عزالدّين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 7926 - 2024 / 3 / 24 - 11:21
المحور:
الادب والفن
د.عزالدّين أبوميزر
مَكْرُكَ جَرّكَ لِلْوَيْلَاتْ ...
قَد مَرِضَ الأسَدُ فَعَادَتهُ
لِتَنَالَ رِضَاهُ الحيواناتْ
وَلِتَدعُوَ رَبّ الْكَوْنِ لَهُ
كَيْ يَصرِفَ عَنْهُ كُلّ شَكَاةْ
وَلِيُذهِبَ عَنْهُ بَأسَ المَرَضِ
وَيَخْرُجَ مِنْ هَذِي الأزْمَاتْ
وَتُقَدّمَ كُلّ فُرُوضِ الطّاعَةِ
بِالصّلَوَاتِ وَبِالدّعوَاتْ
إلّا الثّعلَبَ لَمْ يَحضُرْ
وَيُشَارِكْ فِي هَذِي الجَمْعاتْ
أوْ يُرسِلْ بَرقِيّةَ عُذْرِِ
فَيَرَى الأسَدُ بِهَا الإثْبَاتْ
وَيُؤَكّد صِدقَ سَرِيرَتِهِ
وَخُلُوَّ النّفْسِ مِنَ الشّهوَاتْ
لَكِنْ لِلبَعضِ مَآرِبُ أخْرَى
وَلَهُ أحيَانََا غَايَاتْ
مِثْلُ الذّئْبِ رَآى فُرصَتَهُ
قَد وَاتَتهُ بِهَا اللّحظَاتْ
لِيُغَيّرَ قَلْبَ الأسَدِ عَلَيْهِ
وَيَطعَنُ فِيهِ بِلَا تَبِعَاتْ
فَأتَى لِلأسَدِ وَقَالَ لَهُ
الثّعلَبُ لَاهِِ فِي الفَلَوَاتْ
وَلَقَد عَلِمَ بِمَرَضِكَ أمْسِ
فَنَادَى يَا عُزّى ومَنَاةْ
ثُمّ انْصَرَفَ وَقَد أغْرَاهُ
دِيكٌ مَعَ بِضْعِ دَجَاجَاتْ
أوْغَرَ قَلْبَ الأسَدِ عَلَيْهِ
وَعَلَيْهِ صَبّ اللّعنَاتْ
قَالَ وَزِيرِي أنْتَ اليَوْمَ
وَلَحمُ الثّعلَبِ لَكَ بِالذّاتْ
عَلِمَ الثّعلَبُ كَيْدَ الذّئبِ
وَمَا ألْصَقَهُ مِن شُبهَاتْ
فَأتَى لِلأسَدِ عَلَى عَجَلِِ
قَد مَلَأت عَيْنَيْهِ العَبْرَاتْ
قَالَ بِمَرَضِكَ قَد أُخْبِرتُ
وَفَورََا قُمْتُ بِمَا هُوَ آتْ
كَيْ أسْأَلَ عَمّا قَد يُبْرِئُكَ
وَيَشْفِي مَا بِكَ مِن عِلّاتْ
لَمْ أترُكْ في البَلَدِ طَبِيبََا
أوْ مَنْ يُعنَى بِعُقَارَاتْ
وَالكُلّ رَأىَ أنْ سَاقَ الذّئْبِ
لَخَيْرُ دَوَاءِِ فِيهِ نَجَاةْ
وَإذَا بَالأسَدِ يَسِلّ السّاقَ
يُقَرقِطُهَا وَبِكُلّ ثَبَاتْ
فَيَصِيحُ الثّعلَبُ مِنْ فَرَحِِ
لَا شَكْوَى بَعدُ وَلَا حَسرَاتْ
وَبِأُذُنِ الذِئْبِ يُسِرُّ لَهُ
أنْ مَكْرَكَ جَرّكَ لِلْوَيْلَاتْ
وَهُوَ يُجَرجِرُ وَدِمَاهُ
تَطبَعُ فِي الأرضِ البَصمَاتْ
د.عزالدّين
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟