لو قرروا ذلك، وأن ينتصروا أيضاً اذا أرادوا ذلك،
ليس على خصومهم فحسب، بل وعلى المستحيل نفسه، فالحقيقة التي أثبتها الشباب العراقي أمس، هي ليست رياضية فقط، بل هي رياضية ووطنية ومصيرية أيضاً.
لقد تحد (أولادنا) اليوم القدروالظروف والصعاب والحظ ( والبطيخ ) وقهروها في ظل ظروف أصعب من الصعبة ، فلله در هؤلاء الفتية الشجعان، وهم يصدون رماح الداخل، وسهام الخارج، وسيوف الأخوة الأعداء، وينتصرون !!
ضحك صاحبي وهو يقول:-
( أگول صدگ فالح، أنت شلون توقعت نتيجة المباراة بهذا الشكل المضبوط، شنو أنت شايفها اللعبة من قبل ) ؟!!
قلت له ضاحكاً - : ( لا، وسيد حمد الله ما شايفها ) !!



#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل عصر ( أبو درعه ) !!
- أيها العماريون : مات محمد عمارة !!
- العلم عند الله ، وعبد الله وزاير بوش !!
- الصابئة برحي العراق ، فأحموا برحيكم
- ليلى فائق في ذمة الخلود
- أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟
- وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
- في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح حسون الدراجي - العراقيون يهزمون الطائفية أربعة - صفر