أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الحاضرية الوجودية وما بعد البراكماتية















المزيد.....

الحاضرية الوجودية وما بعد البراكماتية


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7966 - 2024 / 5 / 3 - 18:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحاضرية ليست بالضرورة خلاصة تاريخ الفلسفة. الفلسفة هي تخصص فكري يدرس الأسئلة الأساسية حول الوجود والمعرفة، والقيم، والأخلاق، والواقع. على مر العصور، ظهرت مدارس فلسفية مختلفة تتعامل مع هذه الأسئلة بأساليب ومنهجيات ومنها اللاهوت السياسي وما بعد الحداثة وبعض التيارات التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين. تشدد هذا التيارات على الشك والاعتراض على المفاهيم التقليدية للحقيقة، والهوية، والقوة، والمعرفة. وتتعامل مع قضايا التمييز والسلطة والهوية واللغة بأساليب نقدية وتحليلية. على الرغم من أن الحاضرية الوجودية الشاملة يمكن أن تشترك في بعض الأفكار والمفاهيم، إلا أنها تيار فلسفي مستقل يركز على مجالات ومواضيع مختلفة.و يجب أخذ ذلك في عين الاعتبار عند مناقشة هذه الفلسفات وتقييمها بشكل صحيح. يمكن أن تؤثر الحاضرية على الفلسفة التقليدية، كون المدارس الفلسفية الحديثة قدمت رؤى وتحليلات جديدة للتجربة الإنسانية والواقع. وبالتالي، تحدثت عن تحولات في المفاهيم والأفكار التقليدية التي كانت مسيطرة في الفلسفة, الحاضرية، على سبيل المثال، ركزت على الواقعية والتجربة الفردية ودور الحاضر في تشكيل التفكير والتحليل الفلسفي. وهذا قد أثر على النظرة التقليدية للفلسفة التي كانت تركز بشكل أكبر على الأبدية والقواعد العامة. اللاهوت السياسي أثر على الفلسفة التقليدية بنقده للمفاهيم التقليدية للحقيقة والهوية والقوة. وقد دفعت هذه المدارس الفلسفية إلى إعادة تقييم القضايا الأساسية والاعتراض على التصورات التقليدية للواقع. وبالتالي، يمكن أن يؤثر الحوار والتفاعل بين هذه المدارس الحديثة والفلسفة التقليدية في تطور الفلسفة بشكل عام. يمكن أن تحدث تغييرات في النظرة للمسائل الفلسفية، وتوسيع المناقشات والتحليلات، وإثراء المدارس الفلسفية المختلفة بأفكار جديدة ومنظورات متنوعة. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الفلسفة التقليدية لا تختفي تمامًا بسبب تأثير الحاضرية واللاهوت السياسي. فالفلسفة هي مجال واسع ومتنوع يتضمن مجموعة متنوعة من المدارس والتوجهات، وتستمر التحولات والمناقشات داخلها. يمكن ذكر ان الحاضرية الوجودية الشاملة وما بعد البراغماتية قد قامت بتحدي عدد من المفاهيم التقليدية في الفلسفة:
مفهوم الحقيقة: في الفلسفة التقليدية، كانت الحقيقة تُنظر إليها عادةً على أنها مطابقة للواقع أو تمثيل دقيق للحقائق الواقعية. ومع ذلك، قد أشارت الحاضرية وما بعد البراغماتية إلى أن الحقيقة قد تكون نسبية وتعتمد على تجارب الأفراد وقيود اللغة والثقافة. تم تقديم وجهات نظر مختلفة حول الحقيقة، مثل البنائية والنيهيلية والعدمية.
المفهوم الذاتي والهوية: في الفلسفة التقليدية، كانت الذات والهوية تُنظر إليها عادةً على أنها ثابتة ومستقلة. ومع ذلك، أكدت الحاضرية وما بعد البراغماتية على دور التجربة الفردية والسياق الاجتماعي في تشكيل الذات والهوية. تم تسليط الضوء على التعددية الهوياتية والتحولات الديناميكية للذات.
القوة والسلطة: في الفلسفة التقليدية، كانت القوة والسلطة تُفهم عادةً على أنها هيمنة وسيطرة. ومع ذلك، أبرزت الحاضرية وما بعد البراغماتية التحولات في فهم القوة والسلطة، وأشارت إلى طبيعتها المتعددة والمتغيرة والمفاوضة. تم التركيز على قضايا التمييز والاستبداد والعدالة الاجتماعية.
اللغة والتواصل: في الفلسفة التقليدية، كانت اللغة تُفهم عادةً على أنها وسيلة نقل الأفكار والمعاني. ومع ذلك، أشارت الحاضرية وما بعد البراغماتية إلى دور اللغة في تشكيل الواقع والتفاعل الاجتماعي. تم التركيز على القوة الكلامية والتأثير اللغوي والتحليل اللغوي للمفاهيم. هذه مجرد بعض الأمثلة، وهناك المزيد من المفاهيم التقليدية التي تم تحديها بواسطة الحاضرية وما بعد البراغماتية. يجب أن نلاحظ أن هذه المدارس الفلسفية ليست موحدة في رؤاها أو طروحاتها، فهناك تنوع وتباين داخلي بين المفكرين المنتمين لهذه المدارس.
هناك عدة عوامل تؤثر في تشكيل الذات والهوية في مفهوم الحاضرية الوجودية الشاملة. هذه العوامل تشمل:
التجربة الفردية: يعتبر الحاضريون أن التجربة الفردية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الذات والهوية. يرون أن الأفراد يعيشون تجارب فريدة ويتفاعلون مع العالم بناءً على تلك التجارب. وبالتالي، تشكل تجارب الحياة الشخصية والمهنية والعاطفية الهوية الفردية.
السياق الاجتماعي والثقافي: يؤمن الحاضريون بأن السياق الاجتماعي والثقافي يؤثران بشكل كبير في تشكيل الذات والهوية. يشمل ذلك القيم والمعتقدات والتوجهات الاجتماعية التي تتأثر بها الأفراد من خلال التفاعلات الاجتماعية والثقافية.
اللغة والتواصل: يرى الحاضريون أن اللغة والتواصل يلعبان دورًا حاسمًا في بناء الذات والهوية. اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي أداة تشكل التفكير وتأثيراته. من خلال اللغة، يتم بناء العلاقات الاجتماعية وتشكيل الهوية الشخصية والجماعية.
السلطة والهيمنة: يؤمن الحاضريون بأن العلاقات السلطوية والهيمنة تؤثر في تشكيل الذات والهوية. ينظرون إلى القوى المهيمنة في المجتمع، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، وكيف يؤثر ذلك على تشكيل هوية الأفراد والمجموعات. هذه العوامل تشكل نمطًا معقدًا لتفاعلات تشكيل الذات والهوية وفقًا للحاضرية. يجب أن نلاحظ أن هذه العوامل ليست مستقلة، بل تترابط وتتأثر ببعضها البعض.
الهوية هي مسألة معقدة ومحورية في الفلسفة، وهناك آراء متنوعة حول طبيعتها ومصدرها. يمكن رؤية الهوية على أنها نتاج للعوامل الاجتماعية والثقافية والتجربة الفردية، وهذا يمكن أن يتطابق مع وجهة نظر الحاضرية.
وفقًا للحاضرية ، تعتبر الهوية نتاجًا للتفاعلات الاجتماعية والتجارب الشخصية والعوامل الثقافية. يعتقد هؤلاء الفلاسفة أن الهوية تتشكل وتتغير على مر الزمن وتتأثر بالعديد من العوامل الخارجية مثل الثقافة واللغة والتواصل والسياق الاجتماعي. ومع ذلك، ينبغي أن نلاحظ أن هناك آراء مختلفة في هذا الصدد. فبعض الفلاسفة يرون الهوية على أنها جوهرية وثابتة، ويعتبرونها جزءًا أساسيًا من الذات. ومن الممكن أن تتعارض هذه الآراء مع الحاضرية . بشكل عام، يمكن القول إن الهوية تعتبر مسألة معقدة ومتعددة الأبعاد، وقد تتأثر بالعديد من العوامل المترابطة. فهي ليست إما أزمة لفهم الوجود أو مجرد منتج عرضي للحاضرية. الهوية والذات هما مفاهيم مرتبطة بتفسير الذات والوجود البشري. على الرغم من أن الكلمتين قد تستخدمان في بعض الأحيان بشكل متبادل، إلا أنهما تعبران عن مفاهيم مختلفة.
الذات (Self) الذات هي مصطلح يشير إلى الوعي الشخصي والاحساس بالوجود الفردي. إنها الوعي بالذات والمشاعر والأفكار والتجارب الفردية. يمكن اعتبار الذات كمركز للوعي والتجربة الفردية، وهي ما يجعل الشخص فريدًا عن الآخرين.
من ناحية أخرى، الهوية (Identity) الهوية تشير إلى التعريف الشخصي والمجموعة الشاملة للسمات والتصورات التي تميز شخصًا أو مجموعة من الأشخاص عن الآخرين. تتكون الهوية من مجموعة من العوامل التي تتضمن الجنس، والعرق، والثقافة، والدين، والقيم، والمعتقدات، والتوجهات الاجتماعية، والمهنة، والعضوية في مجموعات اجتماعية معينة، وما إلى ذلك. الهوية تعكس كيان الشخص أو المجموعة وكيف يتم تحديدها واعترافها من قبل النفس والآخرين. بإيجاز، يمكن القول إن الذات تشير إلى الوعي والتجربة الفردية، في حين أن الهوية تشير إلى السمات والعوامل التي تحدد شخصًا أو مجموعة وتميزهم عن الآخرين في البيئة الاجتماعية والثقافية.
ضرورة الهوية للوجود في مفهوم الحاضرية الوجودية الشاملة
في مفهوم الحاضرية، يعتبر البعض أن الهوية ليست ضرورة للوجود. يرون أن الحاضرية تركز بشكل أساسي على التجربة الفردية والوعي الحالي، دون الحاجة إلى تعريفات ثابتة للهوية. يعتقد البعض الحاضريون أن الهوية قد تكون مجرد مفهومات ذهنية أو تصنيفات اجتماعية يتم تطبيقها على الأفراد. يرون أن التأكيد على الهوية قد يؤدي إلى تحديد الأفراد وتقييدهم بتصنيفات محددة، مما يقيد حرية تجربتهم وتطورهم الشخصي ومع ذلك، هناك آراء أخرى ترى أن الهوية لا تزال مهمة في سياق الحاضرية، حيث يعتبر الاعتراف بالهوية وتمييز الأفراد والمجموعات جزءًا من التجربة الحاضرية الثانوية. بشكل عام، يمكن القول إن مفهوم الهوية قد يتفاوت التفسير فيما بين المدارس الفلسفية المختلفة والنظريات. قد يعتبر البعض الهوية ضرورة للوجود، بينما يرون آخرون أنها ليست ضرورية للتجربة الا انها في مفهوم الحاضرية الوجودية لا تشكل الا معنى فائض عن الوجود ولا يتداخل مع الموجودات.
من الممكن وجود هوية متكاملة في ظل الحاضرية. في الواقع، يعتقد البعض أن الحاضرية قد تساعد في تطوير وتشكيل الهوية الفردية. الحاضرية تشير إلى التركيز على اللحظة الحالية والتجربة الحية والوعي بالتجربة الفردية في الوقت الحاضر. ومن خلال هذا التركيز على الحاضر، يمكن للأفراد استكشاف ذواتهم وتحديد ما يعبر عنهم وما يهمهم بشكل أكبر. عندما يكون الفرد متواجدًا في الحاضر ويكون واعيًا لتجربته الفردية ومشاعره واحتياجاته، فإنه يمكنه بناء هوية متكاملة من خلال الاعتراف بالوجود الحاضر اولا. يتم تشكيل الهوية بواسطة تفاعلات الفرد مع العالم الخارجي، وتجاربه الشخصية، والاجتماعية، والثقافية. على سبيل المثال، من خلال تجربة العمل والعلاقات الاجتماعية والانخراط في أنشطة مختلفة، يمكن للفرد تحديد قيمه الشخصية، واهتماماته، ومهاراته، وتوجهاته. يمكن للحاضرية أن توفر الفرصة للنمو الشخصي وتحقيق الانسجام بين الذات والبيئة المحيطة. مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الهوية ليست شيئًا ثابتًا ونهائيًا، بل هي عملية مستمرة للتطوير والتشكيل. تتأثر الهوية بالتجارب والتغيرات في الحياة، وقد يتم تعديلها وتطويرها على مر الزمن بناءًا على ما يتم اكتشافه وتجربته في الحاضر الوجودي الواعي.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الحاضرية الوجودية الشاملة فلسفيا
- الحاضرية الوجودية والبحث عن المعنى Presentism Existentialism
- الأيديولوجيات والديموقراطية
- العالم من الفاشية الى الفاشنستية
- المادية والمثالية وقضية الوجود والتطرف
- الانسان من تطورية العقل الى انسحاب بدائي
- اللعب المخادع ومظهرية الاداء سمة الجبناء
- جبهة دولية لتغذية الاعلام المنحاز
- الاعلام المنحاز وأدلجة الحقيقة
- فلسفة الوحدة
- جينالوجيا الطاعة في الشرق الاوسط
- عقدة الضحية وسذاجة الموقف
- تقنية زراعة الافكار
- تبييض الاموال واقتصاديات الدول المتخلفة
- الحق والاخلاق
- لوحة (دخول المسيح إلى بروكسل)
- الحقائق الأسطورية و الوجودية و الموروث البدائي
- الجنس والغذاء بين الحرية والكبت
- حجر سنمار واقتصاديات الدول المنحطة
- التصور العقلي و النفسي للذات


المزيد.....




- حصريا على CNN.. وضع مجرمون مرعبين سبق وسيطروا على دولتهم: لن ...
- حرائق الغابات تدمر منازل غرب لوس أنجلوس.. شاهد الفوضى التي خ ...
- صُممت لحمايتهم من أخطر السيناريوهات.. شاهد ما فعلته شاحنة بم ...
- حراك شعبي لأول مرة في غزة تحت شعار -لا للاحتكار وجشع التجار- ...
- إصابة 10 إسرائيليين وفقدان الاتصال بـ3 آخرين عقب اشتباكات مع ...
- احتمال انتخابات مبكرة في ألمانيا.. هل تعيد استقرار المشهد ال ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان خلال ساع ...
- Yle: فنلندا عرضت على -الناتو- نشر طائرات استطلاع على أراضيها ...
- روسيا.. بركان -شيفيلوتش- يقذف الرماد إلى ارتفاع 8.5 كم
- قصة رجل -توفى قبل مئتي عام من ولادته-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الحاضرية الوجودية وما بعد البراكماتية