أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفوان الحريرى - سقوط العبء و موت العباءة ...قصة قصيرة














المزيد.....

سقوط العبء و موت العباءة ...قصة قصيرة


صفوان الحريرى

الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 06:24
المحور: كتابات ساخرة
    


ورثت عن أبي عباءة قديمة عظيمة ، كان أبي يحفظها "كسر" ولهذا كانت متفردة بالمكان ‏الأهم والأعلى في الخزانة الخشبية القديمة ، الوحيدة لدينا ، الخزانة القابلة لكل أنواع السرقة ، ‏يحفظها طويلا ولا يخرجها إلا في المناسبات الهامة جدا وليس في كل الأعياد ، كانت العباءة ‏دائما نظيفة مع أنني لم أر أمي تغسلها ولو مرة واحدة ، لم يلبسها أبي أبدا ألا وكان مستحما ‏ومتعطرا ، ترى أكان أبي يعلم كل أسرار هذه العباءة ؟ أم أن أسرارها التي تزداد كل يوم ‏وكأنها الكرامات المباركات ، لا يمكن ان يلم بكل أسرارها بشر أي كان ، أكد لي بعض ‏شيوخ الناحية أنها شافية من كل الأمراض وكل الأعراض ، وأنها تشفي من العقم عند ‏النساء ويحكون أن جدي الأكبر أيام "محمد علي الكبير" كان أميرا للبحر ، وكان يحمل العباءة ‏أثناء المعارك ، ولم يفهم المؤرخون العسكريون لماذا لم تتحطم سفينته ، رغم ضربها ‏بالمدفعية ضربات مباشرة ، الكثير منهم يخاف أن يعترف بسر العباءة وكيف أنقذت جدي ، ‏وهذا من صالحنا ومن صالح العباءة ، وألا لو علم الأمر لحاولت القوى العظمي السيطرة ‏على صاحب العباءة وخطفه أو اختطافها هي نفسها ،منذ أن ورثتها و كل يوم قبل أن أنام ‏احمل العباءة القديمة المباركة أتحسسها في حب جم آه كم تشعرك بالرهبة وبكرامة ‏الروحانيات والبركة ، عباءة سحرية تتلون في الشمس وتتلون في البرد وتتلون حين تقابل ‏عين الفقراء فتسحرهم فيتحملون فقرهم حتى وان كان لدرجة مذلة وتتلون حين تقابل أصحاب ‏المال فتسحرهم فيعطفون ببعض بقاياهم علي الفقراء تتلون حين تقابل الحكام فتسحرهم ، ‏فيسمحون لشعوبهم ببعض الهواء والهراء ، تتلون وقت الحروب فتمنح الجبناء الحماس ‏فيتحولوا إلى صناديد ، وتتلون وقت السلام فتنزع من القلوب السوداء الغل والحقد وتملؤها ‏بالحب والحنان .‏
‏ قال لي بعض الثقاة إن العباءة في الأصل سرقت من أحد معابد الفراعنة وكانت مدفونة ‏مع فرعون عظيم ، فصدقت ، وقال البعض إنها كانت لحاخام يهودي عظيم احبه النبي ‏موسى عليه السلام فصدقت ، وقال مصدر ثقة مؤرخ بالفاتيكان إنها كانت لراهب مسيحي ‏كبير باركه المسيح عليه السلام فصدقت ، واجمع كبار علماء الشيعة والسنة أنها كانت لإمام ‏مسلم عظيم دعا له محمد عليه السلام فصدقت .‏
لكنى يوما ما صحوت وقد تملكني شغف عظيم وصممت أن اعرف من هو صاحب العباءة ‏، وصممت علي أن اعرف حقيقة العباءة بنفسي ، لكن للأسف قالوا إن على أن أقرا مليارات ‏الصفحات القديمة متداخلة اللغات واللهجات ، متلونة التأويلات والتفسيرات حتى اعرف تاريخ ‏العباءة وحقيقتها ، لكنى لا أستطيع بشريا أن ا قر ا كل هذه الأوراق ولا أن ادقق في نتائج ‏الآخرين المشوهة بخيالهم وخبلهم ، ولا أستطيع أن احمل شكي في مصدر العباءة معي ‏واستمر في الحياة ماذا افعل ، توقفت حياتي حتى اكتشفت يوما ما أن طول النظر للأشياء ‏الجميلة ينسيني العباءة ، ثم اكتشفت كم كنت أتناسى أشياء جميلة وحقيقية لمجرد تعلقي بعباءة ‏‏.يوما بعد يوم لم اعد اهتم بها ولم تصبح عبئ علي كاهلي ، وأخيرا ماتت العباءة ، ورغم ‏أنها دفنت فمازال الكثيرون من أهلي يتباركون بقبرها حيث يوجد مزارها المقدس .‏



#صفوان_الحريرى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفوان الحريرى - سقوط العبء و موت العباءة ...قصة قصيرة