أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران















المزيد.....

الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7957 - 2024 / 4 / 24 - 01:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اكتفت الحكومة الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي بهجمة محدودة للغاية على الأراضي الإيرانية، اكتنف الغموض ما قامت عليه لصغر حجمها. فبين ادعاء طهران بأن الهجمة اقتصرت على طائرات مسيّرة أطلِقت من داخل إيران والمصادر الأمريكية التي أكدت أن الهجمة، فضلاً عن بضع طائرات مسيّرة لإشغال الرادارات، شملت صاروخاً إلى ثلاثة صواريخ أطلِقت من طائرة اقتربت من الأجواء الإيرانية، ما بات مؤكداً من خلال صور الأقمار الصناعية هو أن الضربة طالت منظومة دفاع جوّي مكرّسة لحماية مفاعل تخصيب اليورانيوم في نطنز الذي هو المفاعل الأكثر حماية في إيران، إذ هو مدفون تحت شرائح كثيفة من الخرسانة والرمال، ويُعتقد أنه المكان الذي يجري فيه إعداد تزوّد إيران بالسلاح النووي. أي أن إسرائيل أرادت إيصال رسالة إلى الحكم الإيراني مفادها أنها قادرة على اختراق دفاعاتها الجوّية وضرب ذلك المفاعل ذي الأهمية الاستراتيجية.
وقد كان التباين جلياً بين الهجمة الإيرانية الكثيفة على الدولة الصهيونية ومحدودية نجاحها، وبين «الضربة الجراحية» الإسرائيلية على إيران. وقد كانت طهران قد أطلقت ما لا يقلّ عن ثلاثمئة وعشرين طائرة مسيّرة وصاروخاً جوالاً وصاروخاً باليستياً، ادّعت إسرائيل في البداية أن أربعة صواريخ باليستية منها فقط صابت أراضيها، بما وصفته كنجاح بنسبة 99 في المئة، إلى أن ذكرت مصادر أمريكية أن تسعة صواريخ اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وليس أربعة فقط. وقد حدا ذلك بباحث إسرائيلي قابلته صحيفة «معاريف» (17/4/2024) إلى القول إن نسبة الاعتراض الحقيقية هي 84 في المئة، نظراً لأن النسبة يجب أن تُقاس على الصواريخ الباليستية وحدها، وهي مصدر الخطر الحقيقي، ولأن نصف تلك الصواريخ، التي قدّر الخبير أن مجموع ما أطلقته منها طهران هو 110، سقط في العراق وسوريا والأردن (9 هي 16 في المئة من 55 صاروخاً دخلت المجال الجوّي الإسرائيلي حسب تقدير الخبير).
هذا ويجدر الالتفات إلى ما انتهى إليه الخبير المذكور في مقابلته مع الصحيفة الإسرائيلية. فقد نوّه بأن إيران استخدمت ما بين 10 و15 في المئة مما لديها من صواريخ قادرة على أن تطال الأراضي الإسرائيلية وأن هذه الصواريخ ليست دقيقة ونسبة إخفاقها عالية، بحيث إنها لا تشكل تهديداً وجودياً للدولة الصهيونية، إلّا إذا جرى تزويدها برؤوس نووية. وهو ما جعلنا نؤكد في المقال السابق «أن ما يفرضه المنطق الاستراتيجي على طهران إنما هو إسراعها في التزوّد بالسلاح النووي وإشهاره بوصفه أنجع وسيلة ردع تستطيع أن تتزوّد بها». والحال، أن إيران أعلنت للمرة الأولى يوم الخميس الماضي، قبل الهجمة الإسرائيلية بيوم واحد، وبلسان العميد أحمد حق طلب، قائد هيئة حماية المنشآت النووية في «الحرس الثوري» الإيراني، أن «تهديدات النظام الصهيوني ضد المنشآت النووية الإيرانية تجعل من الممكن مراجعة عقيدتنا وسياساتنا النووية والتحول عن اعتباراتنا السابقة» (وكالة «تسنيم» الإيرانية).

وهي المرة الأولى التي تنوّه فيها طهران صراحة باستعدادها للتزوّد بالسلاح النووي، بعد سنين من التأكيد على أن نواياها في المجال النووي سلمية لا غير، بل هي تعتبر السلاح النووي محرّماً دينياً. وقد سبق تصريح العميد تنويه غير مباشر صدر عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في بداية العام الجاري، قال فيه «إن الردع تحقق بعون الله» بما لفت أنظار المراقبين، إذ إن تعبير «الردع» إنما يُخصَّص عادة لوصف دور السلاح النووي. وبعد تكرار الموقف الرسمي، أضاف إسلامي «إن المسألة ليست في نقص القدرة لدينا… يجب عدم التقليل من شأن إنجازاتنا الراهنة والظنّ أننا لم نبلغ بعد القدرة اللازمة». وقد تبعه في الشهر التالي سلفه في المنصب ذاته، علي أكبر صالحي، قائلاً إن لدى إيران مكوّنات السلاح النووي ويكفيها تجميعها لو أرادت. وحيث تقرّ المصادر الأمريكية بأنه بات لدى طهران من اليورانيوم المخصّب ما يكفي لصنع ما لا يقل عن ثلاث قنابل نووية في غضون أيام قليلة، تضيف إلى هذا الإقرار اعتقادها أن إيران تحتاج لبضعة أشهر كي تصنع القنابل وحوالي سنتين كي تتمكن من تزويد بعض الصواريخ برؤوس نووية.
لكنّ المرجّح أن هذه التقديرات، التي تكررها المصادر الأمريكية منذ مدة باتت طويلة، هي من باب طمأنة الحليف الإسرائيلي والحؤول دون ضغطه على واشنطن كي تقوم بعمل عسكري، أو قيامه هو بالأمر مورطاً واشنطن في حرب إقليمية لم تختر موعدها. وتشكك المخابرات الإسرائيلية بالتقديرات الأمريكية بصورة متواصلة، وهي صائبة في خشيتها، إذ إن إيران طوّرت صواريخ باليستية بعيدة المدى من النوع الذي لا تحوز عليه سوى الدول المزوّدة بالسلاح النووي، ولديها بالتأكيد من الخبرات التكنولوجية ما يفوق ما كان لدى باكستان عندما تزوّدت بالسلاح النووي قبل ربع قرن، ناهيكم من التعاون العسكري القائم بين إيران وكل من كوريا الشمالية وروسيا النوويتين. ويكفي إيران أن تحوز على صاروخ نووي واحد أو إثنين لتكون لديها قدرة ردعية كاملة في وجه الدولة الصهيونية نظراً لصغر مساحة هذه الأخيرة.
لذا، فإن الرسالة التي وجهتها إسرائيل لإيران يوم الجمعة الماضي ليست سوى وعيد بأعظم منها بكثير. وقد آثرت حكومة نتنياهو أن تؤجل موعد ضربة واسعة النطاق تهدف إلى تعطيل القدرات النووية الإيرانية، نزولاً عند رغبة واشنطن ولاعتبارات اقتصادية وعسكرية ملازمة. ذلك أن إسرائيل في حاجة إلى المعونة الأمريكية كي تعوّض عما استخدمته في التصدّي للهجمة الإيرانية في ليل 13/14 من الشهر الجاري، كما أن أمريكا ذاتها في حاجة إلى التعويض عما استخدمته قواتها المحلية دفاعاً عن حليفتها في تلك الليلة ذاتها، وهذان التعويضان بندان من قرار التمويل الذي صوّت عليه مجلس النواب الأمريكي يوم السبت الماضي، غداة الضربة الإسرائيلية المحدودة. علاوة على ذلك، أشار الإعلام الأمريكي والإسرائيلي إلى أن الرئيس الأمريكي بايدن أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للهجوم على رفح مقابل امتناع إسرائيل عن تسديد ضربة كبرى لإيران في الوقت الراهن. وهذا يشير إلى أن الدولة الصهيونية سوف تستكمل حرب الإبادة التي تخوضها ضد غزة منذ ستة أشهر ونصف، قبل أن تصبّ مجهودها العسكري على إيران وعلى ذراعها اللبناني، «حزب الله» وهو أمر محتوم.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- «دولة فلسطين» بين تصفية القضية ومواصلة النضال
- إن يسارا مغايرا ممكنٌ
- درسان ثمينان من الانتخابات التركية
- نفاق الإدارة الأمريكية والصفاقة الإسرائيلية
- صراعات على منصب بلا سلطة: السجال حول تعيين محمد مصطفى
- السيسي يفوز بأوسكار أسوأ إدارة اقتصادية
- 24، 41، 834: ثلاثة أرقام من إيران
- فلسطين بين خيارين صهيونيين
- نظام السيسي يبني معسكر اعتقال ضخم لأهل غزة
- استئصال «حماس» واستكمال احتلال غزة
- حرب الإبادة الصهيونية بعد أربعة أشهر
- حرب الإبادة الأخرى والتواطؤ الإقليمي
- توأم الصهيونية على نطاق أعظم بكثير
- خواطر ثائرة إزاء منطقة مستباحة
- إسرائيل تصعّد وأمريكا تجاريها
- آلة التدمير الصهيونية تهدّد لبنان بعد غزة
- سنة النكبة الثانية وانهيار النظام العربي
- في سبر آفاق العدوان على غزة
- موقف الإدارة الأمريكية: جريمة أم غباء أم…؟


المزيد.....




- حصريًا لـCNN: هل تستطيع إسرائيل الصمود أمام ترسانة إيران؟ وز ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عمليتين ضد إسرائيل
- بيان المكتب السياسي حول التطورات الخطيرة بمنطقة الشرق الأوسط ...
- إيران تنشر فيديو لمراكز أمنية وعسكرية حساسة تنوي استهدافها ف ...
- الرئاسة التركية تعلق على أنباء عن وجود جزء من أسطول الطائرات ...
- القوات الإيرانية للمستوطنين: غادروا الأراضي المحتلة فورا فلن ...
- -معهد وايزمان-.. إيران تدمر -العقل النووي- لإسرائيل (صور + ف ...
- نائب المستشار الألماني: لن نرفض دعم إسرائيل حال تعرض وجودها ...
- قلق تركي من التصعيد ضد إيران
- صنعاء تؤكد دعمها الكامل لطهران


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران