أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجاة اخيش - المكتوون بنار الارهاب في سيدي مومن - المغرب














المزيد.....

المكتوون بنار الارهاب في سيدي مومن - المغرب


نجاة اخيش

الحوار المتمدن-العدد: 527 - 2003 / 6 / 28 - 14:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



 

يوم ليس كباقي الايام بالنسبة لنساء وأطفال ورجال وشباب سيدي مومن، كانوا في الموعد لما حطت بينهم قافلة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة يومي 14-15 يونيو 2003، كن فرحات جدا، متألقات، باسمات، هؤلاء النساء اللواتي كتمن أنفاسهن سنوات من الضغط الظلامي، الذي احكم عليهن الطوق بلوائح الممنوعات التي أصدرها : ممنوع الغناء، ممنوع الرقص، ممنوع الخروج من البيت، ممنوع مصافحة الاصدقاء والاقرباء، ممنوع، ممنوع...الخ. أرهبهن بالفتاوي وهدر دماء المواطنين والمواطنات الذين تعاملوا مع الحياة بعفوية وحاولوا أن يعيشوا لحظاتها السعيدة رغم قساوة الفقر والتهميش والحرمان، أرعبهن وأرعبهم تنفيذ حكم الاعدام في مواطنين هم جيران أو أهل أو أقرباء، لاذنب لهم، وحتى وإن اقترفوا ذنبا ما فبأي حق يصدر في حقهم المتطرفون أحكامهم وينفذونها بمجرد صدورها فيخلفون الارامل والاسر التي تبكي فقيدها الذي انتزعته يد الغدر، مثلما حصل لعائلة المواطن الذي أهدر دمه يوم عيد الاضحى وكأن المتعطشين للقتل والدم لم يكفيهم ما رأوه من دماء الاكباش التي نحرت في ذلك اليوم.

سمعنا تصريحات النساء والفتيات والشباب داخل الخيمة التي خصصناها للتوعية بالمساواة وحقوق المواطنة، كن يتسابقن على الميكروفون لأخد الكلمة والتعبير بكل حرية عن همومهن، لوصف معاناتهن في ظل طوق الارهاب والتطرف الذي أحكمه الظلاميون على دوار طوما، والرحامنة والسكويلة وابيه وغيرها. كل واحدة منهن تكلمت بكل طلاقة وحرية وجرأة منقطعة النظير، رفعن أصواتهن رافضات تعدد الزوجات والطلاق الاحادي واحكام بيت الطاعة، وبجانبهن انبعتت الزغاريد والتصفيقات، وتحولت الخيمة الى حلقات من النقاش تحيط فيها كل مجموعة من النساء بعضوة من عضوات الرابطة، اللواتي جعلن من الخيمة الخاصة بالتوعية ورشات تكوينية للتربية على المساواة والمواطنة على مدى يومين خلالها سمعنا : تصريحات النساء وادانتهن للارهاب والارهابيين، سمعنا حكم الشعب عليهم، حكم يفند كل ادعاءات وكل محاولات الفاعلين المعنويين الذين أمضوا سنوات طوال يحرضون على العنف والكراهية وينبذون الرأي الآخر، ويصدرون الفتاوي ويعتبرون أنفسهم أمراء ورسلا للـه في الارض لايحق لأحد أن يجادلهم أو يختلف معهم. ومن فعل فهو في عداد الكفرة ودمه مهدور، صرحت لنا احدى المواطنات :
"تهنينا أبنتي، بحال الى هزيتي شي جبل من فوق ظهرنا، كان قاطع فينا النفس...

وتدخلت صديقتها :
كلشي أختي كانوا محرمينو، المرا للي طلات من باب دارها، كيخرج ليها شي أفغاني ويشوف فيها بشي عينين عامرين بالغضب والكراهية ( دخلي لدارك ولاّ غدي تندمي) وتتنهد المرأة وكأنها تتنفس الصعداء.

ومن الناحية يتعالى صوت امرأة في الستين من عمرها أو أكثر :
"كنت الى غير بغيت نخرج عند جارتي وبان لي شي واحد منهم دايز تنهرب ونسد علي الباب والخلعة شداني في قاع داري"

وتعقب عليها أخرى :
"داك شي علاش دصرتوهم أو ما كون كل واحد خرج فيهم عينيه ووراهم بالي هما براهش ومجرمين، ووقفناهم عند حدهوم كاع مايكثروا ويتمجهدوا"

أما أحد الشباب فقد تدخل قائلا :
"شوف اختي كذب عليك الكذاب اللي كاليك باللي هدوك الناس كيعرفوا الدين، والآ راه حيث مسلمين كثر من الناس، راه كيتصنتوا ليهم، راه بالخوف والرعب كانوا دايرين مابغاو، وكون نهار قتلوا الُّولْ ناضوا ليهم كولشي الناس وجراو عليهم من الدوار كاع ماوليواْ عاجبهوم راسهم ودايرين ما بغاوا....

توقف قليلا ثم استأنف :
"ختي ملي كنبغي نمشي معاها لْمدينا كتكولي امي تْلاقى معها تمّْ ومتمشيش معها في الطريق في سيدس مومن، انا خايفا عليكم......

وانت تنظر الى المواطنات والمواطنين يدلون بهذه التصريحات تدرك الى أي حد يقيد التطرف الديني والظلامية حرية التعبير والى أي حد ينشر الارهاب حتى قبل ان ينتقل الى تنفيذ فتاوي القتل التي يصدرها أمراء الدم.

لكنك تدرك أيضا وفي نفس الوقت قدرة المواطنين المغاربة على الإستيقاظ والتحلي بالسقضة والوعي والقدرة على التصدي والتحدي إذا استمر طبعا عملنا من أجل بقاء واستمرارية هذا الوعي بخطورة الارهاب والتطرف الديني وتأطيره في أفق انتقاله الى المواجهة الواعية لكل من يستغلون الدين استغلالا سياسيا لممارسة الاستيلاب الفكري على ابناء هذا الوطن ولا أدل على ماينتظرنا من مسؤولية في هذا الاتجاه ما قالته إحدى النساء من دوار طوما :
"اللي نقدر نكوليك ابنتي هو احنا في دوارنا كلنا عايشين غير الليل، ماعمرنا شفنا النهار كي داير حتى عراسنا مابقات عراس، وعيادنا مابقات عياد، فين ليام الي كانو لعيلات كيتجمعوا فلعشية كدام شي براكة ويعمروا اتاي، وينجّوا ويغنيوا ويعاودوا مشاكل الدنيا ويخففوا عليهم، ولكن دابا الحمد اللـه بدينا نعرفوا اشنواهو النهار ملي غبروا هدوك الناس، هدوك المجرمين، اللي حاشا واش هما مغاربة ولا ولادنا، وخصنا دابا نديروا يد في يد أحناوياكم باش بلادنا تكون زينة فيها الفرح والتفاهم والاحترام وغدا فيها احسن من البارح والعام الجاي يكون حسن من هذا العام والعام الفيت...

إن كلام هذه المواطنة له مغزى عنيف ويكشف الى أية درجة عانى المواطنون من الارهاب الذي مارسته عليهم قوى الظلام منذ سنين، وعزمهم بعد16 ماي على التصدي للارهاب والتطرف وسيوف أمراء الدم لما تشكله من تهديد للمشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي الذي يفهمه المواطن البسيط على انه : الحق في الحياة والفرح والأمان والسلام والتعايش.


 



#نجاة_اخيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- احصل على 400 ريال فورا.. منفعة الأسرة تعلن صرف 400 ريال عمان ...
- تعدد الزوجات.. فك غموض أنماط الجنس والزواج بإمبراطورية مرعبة ...
- كيفن سبايسي يواجه اتهامات جديدة من رجال بالـ-التحرش الجنسي- ...
- دراسة تكشف عن تفوق النساء في التعامل مع الضغط في الرياضة
- فرصة العمر للسيدات اللغير عاملات.. خطوات التسجيل في منحة الم ...
- جريمة تهز لبنان.. مقتل شابة بعد اغتصابها في فندق ببيروت
- ملياردير إماراتي يتدخل لمساعدة ضحايا -عصابة اغتصاب القصّر- ف ...
- مغامرات الفتاة الدعسوقة والقط الأسود.. تردد قناة كرتون نتورك ...
- شاهد.. امرأة ورجل يضرمان النار بنسخة من القرآن الكريم وعلم ف ...
- السعودية تحبس مناهل العتيبي 11 عاما لدعمها حقوق المرأة.. وال ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجاة اخيش - المكتوون بنار الارهاب في سيدي مومن - المغرب