قال لي

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 14:49
المحور: الادب والفن
    

حوار


قَالَ لِي
كَلَامُكَ الْمَجْنُونُ بِالْعَقْلِ تُجَنُّ بِهِ الْعُلُومْ

قُلْتُ لَهُ
مَاذَا أُجَنِّنُ

قَالَ لِي
كَلَامُكَ الْمُحْتَرِقُ بالنَّارِ تَحْتَرِقُ بِهِ أُسُسُ الْحُكْمْ

قُلْتُ لَهُ
مَاذَا أُحْرِقُ

قَالَ لِي
كَلَامُكَ الْمُتَحَطِّمُ بِالْقِيَمِ تَتَحَطَّمُ بِهِ الْمَقَابِرُ الَّتِي نُدْفَنُ فِيهَا

قُلْتُ لَهُ
مَاذَا أُحَطِّمُ

قَالَ لِي
عِنْدَمَا كَانَتِ الْأَنْسَاقُ فِي نِهَايَتِهَا بَحَثْنَا عَنْ أَفْضَلِ الطُّرُقِ لِتَبْقَى فَلَمْ نَجِدْ أَقْوَى مِنَ الضُّعْفْ وَأّعْلَى مِنَ السُّقُوطْ أَضْعَفْنَا قُوانَا وأَسْقَطْنَا السُّطُوحْ كُنَّا نَجْعَلُ مِنَ الضُّعْفِ عِلْمَ الْقُوَى الْحَاكِمَةْ وَمِنَ السُّقُوطِ كُلَّ مَا هُوَ سَاقِطٌ عَنْ شَجَرَةِ الثَّرْوَةْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِأَنَّ لَا أَخْلَاقَ لَنَا تَبْقَى الْأَخْلَاقُ فِي مَكَانٍ آخَرْ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِأنَّ لَا ضَمَائِرَ لَنَا تَبْقَى الضَّمَائِرُ الْغِذَاءَ المُفَضَّلَ لِلْمِثَالِيِّةْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْحَسْمِ فِي أُمُورٍ انْتَهَتْ نُرِيدُهَا أَلَّا تَنْتَهِي

قُلْتُ لَهُ
عِنْدَمَا تَتَسَاقَطُ الْقُوَى يَنْتَهِي الْبَحْثُ عَنِ الْبِدَايَاتِ فِي غَائِطِ التَّارِيخْ تَكُونُ النِّهَايَاتُ قَدْ تَمَّ هَضْمُهَا فِي أَمعَائِهْ تَكُونُ الْأَفْعَالُ بِقَدْرِ الْأَفْعَالِ فِي مُعَادَلَاتِ الْفَشَلْ مُقَابِلَ ذَلِكْ التَارِيخُ دَوَامٌ للتَارِيخْ الْحُرُوبُ دَوَامٌ لِلْحُرُوبْ الدِّيمُوكْتَاتُورِيَّةْ دَوَامٌ للدِّيمُوكْتَاتُورِيَّةْ الْفَلْسَفَةُ الْعَسْكَرِيَّةُ بَرْنَامَجٌ لِلْأَمْنْ التَّعَارُضُ عَرْضُ أَزْيَاءِ الْأُمَمِ الَّذِي يَحْضُرُهُ السَّاسَةُ بِالْفِيدِيُوكُونْفِرَنْسْ كُلُّ شَيءٍ يَجْرِي مِنْ بَعِيدْ الْقَتْلُ وَالدَّمُ مِنْ عَالَمٍ افْتِرَاضِيّْ "كَيْفَ" تُصْبِحُ "لِمَاذَا" لِيَكُونَ الْجَوَابُ دَوْمًا أَنَا ضِدُّ مَا تَقُولُ أَسْهَلْ الْقَوْلُ أَلَّا تَقُولَ أَعْظَمْ الْفِعْلُ أَلَّا تَفْعَلْ الْيَوْمَ أَنَا وَغَدًا لَا أَنَا إذَنْ أَنَا الْيَوْمَ تَبْقَى أَنَا وَأَسْئِلَةُ الْيَوْمِ نَتْرُكُهَا لِلْغَدْ

قَالَ لِي
سَأَتْرُكُ نَفْسِي تَقْتُلُكَ بِكُلِّ الطُّرُقِ لِأَنَّكَ مَعِي

قُلْتُ لَهُ
الْقَتْلُ بِطَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ يَكْفِي

قَالَ لِي
إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ سَأَتْرُكُ نَفْسِي تُبْعِدُكَ بِكُلِّ الطُّرُقِ لِأَنَّكَ قُرْبِي

قًلْتُ لَهُ
الْإِبْعَادُ بِطَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ يَكْفِي

قَالَ لِي
إِنْ لَمْ أُبْعِدْكَ سَأَتْرُكُ نَفْسِي تَتَجَاهَلُكَ بِكُلِّ الطُّرُقِ لِأَنَّكَ صَوْتِي

قُلْتُ لَهُ
التَّجَاهُلُ بِكُلِّ الطُّرُقِ لَا يَكْفِي

قَالَ لِي
لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ العُتَاةْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ الْمُجْرِمِينْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ النِّعَالْ لِمَاذا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ الْعُرُوشْ كُلَّ الصَّوْلَجَانَاتْ كُلَّ التِّيجَانْ كُلَّ النُّسُورْ كُلَّ النُّسُور كُلَّ النُّسُورْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ الدُّوَلْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ الشُّعُوبْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ الْأُمَمْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كُلَّ رَغَبَاتِ الْأُمَمْ كُلَّ أَمَانِيهَا كُلَّ أَوَانِيهَا لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ أَجْنِحَةَ الطَّيْرْ الْمَخَالِبْ الْمَنَاقِيرْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ الْبِحَارْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ الْجِبَالْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ الرِّمَالْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ الْبُرُوقْ الرُّعُودْ الزّمْهَرِيرْ لِمَاذَا تُرِيدُ أنْ تَكُونَ الشُّرُوقْ الْغُرُوبْ الدَّيَاجِيرْ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مَا لَا يَكُونْ مَا لَا لِلْآلِهَةِ فِي الصُّرُوحْ

قُلْتُ لَهُ
لِأَنَّ إِرَادَتَكَ مِنْ بَرْقٍ إِلِكْتْرُونِيّْ وَرَعْدِ رَأْسِ الْمَالْ لِأَنَّ الصَّوَاعِقَ زَمَنَ الْأَرْقَامْ آخِرُ الْأَزْمَانِ زَمَنُكْ الصَّوَاعِقُ الَّتِي تُحَطِّمُ كُلَّ شَيءْ حَتَّى المَوْتْ وتُعِيدُ بِنَاءَ كُلِّ شَيءْ حَتّى الْمَوْجْ لِأَنَّ الْوَقْتَ وَقْتُ الْإِنْسَانِ فِي عَالَمِ الدَّلَالَاتْ لَأَنَّهُ الْوَقْتُ الْمَوْضُوعِيّْ لِلْوَاقِعِ الْمَوْضُوعِيّْ اسْمَعْ أَيُّهَا السِّيبْرَانِيّْ عِنْدَمَا تُصْبِحُ دَلَالَاتُ التَّغْيِيرِ فِي الْوَاقِعِ هِيَ الْأَفْعَالُ نَفْسُهَا يَبْدَأُ عَصْرٌ جَدِيدٌ مِنْ عُصُورِ التَّقَدُّمِ الْبَشَرِيّْ يُصْبِحُ التَّحَوُّلُ صَيْرُورَةَ الْحُرِّيَّةْ والنُّمُوُّ تِكْنُولُوجِيَّةَ الصَّيْرُورَةْ

قَالَ لِي
لَكِنِّي لَنْ أَجْرُؤَ كَمَا جَرُؤَ يُولْيُوسْ قَيْصَرْ ذَاتَ مَرَّةْ

قُلْتُ لَهُ
رُومَا لَكَ الْيَوْمَ غَيْرُ رُومَا

قَالَ لِي
لَكِنِّي لَنْ أُقَاوِمَ كَمَا قَاوَمَ نَابُلِيُونْ ذَاتَ مَرَّةْ

قُلْتُ لَهُ
بَارِيسُ لَكَ الْيَوْمَ غَيْرُ بَارِيسْ

قَالَ لِي
لَكِنِّي لَنْ أَفْتَحَ كَمَا فَتَحَ عُمَرٌ ذَاتَ مَرَّةْ

قُلْتُ لَهُ
الْقُدْسُ لَكَ الْيَوْمَ غَيْرُ الْقُدْسْ

السبت 2024.04.27
باريس

#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل