عزالدّين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 7937 - 2024 / 4 / 4 - 21:58
المحور:
الادب والفن
د.عزالدّين أبوميزر
لَا يَحتًاجُ الظّالِمُ سَبَبَا ..
قَد جَاءَ حِمَارٌ فِي يَوْمِِ
مَكسُورَ الخَاطِرِ مُنفَعِلَا
لِلأسَدِ الرّابِضِ فَوقَ العَرشِ
وَيَزأرُ مَزهُوََا جَذِلَا
قَالَ أتَيْتُ لَعَلّي أجِدُ
لِمُشكِلَتِي عِندَكَ حَلَّا
وَأنَا المَظلُومُ فَأنصِفنِي
وَعَلَيكَ عَقَدتُ أنَا الأمَلَا
فِي الغَابَةِ نَمِرٌ يَضرِبُنِي
حَتّى يُوقِعُنِي مُنجَدِلَا
لَا أسمَعُ غَيرَ سُؤالِِ مِنهُ
سِوَاهُ أبَدََا مَا سَأَلَا
قُبّعَتُكَ أيْنَ فإنْ لَم أرَكَ
بِهَا فِي الغَابَةِ مُنْتَقِلَا
سَأظَلُّ أنَا أضرِبُكَ إلَى
أنْ تُنفِذَ أمرِي مُمْتَثِلَا
فَأُجِيبُ خُلِقتُ بِلَا قُبّعَةِِ
حَمدََا لِله الأعلَى
قَالَ غَدََا فِي الأمرِ سَأنظُرُ
وَلَعَلّي أُنهِي الشّكَلَا
سَألَ الأسَدُ عَنِ القُبّعَةِ
النّمِرَ وَمَا هُوَ قَد فَعَلَا
قَالَ بِفِعلِي أنَا أستَمتِعُ
وَأرَى عَظَمَتِيَ الجُلّى
طَلَبِي القُبّعَةَ كَمُعجِزَةِِ
تَسلِيَةٌ وَبِهَا أتَسَلّى
قاَلَ العَاقِلُ يَبحَثُ دَومََا
عَنْ سَبَبِِ يُرضِي العَقلَا
قَالَ بِمَاذَا تَنصَحُنِي
كَي أَقنَعَ وَيَقِينِي الزّلَلَا
قَالَ غَدََا فَاجِئْهُ بِقَولِكَ
يَا أهْلََا وَهَلَا بِكَ أهْلَا
وَاسأَلْهُ حَبّةَ تُفّاحِِ
تَحلِيَةََ وَبِهَا تَتَحَلّى
إنْ جَاءَ بِهَا حَمرَاءَ فَقُلْ
مَا اخْتَرتُ أنَا الحَمرَا أصلَا
وَالنّفْسُ تَمِيلُ إلَى الصّفْرَا
هِيَ أزْكَى فِي الطَعمِ وَأحلَى
وَاضرِبْهُ كَمَا تَرغَبُ وَتَشَاءُ
وَشَنَبَكَ أشْبِعهُ فَتلَا
قَالَ صَدَقتَ وَمِنْ غَدِهْ
قَد نَظَرَ إلَيْهِ وَتَمَلّى
وَرَجَاهُ حَبّةَ تُفّاحِِ
وَكَمَا الأسَدُ بِذَا أدلَى
فَالتَفَتَ إلَيهِ وَقَالَ لَهُ
بِذَكَاءِ حِمَارِِ يَتَجَلّى
هَلْ نَفْسُكَ تَطلُبُهَا حَمرَا
أمْ نَفسُكَ تَرغَبُهَا صَفرَا
فَانْطَلَقَ لِيُوسِعَهُ ضَربََا
بٍيَدَيْهِ وَأحيَانََا رَكْلَا
عَن قُبّعَتِكِ كُنتُ سَألتُكَ
ثُمّ مَضَى يُنْشِدُ قَوْلَا
لَا تَتَحَرَّ السّبَبَ لِتَظلِمَ
لَا يَحتَاجُ الظَالِمُ سَبَبَا
د.عزالدّين
#عزالدّين_أبو_ميزر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟