فجر سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1751 - 2006 / 12 / 1 - 07:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في المحن يلازم الساسة وقادة الدول بلدانهم في كل انحاء العالم سواء كانت هذه المحن كما يسميها سعد سلوم تسونامي طبيعية اوتسونامي صناعية ففي كل يوم تطالعنا نشرات الاخبار بقطع الرئيس /س/ زيارته للدولة الصديقة /ص/ عائدا لبلاده لمناقشة الحال المتردي بسببب زلزال ضرب العاصمة او اعصار او انقلاب حافلة وفي احيان اخرى يعود الحكام لبلدانهم قبل نهاية زياراتهم لتولي زمام الامور بسبب تفجير انتحاري او اختطاف طائرة تلك الاخبار التي مازال المواطن العراقي يحلم ان ترافق اسماء قادة كتله السياسية وزعماء الحكومة التي ارتبطت بأسم العراق في لحظة سهو للتأريخ عندما يأتي المذيعون لقراءة انباء القتل والاختطاف والمفخخات التي لاتعد ولاتحصى .
ومع اختلاف الاعلام والمتحدثين الرسميين وغير الرسميين على تسمية الوضع المزري الذي الت اليه الاحوال في العراق فانه حرب اهلية شاء الزعماء ام ابو وهو بكل الاحوال ان سمي "اقتتال طائفي" او "حرب اهلية" او كما تشاء اميركا "ارهاب" فأن المواطنون العراقيون على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم هم من يدفعون الثمن , والمثير للدهشة ان ساستهم بلا خجل ولااحترام كلما اشتدت موجات القتل والترهيب الاهلية هذه انتشروا في ارجاء المعمورة بحجة البحث عن مخرج "للازمة" رحلة غالبا مايعودون منها بعد انفراج الازمة "بخفي حنين " لكن الملفت للانتباه في الازمة التي اندلعت مع انفجارات مدينة الصدر في 23 /11/2006 ان "الزعماء" امتثلوا لحظر التجوال , وما ان انتهى الحظر حتى انتشروا مجددا هنا وهناك البعض يستشير اسياده ليعرف مالعمل والاخر يهيء ملاذا امنا لادراكه ان نهايته حانت لامحال والحرب الأهلية ما من مفر منها , فماذا فعلوا؟
من البديهي جدا ان الخبرة في القاء الخطب والتصريحات مهمة جدا الا ان تلك البديهية غابت هي الاخرى عن سياسيينا والذين اخذوا يقولون مايجوز وما لايجوز ولعل ابرز تلك التصريحات الغبية مابدر من زعيم مايسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم الذي صمت دهرا ونطق كفرا ليقول من عمان إن " الخاسر في الحرب الأهلية في العراق هم السنة لامحال " ليظهر بذلك ثقته التامة بقوات بدر التي تنهش لحم العراقيين إرضاء لعمامات قم وطهران ويدفع اهل السنة للتسلح أكثر والقتال بشكل اشد من اجل الربح في الحرب الأهلية التي لم يدرك الحكيم بعد ان لا رابح فيها الا العدو , العدو الذي يغالط الحكيم نفسه ليسميه صديق العراقيين وجارهم الحميم , في ذلك الوقت كان الرئيس مام جلال يوقع اتفاقية تعاون مع " الجار " قال عنها إنها البداية فقط .فيما كان جيش المهدي يوغل في قتل وتهجير وترويع الآمنين في بيوتهم ويقيم احتفاليات الإعدام الجماعي للأبرياء أمام أعين الشرطة والحرس الوطني في الأزقة والشوارع من دون رادع بينما يتبجح ممثل التيار الصدري في البرلمان الأضحوكة سلام المالكي من مقر اقامته في دبي التي انسته كما يبدو واقع الحال في العراق اذ ظهر على شاشات التلفزة العربية ليقول بكل ثقة ان " جيش المهدي تيار سياسي مشارك في الحكومة ولايقاتل الا المحتل الاميركي ويضيف انه يتحدى كل من يقول ان جيش المهدي اعتدى على مواطن عراقي , ومن يدعي ذلك فليقدم الدليل " !!!؟ اما النائب المغلوب على امره سلام الزوبعي فقد بقي طيلة اللقاء مع قناة العربية يزعق بأعلى صوته قائلا ان الحكومة غير قادرة على السيطرة على الوضع الامني المتردي ولن تفلح بحل الميليشيات ولن تحمي المواطنيين من دون جدوى فقد كان سلام المالكي مصرا على ان جيش المهدي غير مسلح .
فيما كان نوري المالكي مرابطا امام ساعة الجدار الواسعة في عمان يعد الساعات بأنتظار وصول سيده الاكبر بوش الابن الذي فضل لقاء العاهل الاردني حال وصوله تاركا المالكي لليوم الثاني مكتفيا بتصريح لايقدم ولايؤخر مفاده ان مايجري في العراق ليس بالحرب الاهلية !!!؟
كلام يوجع الرؤوس ويرهق الاعصاب ويصيب الارض قبل الاجساد بالدوران ليقسم العراقيين الى فئة ترابط في بيوتها بأنتظار القتلة وفريق يخرج سعيا للقمة العيش فيسفك دمه على يد الميليشيات التي يصر الخونة على انها غير مسلحة وفريق ثالث يغادر الى خارج البلاد ليعاني الـ((هوم سك )) وفريق اخر يصاب بالعقد النفسية على بعد خطوة من الجنون فيما يكمل الارهابيون رحلاتهم صوب الغرب تاركين الوطن تنهش فيه كلابهم المسعورة .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟